الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

لوثر كينج ..قاهر العنصرية في أمريكا

لوثر كينج ..قاهر العنصرية في أمريكا
عدد : 02-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى

مارتن لوثر كينج كان زعيما أميريكيا من أصول أفريقية وناشط سياسي إنساني من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السود وحصل علي جائزة نوبل للسلام عام 1964م وكان أصغر من يحصل عليها وتم إعتباره من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان وكان هو من أسس زعامة المسيحية الجنوبية وهي حركة إستهدفت الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأميريكيين ذوى البشرة السمراء والمساواة مع البيض وراح ضحية هذه القضية وقد رفض كينج العنف بكل أنواعه وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أن قادة السود الحربيين لم يؤيدوه وبدأوا يتحدونه عام 1965م وقد ولد مارتن لوثر كينج في يوم 15 يناير عام 1929م في مدينة أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا التي تقع في المنطقة الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة الأميريكية والتي كانت تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية وكان الطفل الأوسط لأبيه مايكل كينج والأم البرتا ويليامز كينج وكانت عائلتا كينج وويليامز عائلتين متجذرتين في المناطق الريفية في ولاية جورجيا وكان جده رجل دين عاش في الريف لسنوات ثم إنتقل إلى أتلانتا عام 1893م وتولى رعاية كنيسة إيبينزر الصغيرة المكونة من نحو 13 عضوا ليحولها إلى جماعة قوية ونشطة وكان يغلب على الصبي مارتن البكاء حينما يقف عاجزا عن تفسير لماذا ينبذه أقرانه البيض ولماذا كانت الأمهات تمنعن أبناءهن من اللعب معه وتدريجيا بدأ الصبي يفهم الحياة ويعرف سبب هذه التصرفات ومع ذلك كان دائما يتذكر قول أمه لا تدع هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر أنك أقل من البيض فأنت لا تقل عن أي شخص آخر ومضت السنوات ودخل كينج المدارس العامة في عام 1935م وجرى تعميده في شهر مايو عام 1936م ولكن هذا الحدث لم يكن له أثر كبير عليه وفي شهر مايو عام 1941م كان مارتن قد بلغ من العمر 12 عاما وفي هذا العام توفيت جدته جيني جراء نوبة قلبية مما سبب له حزنا شديدا وإلتحق مارتن بعد ذلك بمدرسة المعمل الخاص بجامعة أتلانتا ثم إلتحق بمدرسة بوكر واشنطن وكان طالبا ذا شعبية خاصة بين زميلاته الإناث على الرغم من أن عائلته كانت منخرطة بعمق في الكنيسة والعبادة وكان تفوقه على أقرانه سببا لإلتحاقه بالجامعة في آخر عام 1942م حيث درس بكلية مورهاوس وهناك تفتحت مداركه وتكونت شخصيته القيادية ودرس في الأيام الأولى من حياته الجامعية سيرة الزعيم الهندى الشهير المهاتما غاندى وأعمال الكاتب الأمريكي ثورو الذي كان يؤمن بالعصيان المدني ومن ثم عدل من موقفه تجاه البيض وركز غضبه على الظلم بدلا من كراهية شخص بعينه وتعرف على فكرة العصيان المدني كسلاح من أجل التغيير وكذلك تعرف علي فكرة المقاومة السلبية السليمة وهكذا بدأ يقول إن الحب يمنح القوة الداخلية وإن حياة غاندى وطريقته في مقاومة الإستعمار البريطاني لبلاده قد هزته من العمق .


