محمود فرحات يكتب:
(بيت) وتعني النحلة بلغة الاجداد، وقد ورد في الاسطورة أن النحلة خلقت عندما بكى (رع) فسقطت دموعة على هيئة نحل ولذلك كان للنحل ارتباط قوي بالشمس وبالعقيدة الشمسيه، وتقول الاسطورة ايضا ان صوت الاله يشبة صوت طنين النحلة.. وكان النحل ذو مخزى ديني فقد عرف معبد (نيت) سيده الدلتا في مدينه (صاو) القديمة (صان الحجر حاليا) بــ (بر-بيت) او (بيت النحلة)
منذ اقدم العصور اتخذت الدلتا قبل الوحدة النحلة شعار لها ، وطل ذلك موجود في عصور الوحده حينما ظهر لقب (نسو-بيت) والذي يعني ملك مصر العليا والسفلي وكان احد الالقاب التي تدل على سيطرة الملك على كل مصر وانه حكمها موحده
كما اجدادنا يعتقدون ان النحل يساعد في طرد الارواح الشريرة لذلك رسموه على قبورهم .. وقد ترك لنا اسلافنا العظماء العديد من اللوحات التي تبرز طرق تربية النحل واستخراج العسل وكيفية تخزينه
وقد كان المصريين الاوائل هم اول من ابتدع النحالة المتنقله.. وكانوا يحملون نحلهم على القوارب لتكون القوارب هي المنحل وكانوا يبدأون رحلتهم.. من جنوب نهر النيل وينطلقون معه شمالا سعيا وراء المرعى الأفضل، وبعد وصولهم إلى العاصمة كانوا يقطفون العسل ويبيعونه، ثم يعودون بالقوارب ذاتها حاملين خلاياهم إلى جنوب النيل، وكانوا يستدلون على موعد قطاف العسل بعلامات على جوانب القارب فإذا وصل حد الماء عند العلامة عرفوا بأن وزن القارب قد ازداد ما يعني أمتلاء الأقراص الشمعية بالعسل، وقد استعمل المصريين القدماء العسل ومنتجات المنحل في صناعة الادوية والمركبات العلاجية المختلفة
اقدم تصوير للنحل يوجد في (حجرة المواسم) في معبد الشمس الذي اقامه الملك (ني اوسر رع) من الاسرة الخامسة في منطقة ابو غراب.. ورغم كون النحل ومنتجاتها من الحشرات النافعة الا ان رمزية تصوير النحله دوما في الفن المصري القديم اقتضى ان يكون رأسها لاسفل وذلك لاتقاء ايذائها ، فالنحلة مناسبه في رمزيتها للعطايا الالهية.
وللحديث بقية،، فأسرار الحضارة المصرية لاتنتهي |