الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تعرف على الأب المؤسس للولايات المتحدة الأمريكية

تعرف على الأب المؤسس للولايات المتحدة الأمريكية
عدد : 04-2020
بقلم المهندس: طارق بدراوى


بنيامين فرانكلين واحد من أهم وأبرز الآباء السبعة مؤسسي الولايات المتحدة الأميريكية والذين كانوا مجموعة من الزعماء الأميريكيين الذين وحدوا المستعمرات الثلاث عشرة التي كانت النواة الأولي لدولة الولايات المتحدة الأميريكية وقادوا الحرب من أجل الإستقلال عن الإمبراطورية البريطانية العظمى وبنوا إطارا حكوميا لدولتهم الجديدة على أسس جمهورية خلال العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر الميلادى وكانوا من خلفيات إجتماعية وإقتصادية وإثنية متنوعة فضلا عن إمتهانهم لمهن مختلفة بعضها بدون أي خبرة سياسية سابقة وهؤلاء السبعة بالإضافة إلي بنيامين فرانكلين هم جون آدمز والكسندر هاميلتون وجون جاي وتوماس جيفرسون وجيمس ماديسون وجورج واشنطن وكان لكل منهم دور أساسي ومهمة محددة قام بها في تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد حيث كان آدمز وجيفرسون وفرانكلين أعضاء في لجنة الخمسة التي صاغت إعلان الإستقلال وكان هاملتون وماديسون وجاي مؤلفين للأوراق الفيدرالية ودعوا إلى التصديق على الدستور وكان واشنطن هو القائد الأعلى لجيوش المستعمرات ورئيس المؤتمر الدستورى كما كان فرانكلين وجاى وآدمز هم من تولوا المفاوضات مع بريطانيا والتي أدت إلي توقيع معاهدة باريس في يوم 3 سبتمبر من عام 1783م بين كونجرس الولايات الكونفدرالية الأميريكية وبين الإمبراطورية البريطانية العظمى وبموجبها إنتهت رسميا حرب الإستقلال الأميريكية بين بريطانيا العظمي و‌الولايات المتحدة والتي كانت قد بدأت في عام 1775م أما باقي الدول الأوروبية الأخرى التي كانت مشاركة في هذه الحرب وهي فرنسا وأسبانيا و‌هولندة فقد وقعت إتفاقيات منفصلة مع الولايات المتحدة ومما يذكر أن كل من جورج واشنطن وجون آدمز وتوماس جيفرسون وجيمس ماديسون قد تولوا منصب رئيس الولايات المتحدة وعلاوة علي كون فرانكلين من كبار السياسيين ورجال الدولة الأفذاذ كان أيضا من كبار الدبلوماسيين والإقتصاديين الأميريكيين ومؤلفا وعالما ومخترعا وصاحب شخصية رئيسية في التنوير وتاريخ الفيزياء حيث كان صاحب تجارب ونظريات وإكتشافات وإختراعات متعلقة بالفيزياء فعلي سبيل المثال كان هو من إخترع مانع الصواعق والنظارة ثنائية البؤرة وعداد المسافة وموقد فرانكلين كما كان هو أول من إبتكر كلمة Electricity التي تعني كهرباء بالعربية كما أنه كان أول من درس الكهرباء علميا في حقبة الثورة الصناعية كما كان هو من أثبت أن البرق عبارة عن كهرباء عندما قام بتجربة خطرة كادت أن تودي بحياته عرض فيها طائرة هوائية للصواعق فإنجذبت نحوها فلما أصابتها الصاعقة إحترقت من فورها وعلاوة علي ذلك فقد ساهم أيضا في إبتكار فكرة تقديم الساعة وهو النظام المعروف بالتوقيت الصيفي وأخذت الفكرة حيز الجدية بعد الحرب العالمية الأولى وكانت من أوائل الدول في تنفيذها المانيا وبريطانيا كما أنه كان رائدا وناشطا في مجالي العمل الاجتماعي وحقوق الإنسان ومن ثم دعا إلى إحترام كرامة الإنسان ونبذ العنصرية والعبودية وإلى الكثير من المثل العليا الأخرى ونستطيع أن نقول إن هذا الرجل كان رجلا إستثنائيا في تاريخ الولايات المتحدة والعالم وإستحق عن جدارة أن تكرمه دولته بطبع صورته على عملتها الورقية من فئة المائة دولار .