وفي عام 1947م تم تعيينه مساعدا في كنيسة أبيه وصار قس معمداني ثم حصل على درجة ليسانس الآداب في عام 1948م ولم يكن عمره تجاوز 19 عاما وحينها إلتقى بفتاة سوداء تدعى كوريتاسكوت والتي إرتبط بها وتم زفافهما بعد ذلك عام 1953م ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة بوسطن وفي عام 1951م حصل على بكالوريوس في اللاهوت وفي عام 1955م حصل على درجة الدكتوراة في التخصص نفسه وفي شهر سبتمبر عام 1954م قدم مارتن وزوجته إلى مدينة مونتجمري بولاية مينسوتا التي تقع في المنطقة الوسطي من غرب الولايات المتحدة والتي كانت ميدانا لنضاله فيما بعد عندما جاء يوم الخميس الأول من شهر ديسمبر عام 1955م حيث رفضت السيدة روزا باركس وهي سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض في إحدى الحافلات فما كان من السائق إلا أن إستدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة إرتكاب مخالفة وكانت هذه نقطة البداية لقضيته حيث كانت الأوضاع تنذر برد فعل عنيف يمكن أن يفجر أنهار الدماء لولا أنه إختار للمقاومة طريقا آخر غير الدم فنادى بمقاومة تعتمد على مبدأ اللا عنف أو المقاومة السلمية على طريقة المناضل الهندي المهاتما غاندي وكان يستشهد دائما بقول السيد المسيح أحب أعداءك وإطلب الرحمة لمن يلعنوك وإدع الله لأولئك الذين يسيئون معاملتك وكانت حملته إيذانا ببدء حقبة جديدة في حياة الأمريكان ذوى الأصول الأفريقية فكان النداء بحملة مقاطعة لشركة الحافلات والتي إمتدت عاما كاملا مما أثر كثيرا على إيراداتها حيث كان الأفارقة يمثلون 70 % من ركاب خطوطها ومن ثم من دخلها السنوي ولم يكن هناك ما يدين مارتن فألقي القبض عليه بتهمة قيادة سيارته بسرعة 30 ميلا في الساعة في منطقة أقصى سرعة فيها 25 ميلا وألقي به في زنزانة مع مجموعة من السكارى واللصوص والقتلة وكان هذا أول إعتقال لمارتن لوثر كينج والذى أثر فيه بشكل بالغ العمق حيث شاهد وعانى بنفسه من أوضاع غير إنسانية إلى أن أُفرج عنه بالضمان الشخصي . وبعد الإفراج عنه بأربعة أيام فقط وفي يوم 30 يناير عام 1956م كان مارتن يخطب في أنصاره حين ألقيت قنبلة على منزله كاد أن يفقد بسببها زوجته وإبنه وحين وصل إلى منزله مسرعا عندما وصله خبر هذه القنبلة وجد جمعا غاضبا من الأفارقة مسلحين وعلى إستعداد للإنتقام وأصبحت مدينة مونتجمري على حافة الإنفجار من الغضب وفي الحال وقف كينج يخاطب أنصاره دعوا الذعر جانبا ولا تفعلوا شيئا يمليه عليكم شعور الذعر إننا لا ندعو إلى العنف وبعد أيام من الحادث أُلقي القبض عليه ومعه مجموعة من أنصاره البارزين بتهمة الإشتراك في مؤامرة لإعاقة العمل دون سبب قانوني بسبب المقاطعة وإستمر الإعتقال إلى أن قامت 4 من السيدات من ذوى الأصول الأفريقية بتقديم طلب إلى المحكمة الإتحادية لإلغاء التفرقة في الحافلات في مدينة مونتجمري وأصدرت المحكمة حكمها التاريخي الذي ينص على عدم قانونية هذه التفرقة العنصرية وساعتها فقط طلب كينج من أتباعه أن ينهوا المقاطعة ويعودوا إلى إستخدام الحافلات بتواضع ودون خيلاء وهنا صدر قرار بالإفراج عنه وبعد حوالي شهر من هذا الحدث نُسف منزل كينج بالديناميت على أيدي البيض وهنا شكل كينج مؤتمر القيادة المسيحي الجنوبي لنشر الأسلوب الذي إتبعه سود مونتجمري إلى كل أنحاء الجنوب الأميريكي وفي شهر يونيو عام 1957م أصبح مارتن لوثر كينج أصغر شخص وأول قسيس يحصل على ميدالية سينجارن التي تعطى سنويا للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية وكان حينذاك في سن السابعة والعشرين من عمره وبهذه المناسبة وأمام نصب لنكولن التذكاري المواجه لمبني الكونجرس بالعاصمة الأميريكية واشنطن وجه كينج خطابه الذي هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين الجمهوري والديموقراطي وردد صيحته الشهيرة أعطونا حق الإنتخاب ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذوى الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب الأميريكي وفي عام 1959م قام بزيارة الهند وعبر عن إعتقاده الكامل بأيديولوجية السلام عند نهرو وغاندي وكان شديد الإنتقاد لسياسة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا وفي عام 1960م سجن كينج مثل غاندي تماما بسبب حملات الإحتجاج السلمية ضد التمييز العنصري ضد السود وبدأ يطالب الحكومة الفيدرالية بإتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الظلم .


