بقلم الكاتب/ أبوالعلا خليل
مسجد سيدى على الترابى المعروف بمسجد السبع سلاطين يقع خارج أسوار قلعة صلاح الدين جهة باب الوزير فى مكان عرف قديما " بسكة الموحدين " والصورة لبقايا مسجد يذكره التاريخ بمسجد سيدى على الترابى ويعرف بين العامة بمسجد السبع سلاطين .
يذكر على مبارك فى الخطط التوفيقية ( جامع سيدى على الترابى ويعرف أيضا بجامع السبع سلاطين وهو بقلعة الجبل على سورها من الجهة البحرية ) .
وعلى الترابى المنسوب إليه هذا المسجد هو : العلاى على بن إسكندر بن ثمان تمر بن الفيسى ، ولد العلاى على بن إسكندر عام 831هـ وتقلد فى الوظائف السنية بالبذل والبرطلة – أى بالرشوة – فكانت تأتيه أياما ثم تخرج منه لتعود إليه ببذله وأمواله .
ويستكمل السخاوى فى الضوء اللامع ( باشر المعلمية ثم الحسبة ثم ولاية الشرطة ونقابة الجيش فى أوقات وكان ظالما وضيعا ) .
وفى شهر ذى الحجة عام 873هـ كانت وفاة على بن إسكندر ، وعن ذلك يذكر إبن إياس فى بدائع الزهور فى وقائع الدهور ( خرج على بن إسكندر مع السلطان قايتباى الى السرحة فمرض فى أثناء الطريق ومات ثم نقل الى القاهرة على جمل ودفن فى تربته التى بباب الوزير ، رحمه الله كان عنده بعض خفة ورهج مع عسوفة وبطش ) وصنع له الناس سترا ومقاما ومولدا سنويا عر ف " بمولد سيدى على الترابى " لأستهجانهم قول على بن إسكندر. وقام على إعمار الضريح الحاج محمد عبدالفتاح من سكان هذه الجهة ورتب بها حضرة كل إسبوع .
وعن شهرة هذا المسجد بالسبع سلاطين يذكر الرحالة التركى أوليا جلبى الذى زار مصر عام 1092هـ / 1680م فى كتابه " سياحتنامه مصر " ماتناقلته العوام وماجرى على ألسنتهم ( عزل فى يوم واحد سبعة من ملوك التركمان وسمل عيون بعضهم _ أى جعلهم عميانا – فصاروا يستجدون فى الطريق ، وأولئك الملوك السبعة مدفونون أمام محراب الجامع، فلذا يسمى مسجد السلاطين السبعة .
وليس لهذا الجامع غير باب واحد يفتح الى الجهة القبلية ، وقد كتبت على رخام بجانبى الباب الآية الكريمة : "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله" .. تاريخ ... شهر ... سنة 884هـ ، وهذا الجامع مرتفع وصغير جدا وله مئذنة قصيرة ذات طبقتين وقبابه مبنية من الحجر ، وجماعته قليلة مع إنه فى مكان طليق الهواء ) .
والى جوار مسجد سيدى على الترابى يوجد أطلال لبناء كان فى الأصل لساقية تابعة لجامع سيدى سارية الذى بالقلعة ، وأطلال لمحراب صلاة ، وبقايا أسوار كانت بمثابة أمتداد حادث لأسوار القلعة يحيط بهذه المنشأة حماية لها من اللصوص .
وعن السبب فيما صارت اليه مثل هذه المنشأت من أطلال وجدران خربة يذكر يول كازانوفا فى " تاريخ ووصف قلعة القاهرة "( لقد ذهلت سنة 1889م لرؤية الأعراب وهم يقومون فى إطمئنان وهدوء بأنتزاع الأحجار الضخمة من سور القلعة وتقطيعها الى قطع صغيرة ليبنوا بها بعض العشش البسيطة على بعد خطوات من السور ).
|