الخميس, 5 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

ملك حفني .. باحثة البادية

 ملك حفني .. باحثة البادية
عدد : 01-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

ملك حفني ناصف والتي إشتهرت بلقب باحثة البادية أديبة مصرية وداعية للإصلاح الإجتماعي وكانت أول إمرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة والمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات وإنصاف وتحرير المرأة المصرية من القيود والأغلال التي تكبل حريتها في الإبداع والتميز في إطار التمسك بالقيم والثوابت الدينية في أوائل القرن العشرين الماضي كما أنها كانت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الإبتدائية عام 1900م وقد عرفت بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى وهذا ما ساعدها في عملها فيما بعد وكان ميلادها في يوم 25 ديسمبر عام 1886م في حي الجمالية العريق بالقاهرة وشاء القدر أن يتفق يوم مولدها مع زفاف الأميرة ملك إلى الأمير حسين كامل الذي صار فيما بعد سلطانا علي مصر في الفترة بين عام 1914م وعام 1917م فسماها أبوها حفني بك ناصف بإسم الأميرة ملك وكانت هي كبرى سبعة أبناء لهذا الرجل من رجال مصر العظماء حيث كان رجل قانون وشاعر وأستاذ للغة العربية كما كان أيضا أحد مؤسسي الجامعة المصرية وكان يعد أحد أعلام الأدب واللغة والقضاء في مصر ولذا فقد نشأت ملك في بيت علم وأدب ووجدت عناية فائقة من أبيها لما رأى فيها من ذكاء ونبوغ وأراد أن يخرج عن عادة الوجهاء في ذلك العصر ومن ثم ألحقها في البداية بالمدارس الأجنبية كما أنه شجع أصدقاءه وزملاءه على الإقتداء به بإلحاق بناتهم بالمدارس وإلتحقت ملك بعد ذلك بالمدرسة السنية وحصلت منها على الشهادة الإبتدائية عام 1900م وهي أول سنة تقدمت فيها الفتيات لأداء الإمتحان للحصول على تلك الشهادة ولتكون ملك أول فتاة مصرية تنال هذه الشهادة ثم إنتقلت إلى القسم العالي أو قسم المعلمات بالمدرسة نفسها وكانت أولى الناجحات في عام 1903م وبعد تدريب عملي على التدريس مدة عامين تسلمت الدبلوم عام 1905م .

وفضلا عن ذلك فقد حصلت ملك حفني على شهادة في التعليم العالي لاحقا ومن ثم عملت مدرسة في القسم الذي تخرجت فيه بالمدرسة السنية وكانت في هذه المرحلة تطوف منازل صاحباتها ومعارفها لتقنعهم بإرسال بناتهن إلى المدارس وقد تفجرت مواهب ملك الأدبية في أثناء دراستها وجرى الشعر على لسانها وهي في سن مبكرة حيث قامت بنظم أول قصيدة لها في رثاء الشاعرة المصرية الكبيرة الشركسية الأصل عائشة التيمورية إبنة إسماعيل باشا تيمور رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل وهو منصب يعدل منصب وزير الخارجية حاليا ثم أصبح الرئيس العام للديوان الخديوي وعمة الكاتب المسرحي محمد تيمور والكاتب القصصي محمود تيمور والتي نشرت لها جريدة الآداب وجريدة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ علي يوسف العديد من أعمالها وكانت هذه الجريدة قد تأسست عام 1889م وكانت تعد من أهم الجرائد في الوطن العربي حتى توقف اٍصدارها بعد وفاة الشيخ علي يوسف في عام 1913م وكانت وفاة هذه الشاعرة الكبيرة في عام 1902م ولتكون قصيدة ملك حفني ناصف في رثائها هي أول قصيدة تنشر لها في الجرائد ويبدأ اسمها في التردد في المحافل الأدبية ونشرت بعد ذلك بعض آثارها الشعرية في جريدة المؤيد أيضا ثم دعاها الشاعر الكبير اللبناني الأصل والملقب بشاعر القطرين خليل مطران إلى الكتابة في مجلة الجوائب المصرية التي كان يصدرها فنشرت قصيدة وهي في عام 1903م وهي في سن السابعة عشرة من عمرها تأسى فيها لوضع الشرق وتتألم من حاله المتردي وقد أثارت هذه القصيدة إعجاب الشاعر الكبير ورأى فيها نزوعا إلى الإصلاح والتجديد وعندما أُعلن عن مشروع الجامعة الأهلية المصرية في عام 1907م كانت ملك هي الفتاة الوحيدة التي ألفت لجنة لدعم المشروع الكبير وإستطاعت أن تجمع قدرا من المال للمساهمة في دعم هذا المشروع العظيم حتى يتحقق أمل البلاد بظهور جامعة حديثة .

