بقلم الخبير السياحى/ محمود كمال
توقفت السياحة العالمية بسبب فيروس كورونا ... ووقف العالم كله فى حالة ذعر وتوقفت كل الانشطة ... إلا أن مصر أبت أن تقف مكتوفة الايدى وحاولت بكل الطرق أن تخفف من جدة الازمة الطاحنة أستكملت تنفيذ خطة ورؤية مصر 2030 ووقف العالم كله يترقب تلك التجربة الفريدة والقوية ... مصر تبنى المدن الجديدة .. مصر تشيد المصانع ... مصر ترمم أثارها .. مصر تستضيف بطولة كأس العالم لكرة اليد وتشارك بقوة وتنظم البطولة على اعلى مستوى ... إذن مصر فى حالة بناء لا يتوقف ... مصر استطاعت ان تقلل معدل البطالة فى مجال البناء والتشييد .. ولكن معاناة القطاع السياحى الذى لم يتعافى نتيجة هذه الظروف .. وتحاول مصر أن تحافظ على العمالة الموجودة بالفنادق دون تسريبهم ومع كل هذه المحاولات إلا أن القطاع لا يزال يعانى ويطلب من الحكومة أن تسانده فى تأجيل مستحقات كالكهرباء والمياه لحين استرجاع السياحة لنشاطها المعهود ... والسؤال الذى يطرح نفسه : هل لدينا حلول للحفاظ على العمالة المدربة فى القطاع السياحى ؟ .. لدينا مفكرون سياحيون واساتذة كليات سياحة وفنادق ووزارة سياحة واثار واتحاد غرف سياحية وهيئة وطنية للتدريب ووزارة مالية ووزارة طيران ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ووزارة التعليم العالى ووزارة تضامن اجتماعى ووزارة النقل وبنك مركزى وشراكة سياحة وفنادق مع الاتحاد الاوروبى ووزارة تعاون دولى ووزارة شباب ورياضة ولجنة السياحة بمجلس النواب ونقابة المرشدين السياحيين ... ورئيس وزراء لديه قدرة فائقة على قيادة كل هؤلاء مجتمعين فى اجتماع واحد لايجاد الحل الذى يمكن تنفيذه وينقذ قطاع ضخم يعتمد على السياحة بشكل اساسى ويتخطى عدد المهن داخل القطاع السياحى ال 70 مهنة !!!
هل الموضوع يستحق تلك الكوكبة العظيمة ؟ والاجابة .. نعم يستحق .. الدولة لا تألوا جهدا فى خلق بنية تحتية جديدة على مستوى كافة المحافظات من خلال خطة عظيمة ... ماذا ننتظر من هذه الكوكبة ؟.. ننتظر أن يقوم رئيس الوزراء بعقد مؤتمر يضم مسئول حقيقى من كل الوزارات والهيئات المذكورة وأن يكون الهدف المعلن هو ايجاد حلول عبقرية دون اضافة اعباء على الدولة وتلك الحلول تساهم بشكل عظيم فى استمرار العمل فى المناطق السياحية والاثرية وبالتالى نضمن تشغيل كافة العاطلين عن العمل ومساعدة كافة المؤسسات لاجتياز هذه المحنة والاستفادة من هذه المحنة بدلا من البكاء على الماضى وأن السياحة كانت وكانت ... يجوز أن نطرح بعض الافكار واعتبارها نواة لافكار اعظم وأعظم ... ومن ضمن هذه الافكار غير التقليدية ما يلى :-
الفكرة الاولى : تمتلك وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى حوالى 50 مدرسة فندقية وسياحية وأغلب هذه المدارس بها فندق تعليمى يضم حوالى 30 غرفة وغير مصنف والفندق به مطعم ومطبخ .. ماذا لو تبنت وزارة التربية والتعليم تشغيل هذه الفنادق للمصريين بأسعار بسيطة وهامش ربح بسيط ومن ثم يمكن تشغيل الفنادق مع تطبيق الاجراءات الاحترازية .. هذه الفكرة سوف تضمن بيع منتجات الفندق التعليمى من منتجات غذائية للمناطق المحيطة بها وفى هذه الحالة ضمنا وجود مصريين فى كل محافظات مصر وبالتالى يتم تشغيل الاتوبيسات السياحية والمرشدين السياحيين وتتدريب وتشغيل طلبة المدارس الفندقية
الفكرة الثانية : تمتلك وزارة الشباب والرياضة بيوت فندقية غير مصنفة فى كل محافظات مصر ويمكن استغلالها لدعم السياحة الداخلية وبهذه الطريقة سوف نضمن تشغيل فئات كثيرة من الشباب من خلال تنظيم رحلات سياحية لكل انحاء مصر
الفكرة الثالثة : تخصيص قناة فضائية لتصبح قناة فضائية سياحية تقوم ببث الرحلات من الاماكن السياحية المختلفة مع الاخذ بكافة الاجراءات الاحترازية وسوف تضمن تشغيلها من خلال الاعلانات التى ستجذب العديد من اصحاب المشروعات والمنتجات والتى يمكن استخدامها لبث رسائل تسويقية لتحفيز العالم لزيارة مصر متى سمح ذلك ...
الافكار كثيرة وبناءة ويمكن الاستفادة من هذه الافكار من خلال بنك افكار تشغيل الشباب وغير الشباب العاطل عن العمل ...
لم يكن أحد يتصور أن مصر تستطيع مسابقة الزمن خاصة فى ظل جائحة كورونا إلا أن مصر أبهرت العالم كله بقراراتها الصائبة وكفاءة التنفيذ فى ازمنة قياسية ... وسوف تبهر مصر أولادها بتشغيلهم وبقرارات نافذة .. تفاءلوا بالخير تجدوه. |