ولد بنيامين فرانكلين في يوم 17 يناير عام 1706م في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس وجاء ترتيبه العاشر لإخوة وأخوات بلغ عددهم سبعة عشر وعمد في كنيسة أولد ساوث ميتنج هاوس وكان والده جوزاياه فرانكلين يرغب في أن يكون إبنه كاهنًا ولما بلغ سن 8 سنوات إلتحق بأحد مدارس بوسطن لكن ظروفه المادية لم تسمح له سوى بقضاء عامين فقط في المدرسة عمل بعدهما وهو في سن 10 سنوات مساعدا لأبيه في تجارة الصابون والشموع وحين بلغ سن الثانية عشر عاما عمل كمساعد لأخيه جيمس في إحدى المطابع ولتعويض ما فاته من العلم كان يدخر نقوده لشراء الكتب ويعمل على إعادة كتابة ما حفظه من تقارير ومقالات معتمدا على ذاكرته وفي عام 1723م غادر فرانكلين بوسطن إلى فيلادلفيا كبرى مدن ولاية بنسلفانيا شمال شرق الولايات المتحدة وكان قد بلغ من العمر 17 عاما وفي العام التالي 1724م هاجر إلى العاصمة البريطانية لندن حيث عمل هناك مدة عامين في الطباعة كذلك وهناك قرأ العديد من الكتَاب البريطانيين وتأثر بأساليبهم في الكتابة ولدى عودته إلى مدينة فيلادلفيا عمل موظفا لدى مؤسسة توماس دينهام وبدأ في الإعتناء بعمله ثم عاد ليمارس مهنة الطباعة من جديد وربح عقداً لطباعة النقود الورقية هناك ونشر مطبوعات عدة كان أكثرها شيوعا وإنتشارا مجلة بعنوان يوميات ريتشارد المسكين وكانت مجلة دورية ساخرة ناقدة أكسبته شهرة واسعة وإستمر في نشرها حتى عام 1757م وفي فيلادلفيا أدى فرانكلين دورا نشطا في الحياة الاجتماعية ففي عام 1727م وكان قد بلغ من العمر 21 عاما أسس مجموعةً أطلق عليها إسم جونتو وكانت تضم عاملين لديهم أفكار مشتركة حيال تغيير المجتمع وأهمية الإبداع وكانوا يحبون القراءة لكن الكتب كانت شحيحةً في ذلك الوقت لذلك بدأوا بجمع الكتب من شتى المجالات ومن ثم شجع فرانكلين علي إفتتاح مكتبة عامة يمكن للقراء إستعارة الكتب منها كما شجع أيضا على إنشاء قوة للشرطة في المدينة وعلي تأسيس هيئة محلِية لمكافحة الحريق في عام 1736م وصندوق تبرعات فيلادلفيا للتأمين ضد الحرائق عام 1752م ولمس الحاجة إلى التعليم العالي فدعا إلى تأسيس أكاديمية ما لبثت أن غدت جامعة بنسلفانيا وكان أول من إقترح فكرة تكوين مجمعات خاصة بالعلماء كما كانت أوراق اليانصيب من بنات أفكاره وساهم بشكلٍ كبير في إجراء دراساتٍ أوليةٍ لتعداد السكان وأشار إلى ظاهرة النمو السكاني وقد شكلت هذه الدراسات والتي نشرها في عام 1751م مصدر إلهامٍ لتوماس مالثوس وآدم سميث وعلاوة علي ذلك فقد ساعد فرانكلين في تشكيل كلٍ من الجمعية الفلسفية الأميريكية عام 1743م ومستشفى بنسلفانيا عام 1751م وجميعها مؤسسات لا زالت موجودةً إلى يومنا هذا وإلي جانب هذه الأنشطة فقد إنهمك فرانكلين في السياسة فعمل كاتباً في الجمعية التشريعية في ولاية بنسلفانيا وذلك بين عام 1737م وعام 1751م ومديرا عاما لمؤسسة البريد في المستعمرات البريطانية خلال نفس الفترة كما إنتخب ليكون عضوا في الجمعية التشريعية عام 1751م وهنا برزت مهاراته وإمكانياته وإكتسب شهرة وصيتا ذائعين وقام بتمثيل ولاية بنسلفانيا في محادثات جرت في لندن في مناسبات عديدة فكان مدافعا عنيدا عن إستقلال المستعمرات الأميريكية عن بريطانيا وسعى لسد الهوة المتسعة بين بريطانيا وهذه المستعمرات إلا أن جهوده في هذا المجال لم يحالفها النجاح ومن ثم إندلعت حرب الإستقلال الأميريكية وكان أحد أعضاء لجنة الخمسة الذين صاغوا إعلان إستقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا عام 1775م كما ذكرنا في السطور السابقة .