وفي نفس العام 1907م تزوجت ملك حفني ناصف من أحد أعيان الفيوم وهو رئيس قبيلة الرماح الليبية الأصل بالفيوم شيخ العرب عبد الستار الباسل وهو شقيق حمد الباسل باشا عمدة قرية قصر الباسل بمركز إطسا بمحافظة الفيوم والذى يعد من زعماء الحركة الوطنية في مصر وأحد رموز الحركة الوطنية قبل قيام ثورة يوليو عام 1952م وصاحب الوكالتين في حكومة الوفد حيث كان وكيل حزب الوفد تحت قيادة الزعيم سعد زغلول باشا ووكيل البرلمان في منتصف حقبة العشرينيات من القرن العشرين الماضي وفضلا عن ذلك فقد تم نفيه مع سعد زغلول باشا إلي جزيرة مالطة ثم إلي جزيرة سيشيل وعاشت ملك حفني في قصر الباسل بالفيوم والذى عقد فيه بعد ذلك في عام 1919م أول إجتماع للوفد قبل السفر لمناقشة قضية مصر أمام مؤتمر فرساى بالعاصمة الفرنسية باريس وبعد الزواج تركت ملك التعليم بالمدارس وإشتغلت بالتعليم العملي في بيت زوجها وفي البيئة الجديدة التي أقامت فيها بعد الزواج إتخذت إسم باحثة البادية إشتقاقا من بادية الفيوم التي تأثرت بها ففي تلك البيئة عرفت عن قرب الحياة المتدنية التي تعيشها المرأة بالذات في المجتمعات الريفية في مصر خاصة وأن زواجها لم يكن موفقا مما أوقفها على مشاكل وظواهر ومساوئ إجتماعية عديدة دفعت قلمها إلى محاربتها وكان زوجها قد أخفى عليها خبر رده لزوجته الأولي إبنة عمه التي كان قد طلقها قبل زواجه بها والتي كان قد أنجب منها بنتا وإكتشفت أن زوجها كان قد مرض مرضا إضطره إلي إجراء عملية جراحية بعد إنجابه لبنته تسببت في إصابته بالعقم وقام بنسب عدم القدرة علي الإنجاب إليها لا إلى نفسه ولذلك فقد تركت تجربة الزواج في نفسها أثرا سلبيا سيئا فقد شاءت الظروف ألا تنجب وتم وصفها بأنها عاقر ومن ثم عانت مما تعانيه المرأة العاقر في مجتمع البادية حيث كانت موضع السخرية والإستخفاف مما تسبب في جرح كبريائها وتعرضها لصدمة شديدة وهي المرأة المثقفة بسبب عادات وموروثات وتقاليد البادية ولكنها مع ذلك رفضت الطلاق حتي لا يقال إن المتعلمات المشاركات في الحياة العامة يفشلن في حياتهم الخاصة وقد عبرت عن معاناتها ودخيلتها في كتاباتها بالألم والحزن ومن ثم كانت في كتاباتها ثائرة على الطلاق علي نحو يعكس تجربتها الخاصة في الحياة وكرست قلمها لقضايا حرية المرأة في المجتمع ومسائل الزواج والطلاق والمرأة العاقر وكانت مقتنعة تمام الإقتناع بضرورة التدرج في التغيير وليس عن طريق الطفرة المباغتة للمجتمع فبدأت بما هو أقرب للإصلاح ومن ثم أوقفت نشاطها على الدعوة إلى الإصلاح وتحرير المرأة بما لا يتعارض مع الدين أو العادات والتقاليد الموروثة .

وحين إندلعت معركة الحجاب بين كتاب ومثقفي مصر من آثار الضجة التي أشعلها كتابي تحرير المرأة والمرأة الجديدة لقاسم أمين واللذين نشرهما في عام 1899م وعام 1901م علي التوالي وقامت معركة قلمية حامية الوطيس بين دعاة خلع الحجاب وأنصار الحجاب إستمرت لسنوات وبلغ من حدة هذه المعركة أن إشتبك فيها الكثيرون من أقطاب الأدب والفكر فكان من المنطقي أن تنزل باحثة البادية إلى الساحة متسلحة بثقافتها الواسعة وتنشئتها المعتدلة ومعرفتها بأحكام الشرع ومبادئه ففندت آراء الداعين إلى خلع الحجاب والذين أرجعوا تأخر الشرق إليه فكان رأيها أن الأولي التخلص من الحجاب المعنوي الملقي علي عقل المرأة ثم يكون لها الحق بعد ذلك في خلع الحجاب المادي أو التمسك به قائلة نطالبكم بتهذيب أرواحنا وتثقيف عقولنا ولسنا نطالبكم برفع نقابنا فمن المرؤة أن تلبوا طلبنا وتتركوا ما عداه لنا فسيأتي الوقت الذي نشعر فيه بحاجتنا إلي السفور إذا قمتم بواجبكم نحونا وهو تعليمنا وتهذيبنا وسنكون بعد ذلك أبصر منكم بما ينفعنا وما يضرنا كذلك نحن نعلم أن هذا الحجاب لن يدوم ولكن ليس هذا أوان السفور لأننا غير مستعدات له حاليا ونفوسكم لا تصلح الآن لإستقبال هذا السفور بالرضا فخذوا بأيدينا للعمل والتربية أولا وكان لها كلمة مأثورة وجهتها إلي دعاة التغريب والداعين إلي السفور وخلع الحجاب بحجة أن ذلك هو سبب تخلف الشرق قالت فيها إن الأمم الأوروبية قد تساوت في السفور ولم يكن تقدمها في مستوى واحد فمنها الأمم القوية ومنها الأمم الضعيفة فلماذا لم يساوى السفور بينها جميعا في مضمار التقدم إذا كان هو الأساس للرقي الحضاري كما تزعمون .

