بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
عائشة التيمورية هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور وهي شاعرة وكاتبة مصرية وصفت بأنها الشاعرة الأديبة الكاتبة التي سبقت زمانها وبأنها أعجوبة في بيانها وإنها إمرأة خلدها البيان وقد ولدت عائشة التيمورية في عام 1840م في أحد قصور درب سعادة وهي أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرا للطبقة الأرستقراطية ولعائلاتها العريقة وهي إبنة إسماعيل تيمور باشا رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل وهو يعدل منصب وزير الخارجية حاليا ثم أصبح رئيسا عاما للديوان الخديوي كما كان جدها لأبيها ضابطا من رجال محمد علي باشا والي مصر وتولي العديد من المناصب الهامة وكان إسم والدتها هو ماهيتاب وكانت شركسية الأصل وتنتمي للطبقة الأرستقراطية هي الأخرى وكان لعائشة التيمورية أخت شقيقة إسمها عفت وأخ وحيد هو العالم والأديب الكبير أحمد تيمور ولكنه كان من أم أخرى هي مهريار هانم وهي شركسية الأصل أيضا وهي عمة كل من الكاتب المسرحي محمد تيمور والكاتب القصصي محمود تيمور وقد نشأت عائشة في بيت علم وسياسة فأبوها رجل كانت له مكانته السياسية كما كان رجل مثقف له شغف بمطالعة كتب الأدب وكانت عائشة تميل إلى المطالعة إلا أن أمها كانت تعارض هذا وأصرت على أن تتعلم عائشة ما تتعلمه الفتيات إلا أن عائشة إستمرت في المطالعة فتفهم أبوها طبعها فأحضر لها أستاذين أحدهما لتعليم اللغة الفارسية والآخر للعلوم العربية وكان يتابع تطورها وتقدمها في دراسة الأدب ويدافع عنها في وجه أمها التي كانت ترى في ميل إبنتها شذوذا عن باقي بنات جنسها وتحكي عائشة عن هذا وتقول فلما تهيأ العقل للترقي وبلغ الفهم درجة التلقي تقدمت إلي ربة الحنان والعفاف وذخيرة المعرفة والإتحاف والدتي تغمدها الله بالرحمة والغفران بأدوات النسج والتطريز وصارت تجد في تعليمي وتجتهد في تفهيمي وتفطيني وأنا لا أستطيع التلقي ولا أقبل في حرف النساء الترقي وكنت أفر منها فرار الصيد من الشباك والتهافت على حضور محافل الكتب بدون إرتباك فأجد لصرير القلم في القرطاس أشهى نغمة وأتخيل أن اللحاق بهذه الطائفة أوفى نعمة وكنت ألتمس من شوقي قطع القراطيس وصغار الأقلام وأعتكف منفردة عن الأنام وأقلد الكتاب في التحرير لأبتهج بسماع هذا الصرير فتأتي والدتي وتعنفني بالتكدير والتهديد فلم أزدد إلا نفورا وعن هذا التطريز قصورا فبادر والدي تغمد الله بالغفران ثراه وقال لها دعي هذه الطفلة للقرطاس والقلم وإحذري أن تكثري من الكسر في قلب هذه الصغيرة وأن تثلمي بالعنف طهرها وما دامت إبنتنا ميالة بطبعها إلى المحابر والأوراق فلا تقفي في سبيل ميلها ورغبتها وتعالي نتقاسم بنتينا فخذي عفت وأعطيني عصمت وإذا كان لي من عصمت كاتبة وشاعرة فسيكون ذلك مجلبة الرحمة لي بعد مماتي وأخذ بيدي وخرج بي إلى محفل الكتاب ورتب لي أستاذين أحدهما لتعليم الفارسية والثاني لتلقين العلوم العربية .
