السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مفهوم الثقافة

مفهوم الثقافة
عدد : 03-2021
بقلم الدكتور/ عادل عامر
دكتور القانون العام

يلعب مفهوم الثقافة Culture دورا بارزا في مختلف العلوم الإنسانية وخاصة العلوم الاجتماعية كعلم الاجتماع Sociology وعلم الإنسان Anthropology وعلم الإدارة Management وعلم النفس Psychology ويهتم أحد فروع علم النفس بدراسة الثقافات المختلفة ويتخذها محورا لاهتمامه وهذا هو علم الانثوبولوجيا الثقافية Cultural Anthropology ولما كانت السمة الغالبة لهذا العلم تؤكد الإطار الثقافي كما تطور من الماضي إلي الحاضر فإن فرعا جديدا قد ظهر أخيرا هو علم ثقافات المستقبل Cultural Futures ليضيف بعدا جديدا لأهمية هذا المفهوم في الحياة العملية حاضرا ومستقبلا .

ويعتبر ” إدوارد تايلور E -talor أول مع وضع تعريفاً للثقافة بأنها ” ذلك الكل الذى يتضمن المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والعادات وأى قدرات اكتسبها الإنسان كعضو فى المجتمع .

وقد عرفها ” كلباتريك Kilpatrick ” بأنها كل ما صنعه عقل الإنسان من أشياء ومظاهر اجتماعية فى بيئته الاجتماعية أى كل ما قام باختراعه وباكتشافة الإنسان وكان له دور فى مجتمعه

وقدم محمد الهادى عفيفي تعريفا شاملاً للثقافة فهي فى نظرة تعنى ” كل ما صنعه الإنسان فى بيئته خلال تاريخه الطويل فى مجتمع معين وتشمل اللغة والعادات والقيم وآداب السلوك العام والأدوات والمعرفة والمستويات الإجتماعية والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والقضائية . فهى تمثل التعبير الأصلى عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم عن نظرة هذه الأمة إلى الكون والحياة والموت والإنسان وقدراته وما ينبغى أن يعمل ، وما لا ينبغى أن يعمل أو يأمل .

هناك عدة تعريفات للثقافة منها

1-هي مجمل طريقة حياة الجماعة أي أنها تشمل طريقة حياة الجماعة بجوانبها المختلفة المادية والمعنوية

2-الثقافة هى نلك النسيج الكلى المعقد الذى قام الإنسان نفسه بصنعه متمثلا في الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والقيم وأساليب التفكير وأنماط السلوك وطرق معيشة الأفراد وقصصهم وألعابهم ووسائل الاتصال والانتقال وكل ما توارثه الإنسان وأضافه إلى تراثه .

الثقافة بمفهومها العام هي ذلك النسيج الكلى المعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات والاتجاهات والقيم وأساليب التفكير والعمل ، وأنماط السلوك وكل ما يبقى عليه من تجديدات أو ابتكارات أو وسائل في حياة الناس . مما ينشأ في ظله كل عضو من أعضاء الجماعة ومما ينحدر إلينا من الماضي ونأخذ به كما هو أو نطوره في ضوء ظروف حياتنا وخبراتنا

فالثقافة بهذا المفهوم مادية ، فردية ، اجتماعية ، نظرية ، محلية ، عالمية أو هي كما يقال : ( كل شيء ) في حياة الفرد والمجتمع على السواء .

وخلاصة القول أن الثقافة عبارة عن مجموعة الأنماط السلوكية من الناس تؤثر في سلوك الفرد الموجودة في تلك في تلك المجموعة وتشكل شخصيته وتتحكم في خبراته وقراراته ضمن تلك المجموعة من الناس التي يعيش بينها .

وتعرف الثقافة بمفهومها الشامل على أنها نظام عام مفتوح ( Open Macro- System ) يضم مجموعة من الأنظمة الفرعية التي تشمل تكنولوجيا الحياة الحاضرة والمتوقعة ( ويدخل فى ذلك الأنظمة المادية وغير المادية والناتجة عن تفاعل الإنسان مع غيره من بنى جنسه ومع البيئة المحيطة به على مدى زمنى يمتد من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل .

ويلاحظ على هذا التعريف ما يلي :

1-أنه ينظر إلى الثقافة على أنها نظام عام أو نظام كبير ، ومعنى ذلك أن الثقافة تتميز بالوحدة وبالشكلية وبالتكامل في نفس الوقت كما يعنى أنها مفتوحة لتأثيرات الثقافات الأخرى كما أنها تؤثر في غيرها من الثقافات وفى إحداث التغير الثقافي خاصة في عصر وسائل الاتصال المتقدمة الذى نعيشه الآن .