وفي الفترة بين عام 1776م وعام 1785م عمل فرانكلين سفيرا لبلده في فرنسا ولعب دورا أساسيا في تحسين العلاقات الأميريكية الفرنسية كما سعى أثناء هذه الفترة أيضا إلى تأمين الدعم المالي والمعنوي لدولته حديثة الإستقلال عن بريطانيا وفي عام 1785م إنتخب رئيسا للجمعية التشريعية في بنسلفانيا حيث عمل جاهدا لإلغاء العبودية حيث كان كارها لإستعباد الزنوج في قارة أمريكا الشمالية وعلاوة علي ذلك فقد كان فرانكلين مشهورا برجاحة عقله وحكمته وذكائه وكان له موقف ورأى في مسألة هجرة اليهود إلي الولايات المتحدة أعلنه في خطابه في المؤتمر الدستورى عام 1789م حيث قال إن هناك خطرا كبيرا على الولايات المتحدة الأميريكية وهذا الخطر الكبير هو اليهود ولا تظنوا أن أمريكا قد نجت من الأخطار بمجرد أن نالت إستقلالها فهي ما زالت مهددة بخطر جسيم لا يقل خطورة عن الإستعمار وهذا الخطر سوف يأتينا من جراء تكاثر عدد اليهود في بلادنا وسيصيبنا ما أصاب البلاد الأوروبية التي تساهلت معهم وتركتهم يستوطنون في أراضيها إذ أن اليهود بمجرد تمركزهم في تلك البلاد عمدوا إلى القضاء على تقاليد ومعتقدات أهلها وقتلوا معنويات شبابها بفضل سموم الإباحية واللا أخلاقية التي نفثوها ثم أفقدوهم الجرأة على العمل وجعلوهم ينزعون إلى التقاعس والكسل بما إستنبطوه من الحيل لمنافستهم على كسب لقمة عيشهم وبالتالي سيطروا على إقتصاديات البلاد وهيمنوا على مقدراتها المالية فأذلوا أهلها وأخضعوهم لمشيئاتهم ومن ثم أصبحوا سادة عليهم مع أنهم يرفضون الإختلاط بالشعوب التي يعايشونها حتى بعد أن كتموا أنفاسها فهم يدخلون كل بلد بصفة دخلاء مساكين وما يلبثون أن يمسكوا بزمام مقدراتها ومن ثم يتعالون على أهلها وينعمون بخيراتها دون أن يجرؤ أحد على صدهم عنها وبالتالي ففي كل أرض إستوطنها اليهود خفضوا المستوى الأخلاقي وخفضوا درجة الإستقامة التجارية حيث خلقوا دولة داخل دولة وعندما كانوا يجدون معارضة لمماراساتهم كانوا يحاولون خنق الأمة ماليا كما حدث في البرتغال وأسبانيا ولأكثر من 1700 عام وهم يندبون قدرهم التعيس في أنهم طردوا من وطنهم الأم لكن إذا أعاد العالم المتمدين لهم اليوم فلسطين كملكية لهم فإنهم سيجدون حالا أسبابا ملحة لعدم العودة إلى هناك لأنهم مصاصو دماء ولا يستطيعون العيش على مصاصي دماء آخرين من بني جلدتهم ولذا فهم لا يستطيعون العيش فيما بينهم ويجب أن يعيشوا بين المسيحيين وآخرين لا ينتمون إلى سلالتهم وإن لم يبعدوا من الولايات المتحدة بواسطة الدستور فإنهم وخلال أقل من مائة عام سيتدفقون على البلاد بأعداد كبيرة بحيث يحكموننا ويدمروننا بتغيير شكل حكومتنا التي من أجلها أراق الأميريكيون دماءهم وضحوا بحياتهم وممتلكاتهم وحرياتهم الشخصية وإن لم يطرد اليهود فإن أبناءنا وخلال 200 عام سيعملون في الحقول لإطعامهم في حين يقبع هؤلاء في مكاتب حساباتهم يفركون أيديهم فرحا وفي نهاية خطابه قال إني أحذركم أيها السادة إذا لم تطردوا اليهود إلى الأبد فإن أولادكم وأولاد أولادكم سيلعنوكم في قبوركم فأفكارهم ليست كأفكار الأميريكيين وإن الفهد لا يستطيع أن يغير جلده ولذا فإن اليهود خطر على هذه الأرض وإذا سمح لهم بدخولها فإنهم سيشكلون خطرا على مؤسساتها وإنهم يجب أن يبعدوا بواسطة الدستور وستتذكر الانسانية أيضا لفرانكلين كتاباته واقواله حيث كتب على سبيل المثال في مجلته يوميات ريتشارد المسكين إن القدوة هي أفضل موعظة ولما سئل عن أنبل سؤال في الدنيا لديه قال هو الخير الذي يمكن أن افعله في هذه الدنيا ومن المأثور أيضا عن فرانكلين قوله لا تبيع الفضيلة لشراء الثروة ولا تبيع حريتك لشراء السلطة وإن الذين يتخلون عن الحرية طلبا للأمن لا يستحقون لا الحرية ولا الأمن .

