الدكتور ناصر الكلاوي يكتب :
قام الملك الناصر صلاح الدنيا والدين ابو المظفر يوسف بن ايوب محي دوله امير المؤمنين بتكليف بهاء الدين قراقوش ابن عبد الله الناصر عام 572 هجري بالبدء فى تشييد قلعه فوق جبل المقطم في موضع عرف بقبه الهواء ، وقد قام الملك الكامل باستكمال اعمال البناء والانتهاء منها، ويعتبر هو اول من سكن القلعه واتخذها مقرا لحكم مصر ، و كان صلاح الدين الايوبي يهدف الى بناء قلعه حصينه على جزء من جبل المقطم في اطار مشروع حربي كبير قام ببناء سور حول الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهره الفاطميه، ومن اجل الدفاع عن العاصمه ضد هجمات الصليبيين او القرامطة، و لإخماد الثورات المحتمله من انصار الفاطميين للسيطره على الجهه من انصار الفاطميين للسيطره على الجهه على الجهه الداخليه ومن اجل احكام السيطره على مدينتي القاهره والفسطاط ولتكون القلعه مقرا للجيش الأيوبي، ووجود مقر الحكم بها، و مقر الجيش الأيوبي و لتكون القلعه مقراً لدواوين الحكومه ونظرا لان موقع القلعه استراتيجي فقد كانت من اهم القلاع الحربيه التي شيدت في العصر في العصور الوسطى ولتكون اخر معقل لحكام مصر في حاله سقوط مدينه القاهره .
ولذلك فقد صرف صلاح الدين يوسف بن ايوب النظر عن بناء مدينه جديده على غرار مدن الفسطاط والعسكر والقطائع. و استمر الاهتمام بالقلعه مقر الحكم في عهد المماليك البحريه والمماليك الجراكسة و خلال الاحتلال العثماني لمصر ، و تمثل ذلك الاهتمام في اقامه العديد من المنشآت الهامه داخل جدران القلعة. و قد شهدت القلعه العديد من الاحداث السلبيه نتيجه التدمير الذي حدث لها اثناء وجود الحمله الفرنسيه بمصر في الفتره من عام 1798 حتى عام 1881م ، و تم تدمير القصر الابلق و أبواب القلعه ، وهدم سور الميدان وابوابه وتم استغلال مسجد ساريه الجبل كسكن لجنود الحملة و مخزن ، وتم انشاء فرن للخبز ومخزن للطعام ، و مستشفى لجنود الحمله الفرنسيه و تم الاعتناء بالقلعة من خلال زياده الاهتمام بالتحصينات لحمايه جنود الحملة .
وقد قام محمد علي بالاهتمام بالقلعه للاحتماء بها ضد المماليك، و إحكام السيطره من الباشا على جبل المقطم، ومراقبه العاصمه المصريه من هذا المكان المرتفع، وحماية قلعة الجبل من اي هجوم محتمل بالمدافع من جبل المقطم ، وحتى يجد محمد علي منفذا للهروب خارج القلعه في حاله حدوث هجوم ، ولمواجهه خطر محاوله عزله من جانب الخلافه العثمانيه او الحمله الانجليزيه .
وقد قام محمد على بترميم مباني القلعة مثل الاسوار ودار العدل و الايوان الناصري و إنشاء بوابات جديده داخل القلعه تكون مرتفعة نطرا لوجود عربيات حديثه من اوروبا لا يمكن ان تمر البوابات القديمه التي ترجع الى عهد الدوله الايوبيه، و تم بناء سجن لمعاقبه الخارجين عن القانون، و اقامه منطقه صناعيه في باب العزب .
وتضم جدران القلعه العديد من الآثار الهامه مثل جامع الناصر محمد بن قلاوون 718 هجري 735 هجري ، وجامع ساريه الجبل سليمان باشا الخادم 935 هجري و مسجد احمد كتخدا العزب، و جامع محمد علي 1830 ميلادي و قصر الجوهره 1812 ميلادي وسراي الحرم( المتحف الحربي) و متحف الشرطه 1986 ميلاديه ، و متحف المركبات والقصر الابلق ، و سراي العدل. و دار الضرب، و بئر يوسف الذي تم حفره لأفراد سكان القلعة بالمياه و لري الزراعات الموجودة بالقلعة، و لإمداد الحيوانات والخيول بالمياه .
شهدت قلعه صلاح الدين الايوبي العديد من الاحداث التاريخيه الهامه في العصور الايوبيه والمملوكيه والعثمانية و في الحمله الفرنسيه و اسره محمد علي لانها استمرت مقرا للحكم منذ عهد السطان الكامل حتى قام الخديوى اسماعيل بنقل مقر الحكم الى قصر عابدين، كما شهدت القلعه احداث المذبحه التي قام بتدبيرها محمد علي للمماليك، وكانت بها منطقه للصناعات الحربيه، ومقر لإستقبال كبار ضيوف مصر ، وشهدت العديد من المؤامرات التي دبرها الجنود للتخلص من الولاة العثمانيين.
و تم اعاده توظيف قصر الحرم والجوهره ليكونا متحفين ، وتوظيف جزء من سجن القلعه ليكون متحف ليحكي بطولات الشرطه المصريه .
ان قلعه صلاح الدين الايوبي بما تضمه من اثار تعتبر اهم المناطق الاثريه على الاطلاق للسائحين و للرحلات المدرسيه و لزيارات التوعية الأثرية لانها تحكي تاريخ مصر منذ العصور الوسطى حتى اليوم، و تقام بها الان العديد من الاحتفالات الرسميه والفنيه و الشعبيه لتظل في صدارة المشهد التراثي المصري. |