الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قصر الدوبارة.. كنيسة الثورة

قصر الدوبارة.. كنيسة الثورة
عدد : 07-2020
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشارى ترميم الاثار

بعد التوقف أمام قصر إسماعيل باشا المفتش والتحدث عن بعضاً من ذكريات العمل .. فقد تم الإتجاه الى ميدان التحرير عن طريق شارع مجلس الشعب المؤدى الى شارع القصر العينى وبهذه المناسبة أن مبانى مجلسى الشعب والشورى مسجلين أثر إسلامى وأيضا مبنى وزارة الصحة القديم مسجل أثر وهنا أتوقف لحظة عندما كنت فى لجنة لمعاينة المبنى مع العملاق الأستاذ الدكتور السيد القصبى معلم الأجيال و الجهبذ العلمى المحافظ على الهوية الثقافية والتاريخية من خلال آرائه الصائبة فى ترميم وتدعيم المنشآت الأثرية فقد كان سيادته المستشار الهندسى بقطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار والمشرف العام على مشاريع القاهرة التاريخية لأعمال الصيانة والترميم.

أعود لعضويتى بالجنة فقد تمت المعاينة العلمية للترميم الإنشائى والترميم الدقيق لمبنى وزارة الصحة وبعد المعاينة تشرفنا بمقابلة وزير الصحة والسكان وكان الاستاذ الدكتور إسماعيل سلام فى ذلك الوقت والذى قابلنا بحفاوة ومن خلال المقابلة عرفنا أنه من عشاق الآثار لدرجة أن مكتبه الخشبى كان مكتب النحاس باشا.. ومن هذا اليوم تشرفت بصداقتى مع العالم الكبير الدكتور سيد القصبى.. بارك الله فيه.

* تم مواصلة السير والوصول الى شارع القصر العينى ثم الإتجاه الى ميدان التحرير وعند وصولى للمجمع العلمى نظرت يساراً فتوقفت للمرة الثانية عندما شاهدت كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية.

ففي يناير 1940 أسس مجمع الدلتا الإنجيلي كنيسة جديدة في القاهرة على أن تجتمع هذه الكنيسة في القاعة المملوكة لدار تحرير إرسالية النيل في وسط القاهرة. وانتخب القس ابراهيم سعيد الواعظ ذهبي الفم في ذلك الحين راعياً لهذه الكنيسة في مارس من نفس العام.. وتزايد الحضور في هذه الكنيسة الوليدة للدرجة التي أصبحت الحاجة لمبنى كبير حاجة مُلحة.

في ديسمبر 1941 تم شراء قصر مطل على الميدان المسمى الآن “ميدان التحرير” بهدف بناء الكنيسة الجديدة مكانه
.وكانت هناك حديقة جميلة يطل هذا القصر عليها. ولكن كان هناك حاجة لتصريح بالبناء (حين كان غير مصرحاً ببناء الكنائس في أي مكان في مصر بدون توقيع شخصي من الملك أو رئيس الجمهورية ).

* ووقع الملك فاروق ملك مصر في ذلك الوقت التصريح ببناء الكنيسة في الحادي عشر من مارس سنة 1944 بعد أن طلب ذلك منه معلمه الخاص “أحمد حسنين باشا” الذي قد درس في انجلترا وعندما كان مقيماً في لندن سكن في بيت القس ألكسندر وايت الواعظ العظيم وكاتب العديد من الكتب عن شخصيات الكتاب المقدس.

وعندما توفى الدكتور وايت قررت زوجته أن تسافر في رحلة سياحية حول العالم. وفي مصر، اصطحبها معلم الملك أحمد حسنين باشا لمقابلة القس ابراهيم سعيد الذي رحب بها.. ومن باب حسن المعاملة سأل أحمد حسنين باشا القس ابراهيم سعيد إن كان يمكن أن يساعده في شيء.. فطلب منه القس إبراهيم سعيد تصريحاً ببناء الكنيسة وطلب إن كان ممكناً أن ترى السيدة وايت التصريح موقعاً من الملك قبل سفرها.

* وضع حجر الأساس في ديسمبر 1947 لكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية واكتمل البناء سنة 1950.

* القس الدكتور ابراهيم سعيد – راعي امين وواعظ لكلمة الله أسس كنيسه قصرالدوباره الإنجيله بالقاهره.. كان القس إبراهيم سعيد الراعي الأول للكنيسة منذ تاسيسها سنه 1947 حتي انتقاله للمجد سنه 1970.

* زار الرئيس جمال عبد الناصر الكنيسة في عيد القيامة سنة 1955 وقتها رحب به القس إبراهيم سعيد

* تم إنتخاب القس منيس عبد النور راعيًا للكنيسة في اكتوبر 1975 و تم تنصيبه في 22 مايو 1976 في حفل بهيج تحيطه مشاعر المحبة و الود.

* بدأ ق.منيس بدراسة خدمات الكنيسة،ثم اللقاء بقادة كل اجتماع للتعرف علي القيادات والبرامج وما يتم من خطط ورؤى.

