الجمعة, 26 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

معبد السرابيوم

معبد السرابيوم
عدد : 02-2020
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشارى ترميم أثار

يعد لغزا محيرا للعلماء والمتخصصين في علوم المصريات، سواء بسبب وجود توابيته بهذه الأعداد الكبيرة وتصل إلى 26، أو صنعها من الجرانيت شديد الصلابة، وبهذا الحجم الضخم، فضلا عن سراديبه وأنفاقه الطويلة التي تتجاوز 400 متر، والهندسة الفريدة المستخدمة الموجودة في القرن الثالث قبل الميلاد، التي تعد إعجازا علميا وهندسيا عظيما

السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس، وهي عبادة مقدسة في مصر في العصر الهيلينستي"اليوناني"، تجمع بين إلهين من آلهة مصر القديمة وهما أوزوريس وأبيس، والهدف منها جعل المواطنين ذات الأصول الإغريقية والآخرين من ذوي أصول مصرية يشتركون في عبادة الإله الحامي الذي يجمع بين صفات الإلهين الإغريقيين "زيوس وهاديس" مع صفات الإلهين المصريين "أوزوريس وأبيس".

ويوجد العديد من السرابيوم في مصر وإيطاليا، منها الموجود في سقارة وآخر موجود في الإسكندرية وهو مخصص للإله سرابيس، كما يوجد سرابيوم في روما القديمة، وفي مقاطعة أتاكما، وهو أحد المعابد المكرسة للإلهين المصريين إيزيس وأوزوريس، وسيرابيوم آخر بمنطقة كامبو مارتسيو في روما، لكن يعد سرابيوم سقارة الأهم والأكثر تعقيدا في هندسته النادرة.

ويعد سرابيوم سقارة أهم المقابر التي بنيت في منف، ويقع في مجمع مدافن العجل أبيس، الذي كان مقدسا في فترة الأسرات المصرية القديمة, ويرمز للخصوبة ويعبد في منف، واعتبر قدماء المصريين أن روح الإله "بتاح" تتجسد فيه، وسرابيوم يعني مقر أو ضريح الإله سرابيس، وهو مسمى يوناني مرتبط بالمسمى اليوناني "سرابيس" للإله المصري القديم "حب" أي "الثور أبيس"، وسرابيس كلمة مركبة تجمع بين الإلهين "أوزير" و"حب"، واكتشفه عالم المصريات أوجست مارييت عام 1848.

يتكون من مجموعة من الأنفاق والسراديب بطول 400 متر، محفورة في قلب صخر هضبة سقارة، ويبدأ بممر طويل يؤدي إلى سلالم عبارة عن مصاطب كبيرة، في آخرها باب صغير، يفتح على ممر رئيسي على استقامة واحدة طوله 136 مترا، أرضيته خشبية، وأخرى زجاجية، لروؤية الأرض الأصلية للممرات، وعلى جانبيه 24 غرفة دفن مقببة منحوتة في الصخر، لا تواجه هذه الغرف بعضها بعضا، بل حفرت بالتبادل حتى لا تحدث ضغطا على التربة الطينية التي حفرت عليها، وجداريات المقبرة تزينها النقوش المصرية القديمة، وتحتوي كل غرفة دفن على تابوت ضخم من الجرانيت ذي الألوان المختلفة، تظهر عليها نقوش مصرية قديمة متعددة.

وأنفاق السرابيوم لها باب واحد يُعتبر هو المدخل والمخرج، على استقامة واحدة، والرؤية داخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية، ولا يُوجد أي أثر لمواضع المشاعل على جدران النفق.

الأنفاق ليست محفورة في الرمال لكنها محفورة في صخور سقارة، ما يتطلب مجهودا مضاعفا لا يُصدق أنه نفذ باستخدام اليد البشرية وحدها

التوابيت لغز آخر من ألغاز السرابيوم من حيث عددها وضخامة حجمها، إذ يبلغ عددها 26 تابوتا مصنوعا من الجرانيت مُتقن الصنع، ووزن جسم التابوت 70 طنا، أما غطاؤه فيزنُ نحو 30 طنا، ويترواح ارتفاع التابوت بين 3 و4 أمتار، ويصل عرضها إلى 2.5 متر، وطولها 3 أمتار. إذ وجدت كلها خالية ومغلقة عدا تابوت واحد فقط

والتوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابة مثل الجرانيت الأحمر والأسود، وهي صخور لا يمكن التعامل معها إلا عن طريق قواطع الماس.

وتدل الدراسات التاريخية على أن أول عجل تم دفنه كان خلال حكم الملك امنحتب الثالث و قد سرقت هذة المقبرة منذ العصور الاولى واحتوت على العديد من اللوحات الجدارية التي تظهر درجة التنوع في درجة احترام و تقديس العجل من كل الأشخاص .

* تشرفت بالإشراف على أعمال الترميم والتدعيم لمقبرة السرابيوم بسقارة حيث كان المقاولون العرب هى الشركة المنفذة لأعمال التدعيم والترميم و توثيقا كاملا لوضع المقبرة قبل و أثناء و بعد الترميم مع توثيق كامل لكافة الدراسات الهندسية و الإنشائية و الجيوتقنية و البيئية وكان ذلك تحت أشراف المهندس المدنى الكبير/ أنور صالح من قبل الأستاذ العملاق الدكتور المهندس / حسن فهمى إمام الذى قام بعمل الدراسات العلمية لمنطقة الآثار بسقارة بمافيهم هرم زوسر والمقبة الجنوبية ومقبرة السرابيوم هذا وقدتم الأنتهاء من أعمال الترميم والتدعيم 2009م وقد زرت المقبرة من شهرين تقريباً كانت المقبرة كماهى وذات جودة عالية.
 
 
الصور :