يكتب: محمود فرحات
الاسكندر فيليب الثاني الشهير بالاسكندر الاكبر كلنا نعرف أن هذا القائد العسكري الفذ، هزم كل اعدائه وحقق امبراطوريه عظيمه تمتد من شرق اوروبا الى اواسط اسيا بالاضافة الى مصر واقليم برقه.. لكن من منا يعرف الوجه القبيح لذلك القائد العسكري الوسيم.. بقليل من التأمل في شخصية الاسكندر والبحث خلف تلك الانتصارات نكتشف تظهر لنا انياب ومخالب الإسكندر، ونتيقن انه ما كان سوى قاتل محترف، قاد جيش من المغامرين لاخضاع العالم المعروف في ذلك الوقت وتحقيق مجد شخصي له.. وفي سبيل ذلك استخدم كل السُبل لاذلال اعداؤه وكذلك معارضيه ليحقق اهدافه التوسعية وبناء مجده الشخصي الذي طالما كان يسعى اليه..
في البداية تخلص الاسكندر من ابوه فليب الثاني المقدوني (الاعور) بمؤامره قتل على اثرها، ليرث مملكة متينه اسسها ابوه وجيش عرمرم قوي لا يهاب الاعداء، كذلك تخلص الاسكندر من كل خصومه الذين يحتمل ان ينافسونه على عرش المملكه، فأمر بإعدام ابن عمه أمينتاس الرابع، المنافس الأبرز والمدعي بالحق في عرش مقدونيا وكذلك أميرين مقدونيين آخرين، كما أمر بإعدام كليوپترا يوريديس الزوجة الثانيه لابوه فيليب الثاني وابنتها يوروبا فتم حرقهما حيتين.. كذلك اعدم اتاليوس.. وفي اول حكمه ثارت وتمردت عليه بعض المدن الاغريقية فقرر ان يبرز لها وجهه القبيح مبكرا فأمر بتسويتها بالارض وتقسيم اراضيها رغم ان قادته نصحوه بالحلول الدبلوماسية..
ومع توالي انتصاراته في الشرقضد الفرس وسقوط المدن ما كان الاسكندر ليرضى بالمقاومه من حاكم لاي مدينة قرر الدفاع عن مدينته، فكان جزاءة التنكيل والتمثيل به وحرق مدينته واباحتها مثلما فعل مع مدينه صور التي قاومته لسبعه أشهر حتى كاد اليأس يتسلل لقلب رجاله، وعندما سقطت المدينة في قبضته اباحها لرجاله ثم امر بحرقها وهدم اسوارها والقائها في البحر، وكذلك قاوم باتيس حاكم غزه الغزاة الاغريق مقاومه شرسة بشجاعة، حتى ان الاغريق حاولوا اقتحام المدينة ثلاث مرات وفشلوا.. لكن باتيس هزم وتم اسره وما كان الاسكندر ليرحمه او يقتله قتله عادية وانما ظهرت وحشيه ذلك القائد الوسيم في قتل باتيس حيث امر بسحله فربط الحبال في قدمية وجرته عربه حول اسوار المدينة المنكوبة حتى لفظ انفاسه.. وهو في ذلك اقتدى بمثله الأعلى آخيل وما فعله بغريمه إيكتور ولكن الإسكندر كان ابشع في سلوكه.. ولم يسلم منه كل رجل قادر على حمل السلاح، كما بيعت النساء والاطفال كعبيد.
وبعد هزيمه دارا الثالث ملك الفرس في المعركة تلو الاخرى امام الاسكندر وانسحاباته المتعدده ثار ضده قواد جيشه وقتله احد قوادة وهو بسوس والذي اعلن نفسه وريث لعرش المملكة الاخمينية تحت اسم اردشير الخامس ونظم صفوفه لرد عدوان الاسكندر على اراضيه ولكنه مني بالهزيمه وسقط اسير ولم يفوت الاسكندر الفرصة فأمر بتعذيبه وقطع رأسه وصلبه ويقول بلوتارخ: "ان الاسكندر امر بتقطيع جسده ارباً"
ولم يسلم منه حتى المقربين منه او قواد جيشه فدوما كانوا يعترضون على افعاله وتصوره لنفسه على انه اله واعلى من النشر .. فحينما عارضه كليتوس بن درويبيس ذات ليله اثناء حفله في سمرقند، وحيث كان الاسكندر يفتخر بانتصاراته رد عليه كليتوس "تدين بمجدك كله لوالدك" مما اثار الاسكندر فقتله.. وكان كليتوس هذا صديق الاسكندر وأحد قواد جيشه وحارسة الشخصي وهو الذي انقذ حياته في معركه (جرانيكوس).. كذلك قتل مؤرخه الشخصي الذي بنى للاسكندر سمعته الحربية المدعو كاليستنس الأولينثوسي..
هذا بعض ما تركه لنا التاريخ عن الاسكندر الاكبر والذي يبين لنا الوجه القبيح له ويضعه ضمن سفاحين التاريخ الذين سنسرد لهم في الحلقات القادمه..
تقبلوا تحياتي،، |