بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
الدكتور كريم أبو المجد جراح مصري عالمي متخصص في زراعة الأمعاء ويشغل حاليا منصب أستاذ ورئيس قسم الجراحات الدقيقة في مركز زراعة الأعضاء بمؤسسة كليفلاند كلينك الأميريكية والتي تعد مركز طبي أكاديمي غير ربحي متعدد التخصصات يجمع بين الرعاية السريرية والرعاية الطبية بالمستشفى وبين الأبحاث والتعليم ويقع مقرها الرئيسي في ولاية أوهايو بمنطقة غرب الوسط في منطقة البحيرات الكبرى بالولايات المتحدة الأميريكية ويعد مستشفاها من أفضل ثلاث مستشفيات فيها وتعتبر 11 من تخصصاتها الطبية الدقيقة ضمن 10 من أفضل وأبرز التخصصات الطبية في المستشفيات الأميريكية ويحتل مركز القلب بها المرتبة الأولى على إمتداد 11 سنة متتالية كأفضل مركز لجراحة القلب إلى جانب مكانتها البارزة في مجال معالجة أمراض الجهاز العصبي والمعدة والأمعاء والجهاز الهضمي عموما ومعالجة أمراض السرطان وطب الأطفال وجراحة العظام وغيرها من التخصصات الطبية الدقيقة.
ويحمل الدكتور كريم لقب الساحر المصري وذلك نظرا لبراعته ومهارته الفائقة في إجراء جراحات الجهاز الهضمي المعقدة والنادرة وربما الميؤوس منها والتي تحتاج إلى مهارات خاصة وتدخل جراحي دقيق على مستوى العالم وكان الأميريكيون هم من أطلقوا عليه هذا اللقب لأنهم يرون أن المرضى الذين يساعدهم يصبحون أفضل وأنه يحقق ما يشبه المعجزة بإعطائهم الأمل الأخير بعد أن كانت حالتهم ميؤوس منها حيث يتمكنون بالفعل من العودة لمنازلهم بعد حوالي أسبوع بعد إجراء العمليات لهم وهم أفضل كثيرا وهو ما جعل الأميريكيين يلقبونه بهذا اللقب حيث أنه هو من يصلح الأمور التى لا يتمكن أحد غيره من أن يصلحها من خلال الجراحات الدقيقة والمعقدة وقد قام بمفرده بإجراء ثلث حالات زراعة الأمعاء حول العالم وإبتكر فيها العديد من الحلول والتطبيقات الطبية التي تم إستخدامها لأول مرة في هذا المجال مع المرضى والتي ساهمت بفاعلية في إنقاذ حياة المئات من المصابين بأمراض مستعصية في الجهاز الهضمي وكان ميلاد الدكتور كريم أبو المجد في يوم 16 يونيو عام 1952م بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية وتوفي والده وهو في سن 6 سنوات بسبب نزيف فى المخ وكان هذا هو السبب لدخوله كلية الطب حيث تولدت لديه رغبة داخلية فى علاج المرضى على الرغم من إمكانيات أسرته القليلة وتعلم الدكتور أبو المجد في مدارس بلدته في المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية وبعد حصوله علي شهادة الثانوية العامة إلتحق بكلية الطب بجامعة المنصورة وفى السنة الأخيرة من دراسته في كلية الطب فقد أخته التى كانت فى العشرينيات من عمرها مما سبب له نوع من الإكتئاب لفترة لكنه إزداد تصميما علي إنهاء دراسته الطبية لكي يبدا في أداء رسالته في مجال الطب من أجل التخفيف عن آلام المرضي وعلاجهم .