وتعلمت عائشة علي يد هذين الأستاذين اللغة الفارسية والقرآن الكريم والخط ومبادئ الفقه الإسلامي وتزوجت وهي في سن الرابعة عشرة من عمرها في عام 1854م من محمد بك توفيق الإسلامبولى وكان رجلا ثريا فعاشت في رغد من العيش ومن ثم هيأت لها حياتها الرغدة أن تستزيد من الأدب واللغة فإستدعت سيدتين لهما إلمام بعلوم النحو والصرف والعروض ودرست علي أيديهما حتى برعت وأتقنت نظم الشعر باللغة العربية كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية وقد أخذتهما عن والديها وحفظت عشرات الدواوين وطالعت كتب الأدب حتى صارت تنظم الشعر بالعربية والفارسية والتركية ولها دواوين فيها جميعا ويمكننا تقسيم شعرها إلى خمسة أقسام وهي الغزلي والأخلاقي والديني والعائلي وشعر المجاملة وقد تميز شعرها بوجه عام بكل أنواع الصدق والمشاعر الخالصة إلا أن شعر الرثاء كان له نصيب الأسد من الصدق والعمق والتأثير وجودة التصوير على حد سواء وكان من شعرها باللغة العربية ما قالته في زعماء الثورة العرابية بعد نفيهم خارج مصر وكان من شعرها باللغة الفارسية أنها كانت في ليلة من الليالي جالسة في حديقة قصرها تنظر إلى نور القمر وروعة الأزهار وكانت تمسك في يدها باقة من الورد كانت تتمعنها بكل هدوء وسكون وشعر وإذا بوالدتها تقطع عليها ذلك السكون والتأمل فتذهب إلى والدتها وعندما عادت رأت أن باقة ورودها مبعثرة فقالت قصيدتها بالفارسية والتي كان مطلعها بعد ترجمتها من الفارسية للعربية أيها القمر الباهر إن باقة وردي تشتت وقد كنت وكلتها إليك فمن الذي بعثرها وشتتها كلما أرى باقتي مبعثرة هكذا أشعر في نفسي بحسرة شديدة فوا حرقتاه وفضلا عن ذلك فقد تولت عائشة تعليم أخيها الأصغر أحمد تيمور وكان والدها قد توفى بعد ميلاده بعامين فتعهدته بالتربية والتعليم والرعاية حتي أتقن العديد من اللغات والعلوم العربية والإسلامية حتى عرف طريقه وصار بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية في العالم العربي وقد تركت لنا عائشة التيمورية ديوان شعر باللغة العربية بإسم حلية الطراز وآخر بالفارسية طبع بمصر وبالآستانة وبإيران وآخر باللغة التركية بعنوان شكوفة وعن ديوانها حلية الطراز نجد الشاعرة والأديبة اللبنانية وردة اليازجي المعاصرة لعائشة التيمورية ترسل لها رسالة تمتدح فيها هذا الديوان تقول فيها سيدتي ومولاتي إنني قد تشرفت بإطلاعي على حلية طرازكم التي تحلى بها جيدا العصر وأخجلت بسبك معانيها خنساء صخر ألا وهي الدرة اليتيمة التي لم تأت فحول الشعراء بأحسن منها وقصر نظم الدر عنها وشنفت بحسن ألفاظها مسامعنا حتى غدا يحسدها السمع والبصر وسارت في آفاقنا مسير الشمس والقمر ولقد تطفلت مع إعترافي بالعجز والتقصير بتقريظ لها وجيز حقير فكنت كمن يشهد للشمس بالضياء أو بالسمو للقيمة الزرقاء راجية من لدنكم قبوله بالإغضاء ولا زلتم للفضل منارا يسطع وبين الأدباء في المقام الأرفع بمن الله وكرمه .
وعلاوة علي الشعر فإن عائشة التيمورية لديها رواية بعنوان اللقا بعد الشتات كما تركت رواية أخرى غير مكتملة بخط يدها ولديها أيضا رسالة في الأدب بعنوان نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال طبعت في مصر وتونس وهي عبارة عن قصص لتهذيب النفوس ولا يتجاوز عدد صفحاتها 17 صفحة كتبتها بأسلوب عصرها القائم على السجع والإطناب وضمنتها ما توصلت إليه من أفكار بعد تأملها في أسباب الشقاق بين الأزواج والزوجات محاوِلةً تشخيص الداء الذي أصاب الأسر من حولها كخطوة أولى للعلاج والإصلاح وكانت رؤيتها للقوامة أنها ليست حقا ثابتا ومطلقا للرجل بل هي مشروطة بقيامه بالإنفاق وأداء المسئولية المنوطة به وأنها ليست محصورة في جنس الرجال بل يمكن أن تنتقل إلى النساء حال تقاعس الرجال وقيام النساء بمسئولياتهم ومن هنا يمكن القول إنها محاولة رائدة لقراءة النص الديني من