وبعد أن تولي جون كيندي منصب رئاسة الولايات المتحدة في شهر يناير عام 1961م ضاعف كينج جهوده المتواصلة لإقحام الحكومة الإتحادية في الأزمة العنصرية المتفاقمة إلا أن جون كيندي إستطاع ببراعة السياسي المحنك أن يتفادى هجمات كينج الذي كان لا يتوقف عن وصف الحكومة بالعجز عن حسم الأمور الحيوية ومن هنا قرر كينج في أواخر صيف عام 1963م بدء سلسلة من المظاهرات في مدينة برمنجهام أكبر مدن ولاية الاباما التي تقع جنوب شرق الولايات المتحدة غرب ولاية جورجيا وعمل على تعبئة الشعور الإجتماعي بمظاهرة رمزية في الطريق العام وفي اليوم التالي وقعت أول معركة سافرة بين السود المتظاهرين ورجال الشرطة البيض الذين إقتحموا صفوف المتظاهرين بالعصي والكلاب البوليسية الشرسة لكن المشهد كان على مرأى من كاميرات التليفزيون ولم يعد ممكنا التعتيم على الناس وهنا صدر أمر قضائي بمنع كل أنواع الإحتجاج والمسيرات الجماعية وأعمال المقاطعة والإعتصام فقرر كينج لأول مرة في حياته أن يتحدى علانية حكما قضائيا صدر من المحكمة وسار خلفه نحو ألف من المتظاهرين الذين كانوا يصيحون حلت الحرية ببرمنجهام وكانت النتيجة أن ألقي القبض على كينج وأودع سجنا إنفراديا ومن محبسه حرر خطابا أصبح فيما بعد من المراجع الهامة لحركة الحقوق المدنية وقد أوضح فيه فلسفته التي تقوم على النضال في إطار من عدم العنف وبعد خروجه بكفالة واصل قيادته للحركة ثم برزت له فكرة تتلخص في هذا السؤال ماذا أنت صانع بالأطفال إذ لم يكن إلا القليلون على إستعداد لتحمل المسؤولية التي قد تنشأ عن مقتل طفل ولكنه لم يتردد كثيرا فسمح لآلاف من الأطفال بإحتلال المراكز الأمامية في مواجهة رجال الشرطة والمطافئ والكلاب الشرطية المتوحشة فإرتكبت الشرطة خطأها الفاحش وإستخدمت القوة ضد الأطفال الذين لم يزد عمر بعضهم عن السادسة ثم إقتحم رجال الشرطة صفوفهم بعصيهم وبكلابهم مما أثار حفيظة الملايين وإنتشرت في أرجاء العالم صور كلاب الشرطة وهي تنهش الأطفال وبذلك نجح كينج في خلق الأزمة التي كان يسعى إليها ثم أعلن أن الضغط لن يخف مضيفا إننا على إستعداد للتفاوض ولكنه سيكون تفاوض الأقوياء فلم يسع البيض من سكان المدينة إلا أن يخولوا على الفور لجنة للتفاوض مع الزعماء السود وبعد مفاوضات طويلة شاقة تمت الموافقة على برنامج ينفذ على مراحل بهدف إلغاء التفرقة بين البيض والسود وإقامة نظام عادل وكذلك الإفراج عن المتظاهرين غير أن غلاة دعاة التفرقة بادروا بالإعتداء بالقنابل على منازل القادة السود فإندفع الشباب السود الغاضبين لمواجهة رجال الشرطة والمطافئ وحطموا عشرات السيارات وأشعلوا النيران في بعض المتاجر حتى إضطر الرئيس جون كنيدي لإعلان حالة الطوارئ في القوات المسلحة وسارع كينج محاولا أن يهدئ من ثائرة المواطنين وكان عزاؤه أن من إشتركوا في العنف من غير الأعضاء النشطين المنتظمين في حركة برمنجهام وما لبث أن قام بجولة ناجحة في عدة مدن كشفت عن البركان الذي يغلي في صدور الأمريكان السود تحت تأثير مائة عام من الإضطهاد وفي ظل هذه الظروف الحرجة إتحد كينج مع زعماء الأمريكان السود بكل آرائهم ومعتقداتهم الدينية لمواجهة عدوهم المشترك سويا وكان منهم زعيم المسلمين السود مالكوم إكس والذى يعرف أيضا بإسم الحاج مالك الشباز وكان داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان وهو أميريكي من أصل إفريقي كان من أهم أعماله تصحيح مسيرة الحركة الإسلامية في أمريكا بعد أن إنحرفت بقوة عن العقيدة الإسلامية ودعا للعقيدة الصحيحة وصبر على ذلك حتى إغتيل بسبب دعوته ودفاعه عنها في يوم 21 فبراير عام 1965م .