وحصل الدكتور أبو المجد علي درجة البكالوريوس في عام 1976م وخلال نيابته فى جامعة المنصورة لاحظ معاناة الكثيرين مع دوالى المرئ وهذا ما لفت إنتباهه ووجه إهتمامه إلي التخصص في مجال جراحات الجهاز الهضمي وحصل بعد سنتين أي في عام 1978م علي شهادة الماجستير وفي عام 1987م حصل على درجة الدكتوراة في أمراض الكبد من خلال التعاون المشترك بين جامعة إيموري في ولاية أتلانتا الأميريكية وجامعة المنصورة وإستغرقت هذه المرحلة 3 سنوات وفي هذه المرحلة من حياته العملية تعرف على الطبيب الذى إخترع عملية تحويل مسار الدم لدوالى المرئ وظهرت في هذه الفترة نتائج مشجعة بعد زراعة الكبد فى ذلك الحين وكان هذا هو العلاج القاطع لمرضى الفشل الكبدى حيث حتي ذلك الوقت لم يكن هناك حيلة إلا محاولة التعامل مع المرضى بدوالى المرئ إلى أن يصابوا بالفشل الكبدى وفي هذه الحالة كان يعجز الطب من إنقاذهم من الموت المحقق وبعد عامين وفي عام 1989م إنضم الدكتور أبو المجد إلى جامعة بيتسبرج العريقة بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميريكية للحصول على زمالة في زراعة الأعضاء وهناك تعرف على الدكتور توماس ستارزل صاحب لقب أبو زراعة الأعضاء الحديثة فى العالم والذى أجرى أول عملية زراعة كبد فى البشر والذى يقول الدكتور أبو المجد عنه إنه هو الذى ساعده حتى أصبح علي ما هو عليه اليوم وأن الفضل يعود إليه في كل ما وصلت إليه حيث كان له دور كبير جدا فى مسار حياتى فقد كنا أصدقاء لمدة 28 عام وحتى شهر مايو عام 2017م حيث فارق الحياة عن عمر يناهز التسعين عاما وهو الذى أسند لى الكثير من المهام نتيجة لنظرته الخاصة لإمكانياتى الفكرية والجراحية والبحثية ومن ثم أسند لى مشروع زراعة الأمعاء والأحشاء بالكامل منذ بدايته كجزء أخير من زراعة أعضاء البطن وكان الدكتور توماس قبل عام 1989م قد أجرى عمليات زراعة أمعاء ولكن المرضى بعد إجراء هذه العمليات بوقت قصير توفاهم الله نتيجة رفض الجسم للأمعاء المزروعة وفى هذا الوقت كان لى شرف إبتكار دواء يساعد فى تقبل الجسم للأعضاء الجديدة والتعامل مع جهاز المناعة وبإبتكارى للدواء الجديد أسند لى الدكتور توماس المشروع كله وفي البداية واجهت بعض المشكلات لأنى كنت صغير فى السن وغير أميريكي الجنسية ولكني تخطيتها وتغلبت عليها بحمد الله وحاولت التقدم قدما فى جراحات الزراعة وبالفعل بدأت في إجراء أول جراحة أمعاء في شهر مايو عام 1990م وحاليا وصل عدد عمليات زرع الأعضاء التي تمت من خلال هذا المشروع إلى 2500 عملية قمت بإجراء نصفها تقريبا .
ومنذ عام 2017م يعمل الدكتور كريم أبو المجد علي تكوين فريق طبي متميز من الأطباء المصريين يمكنه في المستقبل إجراء عمليات زراعة الأمعاء في مصر خاصة وأنه لم يتم إجراء عمليات من هذا النوع في مصر حتي وقتنا الحاضر لأن ذلك يحتاج لإمكانيات معينة ولرعاية ومتابعة خاصة حتى إن فى أمريكا كلها لا يوجد إلا عدد خمسة مراكز تتمكن من ذلك لأنها عملية دقيقة جدا وهو ما يجعل المرضى يأتون من الدول المختلفة حتى من مصر لأمريكا لكى تجرى لهم زراعة الأمعاء هناك ولما تم توجيه سؤال للدكتور أبو المجد عن متي ستتوفر عمليات زراعة الأمعاء فى مصر أجاب بأنه حاليا توجد مجهودات مثمرة مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة وبعض الزملاء فى