وفي قضايا الزواج والطلاق رأت أن المشكلة تكمن في التقاليد المحيطة بهما ومن ثم طالبت بحق المرأة في رؤية العريس المتقدم لها ومخالطته في وجود الأهل حتي يعرف كل من الطرفين شريكه المقبل وهكذا يأمر الشرع الحنيف وعن سن زواج الفتاة فإن عدم وجود فارق كبير في السن بينهما يضمن إلي حد كبير كثير من الوفاق والمحبة والواجب ألا تتزوج الفتاة إلا متى صارت أهلا للزواج وعلي كفاءة لتحمل مصاعبه ولا يكون ذلك قبل سن السادسة عشرة عاما علي الأقل كما أن الزواج مع وجود فارق كبير في السن فيه إضعاف للنسل وشقاء للزوجين وقلب لنظام الطبيعة الدقيق وعارضت ملك حفني تعدد الزوجات بلا سبب وإعتبرته عدو النساء الألد وشيطانهن الفرد وكم قد كسر قلبا وشوش لبا وهدم سرا وجلب شرا وكم من برئ ذهب ضحيته وسجين كان أصل بليته وإخوة لولاه لما تنافروا ولا تناثروا ورأت في الطلاق للزواج بأخري أخف الضررين وقالت في هذا الشأن الطلاق علي مذهبي أسهل وأخف ألما من وجود الضرة فالأول شقاء وحرية والثاني شقاء وتقييد فإذا كان الشقاء واقعا علي أيه حال فلماذا تلتزم المرأة الصبر علي الشدة ومن جانب آخر يرجع الفضل لملك حفني في دعوتها الحازمة لتعليم المرأة الذي رأت أنه يؤدي الي إستقلالها وقالت في هذا الشأن إن المرأة يجب أن تتعلم بما يمكنها أن تكون مستقلة عن الرجل نوعا ما لا عالة عليه كما أنها دعت إلي عمل المرأة ولكن بنفس تحفظها المتدرج وقالت في ذلك لا أريد بقولي هذا أن أحث النساء علي ترك الإنشغال بتدبيرالمنازل وتربية الأطفال إلي الإنصراف لإحتراف القضاء والمحاماة ولكن إذا وجدت منا من تريد الإشتغال بإحدي هذه المهن فإن الحرية الشخصية تقضي بألا يعارضها المعارضون .
وكان لملك حفني ناصف العديد من المقالات التي نشرتها في الجريدة ثم جمعتها في كتاب أسمته النسائيات يقع في جزءين وقد طبع الجزء الأول منه ونشرته عام 1910م وظل الثاني مخطوطا وقد شمل الجزء الأول الذى تم نشره عدد 24 مقالا وخطبتين وقصيدة واحدة ولها كتاب آخر بعنوان حقوق النساء حالت وفاتها في سن مبكرة دون إنجازه وعموما فقد كانت معظم أعمالها تدور حول تربية البنات وتوجيه النساء ومشاكل الأسرة وقد لجأت إلى وسيلة أخرى لكي تدعم وتؤازر مقالاتها وتدعم تأثيرها فإتجهت إلى الخطابة وإلقاء المحاضرات العامة على السيدات في دار الجريدة وفي الجامعة المصرية بعد تأسيسها في عام 1908م وفي الجمعيات النسائية وكانت خطيبة ذات تأثير في نفوس سامعيها حتى أن أحمد زكي باشا الملقب بشيخ العروبة كان يثني عليها ويقول إنها أعادت العصر الذهبي الذي كانت فيه ذوات العصائب يناضلن أرباب العمائم في ميدان الكتابة والخطابة وفي عام 1911م عقد في القاهرة المؤتمر المصري الأول لبحث الإصلاحات التي يجدر بالأمة والحكومة أن تنتهجاها فتقدمت ملك حفني بورقة ضمنتها ما تراه واجبا للنهوض بالمرأة وتلخصت إقتراحاتها في عشر نقاط رأت أن المطالب التي تم تقديمها إلي المؤتمر قد خلت منها فسارعت إلى تقديمها وكانت تتلخص في تعليم البنات الدين الإسلامي الصحيح وتعليم البنات التعليم الإبتدائي والثانوي وتعليم التدبير المنزلي والصحة وتربية الأطفال وتخصيص عدد من البنات لتعلم مهنة الطب وفن التعليم حتى يقمن بكفاية النساء في مصر وإتباع الطريقة الشرعية في الخطبة والإلتزام بالحجاب وعلاوة علي ذلك فقد كان من أهم أنشطتها وأعمالها أنها قامت بتأسيس عدد من الجمعيات للنهوض بالمرأة كان منها جمعية التمريض وجعلت منزلها في القاهرة مقرا لتلك الجمعية والتي كان من أنشطتها على غرار منظمة الصليب الأحمر إرسال الأدوية والأغطية والملابس والمعونات الغذائية إلى الجهات المنكوبة في مصر وفي البلاد الشقيقة حيث قامت بإرسال بعض ما يحتاجه المجاهدون في ليبيا ضد الإحتلال الإيطالي إليهم كما قامت من خلال الجمعية بإنشاء مدرسة لتعليم السيدات التمريض على حسابها الخاص وكان في نيتها أيضا إنشاء مشغل للفتيات وملجأ للفقيرات واليتيمات وقررت أن توقف لهذا المشروع خمسة وثلاثين فدانا إلا أن هذا المشروع النبيل حال موتها دون إتمامه .