منظور نسوي ينصف المرأة ولا ينحاز للرجل إنطلاقا من عدل الشريعة وعدم تمييزها جنسا على جنس خاضتها عائشة بقدر كبير من الحذر والتحفظ أيضا ويمكن تفهم ذلك بالطبع في ضوء ظروف عصرها وأن المحاولات الرائدة تتسم عادة بالتردد والحذر وربما أيضا ببعض الغموض وتقول عائشة في هذه الرسالة إن الله أراها سبل الهدى والصواب فيما أمرنا بتلاوته من آيات الكتاب الذي يبين الله فيه بصريح القول حقوق الرجال على النساء والنساء على الرجال فقال الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم وقوامة الرجل تعني في نظر عائشة أن يقوم بأمر الزوجة مجتهدا في حفظها وصيانتها وأداء كل ما تحتاج إليه ثم إن الحق سبحانه وتعالي لم يكتفِ بالحكم حتى بين السبب بقوله بما فضل الله يعني بأمور لها وفرة في العقل والدين ولذا جعل لهم الولاية والإمامة وجعل فيهم الخلفاء والأئمة وميزهم في الشهادة بين الأمة وما ذلك إلا لتأكيد فضلهم ووثاقة عدلهم وبقوله عز وجل وبما أنفقوا من أموالهم أي في المهر والمطعم والمشرب والمسكن والكسوة على حسب حال الأزواج والزوجات كما نبه علي الرجال في آية أخرى منها قوله تعالى وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها أي على الوالدات وكما وجب ذلك بالنص وجب بالإجماع وتقارن عائشة بين النص والواقع في زمانها فتقول إن معشر الفتيان في هذا الزمان أعرضوا عن تلاوة هذه الآيات فضلا عن تدبر معانيها وأعمى الجهل بصائرهم فصار كل همهم عندما يهمون بالإقتران البحث عن الحلي والحلل والضياع والعقار لا عن النسب والتدين والعفة والوقار وهذا هو مستهل الخيبة وأصل الشقاء على حد تعبيرها حتى إذا صار للفتى منهم أولئك الذين لا يمتلكون من الرجولة إلا صورتها الولاء على تلك الزوجة تمتع كيف شاء بأموالها وقعد مستغنيا عن الجهد في الإكتساب وراح يبدد تلك الثروة المستعارة في أشكال مختلفة من اللهو ويستمر على هذه الحال من العبث بالمال وعدم تحمل المسئولية تجاه زوجته وبيته حتى إذا نفد من يده الدينار والدرهم تقابله الزوجة بأشد النفور فقد بذر المال الذي لم يأت به والبيت لا يقبل أعذارا في النفقة فتقوم الزوجة بإدارة خدرها وتتحمل هي المسئولية ومن ثم إنتقلت السلطة إلى الزوجات وصرن ربات التدبير وآل النفقات وتخلي الرجال عما لهم من الزعامة التي كانت أوجبت لهم الهيبة والوقار وتقول عائشة في موضع تالٍ إن قوله تعالى ولهنّ مثل الذي عليهن بالمعروف دل على أن للنساء على الأزواج حقوقا يلزم حفظها ويجب مراعاتها من حسن العشرة وأداء الخدمة وترك الأضرار وأن حق الزوجية لا يتم إلا إذا كان كل واحد منهما يرعى الآخر فيما له وعليه فيجب على الزوج أن يقوم بكل حقوقها ومصالحها كما يجب عليها طاعته والإنقياد لأمره مشيرة إلى أن الزوج إن لم يقم بواجباته تلك ينقلب الموضوع ويصير لها عليه الولاء .
وكان من الآثار الأدبية لعائشة التيمورية أيضا كتاب بإسم مرآة التأمل في الأمور دعت فيه الرجال إلى الأخذ بحقهم من الزعامة والقوامة على المرأة دون تفريط في واجبهم نحو المرأة من الرعاية والتكريم والإنفاق عليها وقد فاقت عائشة التيمورية أدباء عصرها وسبقت في مضمار الرثاء العاطفي أدباء العصور كلها وكانت واحدة جمعت عجيبتين إثنتين أولهما أنها مجودة والمجودات في الشعر من النساء أقل من القليل لا في العربية وحدها بل في كل ألسنة العالم والثانية أنها نشأت في عصر النساء فيه كن أسيرات الجهل وضيق الفكر وإستبداد الرجل فكان من أعجب العجائب أن تنشأ فيه شاعرة مجودة وكاتبة بليغة ولم يتفوق عليها من شعراء عصرها إلا الشاعرين الكبيرين محمود سامي البارودي ومحمود صفوت الساعاتي وفضلا عن هذا فإن لها كتابات ومقالات منها المسجع ومنها المرسل ومنها البليغ وقد تم نشر العديد من هذه الكتابات والمقالات في جريدة الآداب والمؤيد وفي بعض هذه الكتابات والمقالات عارضت آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور حيث كانت تحبذ الحجاب وترى أنه لا يمنع من العلم والأدب ولها قصيدة مشهورة في ذلك كما كانت أول من دعا إلى تعليم المرأة ولها في ذلك مقالات وأشعار كان من أشهرها مقال بعنوان لا تصلح العائلات إلا بتربية البنات ونستطيع أن نقول في هذا الصدد إنها سبقت قاسم أمين في الدعوة إلى تحسين أحوال المرأة والنهوض بها ومهدت السبيل في مجال المقالة الإجتماعية للأديبة ملك حفني ناصف المعروفة بإسم باحثة البادية وكانت عائشة التيمورية قد رزقت ببنت وحيدة أسمتها توحيدة وكانت حبيبة إليها وقد توفيت في سن الثامنة عشر بعد زفافها بحوالي شهر بعد أن أصابها مرض غامض توفيت بسببه فروعتها الصدمة وحزنت عليها حزنا شديدا ولم تستطع التصبر ونسيت كل شئ إلا إبنتها وذكراها ومن ثم تركت كل شئ وإنقطعت عن الشعر والأدب والكتابة وإنقطعت لرثائها وفي ظل هذه الفاجعة أحرقت أشعارها كلها إلا القليل ولبثت على ذلك سبع سنين كاملة نظمت خلالها قصائد تبكي الصخر وتحرك الجماد منها بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي وقد أثر طول البكاء في عينيها وأصيبت بالرمد فلم تعد تبصر ثم ألهمها الله الصبر بعد سبع سنين وشفي بصرها ولكنها لم تنس هذه النكبة أبدا ورثت إبنتها بعدة قصائد كما عكفت على قراءة القرآن الكريم ودراسته وبلا شك فقد كان هذا الحادث الأليم عميق الأثر في نفسها حيث ظلت حتي وفاتها في حزن دائم وبكاء لا ينقطع .
وفي عام 1898م أصيبت عائشة التيمورية بمرض في المخ إستمر لأربع سنوات حتى رحلت في يوم 2 من شهر مايو عام 1902م عن عمر يناهز 62 عاما وقامت حينذاك الشاعرة والأديبة ملك حفني ناصف والملقبة بباحثة البادية بنظم أول قصيدة لها في رثاء الشاعرة المصرية الكبيرة عائشة التيمورية والتي نشرت لها جريدة الآداب وجريدة المؤيد وكانت هذه القصيدة هي أول قصيدة تنشر لباحثة البادية في الجرائد وليبدأ إسمها في التردد في المحافل الأدبية وبعد وفاة عائشة التيمورية بسنوات تم تخليد إسمها بإطلاقه على أحد شوارع حي جاردن سيتي بالقاهرة وكان هذا الشارع أحد الشوارع ذات الطابع الخاص وكان يحمل في البداية إسم الوالدة باشا زوجة القائد إبراهيم باشا وأم الخديوى إسماعيل ولم يكن لعامة المصريين الحق في الدخول إليه بإعتبار أنه شارع ملكي مخصص للأمراء والملوك حيث كان يضم قصور أسرة محمد علي باشا وبعد عقود طويلة ظل خلالها الشارع حكرا على الأسرة المالكة والمقربين منها من الأغنياء والموسرين جاءت وفاة الخديوي إسماعيل في عام 1895م بإسطنبول بمشكلات تتعلق بالإرث وبيع أحد القصور المتواجدة بالشارع لزوجاته الثلاث وفي النهاية تم تغيير إسم الشارع ليصبح عائشة التيمورية ومن مظاهر تكريمها أيضا أن قامت الشاعرة اللبنانية الفلسطينية الأصل مي زيادة بتأليف كتاب أسمته عائشة تيمور شاعرة الطليعة وصفتها فيه بأنها طليعة اليقظة النسوية في هذه البلاد وتناولت من خلاله شعرها بالدراسة والتحليل كما تتطرق فيه إلى حياتها الشخصية ونشأتها وزواجها ومسيرتها كسيدة أرستقراطية ورائدة في الحركة الأدبية ومن ثم عمق تأثيرها في من لحقها من نساء عصرها على درب الكتابة والنشر والدعوة لإصلاح أوضاع المرأة في المجتمعات الشرقية فكانت لهن القدوة والمثال وجدير بالذكر قبل أن ننهي هذا البحث عن عائشة التيمورية أن نذكر أنه نتيجة رؤيتها في أمر القوامة أن خرج عليها الشيوخ المحافظون وهم دائما ما يخرجون في مواجهة أصحاب أي رؤى مخالفة لما سطر في كتب التراث فما بالنا إن كانت هذه الرؤية قد خرجت من إمرأة تعيش في القرن التاسع عشر الميلادى ومن ثم تم وصف رؤيتها في هذا الموضوع بأنها آراء لا تعدو أن تكون آراء شاذة ينبغي أن تنبذ مع توجيه تساؤل لها مفاده كيف يتجاسر الجاهلون باللغة وقواعدها النحوية على إقتحام أسوار التأليف لا سيما في العلوم الدينية . |