الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

صورة وحكاية

صورة وحكاية
عدد : 10-2020
بقلم دكتورة/ نادية شوقى
مدرس آثار وحضارة الشرق الأدنى القديم
قسم الآثار المصرية- كلية الآداب - جامعة الوادي الجديد


تظهر هذه الصوره لعين غير المتخصص كدليل مبهر لتقدم المصري القديم في علوم الفلك، ولكن المتخصص يرى فيها حكاية مختلفة وثرية في مضامينها الدينية والعلمية، وتستحق الرواية.

الصوره تمثل إحدي مراحل خلق الكون عند المصري القديم، وهي المرحلة التي تم فيها فصل السماء عن الأرض؛ فالمصري القديم كان يؤمن بأن السماء والارض كانتا ملتصقين معاً، كما أثبت العلم الحديث.

وهذا الإيمان الذي عبرت عنه تلك الصورة مغزاه أكبر بكثير من مجرد التشابه بين شكل السماء في الفكر المصري القديم وبين مجرة "درب التبانة" المصوره حديثاً.

وعبر المصري القديم عن تلك الفكره العقائدية بتصوير الأرض متمثلة ف "جِب" رجل راقد على ظهره. والسماء متمثلة في "نوت" المرأة المرصعة بالنجوم في الأعلى، ويفصل بينهما الهواء "شو" بهيئة الرجل في المنتصف يرفع ذراعيه لأعلى ويحمل السماء.

وبالرجوع إلى أسطورة خلق الكون في الفكر الديني المصري القديم، والتي يُطلق عليها "نظرية التاسوع الإلهي"، نعرف تصورات المصري القديم عن بدايه الحياة وخلق الكون.

وقد بدأ الخلق بوجود الماء أو المحيط الأزلي" نون"، ومنه خرج الإله "آتوم"، الذي أوجد ذاته بذاته، ومنه خرج للكون باقي التاسوع الإلهي.

وكان المصري القديم يؤمن بأن السماء والأرض في بدايه خلق الكون كانا ملتصقين؛ السماء "نوت" فوق الأرض"جِب"، وتولى الهواء "شو" فصل السماء عن الأرض ورفع السماء لأعلي.

وهذا ما أثبته العلم الحديث، وذُكر كذلك في في القرآن الكريم، في قوله تعالى : "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (سورة الانبياء آية 30)".

وبهذا نُدرك أن المصري القديم، قد توصل لتلك الحقيقة، قبل ظهور الأديان السماوية، وقبل تقدم العلوم الفلكية. كما عرف كذلك أن الخلق قد بدأ من الماء، وأنه مصدر الحياة على الأرض قبل 4000 سنة. وقد عبر عن تلك المعتقدات الدينية، وصورها على جدران المقابر بهذا الشكر الرائع والألوان المبهرة، كما يبدو في تلك الصورة.

وبهذا سوف يظل المصري القديم يبهرنا دائما بتفوقه في مختلف المجالات، ليؤكد لنا نحن الأحفاد فشلنا في استكمال مسيرته.
 
 
الصور :