وأخيرا لا يسعنا إلا أن نقول إن ملك حفني ناصف قد سارت بتحفظ بين القديم والجديد وآمنت بالتدرج في المطالبة بإصلاح حال المرأة المصرية حرصا منها علي الرأي العام الإجتماعي فيها وهو ما أدي بها الي إحتمال حياة إجتماعية بائسة حتي لا يقال عنها طلقت المرأة المتعلمة وهو ما ظهر جليا في موقفها من السفور والحجاب الذي أثبتت ثورة عام 1919م أن ملك كانت متحفظة أكثر مما يتيح عصرها فقد إنخرط كثير من النساء في العمل السياسي والإجتماعي وخلعن النقاب وكشفن وجوههن كرمز لإنقضاء عزل النساء وإنقضاء عصر الحرملك كما أن سمات هذا العصر لم تكن تسمح لملك أن تتصور حق المرأة المطلق في العمل وإقتسام المهمات المنزلية مع الزوج وإعتبرت أن الوظيفة الأساسية للمرأة هو البيت والأسرة حيث أن العمل خارج المنزل وإن كان من حق المرأة لكنه سيتسبب في تقليل فرصها في الزواج وتأسيس الأسرة لذلك فلا نجرؤ علي أن نطالب ملك في أوائل القرن العشرين الماضي بأن تري أبعد مما طرحت من أفكار كما أن ملك قد واجهت إشكالية أخري في طرح تلك الافكار وهو خوفها من الإتهام الذي طال بعض مثقفي عصرها بالتقليد للغرب والتخلي عن الثقافة القومية التي هي أحد أدوات مقاومة الإستعمار وكانت في النهاية وفاتها في يوم 17 أكتوبر عام 1918م في منزل والدها بالقاهرة وهي في ريعان الشباب عن عمر يناهز 32 عاما فقط بعد أن عاجلتها الحمى الأسبانية التي تفشت في العالم كله خلال عام 1918م وقضت علي الكثيرين حول العالم من مختلف الأعمار ومشى في مشهدها كثيرات من سيدات عصرها وعلى أثر وفاتها إجتمعت طائفة من النساء لتأبينها في الجامعة المصرية برئاسة هدى هانم شعراوي كما إجتمعت طائفة من الأدباء لتأبينها في يوم ذكرى الأربعين لوفاتها في نفس القاعة التي حاضرت فيها قبل ذلك بسنوات وقام شاعر النيل حافظ إبراهيم وشاعر القطرين خليل مطران برثائها بقصيدتين وكذلك الأديبة اللبنانية مي زيادة وتكريما لها وتخليدا لذكراها تم إطلاق اسمها على العديد من المؤسسات والشوارع في مصر تقديرا لدورها في مجال حقوق المرأة من أشهرها الطريق الموازى لقطار أبو قير بمدينة الإسكندرية والذى يمتد من منطقة سيدى بشر إلي منطقة المنتزة شرقي المدينة .