الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

إمارة أندلسية في الأسكندرية

إمارة أندلسية في الأسكندرية
عدد : 02-2020
بقلم الدكتور/ عمر محمد الشريف


في عهد أمير الأندلس الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل الأموي، وتحديداً في شهر رمضان سنة ١٩٨هـ، قامت ثورة في "ربض" وهي ضاحية بقرطبة، لكنها أُخمدت سريعًا، وأمر الحكم بن هشام بهدم الحي وطرد أهله، فاتجه جموع من أهل قرطبة شرقًا حتى وصلت مراكبهم إلى شواطئ الإسكندرية في وقت كانت الأحوال فيه مضطربة، وكان عددهم حوالي ١٥ الف فرد إذا استثنينا الأطفال والنساء.

كان والي مصر من قبل الدولة العباسية هو المطلب بن عبدالله الخزاعي، ودار وقتها صراع على ولاية مدينة الإسكندرية العتيقة حيث عُزل عمر بن ملال (ملاك)، وعين المطلب اخوه الفضل بن عبدالله عوضاً عن عمر، فتحالف عمر بن ملال مع عبدالعزيز بن الوزير الجروي الثائر بتنيس.

في سنة ١٩٩هـ اشتعلت الحروب بين المطلب بن عبد اللّه الخزاعيّ أمير مصر وبين الثائر عبد العزيز بن الجروي، فبعث عمر بن ملال إلى الأندلسيين يدعوهم للتحالف معه ومع الجروي في مواجهة الفضل وأخيه المطلب، حيث كان تمركز الأندلسيون في شمال مدينة الإسكندرية، يقول المقريزي عن ذلك:

"فساروا معه وأخرج الفضل، ودعا للجروي فوثب أهل الإسكندرية على الأندلسيين وأخرجوهم وردّوا الفضل وقتل من الأندلسيين نفر، وانهزم الباقون إلى مراكبهم فعزل المطلب أخاه وولى عليها إسحاق بن أبرهة بن الصباح في شهر رمضان سنة تسع وتسعين ثم عزله بأبي بكر بن جنادة المعافري".


ولما انتصر السري بن الحكم على المطلب بن عبد الله الخزاعي، وغلب على مصر وولي عليها سنة ٢٠٠ هـ، وثب عمر بن ملال على أبي بكر المعافري ، وأخرجه من الإسكندرية، ودعا للجرويّ وأقبل الأندلسيون إليه، إلا أنه لم يعاملهم في تلك المرة كما عاملهم أولاً ، حيث بلغه عنهم بعض الفساد، فحقدوا عليه.

وظهرت بالإسكندرية طائفة يسمون بالصوفية يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويعارضون السلطان في أموره، يرأسهم رجل منهم يقال له‏ "أبو عبد الرحمن الصوفيّ" .


اتحد الأندلسيون مع الصوفية وصاروا يدًا واحدة، كما تقووا بقبيلة "لخم" حيث كانت مساكنهم بالإسكندرية، بل كانت لخم أعز مَن في تلك الناحية، فساروا إلى عمر بن ملال ليثأروا لأنفسهم وهم زهاء عشرة آلاف، فحاصروه في قصره حتى قتل في ذي القعدة سنة ٢٠٠هـ.

بعد مقتل عمر، فسد ما بين لخم والأندلسيين، وانقلبت الصداقة إلى عداوة، واقتتلوا فانهزمت لخم‏، فظفر الأندلسيون بالإسكندرية في شهر ذي الحجة، وأصبحوا هم أصحاب السلطة الفعلية عليها، وتأكد سلطانهم عليها، لذا نستطيع القول أن الإسكندرية في تلك الفترة كانت إمارة أندلسية أو شبه جمهورية مستقلة، وكان ذلك أيام الخلافات بين الخليفة العباسي الأمين وأخيه المأمون.

فولوا على الاسكندرية أبا عبد الرحمن الصوفي، فاضطربت الأحوال وساد الفساد والنهب والقتل، فعزله الأندلسيون وولوا رجلًا منهم يعرف بالكنانيّ.

ثم حاربت بنو مدلج الأندلسيين، فظفر بهم الأندلسيون وأبعدوهم عن البلاد فلم يقدر بنو مدلج على الرجوع إلى أرض الإسكندرية، ولما بلغ عبد العزيز الجرويّ قتل ابن ملال سار في خمسين ألفًا حتى نزل على حصن الإسكندرية وحصرها حتى أجهد من فيها، وكاد يفتحها في المحرم سنة ٢٠١هـ.

خشى السري بن الحكم من ازدياد نفوذ الجروي فبعث إلى "تنيس" مقر السري جيش بقيادة عمرو بن وهب الخزاعي ، فترك الجروي حصار الإسكندرية.

فلم تزل الفتن بالأندلسيين في الإسكندرية متصلة إلى استتب الأمر للخليفة العباسي المأمون، وقدم عبد الله بن طاهر إلى مصر من قبل المأمون ليستعيد زمام أمورها، وأخرج عبيد الله بن السريّ من مصر، ثم سار بعد ذلك إلى الإسكندرية وحاصرها في صفر سنة ٢١٢هـ بضع عشرة ليلة حتى خرج إليه أهلها بأمان وصالحه الأندلسيون على أن يسيرهم من الإسكندرية حيث أحبوا، فخرجوا إلى جزيرة كريت واستولوا عليها، وولى ابن طاهر على الاسكندرية إلياس بن سامان، لتعود إلى أحضان الخلافة العباسية."