ولننتقل الآن إلي جانب آخر من شخصية بنيامين فرانكلين الفذة وهي شخصيته كعالم فيزياء ففي عام 1740م إبتكر فرانكلين موقدا للتدفئة يعمل على الحطب وشاع إنتشاره في أمريكا كما أجرى خلال الفترة من عام 1740م وحتي عام 1751م الكثير من التجارب في الكهرباء ومما ساعده في التوسع في هذه التجارب إختراع قارورة لايدن في عام 1745م والتي تنسب إلى جامعة لايدن الهولندية التي ساهمت في إنتشارها حول العالم وهي عبارة عن جهاز بسيط كان يستخدم لتوصيل الكهرباء وحفظ الطاقة داخل الدوائر الكهربائية وهو يتكون من قارورة زجاجية تحفظ الماء بداخلها ويخترق الماء مسمار عبر فتحة ضيقة في القارورة فإذا وصل المسمار بشحنة كهربية ساكنة ثم تم بعد ذلك فصله عنها فإن الشحنة تحفظ لفترة داخل القارورة ومن هنا جاءت تسمية المكثف حيث أنها كانت هذه القارورة من الأجهزة الأولى التي تحفظ الطاقة بهيئة سائلة وفي نفس العام 1745م تم إكشاف ظاهرة تكثيف الكهرباء على يد الباحث الألماني إيفالد فون كلايست وكان ذلك بالصدفة خلال إحدى تجاربه حول ظاهرة الكهرباء التي كانت تعتبر ظاهرة غريبة في تلك الفترة وقام فرانكلين فيما بعد بنشر نتائج تجاربه تلك في كتاب بعنوان ملاحظات تجريبية في الكهرباء وذلك في عام 1751م في وقت كانت المعرفة حول الكهرباء شبه معدومة وفي عام 1747م بدأ بنيامين فرانكلين المزيد من تجاربه الكهربية التي جعلت إسمه وصيته يتذبذبان بين العلم والسياسة وجعلت منه ذهن وقلب من أعظم ما وعى التاريخ الإنساني والعلمي وإتسعت رقعة إبتكاراته ومخترعاته وتفاوتت من مقترحات كفكرة التوقيت الصيفي الذى يستهدف توفير نور النهار والكراسي الهزازة والنظارات المزدوجة البؤرة وقد إعترف عالم من أئمة علماء العصر الحدبث هو العالم الإنجليزى السير جوزيف طومسون بأنه دهش للتشابه بين بعض الآراء التي تم التوصل إليها من خلال نتائج أحدث الأبحاث والإكتشافات خلال القرن العشرين الماضي والآراء التي تحدث بها فرانكلين في القرن الثامن عشر الميلادى وكان أيضا من ضمن إكتشافات فرانكلين تأثير الأجسام المدببة في جذب وقذف النار الكهربية فقد وجد أن إبرة طويلة رفيعة تستطيع جذب تيار من الكهرباء من كرة مكهربة على بعد ست بوصات أو ثمان في حين أن جسما غير حاد إقتضى إحداث هذا الأثر فيه تقريبه إلى مسافة بوصة من الكرة وعلينا ملاحظة أن فرانكلين كان يتحدث عن الكهرباء بإعتبارها نارا وفسر هذه الظاهرة علي أنها نتيجة خلل بين توازن السائلين الناريين الموجب والسالب اللذين ظن أنهما الكهرباء فكل الأجسام عنده تحوي هذا السائل الكهربي فالجسم الزائد المحتوي على أكثر من كميته العادية يكهرب إيجابيا ويميل إلى إفراغ فائضه في جسم يحوي كمية عادية أو أقل من العادية والجسم الناقص المحتوي على أقل من كميته العادية يكهرب سلبيا ويجتذب الكهرباء من جسم يحوي كمية عادية أو أكثر وعلى هذا الأساس طور فرانكلين بطارية مكونة من إحدى عشرة لوحة زجاجية كبيرة برقائق من الرصاص كهربت إلى درجة عالية فلما قرب هذا الجهاز ليلمس أجساما أخف شحنة أطلق جانبا من شحنته بقوة قال عنها فرانكلين إنها لا تعرف حدودا وتفوق أحيانا أشد ما نعرفه من آثار البرق العادي وكان العديد من الباحثين الآخرين منهم إسحق نيوتن قد لاحظوا الشبه بين الشرر الكهربي والبرق إلا أن فرنكلين قد أثبت أنهما شئ واحد .