وفي عام 1963م قام الأمريكان السود بثورة لم يسبق لها مثيل في قوتها إشترك فيها حوالي 250 ألف شخص كان منهم نحو 60 ألفا من البيض وإتجهت هذه الجموع صوب نصب لينكولن التذكاري بالعاصمة واشنطن وكانت أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية وهناك ألقى كينج أروع خطبه له والمعروفة بإسم لدى حلم I have a dream التي قال فيها لدي حلم بأن أطفالي الأربعة في يوم من الأيام سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم ووصف كينج المتظاهرين كما لو كانوا قد إجتمعوا للحصول علي دين مستحق لهم ولم تف أمريكا بسداده فبدلا من أن تفي بشرف بما تعهدت به أعطت أمريكا الزنوج شيكا بدون رصيد شيكا أعيد وقد كتب عليه إن الرصيد لا يكفي لصرفه فدقت القلوب وإرتجفت بينما أبت نواقيس الحرية أن تدق بعد وما أن مضت ثمانية عشر يوما حتى صعق مارتن لوثر كينج وملايين غيره من الأميريكيين بحادث وحشي إذ ألقيت قنبلة على الكنيسة المعمدانية بمدينة برمنجهام التي كانت وقتذاك زاخرة بتلاميذ يوم الأحد من الزنوج السود مما أدى إلي مصرع 4 فتيات فهرع كينج مرة أخرى إلى مدينة برمنجهام وكان له الفضل في تفادي إنفجار العنف وفي تلك السنة 1963م صدر قانون حقوق التصويت الإنتخابي الفيدرالي كما زاد هذا التفجير في دعم المواطنين المطالبين بالحقوق المدنية ومثل نقطة تحول في تاريخ حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وساهم في دعم تمرير تشريع الحقوق المدنية في الكونجرس عام 1964م وفي العام نفسه أطلقت مجلة تايم على كينج لقب رجل العام فكان أول رجل من أصل أفريقي يمنح هذا اللقب وعلاوة علي كل ما سبق ففي هذه المرحلة عارض كينج تورط الولايات المتحدة الأميريكية في حرب فيتنام وكان لكل هذه الأحداث ولدعوته إلى اللاعنف تأثيرها المباشر الذى رشح كينج لنيل جائزة نوبل للسلام في عام 1964م وقد دعم هذا الأمر أنّه قسيس فكان بذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة حيث كان يبلغ من العمر حينذاك 35 عاما ولم يتوقف كينج عن مناقشة قضايا فقر السود وعمل على الدعوة إلى إعادة توزيع الدخول بشكل عادل إذ إنتشرت البطالة بينهم فضلا عن الضرائب السنوية الباهظة والإيجارات الشهرية لمحال إقامتهم إضافة إلي مستلزمات الحياة اليومية هذا غير الحوائط المنهارة والأدوات الصحية الفاسدة في منازلهم والجرذان والحشرات التي تنتشر فيها وكنتيجة لذلك أخذ اليمينيون يركزون على كينج وكان على رأسهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي إدجار هوفر وحتى لحظة موت كينج ظل هوفر يلاحقه ويتنصت على مكالماته الهاتفية ويحاول تجنيد عملاء لإختراق حلقته الداخلية حتي أنه شكل وحدة خاصة لمتابعة كينج ورجاله وتم إطلاق شائعة عن كينج بأنه زئر نساء وعميل للشيوعيين .