الجامعات مثل جامعة القاهرة التى منحته أستاذ إنتسابى كأستاذ منتدب يقوم بجراحات فيها من الحين للآخر وذلك ليس بجديد حيث عمل الدكتور أبو المجد مع جامعة القاهرة خلال أيام ثورة يناير عام 2011م حيث كان يجرى الجراحات الخطيرة والدقيقة في مجال تخصصه وبشأن زراعة الأمعاء بشكل خاص فقد وعده الرئيس السيسى بإنشاء معهد لزراعة الأعضاء وجراحات الجهاز الهضمى في أسرع وقت ممكن وفي حالة تنفيذ هذا المشروع سيكون قد تحقق هدف عظيم خاصة وأن قارة أفريقيا كلها لم تجر فيها هذه العمليات وقارة آسيا لم يحدث فيها ذلك إلا مرة أو مرتين حيث أن المستهدف من تأسيس هذا المعهد بجانب إجراء عمليات زراعة الأمعاء وأعضاء الجهاز الهضمي أنه ستكون هناك من خلاله إمكانية لإجراء الجراحات الدقيقة النادرة والتى لا يوجد منها الكثير فى العالم فضلا عن أنه سيكون هناك بروتوكول لتدريب الأطباء بهذا المعهد فى مجال الجراحات الدقيقة وزراعة الأعضاء خاصة للمرضى الذين يحدث لهم فشل فى بعضها مثل المعدة والبنكرياس والأمعاء والكبد بالإضافة إلي المساعدة في إجراء الأبحاث العلمية التى تساعد على نشر الوعى الصحى لأمور ضرورية لتجنب التشخيص المتأخر لسرطان الكبد والقولون والبنكرياس حيث يأتي المرضي المصابون بهذه الأنواع من السرطانات بحثا عن العلاج فى مراحل أخيرة فإذا ما توافر لهم إمكانية الفحص بالأشعة المقطعية عند إصابتهم بفيروس سى وكذلك أمراض القولون بعد سن الخمسين فإنه سيمكن إزالة الزوائد التى قد تظهر بسبب هذه الأمراض قبل تطورها وتحولها لورم سرطاني خبيث ومن ثم فسيشفى المريض من البداية .
وفي السنوات الأخيرة قام الدكتور كريم أبو المجد بالكثير من الزيارات لمصر وفى كل زيارة كان يجرى العديد من الجراحات الدقيقة للحالات التى تحتاج لها سواء من غير القادرين أو القادرين الذين تساهم أموالهم فى تأسيس مؤسسة خيرية تم تسجيلها فى وزارة التضامن الإجتماعى ستكون مهمتها مساعدة غير القادرين من الشارع المصرى بشكل خاص حيث أن القادرين يتمكنون من السفر لإجراء مثل هذه الجراحات الدقيقة فى الجهاز الهضمى في الخارج وبجانب البروتوكول الذى سيتم الإتفاق عليه فى المعهد الجديد لتدريب الأطباء فقد قام الدكتور كريم أبو المجد في الوقت الحاضر بتدريب أكثر من عدد 200 طبيب مصرى وعدد 500 طبيب من دول العالم المختلفة خلال تواجده فى أمريكا لنقل هذا المجال إلي بلادهم مع إتاحة الفرصة لهم ليتعلموا مع توفير وظائف لبعضهم فى أمريكا للعمل هناك بشكل أساسى وذلك خلال الثلاثين سنة الأخيرة ومن يحضر منهم من مصر يحضرون من خلال بعثات علمية عن طريق المكتب الثقافي الأميريكي فى مصر من خلال بروتوكول متفق عليه للحصول على الدكتوراة من جامعة بيتسبرج بالجامعة ومنهم من يستمر فى المعادلة ويعمل معه فى القسم هناك ويشير الدكتور أبو المجد إلي أن زراعة الأمعاء فى أمريكا تكلف من 250 إلى 500 ألف دولار إنما الزراعة ستكون فى مصر بعشر هذه التكلفة للقادرين أما لغير القادرين فسيتم تغطية تكلفتها عن طريق تبرعات المؤسسات الخيرية وستقوم الأطقم الطبية بإجرائها مجانا وجدير بالذكر أن عمليات زراعة الأمعاء لا تكن للأمعاء فقط بل تكون للأمعاء والبنكرياس وقد تضاف لهم المعدة وكذلك القولون والكبد وهناك مريض أجريت له بالفعل زراعة خمس أعضاء للجهاز الهضمى ونجحت الحالة بفضل الله .
