الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

لمحات من سيرة “فؤاد ذكرى” صاحب الإنجازات العسكرية العالمية

لمحات من سيرة “فؤاد ذكرى” صاحب الإنجازات العسكرية العالمية
عدد : 06-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


المشير فؤاد محمد أبو ذكرى قائد عسكرى مصري متميز كان يشغل منصب قائد القوات البحرية خلال الفترة من شهر يونيو عام 1967م حتي شهر سبتمبر عام 1969م وخلال هذه الفترة تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات في شهر أكتوبر عام 1967م بعد أقل من 5 شهور من هزيمة الخامس من شهر يونيو عام 1967م ثم عاد مرة أخرى لمنصبه في قيادة القوات البحرية في الفترة من شهر أكتوبر عام 1972م وحتي شهر نوفمبر عام 1976م وهي الفترة التي قامت خلالها حرب أكتوبر عام 1973م وبذلك كان هو الضابط الوحيد الذي تولى منصب قائد القوات البحرية مرتين وخدم عدد ساعات في البحر أكثر من أي ضابط آخر في البحرية المصرية وفقا لملفه كما أنه مؤلف كتاب البحرية المصرية الطريق إلى أكتوبر وعلاوة علي ذلك فهو يعد من أبرز قادة القوات البحرية في التاريخ المصري الحديث وكان هو ضابط البحرية الوحيد الذي وصل إلى رتبة فريق أول بحري ثم رتبة مشير في تاريخ العسكرية المصرية وجدير بالذكر أن القوات البحرية المصرية هي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية وكانت قد أنشئت في عهد الملك فاروق بقرار ملكي تحت إسم السلاح البحري الملكي صادر في يوم 30 يونيو عام 1946م وعين محمود حمزة باشا قائدا لهذا السلاح بالإضافة إلى عمله مديرا عاما لإدارة المرافئ والمنائر وشكل ضباط البحرية والبحارة الذين كانوا يعملون في مصلحة خفر السواحل حينذاك نواة القوات البحرية وفي يوم 30 سبتمبر عام 1959م أطلق عليها إسم القوات البحرية لتمثل أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية وهي تعد المسؤولة عن حماية أكثر من 2000 كيلو متر من الشريط الساحلي المصري بالبحرين الأبيض المتوسط والأحمر وتأمين الحدود البحرية والمجرى الملاحي لقناة السويس وجميع الموانئ المصرية البالغ عددها 21 ميناء بالإضافة إلى 98 هدفا بحريا بخلاف الأهداف الساحلية على البحرين المتوسط والأحمر هذا وتعتبر القوات البحرية المصرية من أكبر وأعرق الأسلحة البحرية في العالم وتحتل المرتبة السابعة عالميا من حيث عدد السفن وتعد أقوى سلاح بحري في الشرق الأوسط وقارة أفريقيا ويقع مقر قيادتها في منطقة رأس التين بالإسكندرية .

وكان ميلاد المشير فؤاد ذكرى في يوم 17 نوفمبر عام 1923م بالعريش بشمال سيناء وتخرج في الكلية الحربية برتبة ملازم بحري في يوم الثاني من شهر فبراير عام 1946م وعمل في وحدات البحرية العائمة بالفرقاطات والكاسحات ثم عمل كقائد لقاعدة الإسكندرية البحرية ثم قائدا للمدمرة القاهرة ثم المدمرة الظافرة وخلال الفترة من عام 1959م وحتي عام 1963م تولى قيادة لواء المدمرات ثم تولى قيادة شعبة عمليات القوات البحرية مابين عام 1963م وحتي إختياره قائدا للقوات البحرية في يوم 11 يونيو عام 1967م خلفا للفريق سليمان عزت وكان من أهم أعماله خلال توليه قيادة شعبة عمليات القوات البحرية إدارته وتخطيطه لعملية عودة القوات المصرية من اليمن إلى ميناء أبو الغصون جنوب برنيس التي تقع علي البحر الأحمر جنوبي مرسي علم ومن هناك إتجهت قواتنا مباشرة إلى سيناء وبعد هزيمة الخامس من شهر يونيو عام 1967م وتعيين اللواء حينذاك فؤاد ذكرى قائدا للقوات البحرية كان أمامه تحديات كبيرة تصدى لها الرجل بكل عزيمة وإصرار أولها كان إعادة تأهيل وبناء وتنظيم القوات البحرية واستيعاب أنظمة التسليح الجديدة التي تم الحصول عليها من دولة الإتحاد السوفيتي فضلا عن صيانة وإصلاح وإعادة تعمير القطع البحرية التي إستهلكت خصوصًا تلك التي كلفت بإغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية طبقا لقرار الرئيس الراحل عبد الناصر الذى قام بإصداره في أواخر شهر مايو عام 1967م والذى كان بمثابة الذريعة التي كانت تنتظرها إسرائيل لشن عدوانها آنذاك على مصر وتم إرسال هذه القطع إلى موانئ دولتي الهند وباكستان لإجراء عمرات رئيسية فيها على نفقة الدولتين ولم ينشغل اللواء ذكرى حينذاك بإعادة بناء وتنظيم القوات البحرية عن تخطيط وتنفيذ عمليات بحرية تعرضية ضد القوات الإسرائيلية وكان من أبرز تلك العمليات التي تلت حرب يونيو عام 1967م والتي إستطاعت خلالها عناصر القوات البحرية المصرية تطبيق أسس فنون الحرب البحرية محققين الهدف من الحرب بإحداث أكبر قدر من الخسائر بالبحرية الإسرائيلية مما تسبب في إعادة الكثير من الثقة والكرامة للجنود المصريين وللشعب المصري في ذلك الوقت وكان منها إشتراك الفرقاطة بورسعيد والمدمرة السويس في الدفاع عن قاعدة بورسعيد البحرية في الفترة من يوم 2 يوليو إلى يوم 19 أكتوبر عام 1967م وأيضا الإشتراك في صد الهجوم على رأس العش بواسطة الفرقاطة بورسعيد بمساندة المدفعية الساحلية يوم 1 يوليو ويوم 8 يوليو عام 1967م والتصدي لمحاولات القوات الإسرائيلية بدفع بعض وحداته من خليج السويس إلى مدخل قناة السويس وإصابة ناقلة جنود إسرائيلية يوم 4 سبتمبر عام 1967م وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات في يوم 21 أكتوبر عام 1967م بواسطة لنشات الصواريخ وكانت هذه المدمرة تحت قيادة الأدميرال إسحق شوشان وكانت تحمل طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية في مهمة تدريبية ومن أجل رفع الروح المعنوية للطلبة بإظهار سيطرة البحرية الإسرائيلية على السيادة الإقليمية المصرية شمال سيناء بل والقدرة على الوصول إلى شمال بورسعيد قامت بالإقتراب أكثر من مرة من حدود المياه الإقليمية لإثبات هذا المفهوم إلا أنها في اليوم المذكور إخترقت فعلا المياه الإقليمية المصرية ومن ثم كان قرار القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة القوات البحرية المصرية بتدميرها ومنذ هذا التاريخ يتم الإحتفال في هذا اليوم بعيد القوات البحرية المصرية وكانت بعد ذلك عملية إغراق الغواصة الإسرائيلية داكار أمام سواحل الإسكندرية في شهر مارس عام 1969م بواسطة كاسحة الألغام أسيوط .