وفي عام 1750م أصبح فرانكلين مهتما بظاهرة البرق وأجرى تجربة مشهورة خطرة بين فيها أن البرق ليس إلا نوعا من أنواع الكهرباء وإستخدم في هذه التجربة طائرة ورقية حلقت في السماء في جو عاصف وربط خيط الطائرة بمفتاح فوجد أن شرارات كهربائية تقفز من المفتاح إلى يده لما قربها منه وقد ترتب علي هذه التجربة إبتكاره لمانعة الصواعق التي أضحت تحمي المباني العالية من خطر التهدم بفعل الصواعق وفي نفس العام 1750م أرسل إلى جمعية لندن الملكية رسالة جاء فيها إنه يجوز أن يفيدنا علمنا بقوة الأطراف المعدنية المدببة في وقاية البيوت والكنائس والسفن وغيرها من الصواعق وذلك بأن نثبت فوق قمم المباني قضبانا مستقيمة من الحديد ويسن القضيب منها كالإبرة ويغشى بالذهب منعاً لصدئه ومن أسفل هذه القضبان يمد سلك من خارج البناء هابطاً إلى الأرض أو حول أحد حبال صاري المركب إلى جنبها حتى يصل إلى الماء ونرى أنه يحتمل أن تجذب هذه القضبان المدببة النار الكهربائية في هدوء من السحابة قبل أن تقترب قربا يتيح لها أن تصعق البناء وبهذا نأمن ذلك الشر الفجائي المستطير ثم وصف تجربة يمكن ان تختبر بها هذه النظرية وقد رفضت الجمعية الملكية هذا الإقتراح وإعتبرته ضرب من ضروب الخيال ورفضت أن تنشر رسالة فرانكلين ولكن عالمين فرنسيين هما دلور ودالمبير وضعا نظرية فرانكلين موضع الإختبار فأقاما في عام 1752م في إحدى الحدائق قضيبا حديديا مدببا طوله خمسون قدما ونبها على حارس الحديقة بأن يلمس القضيب بسلك نحاسي معزول إن مرت أثناء غيابهما سحب رعدية فوق رأسه وجاءت السحب ولمس الحارس القضيب لا بالسلك فقط بل بيده كذلك وتطاير الشرر وطقطق وصدم الحارس صدمة عنيفة وأيد دلور وداليبار رواية الحارس بمزيد من الإختبارات وأبلغا أكاديمية العلوم الباريسية بأن فكرة فرانكلين لم تعد حدسا بل حقيقة أما فرانكلين نفسه فلم يقتنع بهذا فقد أراد أن يوضح وحدة البرق والكهرباء في جلاء وبوضوح تام وذلك بأن يستخلص البرق بشيء يرسله صاعدا إلى السحابة المبرقة ذاتها وعليه ففي شهر يونيو عام 1752م حين بدأت عاصفة رعدية طير على خيط قنب متين طيارة من الحرير لأنه أصلح من الورق لحمل الريح والرطوبة دون أن يتمزق وقام بتثبيت سلك شديد التدبب طوله حوالي 12 بوصة بحيث يبرز من قمة الطيارة وعلى طرف الخيط الذي ينتهي عند من يمسك بها ربط مفتاح بشريط حريري وبين فرانكلين نتائج هذه التجربة في رسالة إلى إنجلترا مرة أخرى في يوم 19 أكتوبر عام 1752م ضمنها توجيهات بأنه إذا كررت التجربة وبلل المطر خيط الطيارة بحيث يستطيع توصيل النار الكهربية دون معوق فإن هذه النار الكهربائية ستنطلق بوفرة من المفتاح بمجرد أن يقوم أي شخص بتقريب مفصل إصبعه منه وبهذا المفتاح يمكن شحن قنينة أو جرة لايدن ومن هذه النار الكهربية التي يتم الحصول عليها بهذه الطريقة يمكن إشعال المواد الكحولية وإجراء جميع التجارب الكهربية الأخرى التي تجري عادة بالإستعانة بكرة أو أنبوبة زجاجية وهكذا يتضح تماما أن المادة الكهربية هي والبرق شئ واحد وتم تكرار هذه التجربة في فرنسا في عام 1753م بطيارة أكبر وحبل طوله 780 قدماً ملفوف حول سلك حديدي ينتهي عند من يمسك به بأنبوبة معدنية وقد نجحت هذه التجربة وإنبعثت شرارات طولها ثماني بوصات وجدير بالذكر أن هذه الصدمة الكهربية قد تسببت في مقتل العالم وتشمان الأستاذ بجامعة سانت بطرسبورج الروسية وهو يجري تجربة مماثلة .