وعن من يحتاج لإجراء العمليات المعقدة بالجهاز الهضمي يقول الدكتور أبو المجد إنها تجرى للمرضى الذين يعانون من فشل الجهاز الهضمى ولا يتمكنون من تناول الطعام ومن ثم يحتاجون مغذى عن طريق الوريد وهذه هي الوسيلة الوحيدة التى تضمن إستمراريتهم على قيد الحياة ولكنها تتسبب فى مضاعفات كثيرة منها الفشل الكبدى لأن الغذاء في هذه الحالة يكون صناعيا وأيضا تؤدى هذه الوسيلة إلى حدوث إلتهابات فى الأوعية الدموية مما يسبب الوفاة لهؤلاء المرضي وتشمل أسباب فشل الجهاز الهضمى أيضا بعض الحوادث مثل الإصابة بطلق نارى مما قد يتسبب فى تهتك الأمعاء فتصبح الأمعاء حوالى 60 سم فقط بدلا من 2 إلى 4 متر وهو ما يجعل الشخص على وشك أن يصاب بفشل كبدى وتدهور في وظائف الكلى إن لم نتدخل بعملية تطويل الأمعاء سريعا وكانت هذه حالة من الحالات التى قمت بعلاجها بمستشفى القصر العينى كما أن مرض كرونز وهو عبارة عن إلتهاب مزمن فى الجهاز الهضمى من الأسباب أيضا التي تسبب فشله وفي هذه الحالة يتم إجراء عدة جراحات دقيقة للمريض إلى حين تجرى له زراعة أمعاء ومن أسباب فشل الجهاز الهضمى الأخرى المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعى لعلاج الأورام مما يتسبب لهم فى تهتك الأمعاء والأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية والإصابة بورم فى الأمعاء ونتيجة زواج الاقارب وكذلك بعض المرضى الذين يصابون بإلتصاقات فى الأمعاء مما يجعلهم يفقدونها ويحدث لهم قصور شديد فيها ويقول الدكتور أبو المجد إن كل من المرضى والأطباء يتواصلون معه عبر مواقع التواصل الإجتماعى كما أن الزملاء من الأطباء المصريين من الممكن أن يطلبونه هاتفيا من أجل طلب حصوره لإجراء العمليات المعقدة كما أنه يتلقى أيضا رغبات الأطباء فى التدريب من خلال البريد الإلكترونى الخاص به .
وكان من الجراحات المعقدة والنادرة التي أجراها الدكتور كريم أبو المجد في مصر وكان ذلك في عام 2017م جراحة ناجحة للطفلة سجدة وكانت تبلغ من العمر سنة وأربعة شهور كانت مولودة والكبد كاملا وجزء من الأمعاء خارج البطن مما كان يهدد حياتها وتم إجراؤها في مستشفى الدمرداش الجامعى وتعد هذه الجراحة التي إستغرقت 6 ساعات داخل غرفة العمليات هي الأولى من نوعها على مستوى العالم ولم تسجل في أي دورية علمية سابقة لطفلة في مثل هذا العمر وبعد نجاح هذه العملية المعقدة أعرب الدكتور كريم أبوالمجد عن بالغ سعادته بنجاحها حيث أنها حافظت على حياة الطفلة سجدة مشيرا إلى أن والد سجدة تواصل معه من خلال الصفحة الرسمية له على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك وأرسل إليه كل التحاليل الطبية والأشعات الخاصة بالحالة والتي كشفت عن وجود كامل الكبد وجزء من الأمعاء خارج جدار البطن وهو ما كان يهدد حياة الطفلة وأكد بأنه قد حضر خصيصا من الولايات المتحدة الأميريكية لإجراء هذه العملية النادرة في محاولة لإنقاذ حياتها وبفضل من الله حالفه التوفيق وكتب الله له النجاح في ذلك ومن جانبه قال والد الطفلة سجدة إن الدكتور كريم أبوالمجد أعاده للحياة من جديد بعد إجراء العملية لإبنته الوحيدة بنجاح مشيرا إلى أن سجدة كانت تعاني منذ ولادتها وحتي بلغت من العمر سنة وأربعة شهور من هذا العيب الخلقي وأضاف أنه ظل منذ ولادتها يبحث ويسأل عن أطباء متخصصين في إجراء مثل هذه الجراحات المعقدة والنادرة حتى توصل إلى الدكتور كريم أبو المجد ومن جانب آخر أكد أيضا أن الدكتور أبو المجد قد إهتم جدا بحالة إبنته فور تواصله معه وطمأنه برغم كل ما قيل عن إن حالة الطفلة خطيرة وميؤوس منها نظرا لصغر سنها مشيرا إلى أن جد سجدة كان قد توفاه الله بعد شهر من ولادتها حزنا عليها .
