الأربعاء, 19 فبراير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الجنرال سيف )سليمان باشا الفرنساوى(

الجنرال سيف )سليمان باشا الفرنساوى(
عدد : 07-2020
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشارى ترميم الاثار



من أمام قصر الدوبارة بميدان التحرير كان العزم على العودة إلى المكان المفضل الذي بدأت به رحلتي الثقافية الجميلة (ميدان سليمان باشا الفرنساوي) طلعت باشا حرب حالياً فقد كانت الرحلة سيرأً على الأقدام للتمتع بكل ماهو أثر أو بيت تاريخي أو شارع قديم يحمل ذكريات عبق التاريخ فمن شارع عدلي إلى ميدان الأوبرا إلى حديقة الأزبكية ومشاهدة تمثال إبراهيم باشا وذكريات الزمن الجميل.. إلى قصر عابدين ثم العودة إلى شارع الفن المصري عماد الدين ثم إلى ميدان التحرير والإستمتاع بمشاهدته في ملبسه الجديد المزين بالإضاءة الحالمة في تكوينها المنسجم مع مبانيها المعمارية الرائعة وإندماجها مع الفن المصرى القديم.

ومع الوصول للميدان وبالتحديد من أمام أعرق كافيه بالشارع هو كافية ( ريش ) بجوار مطعم فلفلة.. وجب لي أن أتحدث عن صاحب بداية الجولة وهو الجنيرال سيف أو سليمان باشا الفرنساوى جد الملكة نازلي....

ففي القاهرة إلتقى محمد على باشا عام 1819م بالكولونيل الفرنسي جوزيف أنتيلمي، ليعهد إليه بتنظيم الجيش المصري على الأساليب الحديثة، وليصبح الجيش المصري بفضله واحداً من أقوى جيوش المنطقة.

ولد الكولونيل سيف في مدينة ليون بفرنسا عام 1787م. إلتحق بالجندية وشارك في معركة الطرف الآغر، ثم شارك في حروب نابليون بونابرت، وظل يرتقي في الرتب إلى أن وصل إلى رتبة كولونيل.

إنتهى عهد بونابرت فاضطر الكولونيل إلى الخروج من الجندية، لكن الجندية كانت في دمه، فظل يسعى للعمل على تدريب الجيوش. نصحه الكونت دي سيجور بالذهاب إلى مصر، وبالفعل تمكن من تحقيق مسعاه بلقاء محمد علي الذي أوكل إليه مهمة تنظيم الجيش المصري.

إعتنق سيف الإسلام وسمى نفسه سليمان فصار يعرف بسليمان بك.

نجح الكولونيل في مهمته نجاحاً باهراً، وانتصر الجيش المصري في العديد من الحروب، فأنعم عليه محمد علي بلقب الباشوية عام 1834م، ومنذ ذلك الحين صار يعرف بسليمان باشا الفرنساوي.

ظل سليمان باشا رئيساً لرجال الجهادية (أي للجيش المصري) طوال حكم محمد علي، ثم ابنه إبراهيم باشا، ثم عباس، ثم سعيد، إلى أن توفي عام 1860م.

سليمان باشا أيضاً هو جد الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الأول، وأم الملك فاروق.

تكريماً للرجل، وفي نحو عام 1900م، تم تسمية أحد أهم شوارع وسط البلد وأحد أهم ميادينها بإسمه، ونصب تمثال له فيه، لكن بعد ثورة يوليو، وتحديداً في 1964م، أمر جمال عبد الناصر بتغيير اسم الشارع والميدان إلى ميدان طلعت حرب، ورفع التمثال منه. أما التمثال فيوجد حالياً أمام المتحف الحربي بالقلعة.

لا شك إذا في مدى تأثير «المسيو ليون» في نفس «محمد علي»، الذي اتجهت بعثاته الدراسية إلى فرنسا، ومنها بعثة العام 1844، المعروفة بـ ( بعثة الأنجال) ، لأنها ضمت بين صفوفها اثنين من أبناء «محمد علي» واثنين من أحفاده، هما: «إسماعيل» الخديو فيما بعد، وشقيقه الأكبر «أحمد رفعت»، وكانت هذه البعثة تحت إشراف وزير الحربية الفرنسي شخصيا.

وظل سليمان باشا الفرنساوى يواصل مهمته حتى عصر سعيد باشا (١٨٥٤- ١٨٦٣م) ودخل فى نسيج المجتمع المصرى فتزوجت إحدى بناته بـمحمد شريف باشا( أبو الدستور فى مصر) فأنجب منها فتاة تزوجت عبدالرحيم صبرى باشا (وزير الزراعة) وأثمر الزواج فتاة هى ملكة مصر السابقة (نازلى) زوجة الملك أحمد فؤاد وأم آخر ملوك مصر الملك فاروق .. آخر ملوك مصر من الأسرة العلوية، والتي ماتت في العام 1978 بعد أن اعتنقت ديانة «الروم الكاثوليك»، ودفنت في مقبرة «الصليب المقدس» بالولايات المتحدة الأميركية، وتقديرا لهذا الرجل أقاموا له تمثالا فى الميدان المسمى باسمه وأطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة فلما قامت ثورة الجيش فى يوليو ١٩٥٢رفعت التمثال ووضعت مكانه تمثال طلعت حرب، وأطلقت على الميدان والشارع اسم (طلعت حرب) مؤسس الاقتصاد الوطنى.

فى 12 مارس من عام 1860م توفى سليمان باشا الفرنساوى ودفن فى القاهرة فى مدفنه بالحى الفرنساوى المتفرع من كورنيش النيل بمصر القديمة .. وقد تشرف بالإشراف على أعمال الترميم الذاتى من خلال زملاء من أخصائى الترميم المدربين وأصحاب الخبرة.
 
 
الصور :