الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قصر الجزيرة

 قصر الجزيرة
عدد : 07-2020
بقلم المهندس فاروق شرف
استشاري ترميم الاثار


إستكمالاً للمسيرتنا ..ومن أمام قصر الدوبارة ( كنيسة الثورة ) فى إتجاه ميدان التحريرفضلت الإتجاه عن طريق كورنيش النيل وأثناء السير تذكرت فندق ماريوت الزمالك أقصد قصر الجزيرة الذى إلتقى فيه الخديو إسماعيل بالإمبراطورة أوجينى ويعد من أهم القصور التى بناها الخديو إسماعيل .. فقد تشرف على مدى 3 سنوات أن أكون بلجنة تقييم التحف الفنية بالقصر مع :

العملاق د. محمود عباس / مدير عام الآثار الحديثة
م. أبو الدرداء / مدير الإدارة الهندسية للآثار الإسلامية والقيطية.
الاستاذ / السيد على / رئيس قطاع الآثار الإسلاميى والقبطية.
ومن ماريوت المهندس/ ماجد رجب والمعمارى الدكتور / سيد مدبولى
ولا أنسى السيد ، مدحت مصطفى / خبير الترميم بالماريوت والذى أسميه بعملاق الترميم ويمتاز معملة بوجود أدوات ومواد لم توجد فى الآثار وحتى يومنا هذا ويرجع ذلك لإدارة الفندق الأمريكية المنفذ لأسرع و أجود الإحتياجات.


«فقصر الجزيرة» الذي شيده الخديو إسماعيل، من أجل ضيفه الشرف الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وحاشيتها الملكية وضيوفه من ملوك أوروبا والعالم لحفل الافتتاح الأسطوري لقناة السويس عام 1869 وتشاء الأقدار أن يظل شاهدا على افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس (آب) 2015، وقد احتفل الفندق ونزلاؤه بهذه المناسبة مستعيدين أمجاد هذا القصر التاريخي الذي أقام به أيضا إمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف وأمير بروسيا وأمير وأميرة هولندا وأمير هانوفر، والأمير الجزائري عبد القادر، والكاتب المسرحي النرويجي الشهير إبسن، والكاتب المسرحي أوزوبيو بلاسكو. ونخبة من كبار الفنانين الفرنسيين فائقي الشهرة جيروم وبرشير وفرومنتان. وتورنمين ولونوار.

يقع الفندق في بقعة ساحرة في جزيرة الزمالك وهو يعكس في تصميمه المعماري شغف الخديو بطراز النيو كلاسيكي الذي كان شائعا في أوروبا آنذاك، لذا استقدم المعماري النمساوي يوليوس فرانز ليتعاون مع المعماري ديل كرول ديل روسو الذي صمم قصر عابدين الملكي، كما أتى بالمهندس الألماني كارل فون ديبيتش لكي يشرف على التصميم الداخلي وديكور وأثاث القصر الذي انتقي بعناية، فقد تم جلب أفخم ما يمكن الحصول عليه من ديكورات وإكسسوارات من باريس وبرلين في ذلك الوقت.. ويلفت الانتباه مزج الطراز المعماري الإسلامي مع الطراز الأوروبي في مدخل القصر المنيف الذي تزينه الأقواس المعمارية والتي صنعت خصيصا في ألمانيا من الحديد الزهر، وقد قام مهندس التصاميم الداخلية الألماني ديبيتش في ورشته ببرلين بتصميم وتجميع الزخارف الداخلية الخاصة بالقصر، ثم تم شحنها في حاويات عملاقة على متن قطار نقلها من برلين إلى مدينة تريستي الإيطالية ثم تم شحنها على متن سفينة إلى مدينة الإسكندرية حيث تم نقلها إلى القاهرة بالقطار. وكانت تكلفة تشييد القصر في ذاك الوقت باهظة جدا بلغت ثلاثة أرباع المليون جنيه، واستغرق بناء القصر 5 سنوات كاملة.. لذا تعد كل قطعة في الفندق تحفة أثرية لا تقدر بثمن، ويعد التجول بين أرجاء الفندق الواسعة أشبه برحلة داخل متحف للآثار.

فمنذ دخولك لبهو الفندق سوف يقع ناظرك على النافورة الرائعة من المعدن المشغول، وسلم من الرخام المزخرف، وست ساعات جدارية قديمة بلون ذهبي لامع، ولوحات زيتية باهرة، منها: لوحة ضخمة للإمبراطورة أوجيني، ولوحة أخرى للاحتفالية الأسطورية التي أقيمت في الإسماعيلية لافتتاح قناة السويس. وطاولة من الرخام تعود لعهد الملك لويس الرابع عشر.

كما أسس الخديو إسماعيل حجرتين للنوم للإمبراطورة أوجيني الأولى ذات طابع فرنسي مثيلة تمامًا لحجرتها في قصر التولير بفرنسا وأخرى إسلامية الطابع (أرابيسك)، وكتب عليها أبيات من الشعر ترحيبًا بقدومها.

أما حديقة القصر التي صممها جوستاف ديلشيفارليه فهي تجمع أندر النباتات والأشجار الباسقة المعمرة، وتقع على مساحة ستة أفدنة، وهي الحديقة التي شهدت أداء أوبرا عايدة لأول مرة في التاريخ، التي ألفها الموسيقار الإيطالي الكبير فيردي لأجل افتتاح قناة السويس.