وكان أيضا من العمليات المعقدة والنادرة التي قام الدكتور كريم أبو المجد بإجرائها في أوائل عام 2019م عملية أخرى تعد واحدة من أدق وأعقد جراحات الجهاز الهضمى على مستوى العالم وكانت لمريضة ظلت تعانى لسنوات من آلام مبرحة فى جهازها الهضمى وقد أجريت هذه الجراحة بمستشفى القصر العينى بالقاهرة بناءا على طلب الدكتور كريم أبو المجد وهي تعد الأولى من نوعها التى تجرى فى مصر والوطن العربى وهى عبارة عن إعادة ترتيب للأمعاء الدقيقة لفتاة من بنجلاديش تدعى شارمن آتر شوما تبلغ من العمر 24 عاما تدرس الطب ورغم دراستها إلا أنها والأطباء المعالجين لها فى بنجلاديش وخارجها فشلوا طوال سنوات فى إكتشاف أسباب الألم الذى تعاني منه وقالت شارمن بعد نجاح الجراحة إنها ظلت تبحث عن أسباب آلامها التى كانت تعاني منها حتى توصلت إلى الدكتور كريم أبو المجد الذى نجح فى تشخيص الحالة بعد أن أرسلت له الملف الطبي الخاص بحالتها وأكدت علي أن هذه الجراحة تصل تكلفتها فى الولايات المتحدة الأميريكية إلي 500 ألف دولار ونظرا لظروفي المالية التى لم تمكنني من مجرد السفر فقط إلى أمريكا أصر الدكتور كريم على إجراء الجراحة لي فى مصر بالمجان وفى مستشفى قصر العيني حتى يتعلم الأطباء المصريون أسلوب إجراء هذه الجراحة المعقدة وأضافت أيضا إني لا أجد من الكلمات ما أعبر به عن شكرى العميق للساحر المصري الدكتور كريم أبو المجد والطاقم الطبي المعاون له بعد أن خلصونى من آلامى دون أن يكلفونى شيئا وشكرا لمصر على الإستضافة الكريمة فلم أجد في عيون الناس ومعاملتهم إلا كل ود وترحاب ومن جانبه أكد الدكتور أبو المجد أن هدفه الرئيسى من إجراء هذه الجراحة بمستشفى قصر العيني هو نقل المعرفة والعلم والخبرات التي إكتسبها على مدار سنوات عمله الممتدة لما يقرب من 30 عاما قضاها في الولايات المتحدة الأميريكية إلى الكوادر الطبية المصرية وتدريبهم على إجراء مثل تلك العمليات المعقدة والنادرة مؤكدا أنهم لا يقلون كفاءة عن نظرائهم في دول العالم المتقدمة طبيا .
