الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شاردة

شاردة
عدد : 10-2020
بقلم /آية عبد العظيم

سارت بى قدماى إلى مكان هادئ لطالما أشتهيه دائماً، سواء كان فى أحزانى أم أفراحى، ألا وهو "النيل"، كم هو جميل فى صفائه، ونقاء مياؤه، وامتلاء جوفه بأسرار بنى أدم، لم يشتك يوماً من كم ما فيه من أحاديث الناس.

سرتُ إليه بدون انتباه إلى أين تسير قدامى، وكأنها تعرف الطريق، جلست أنظر إليه وأتحدث عن كم ما بى من ألم، وغدر لم أتوقعه من أناس كنت أتوسم فيهم الصدق، نظرت إليه وعيناى هى التى تتحدث مع تمتمة صغيره بين شفتاى، أقول وكأننى أريد إلقاء نفسى بين أحضانه، لا أدرى العيب بى أم بالناس، من ينظر لى الآن يرانى فتاة عشرينية بقلب أنثى عجوز أنتهك الشيب طاقتها، لم يعد لديها شغف المحاولة لأى شئ تتمناه اى فتاة بسنى هذا.

أنظر إليه وتبدأ دموعى بالسيلان أمامه، تصرخ لألم ما بها، حربى قد انتهت وانتصرت، فلماذا لم أعد كما كنت؟!.. لماذا لم تعد ضحكاتى المتعاليه؟.. لماذا لم تعد رغبتى اتجاه تجارب الحياة الجديدة؟ ..لماذا انطفأت؟

سئمت من كذب ضحكاتى وحديثى عن التفاؤل وأنا لم يعد لدى شئ من هذا، سئمت من نفسى،ومن انطفائى، أشعر وكأننى بسجن أبدى لا أرى سبيلا للخروج منه، أرى نفسى بين حطام أحلامى،أنتظر من يفهمنى ويأخذ بيدى ويخرجنى مما أنا فيه.

أطلقت خيوط افكارى بماءه لعلى انتزعها بأمل جدي، أفكار جديده، حياة جديده. سرحت ولم أدرى كم مرَّ من الوقت وأنا أحدق بعيناى بين أمواجه الهادئه،وأتحدث دون أن أدرى أن روحى انهارت بالبكاء، أحسست نفسى بين مياهه التى أشعر بالدفء حين أنظر إليها، لأستعيد بعضا من قوتى وأبتسم وكأنه يغازل عيناى ويحادثنى ليطمئن قلبى.

أذهب إليه وقلبى ملئ بالأفكار والهموم والحيرة، لأجد خيوطى بدأت تنتظم وهمومى بدأت تتطاير، أقوم وأستعجب لإبداع الخالق، أَلِمثل هذه المياة أن تريح عقلى وقلبى وتطمئن حيرتى.