كان قس.منيس راعياً ,عبر 31 عاماً, صاحب دعوة ورسالة، وله رؤية لامتداد الكنيسة ونموها، حيث كانت تؤرقه أحوال كنائس كبيرة نمت ثم تراجعت بعد نموها.. ورتب له الرب استشارة مدرب شركة ناجحة في سنغافورة هو “اندررو جو “، وقد شرح له اندرو استراتيجية ناجحة هي : يبدأ النجاح بشخص له رؤية واضحة ، يترجمها هو أو بمساعدة شخص آخر في خطة وبرامج زمنية وليتم النجاح ،ولكن لابد من تواجد رائد آخر له رؤية متجددة، وإلا يحدث التراجع .

* وشارك ق.منيس مجلس الكنيسة بهذه الاستراتيجية وطلب منهم اختيار راع مساعد ثم راع شريك واختار الرب د.ق.سامح موريس الذي باركه الرب في تدريب عدد من الخدام والقادة لخدمات متنوعة وعديدة.

* طلب ق.منيس التقاعد من المجلس الموقر وقد وافق علي شرط أن يبقي راعياً إكرامياً مدي الحياة ،وأن يظل في مكتبه ومنزله، وتم التقاعد في حفل كريم بالكنيسة عام 2008، ثم سلم الشعلة للقس سامح موريس قائلاً: “ينبغي أن ذاك يزيد وأنا أنقص”.

انتقل الراعي والآب ق. منيس عبد النور إلي المجد يوم 14/9 وودعته الكنيسة مع الأحباء جميعاً يوم 15/9/2015.

* أصبح للكنيسة خطة كرازية لمصر والخارج بالإضافة إلى عمل الرحمة والرعاية الاجتماعي. . وتم شراء أرض مساحتها 65 فدانا في وادي النطرون من الفاضلة د.ماجدة اسكندر ، مما ساعد علي امتداد خدمة الحرية من الإدمان ،ثم مركز المؤتمرات بقاعاته ومبانيه المتنوعة للعبادة والإقامة ثم الاستاد ليسع الحفلات العامة للصلاه والكرازة.

"حسب نعمة الله المعطاة لي ، بصفتي صانع حكيم ، وضعت الأساس ، والبناء الآخر عليه. ولكن فلينظر كل واحد كيف يبني عليه.

لأساس آخر لا يمكن لأي إنسان أن يضع غير ذلك الذي هو ( المسيح عيسى ).

تم عمل كتيب عن تاريخ الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة.. والإشادة بمؤسسها

القس د. إبراهيم سعيد ويهدف هذا الكتيب الموجز إلى تكريم وإحياء ذكرى الجهود الجديرة بالثناء التي قام بها القس الراحل مؤخراً ، القس د. إبراهيم سعيد ، في مبنى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية.

لا يسع المرء إلا أن يمدح الله ويعطيه كل المجد لأنه بارك هذا المشروع وأكمله.

في وقته المثالي ، سمح الله لراعينا الكريم أن يكمل جميع تفاصيل مبنى الكنيسة قبل انتهاء خدمته على الأرض وقبل أن يسمع كلمات مخلصه:

"أحسنت أيها العبد الصالح والمؤمن .. كنت امينا في عدد قليل من الاشياء اقيمك على امور كثيرة.. ادخل فرح ربك ". ..

نرجو أن تكون ذكرى وجهود القس الراحل الرحيم تشجيعاً لمن يطلب ملكوت الله وبره.

نرجو أن يعملوا لخدمة الله ولتنمية مملكته..لربنا المجد دائما.

فهذا تاريخ موجز للكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة بواسطة مؤسس القس د. إبراهيم سعيد

و تهدف الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة إلى الوصول لجميع الناطقين باللغة العربية، ليس فقط في مصر، بل في العالم اجمع من خلال البث التليفزيوني على المحطات الفضائية وعلى الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي لإجتماعات الكنيسة ومؤتمراتها وبرامجها المتنوعة.

وفى ثورة ٢٥ يناير لم تكن مجرد عيادة طبية.. بل كانت واحة للأمن والأمان في بقعة ملتهبة تمثل مسرحا للعمليات يغلفه صوت الرصاص ودخان القنابل الخانق.

بداخلها عمل أكبر عدد من الأطباء والمسعفين الذين قدموا كل ما بوسعهم لتضميد جروح المصابين دون تفرقة أو تمييز.. حيث تعانق الجميع تحت شعار الاهتمام بالإنسان ليشكل الفريق ملحمة وطنية انصهر فيها الجميع في بوتقة الحب والوطنية.

إنها مستشفى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية التي فتحت أبوابها مع بداية ثورة ٢٥ يناير لتقديم المساعدة للجرحى والمصابين من الثوار في ميدان التحرير.. حيث ضمت ٣٨٠ طبيبا من أكبر أساتذة الجامعات المصرية من بينهم رئيس وحدة العناية المركزة بمستشفى قصر العيني وطاقم التمريض الذين جاءوا متطوعين لتقديم الخدمة للمصابين.