وفي شهر يناير عام 2020م كرمت جمعية العيب الخلقي للأمعاء بالولايات المتحدة الأميريكية للأستاذ الدكتور كريم أبو المجد وجاء ذلك تقديرا لخبراته وجهوده في التوصل لعلاج قاطع لمرض أحد العيوب الخلقية بالأمعاء وإبتكاره لعملية جراحية لتصحيح كامل لعيب خلقي بالأمعاء يحمي المرضى من أعراض المرض ومضاعفاته وذلك ضمن فعاليات الإحتفال بيوم 15 يناير للعام الثاني باعتباره اليوم الرسمي للتوعية بأمراض العيوب الخلقية للأمعاء وأكد الدكتور أبو المجد علي هامش تكريمه أن الفترة الأخيرة شهدت المزيد من الإهتمام من قبل الولايات المتحدة الأميريكية بأمراض العيوب الخلقية التي كانت تهدد حياة العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار لافتا أن طفلا من بين 200 إلى 500 طفل يصاب بالمرض خاصة في حالة عدم التشخيص المبكر بما يقضي على الأمعاء تماما وأضاف أن أم أميريكية لطفلة تسمى ميا هي صاحبة الفضل في إعتبار يوم 15 يناير يوما رسميا للتوعية بأمراض العيوب الخلقية بالجهاز الهضمي والأمعاء بعدما توفيت إبنتها التي ولدت في نفس اليوم فسعت الأم ليكون يوما للتوعية بالمرض وبالفعل بدأ الإحتفال منذ العام الماضي بعدد قليل من الولايات والعام الحالي وصل الأمر لعدد 18 ولاية أميريكية منها نيويورك وأوهايو وإنديانا وكليفلاند لافتا أن الأبنية الحكومية تكتسي باللون البنفسجي في هذا اليوم بإعتباره اللون الرسمي ليوم التوعية وأوضح الدكتور كريم أبو المجد أن هذا المرض عبارة عن عيب خلقي في الأمعاء والغشاء البريتوني يتعرض له الجنين في الأسبوع الثامن أو العاشر من الحمل خلال تكوين الجهاز الهضمي حيث تلتف الأمعاء حول نفسها بما يمنع وصول الدم إليها ويهدد الجنين بالوفاة خاصة في ظل عدم التمكن من تشخيص المرض في وقت مبكر لافتا إلى أن إعتراف 18 ولاية أميريكية سوف يساعد في التوعية بالمرض وتحقيق الهدف الرئيسي وهو تشخيص المرض مبكرا للأطفال سواء وهم أجنة أو بعد الولادة لإتخاذ الخطوات الوقائية اللازمة حتى لا يتعرضوا لإلتفاف أمعائهم وأعرب الدكتور أبو المجد عن سعادته بالتكريم موضحا أنه إبتكر عملية جراحية تحمي المرضى من حدوث مضاعفات ناتجة عن العيب الخلقي للأمعاء موضحا أنه قد أجرى هذه العملية للطفلة المصرية سجدة في عام 2017م ولشابة من دولة بنجلاديش في عام 2019م في مستشفيات مصرية واللتين تحدثنا عنهما في السطور السابقة وأشار قائلا تمكنت من إبتكار طريقة جراحية تحمي المرضى من مضاعفات العيب الخلقي لافتا إلى أن توصله لهذه الجراحة جاء نتيجة لخبرات متراكمة إمتدت لأكثر من 40 عاما وعمليات بحث دقيقة في مجال زراعة الأعضاء لافتا أن أغلب المقالات والأبحاث العلمية التي نشرت سابقا في تاريخ الطب أكدت أن العملية المبتكرة لا يمكن إجرائها جراحيا لكن الآن إستطاع الساحر المصري تنفيذها وحماية العديد من المرضى موضحا والحديث لأبو المجد أن هذه الجراحة يتم خلالها وضع الأمعاء وتثبيتها في الأغشية البريتونية بالجدار الخلفي والجانبي للبطن وترتيب الأوعية الدموية للأمعاء بدقة حتى لا يتم غلقها في أي وقت وأكد أبو المجد أنه يتلقى العديد من المراسلات من جميع دول العالم لإجراء هذه الجراحة لمرضى يعانون من هذه الحالة مؤكدا على حرصه التام على إجراء أكبر قدر من هذه العمليات أو غيرها في مختلف أنحاء العالم لافتا أن العملية إبتكارية وليست تجريبية وتقوم الحكومة الأميريكية وشركات التأمين للمرضى المؤمن عليهم بتغطية تكلفتها أما غير المؤمن عليهم فيقوم أبو المجد بالسعي الحثيث لإجرائها لهم بالمجان وذلك للمرضى من مختلف دول العالم . |