abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الملوك العسكريون
-2-

الملوك العسكريون
 -2-
عدد : 05-2020
محمود فرحات يكتب:

الملك (آي) (خبر خبرو رع إيري ماعت)

رأينا في المقال السابق كيف انهارت مكانه مصر بين الامم القديمة نتيجة للثورة الدينية التي اعلنها (اخناتون) وانشغاله بدعوته عن امور الدوله وشؤونها وحدوث حالة فوضى كبيرة داخلية وانقسام كانت تنذر بوقوع حرب اهلية لولا تحرك رجال الجيش المصري الغيورين عليها لانقاذها من كبوتها..

كان قادة الجيش يراقبون ما يحدث بالبلاد منذ حكم (اخناتون) وما وصلت اليه من تدهور في كافة المجالات ورده حضارية كبرى تعرضت لها مصر، ويترقبون الفرصة لازاحة هذا الحاكم الفاشل الذي أدى بالبلاد إلى هذا الانحدار، كما إنهم كعسكريين كانوا يشعرون بخطورة التفكك والانقسام الداخلي وانفلات قبضة مصر من السيطرة على محيطها الاقليمي وفقدانها هيبتها بين الأمم، فقرروا أن يدركوا ما تبقى من هيبة للبلاد، ويذكر لنا التاريخ اربعة قادة عسكريين كان لهم الفضل الكبير في إعادة البلاد لسابق عهدها (ذكرناهم في الحلقة السابقة وهم كما اشار اليهم استاذنا الدكتور محمد بيومي مهران هم على الترتيب آي، حورمحب، رعمسيس الأول، سيتي الأول)

فقد بدأ الدور السياسي للعسكريين عندما تولى القائد (خبر خبرو رع آيري ماعت) المعروف بأسم (آي) عرش الكنانة عام 1339ق.م ، وكان (آي) من الرجال المعروفين بالبلاد من ايام الملك (امنحتب الثالث) فقد وصل الى مركز مرموق في الجيش وكان عضو بارز في النخبة العسكرية المصرية، وكان يحظى بالاحترام وقوة النفوذ وخاصة اذا علمنا ان (آي) ايضاً كان اخو الملكة القوية (تي) زوجه الملك (امنحتب الثالث) وخال داعية التوحيد (أخناتون).. فلم يكن (آي) من الأسر العريقة في المجد التي كان يرث فيها الأبناء الوظائف الرفيعة أبًا عن جد.. لكنه نشأ كأي انسان مصري من عامه الشعب

كان (آي) هو الموظف الوحيد من كبار الموظفين الذي بقي في عمله من بين كل رجال (إخناتون) بعد سقوط دعوته واختفائه.. والظاهر مما لدينا من الآثار أن ما تبقى من رجال (إخناتون) قد اختفوا جملة من مسرح الاحداث، فكأنه قُضي عليهم سياسيًّا واجتماعيًّا بموت سيدهم..

لعب (خبر خبرو رع) دور مهم في وقت صعب من تاريخ مصر فقد حاول (آي) اعادة البلاد لسالف عهدها وفرض الامن في سائر البلاد.. وقد تعرض (آي) لاختبارين مهمين لاعادة البلاد لحالتها التي كانت أيام (امنتحب الثالث)

الموقف الاول كان صدام (آي) بالملكة (نفرتيتي) حيث كانت احد اركان النظام الاخناتوني التي تقود ثورة مضادة ضد الدولة تقف كحجر عثره في طريق إعاده البلاد لتقليدها القديمه، وقد كان (آي) يُكن إليها الكثير من الإحترام لكن مصلحة مصر كانت أهم، ويقول الاستاذ سليم حسن عن هذا الصدام "الظاهر أن قوة السلاح التي كانت تشد من أزر قائد الفرسان (آي) قد لعبت دورها هنا بضربة حاسمة.. ولا نزاع في أنه قد حدثت في ذلك مأساة؛ لأن (آي) كان مضطراً أن يشهر السلاح في وجه المرأة التي كانت تربطه بها أوثق الروابط الشخصية (نفرتيتي) والتي كان يدين لها بكل ما كسبه من رقي في مجال حياته".. والواضح مما سبق أن (آي) كان قد تخلص من الملكة (نفرتيتي) باغتيالها.

الموقف الثاني كان (آي) قد وضع على العرش (توت عنخ آمون) بعد أن زوجه من إبنه أخرى من بنات (اخناتون) هى (عنخسن با آتون) وظل (آي) يستغل اسميهما في إقرار الإصلاحات التي يُردها، حيث كانا تحت الوصاية لصغر سنهما.. وعقب مقتل الملك الصغير (توت عنخ آمون) أرسلت الملكة (عنخسن با اتون) رساله إلى ملك الحيثيين تدعوه فيها لإرسال أحد أبنائه للزواج منها مما يعني تقديم مصر على طبق من ذهب إلى ألد أعداء مصر في هذا الوقت.. وبالفعل إستجاب لطلبها الملك الحيثي، فهي فرصة لن تكرر للقضاء على مصر والاستيلاء على أرضها بلا عناء وبطريقة شرعية.. فما كان من (آي) إلا أن أغتال هذا الأمير الأجنبي قبل أن تطأ قدمه أرض مصر

تولى (آي) مقاليد السلطة من وراء الستاره لمدة 4 سنوات حيث شغل منصب الوزير ومستشار الملك وقائد فرقة فرسان العاصمة، ولم يطمع أن يكون على عرش البلاد، لكنه كان حريص على أن يقذف بقائد الجيش (حور محب) إلى المكانة الأولى في الدولة عن قصد، والذي سنرى دورة في الحلقة القادمة..

الحقيقة إنه لولا الدور الهادئ الذي لعبه (خبر خبرو رع آيري ماعت) ما كان احد يعلم ماذا كان حال مصر، فبحكمته استطاع إعادة بعض من استقرار البلاد داخلياً ومنع تسليمها إلى اعدائها وضياعها للابد.. وإن كان هذا الدور ملطخ بكثير من الدماء، وعمليات الاغتيال لانقاذ مصر..