وقام فرانكلين بإرسال تقارير وأبحاث عن نتائج تجاربه وإكتشافاته إلى الجمعية الملكية بإنجلترا ما بين عام 1751م وعام 1754م التي أكسبته ميدالية كوبلي عام 1753م عن أعماله النموذجية في مجال الكهرباء وفي العام ذاته أي عام 1753م منح درجةً فخرية من جامعتي هارفارد وييل الأميريكيتين لإسهاماته الفذة التي قدمها للمجتمع من خلال إبتكاراته العلمية وفي عام 1756م تم إنتخابه عضوا في الجمعية الملكية وبهذه المناسبة وصله خطاب تهنئة من الملك لويس الخامس عشر ملك فرنسا حينذاك وثناء حار من عدة علماء فرنسيين وصفوا تجاريه وأبحاثه بأنها نماذج في تحرير التقارير العلمية وذلك بعد ترجمتها إلي اللغة الفرنسية وقد مهدت هذه الترجمات للإستقبال الودي الحافل الذي لقيه فرانكلين حين قدم فيما بعد إلى فرنسا ملتمسا العون للمستعمرات الأميريكية من أجل الحصول علي إستقلالها إبان ثورتها فلما نجحت الثورة بمعونة فرنسا لخص العالم الفرنسي لورن دالمبير إنجاز فرانكلين في عبارة نصها إنه في بيت محكم خليق بفرجيل أو لوكريتيوس قام فرانكلين بخطف البرق من السماء والصولجان من الطغاة وعلاوة علي الإنجازات السابقة فإنه يعزى إلي فرانكلين إكتشاف تيار الخليج عام 1770م وفي عام 1785م إختير رئيسا للمجلس التنفيذي في ولاية بنسلفانيا كما إختير مندوبا في مؤتمر فيلادلفيا عام 1787م وكان فرانكلين وهو في سن الخامسة والستين في عام 1771م قد كتب لإبنه وليم مذكراته التي شملت السنوات الأربع وعشرين الأولى من عمره وبعد بضع سنوات قام بإضافة القليل عن المراحل الأخيرة من حياته ولكنه أبقى تفاصيل عمله بالسياسة سرا خفيا وما كتب عنه البتة بل إنه رفض نشر المذكرات الأولى أثناء حياته وكانت وفاته في يوم 17 أبريل عام 1790م عن عمر يناهز 84 عاما بعد صراعٍ مع المرض بعد إن أصابته السمنة وتسببت له في العديد من الأمراض المزمنة وحضر جنازته أكثر من 20 ألف شخص وبعد وفاته بحوالي 34 عاما أي في العام 1824م تم تأسيس معهد فيلادلفيا الذي غدا مركزا رائدا للعلوم والتقنية في الولايات المتحدة الأميريكية ولا يزال الأميريكيون حتي وقتنا الحاضر يفخرون ببنيامين فرانكلين ويعتبرونه أحد أبطالهم القوميين حيث لا تزال جائزة التميز في النشر المستقل المعروفة بإسمه تمنح تخليدًا لذكراه كما أنه علاوة علي طبع صورته على ورقة النقد الأميريكية من فئة المائة دولار والطوابع البريدية نجد أن هنالك العديد من الأماكن في الولايات المتحدة سميت على إسمه مثل الجسر الذى يعلو نهر ديلاوير والذى يربط بين فيلادلفيا كبرى مدن ولاية بنسلفانيا ومدينة كامدين بولاية ديلاوير التي لها حدود قصيرة مع ولاية بنسلفانيا من جهة الشمال .
 
 
الصور :