بقلم الدكتور/ إبراهيم حسن الغزاوى
خبير دولي في الإصلاح المؤسسي
محاضر القانون الدولي وحقوق الإنسان
الرجل الذي حظي مكرموه بشرف تكريمه...انسان من عصر النبلاء... وطبيب من عهد العطاء...ورجل من زمن الشهامة...وفي غير أجنحة... هو نعم الملاك...الدكتور محمد مشالي...أيقونة للعطاء نادرة ندرة حبات المطر في قيظ البيداء القاحلة...من حقه علينا.... أن نكرمه بتكملة رسالته السامية...من حقه علينا أن نقدمه نموذجا رفيعا للبشر الملائكة... الذين قل أن يجود بهم الزمان...ومصر التى عودت البشرية على الحضارة...كان لها موعدا آخر...مع هرم إنساني حر وغني وخلاق...ليشكل أيقونة درية من شجرة مباركة....شجرة ربانية الصفات وملائكية السلوك...إنها شجرة الرحمة...قلبه الواهن اتسع اتساع الكون...ليحتوي آلام مئات الآلاف من المرضى البالغين والأطفال...ليجدوا فيه نسمة حانية تمنح الشفاء بإذن ربها.... في لطف ومودة وحنو...قل إن يجود به الزمان...من حقه علينا أن نطلق اسمه على اعرق كليات الطب المصرية... لأنه شرف لأي مكان يرتقي بحمل اسمه...من حقه علينا أن نطلق اسمه على أهم محطات المترو... وعلى الأقل محطة مترو الزمالك التي ستشرف ويشرف معها كل حي الزمالك بحمل هذا الاسم الملائكي...أثناء تكريمه...بدأ سعيدا وضاحكا... بملابسه شديدة التواضع... ومن كرمه أنفقوا الآلاف ليتأنقوا وليلمعوا صورهم...فبدا أمامهم عملاقا بفضله...و شامخا بعطائه...و كبيرا بمنجزاته...وغير مكترث لمتاع دنيا علم انها زائلة ولن يبقى من ورائها غير العمل الصالح...رحم الله الدكتور محمد مشالي... أيقونة العطاء في زمن الانكفاء على الذات..فطب نفسا يا استاذ الإنسانية...فقد لقنت العالم أبلغ دروس الحياة دون أن يشعر بك اباطرة الشهرة وأعمدة الإعلام والميديا... فخدموك بابتعادهم عن التمسح في كنوز أعمالك الطيبة...رحم الله الدكتور محمد مشالي...وله في رقابنا ديون كثيرة.
|