وفي عام 1968م خطّط كينج لمسيرة جماهيرية في العاصمة واشنطن وعندما أراد ركوب الطائرة من مطار أتلانتا تلقى مدير المطار إنذارا بوجود قنبلة في الطائرة وقام رجال الأمن بالتفتيش لكنهم لم يعثروا على أية قنبلة ومرة أخرى خطط لمسيرة في مدينة ممفيس كبرى مدن ولاية تينيسي التي تقع جنوب شرق الولايات المتحدة شمالي ولايتي جورجيا والاباما وأقام كينج في غرفة بموتيل لوريان وفي غرفة آخرى كان يقيم شخص يدعى جيمس إرل راي وكان قد أعطى الإدارة إسما مزيفا هو جون ويلارد ومن المعروف عن هذا الشخص أنه قد تورط في إرتكاب جريمة سطو مسلح في صغره وصدر عليه حكم بالسجن 20 سنة في ولاية ميسوري وحاول الهرب مرارا وفي النهاية تمكن من الهرب عندما إختبأ تحت شاحنة تقوم بتوريد الخبز للسجن وفي يوم 1 أبريل عام 1968م إتجه جيمس بالسيارة إلى مدينة ممفيس وفي الطريق توقّف عند أحد المخازن التجارية حيث إشترى بندقية ذات منظار تلسكوبي وذخائر وفي ساعة المغيب من يوم 4 من شهر أبريل عام 1968م اتخذ موقعا بحيث يستطيع أن يصوب منه بندقيته بإتجاه غرفة كينج في موتيل لوريان وطال إنتظار جيمس حيث قبع كينج في الغرفة التي يشغلها مساعدوه طويلا وفي الساعة السادسة مساءا تقريبا ظهر كينج وهو يرتدي حلة سوداء اللون وكان يستعد للظهور أمام تجمع جماهيري في تلك الليلة وإستند كينج إلى جدار شرفة غرفته لكي يتبادل الحديث مع مساعده جيسي جاكسون الذي كان يقف على الأرض تحت الشرفة وفجأة دوى صوت طلقة وإنفجرت حنجرة كينج ثم سقط على أرضية الشرفة وإندفع الدم من عنقه وبسرعة إندفع الرجال مندفعين إلى الزعيم الجريح ثم جاءت سيارة الإسعاف لإنقاذه فيما هرب جيمس تاركا حزمة ملفوفة خلفه وكانت الحزمة تحتوي البندقية وصندوق طلقات وأشياء أخرى وبين تلك الأشياء البطاقة الشخصية أما البصمات فكانت موجودة على كل تلك الأشياء وبتلك النهاية إُغتيلت أحلام مارتن لوثر كينج ببندقية أحد المتعصبين البيض وكان قبل موته يتأهب لقيادة مسيرة في ممفيس لتأييد إضراب جامعي النفايات الذي كاد يتفجر في مائة مدينة أميريكية وفي تلك الليلة إنفجرت أعمال العنف في كثير من مدن البلاد وإشتعلت النيران في العديد من المدن الكبرى منها شيكاغو وبوسطن وواشنطن ونيويورك وأصدرت كوريتا سكوت كينج زوجة القتيل بيانا تناشد فيه الجميع بالتوقف عن العنف وعدم تعطيل العمل تحقيقاً لأحلام زوجها الراحل وفي اليوم التالي الأحد 7 من شهر أبريل عام 1968م تم فرض حظر التجول في العاصمة واشنطن وإعتقل الألوف بعد نشوب 620 حريقا .