تحول القصر الملكي الخاص بأباطرة وملوك أوروبا إلى فندق لعشاق الفخامة والأجواء التاريخية الأسطورية من زوار القاهرة.. وعلى مدار نحو قرن ونصف من الزمان استضاف الفندق مناسبات تاريخية وهامة وشخصيات بارزة من مختلف الجنسيات، من أهمها: الاحتفالات بحفل زفاف ابن الخديو إسماعيل التي استمرت 40 يوما، وفي النصف الأول من القرن العشرين، احتضن حفل زفاف ابنه النحاس باشا رئيس وزراء مصر، وشهد احتفالات زفاف الملك فاروق على الملكة ناريمان آخر ملكات مصر.

بالطبع مر الفندق بعدد كبير من التغييرات والتجديدات حتى أصبح بهذه الصورة الرائعة، ففي عام 1879 بيع القصر لشركة الفنادق المصرية لسداد جزء من ديون الخديو إسماعيل وتم تحويله إلى «فندق قصر الجزيرة»، أما في الفترة من عام 1894 وحتى عام 1903 فتم إدخال الكهرباء للقصر وتم إضافة 400 غرفة، بعد بيع القصر تم تقسيم حدائقه إلى أقسام عدة منفصلة من بينها الحديقة الخديوية التي أصبحت نادي الجزيرة الرياضي وهي تشمل مضمار سباق الخيول وملعب البولو، أما حديقة الأسماك الخديوية الواقعة على الجانب الغربي من القصر فقد تم تحويلها إلى حديقة لأسماك الزينة النادرة «حديقة للأسماك»، وتم افتتاحها رسميا في عام 1902 وما زالت موجودة حتى الآن.

وتحول الفندق إلى مستشفى وثكنة عسكرية إبان الحرب العالمية الأولى 1914 وحتى 1918. وفي عام 1919 اشتراه أحد كبار تجار الأراضي من أمراء الشام وهو الأمير لطف الله مقابل 140 ألف جنيه مصري، والذي حوله لمسكن خاص به. وفي عام 1961 في حقبة الرئيس جمال عبد الناصر تم تأميم الفندق وأصبح ملكا للدولة المصرية وسمي باسم ( فندق عمر الخيام).

مع بداية السبعينات شهد القصر تحولا أساسيا في تاريخه بتولي شركة «ماريوت العالمية» إدارته، فتم ترميم القصر والحدائق مع بناء برجين على جانبيه ليضما 1250 غرفة وجناحا فاخرا مع الاحتفاظ بالقصر الأصلي مقرًا للاستقبال والمطاعم وقاعات الاجتماعات وصالات الاحتفالات، وقد افتتح الفندق في عام 1982. ويتكون الفندق الحالي من ثلاثة مبان، المبنى الأول «مبنى القصر» وهو مكون من 5 طوابق بها قاعات الفندق والمطاعم ومحلات التسوق والقاعة الرئيسة والاستقبال، والمبنى الثاني «مبنى برج الزمالك»، والثالث «برج الجزيرة وترتفع أبنية أبراج الفندق 20 طابقًا». وبين هذه المباني يوجد حمام السباحة تحيطه الحدائق الزاخرة بتماثيل يونانية ورومانية من الرخام الإيطالي، والمطاعم والمقاهي وملاعب التنس والنادي، كما يوجد مسرح مكشوف على سطح الفندق.

تنفيذ الطابع الإسلامى :

أمر الخديوي بأن يتم تزيين القصر بعناية، بحيث يشبه مقر إقامة أوجيني في قصر تويوري، مع إضفاء طابع إسلامي على النمط المعماري، وذلك عن طريق استخدام تصاميم مصنوعة من الرخام، بالإضافة إلى نوافذ وشرفات مصنوعة بأسلوب المشربية، وبعدها قام مهندس المناظر الطبيعية الفرنسي بارييه ديشامب بتحويل الجزيرة إلى منتزه مترامي الأطراف يشتمل في داخله على قصر الجزيرة، بالإضافة إلى كشك محمد علي، وكانت جميع الأقواس المعمارية المستخدمة في بناء قصر الجزيرة مصنوعة من الحديد الزهر.

أمر الخديوي إسماعيل باستيراد الديكورات والحلي الداخلية للقصر من باريس، وقد قام مهندس التصاميم الداخلية الألماني الشهير (كارل ويلهلم فون ديبيتش) في ورشته ببرلين بتصميم وتجميع الزخارف الداخلية الخاصة بالقصر، وهي الزخارف التي حرص من خلالها على أن يراعى التناغم والانسجام بين كل العناصر الداخلية، بما في ذلك الأثاثات والستائر والسجاد، وحتى النقوش على الجدران.

إستكمال الحديث يحتاج الكثير خاصة عن أعمال الصيانة والترميم لمختلف التحف الفنية من تماثيل رخامية ولوح تصوير زيتية لرسوم جدارية وأشغال نحاسية وحتى الأثاثات كانت تحتاج دوماً الى أعمال الصيانة والترميم .. أضف الى ذلك النافورات ارخامية وخاصة نافورة الحديقة الخلفية .

وان الدكتو محمود عباس مع إدارته الموقرة يقومون سنوياً بمراجعة التحف والأنتيكات لأنها ملك للآثار وكانت اللجان تجتمع لإختيار أنسب الأعمال للحفاظ على الفندق وعناصره ومحتوياته حسب اصول الصناعة الفنية والمواثيق الدولية.
 
 
الصور :