2-إن الثقافة كنظام يضم تكنولوجيا الحياة يؤكد على قدرة الإنسان على الابتكار والخلق فالثقافة من صنع الإنسان وحدة وهي عنصر يميزه عن سائر الكائنات وتشير كلمة تكنولوجيا الي الوسائل والي التطبيق كما تشير أيضا الي الأفكار الجديدة وعلي ذلك تقرر أن مفهوم الثقافة يجمع بين الفكر والتطبيق والوسيلة وما حياة الناس إلا فكرة يستتبعها تطبيق والوسيط بين الفكرة والتطبيق إنما هو الوسيلة والأدوات والإمكانيات المتاحة والفرص الممكنة ، وينصهر ذلك كله في علاقات متبادلة تؤدى إلى مزيد من الأفكار وتطوير في الوسائل وتجديد في التطبيق ، وهكذا تتطور الثقافة .

3-إن فكرة التفاعل في هذا التعريف تشير إلى إيجابية العنصر البشرى وقدرته على التأثُير في قوى البيئة المحيطة ، فليس هو بالمستجيب المتكيف مع ظروف البيئة المحيطة 0 بالمعمى الضيق للتكيف ) وإنما حية الإنسان نتاج التفاعل بالتأثير والتأثر مع غيره من الكائنات والماديات والجماعات .

4-يترتب على هذه النظرية لمفهوم الثقافة اتساع محتواها ليشمل كل أنشطة الإنسان المنظمة . فالنظام السياسي جزء من الثقافة يميز المجتمع عن غيره من المجتمعات وهو بذلك تكنولوجيا تنظيم القوة والسلطة والإدارة والحكم في مجتمع معين ، والنظام الاقتصادي جزء من الثقافة باعتباره تكنولوجيا تنظيم وسائل الإنتاج وأجواته وأساليب توزيع الثروة وما يستتبع ذلك من إنتاج واستهلاك وادخار ، والنظام التعليمي جزء من الثقافة باعتباره تكنولوجيا إعداد البشر ..إلخ

5-يؤكد هذا المفهوم قدرة الإنسان على إعادة حياته بصورة أفضل ونحو تحقيق أهدافه ومن هنا كان دور الإنسان كصانع للتغيير ، ويصبح دور التربية بالغ الأهمية كوسيط للتغير الثقافي وإعداد الإنسان عمليا وفنياً للقيام بهذا الدور .

6-يؤكد هذا المفهوم على التأثير المتبادل بين الأنظمة الفرعية للثقافة دون سيطرة أحدها على الأخر أو تفوق عنصر على آخر في تشكيل الثقافة على خلاف ما نادت به المدرسة المادية مثلاً من تفوق العنصر الاقتصادي في تشكيل الثقافة على أنه العامل المحدد الأساسي .

ويعتبر تعريف ” نبيل على ” من أحدث تعريفات الثقافة ومن أهمها نظرا لارتباط

التعريف بعصر المعلومات وسماته ، فقد قدم الثقافة ” كنسق اجتماعي ” قوامه القيم والمعتقدات والمعارف والعادات والفنون والممارسات الاجتماعية والأنماط المعيشية ، وأيضاً كأيديولوجيا تتضمن معيار الحكم على الأمور وترتبط الثقافة عنده بتكنولوجيا المعلومات ، حيث أن تلك التكنولوجيا ، تعتبر منظاراً نرى العالم من خلاله عبر شاشات التليفزيون وشاشات أجهزة الكمبيوتر ، ولوحات التحكم ونماذج المحاكاة ن علاوة على أنها أداة فعالة للحكم بفضل وسائلها الكمية والإحصائية فى قياس الرأي وخلافة .

ومن التعريفات السابقة للثقافة نستخلص أن العنصر المشترك فيها هو الإنسان ذو الفاعلية المؤدية إلى استحداث أمور في مجتمعه ، بعضها مادى يتمثل في كل ما ينتجه ويمكن التحقيق منه بالحواس والبعض الآخر غير مادى ويتضمن العادات والتقاليد والقيم والأخلاق والأساليب الفنية .

إذن فالعلاقة بين الفرد والثقافة علاقة عضوية دينامية والثقافة من صنع الأفراد أنفسهم فهي توجد في عقول الأفراد وتظهر صريحة في سلوكهم خلال قيامهم بنشاطهم في المجالات المختلفة وقد تتفاوت في درجة وضوحها كما أن الثقافة ليست قوة في حد ذاتها تعمل مستقلة عن وجود الأفراد فهي من صنع أفراد المجتمع وهي لا تدفع الإنسان إلي أن يكون سويا أو غير سوى بل يعتمد في ذلك علي درجة وعى كل فرد بالمؤثرات الثقافية ونوع استجابته لها وجمود الثقافة وحيويتها يتحددان بمدى فاعلية أفرادها ونوع الوعي المتوافر لهم