وفي يوم 9 أبريل عام 1968م جرت مراسيم جنازة جماهيرية لكينج في مدينة أتلانتا وكان بين الحضور في الجنازة جاكلين كينيدي زوجة الرئيس الأميريكي الراحل جون كيندي الذى كان قد تم إغتياله يوم 22 نوفمبر عام 1963م كما تأجل إفتتاح الموسم السنوي لكرة السلة على مستوى الولايات المتحدة الأميريكية وبعد مرور أسبوع وقّع الرئيس الأميريكي ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميريكية ويلزم الإدارة الفيدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون وبعد أربعة شهور من حادث إغتيال كينج أمكن كشف القاتل جيمس إرل راي لدى محاولته الحصول على جواز سفر كندي بإسم مستعار وكان قد تمكن من السفر إلى لندن ثم إلي لشبونة ثم عاد لتحضير نفسه للقتال في إقليم بيافرا المتمرد في نيجيريا وأخيرا إعتقل في مطار هيثرو في لندن وقامت السلطات البريطانية بتسليم جيمس إلى السلطات الأميريكية في ولاية تينيسي التي وقعت فيها حادثة إغتيال كينج وحكم على القاتل بالسجن 99 عاما بعد أن أقر أنه مذنب كما أقسم على وجود مؤامرة خلف حادث الإغتيال ثم عاد يقول إنه وقت الحادث كان في مدينة أخرى وطالب بمحاكمة جديدة لكن الحكومة رفضت طلبه وأكد هذا التصرف نظرية القائلين بوجود مؤامرة ما فعلا وراء عملية الإغتيال وأن الجريمة لم تكن مجرد مبادرة فردية مثلما حدث تماما عند إغتيال الرئيس جون كيندي الذي تمّ قتل قاتله ثم قتل قاتل القاتل وضاع السر غير أن التحقيقات في قضية إغتيال كينج قد أشارت إلى إحتمال كون الإغتيال مدبرا وأن جيمس كان مجرد أداة وحتى اليوم لا زالت أسئلة عديدة مثارة في أمر هذا الحادث دون جواب فالمكان الذي يفترض وجود المتآمر فيه لم يشتمل على أية بصمات أو آثار بارود فما هو السبب وما الذي جعل المتآمر يترك الأدلة الفاضحة في مكان إرتكاب جريمته وهي حافلة بالبصمات وهل وضعت تلك الأدلة عن عمد للتضليل ومن أين جاء المتآمر بالأموال التي أنفقها في رحلاته الجوية إلى دول أوروبا بعد الجريمة ولماذا لم تسجل المباحث الفيدرالية إفادات مراسل صحيفة نيويورك تايمز وسائق القتيل اللذين شاهدا رجلا قابعاً بين شجيرات قريبة من غرفة كينج في وضع مريب وقد أمكن التوصل إلى تفسير لمسألة حصول القاتل على الأموال ففي عام 1978م تم إثبات وجود صلة بين القاتل وبين إثنين من سكان منطقة سان لويس بولاية ميسورى التي تقع في غرب وسط أمريكا معروف عنهما أنهما أصحاب أفكار يمينية متطرفة وعلاوة علي ذلك لا يمكن إنكار حقيقة أن إدجار هوفر ظل رئيساً لمكتب التحقيقات الفيدرالية عشرات السنين وهو يميني أبيض مسيحي متعصب وقد رغب بإلحاح في تدمير سمعة كينج وقد جاء الإغتيال ليزيح من الطريق تلك الشخصية القيادية التي كانت ستوحد جهود أنصار العنف واللاعنف سويا في إتجاه إنتصار قانون الحقوق المتساوية بين الأبيض والأسود والفقير والغني في الولايات المتحدة الأميريكية وعندما مات كينج ما كان لأحد أن يملأ الفراغ الذي تركه سوى مالكوم إكس لكن مالكوم إكس كان قد راح ضحية الإغتيال هو أيضاً قبل مارتن لوثر كينج بحوالي 3 سنوات هذا ويعتبر كثيرون أن رسالة مارتن لوثر كينج قد تحققت وأن التفرقة العنصرية قد إنتهت بالكامل وبنسبة 100% في اليوم الذي فاز فيه باراك أوباما بالإنتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر عام 2008م ثم تقلده المنصب رسميا في يوم 20 يناير من عام 2009م حيث تفخر الكثير من الدول الأفريقية بوصول رجل من أصول أفريقية إلى كرسي الحكم في الولايات المتحدة الأميريكية ولا سيما أن بعض الدول الأوروبية لم تصل لهذا القدر من الحرية بعد رغم كونها من أوائل الدول الحاضنة لمواطنين يحملون جنسياتها ولكنهم من أصول أفريقية .
 
 
الصور :