الجمعة, 18 أبريل 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الملوك العسكريون
-1-

الملوك العسكريون 
-1-
عدد : 05-2020
يكتب: محمود فرحات

نحن الان في عام 1353 ق.م حيث جلس على عرش البلاد الشاب (امنحتب الرابع) خلفاً لوالدة (امنحتب الثالث) والذي ساد حكمه الهدوء والسلام مع كل الامم والشعوب المعروفة في ذلك الوقت، وقلت الحملات العسكرية التي اعتاد عليها المصريين في عهد اسلافه من حكام الاسرة (18) .. تسلم(امنحتب الرابع) البلاد وهى امبراطوريه عظيمة تمتد من الاناضول شمالا وحتى اعالي النيل جنوبا، امبرطوريه صنعها جهاد ملوك مصر العظام (اعحمس) و(امنحتب الاول) و(تحتمس الثالث) و(امنحتب الثاني) الذين ارادوا تأمين حدود مصر في المقام الاول والحفاظ على امنها القومي ووأد الثورات من مهدها.. حيث كانت تجربة الاحتلال الهكسوسي تجربة قاسية على المصريين لم يريدوا تكرارها.

لكن الشاب الذي اصبح ملك، قرر فجأة الانقلاب على كل مظاهر وتقاليد الدولة المصرية العريقة، فهجر العاصمة (طيبة) وذهب لتأسيس عاصمته الجديدة (آخت أتون) وغير اسمه الملكي ليصبح (اخناتون) ويعني المخلص لآتون، ومع نهاية عصر(اخناتون) كانت مصر قد فقدت كل مجدها وهيبتها وتحولت الى مجرد دولة يطمع فيها الطامعون.. لا تسمع لها كلمة ولا يهاب لها جانب، ضاعت هيبة مصر وساءت احوالها لانشغال حاكمها بصلواته وعقيدته ومشروعة الجديد الذي كان يريد ان يعممه على مصر ومستعمراتها في الخارج، فأهمل الاصلاحات الداخلية وشاعت في البلاد الفوضى والإضرابات وانعدم الامن

انقسمت البلاد الى معسكرين معسكر يحابي الملك الجديد ومعتقداته الجديدة ويحاول ان يفرض مشروعة على ارض الواقع في عنصريه واضحة ورفض لكل من خالفهم.. وفريق آخر يؤمن بأن مصر كانت افضل في ظل عقيدتها القديمة وتقاليدها الملكية السابقة، حيث سلطة الدولة المفروضة على كل اراضيها ومحيطها الاقليمي، فقد كان حكام البلاد الاجنبية لا يجرؤن على القيام بأي فعل الابعد الرجوع الى الجالس على عرش مصر..

وتحدثنا رسائل العمارنه عن مدى اهمال (اخناتون) لشؤون مُلكه وترفعه عن الاستماع لشكوى شعبه واستنجاد المدن في سوريا من سطوه بعض البلاد الطامعة في تقسيم تركة مصر الامبراطورية، ولكن ملك مصر كان يعيش في عالم آخر، ويرى البلاد بعينه اكثر استقرارا وامنا وما معارضيه الا محض حاقدون على عرشه ولا ضير من تركهم يحترقون بنيران حقدهم..

اختفى (اخناتون) فجأة من مسرح التاريخ وتبعه حاكم اخر كان امتداد لحكمة الديني هو (سمنخ كا رع) والذي لا نعلم عنه الكثير فربما كان ابناً لـ (اخناتون) من الزوجة الثانوية (كيا) والذي كان مكروهاً من الملكة الشرعية (نفرتيتي) وكما بدأ ذلك الملك فجأة حكمة اختفى كسلفه فجأة دون معرفة الاسباب الحقيقية لاختفائة بعد ان حكم البلاد لمدة 3 سنوات تقريباً..!!

استقر امر البلاد في النهاية في يد صبي صغير هو (توت عنخ امون) ولعل ذلك كان بتدخل من رجال الجيش لربما تتحسن احوال البلاد ولكن استمر الحال على هذا السؤ وبلغ انهيار البلاد مداه، وازدادت المؤامرات على الفتى الصغير الذي جلس على عرش البلاد حتى انه مات قتيل..!! وما كان هو وسابقية الا امتداد للحكومة الدينية المسيطرة على البلاد منذ جلس (اخناتون) على عرش مصر.وبلغ من انحطاط البلاد في ظله اقصاه،

ولكن ما اثار حفيظة رجالات مصر من قادة الجيش وكبارها هو ما قامت به الملكة (عنخ اس امون) ابنة (اخناتون) وارملة (توت عنخ امون) حيث ارسلت رسالة لملك الحثيين تطلب منه ارسال احد ابنائة ليتزوج منها (ومعنى ذلك ان البلاد تسلم على طبق من ذهب الى اشد اعداء مصر في ذلك الوقت وهم الحيثيين) وما ان فعل ذلك ملك الحيثيين وارسل ابنه الى مصر الا وكانت يد الغيورين على عِرض مصر وامنها قد اغتالته قبل ان تطأ قدمه ارض مصر..!!

ويمكننا القول انه من غير المتصور فيما قبل عصر (اخناتون) ان يكون لاي مؤسسة في مصر سلطة او دور سياسي، فالملك يرث الحكم عن ابائه واجداده والجميع ينصاع لنفوذه وتقاليد الملكية المصريه .. لكن بعد اعتلاء (اخناتون) للسطلة وما اثارة من لغط كبير بدعوته جعل كثير من مؤسسات الدولة تقف ضده وترغب في زوال ملكه، وخاصة مع انهيار سمعه مصر وقوتها في الاقاليم التي سيطرت عليها منذ الامبراطور تحتمس العظيم (تحتمس الثالث)، ثم ما قامت به الملكة (عنخ اس امون) من فعل كان يعد بمثابه القشة التي قسمت ظهر البعير وزادت الغليان في صفوف فئة من ضباط الجيش غيروين على مصر ومجدها، فهبوا لنجدتها وحماية امنها وميراث اجدادهم فيما عرف بالملوك العسكريين، وهؤلاء الملوك العسكريين كما اشار اليهم استاذنا الدكتور محمد بيومي مهران هم على الترتيب (آي، حورمحب، رعمسيس الأول، سيتي الأول) ومعظمهم كانوا قادة عسكريين ولم يكونوا من السلالة الملكية الحاكمة.. وخلال الحلقات التاليه سنلقي نظرة على كل منهم ودوره في اعادة مصر وهيبتها،،