وكانت تلك العمليات بمثابة إنجازات عسكرية عالمية إرتبطت باسم اللواء فؤاد ذكرى وأصبحت تدرس في كبرى الأكاديميات العسكرية في العالم بإعتباره القائد الذي خطط وأمر بضرب المدمرة إيلات بإستخدام لنشات الصواريخ لأول مرة في تاريخ البحرية في العالم وهو الأمر الذى غير إستراتيجية المعارك البحرية علي مستوى العالم حيث أصبحت لنشات الصواريخ الصغيرة تمثل خطرا داهما علي القطع البحرية الكبيرة من مدمرات وفرقاطات وبوارج ومن ثم إستحق أن يطلق عليه لقب أسد البحار وفضلا عن كل ما سبق فقد كان هناك تحديا كبيرا آخر واجهه اللواء فؤاد ذكرى بعد هزيمة يونيو عام 1967م والتى كان من نتائجها توقف الملاحة في قناة السويس مما أدى إلي إنقطاع الملاحة بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر مما أدى إلي إحتجاز قطع بحرية عبارة عن عدد 4 مدمرات إلي جانب عدد من الغواصات في البحر الأحمر بعيدا عن القاعدة البحرية الرئيسية في الإسكندرية وكانت هذه القطع البحرية مهددة بالتدمير من قبل الطيران الإسرائيلي الذي كان له السيادة الجوية في سماء مسرح العمليات حينذاك إلا أن الله مكن اللواء فؤاد ذكري من توفير الحماية الذاتية لهذه القطع البحرية ضد الطيران الإسرائيلي المتفوق وأن يوفر لها أعمال الصيانة والإصلاح ولأطقمها إستمرار التدريب رغم بعد المسافة حيث أعاد تمركزها في ميناء الحديدة باليمن الشمالي وبميناء عدن باليمن الجنوبي وفي ميناء بورسودان بدولة السودان ونظرا إلي وجود هذا الحجم الكبير من القطع البحرية في البحر الأحمر أنشأ اللواء ذكري آنذاك قيادة فرعية لأسطول البحر الأحمر تحت قيادة العميد آنذاك أشرف رفعت والذى تولي قيادة القوات البحرية فيما بعد في شهر نوفمبر عام 1976م خلفا لقائده الفريق أول آنذاك فؤاد ذكرى وكان ذلك بداية لبروز فكرة إغلاق الملاحة البحرية نهائيا في وجه السفن الإسرائيلية بالبحر الأحمر من خلال إغلاق مضيق باب المندب بجنوب البحر الأحمر خلال حرب أكتوبر عام 1973م وبذلك نقضي على حجة إسرائيل في الاحتفاظ بميناء شرم الشيخ بدعوى حماية الملاحة في خليج العقبة من وإلى ميناء إيلات .

وفي يوم 9 سبتمبر عام 1969م وعقب الإنزال البرمائي الإسرائيلي في منطقة الزعفرانة جنوبي العين السخنة وهو الأمر الذى كان له مردود سئ للغاية أقاله الرئيس جمال عبد الناصر حيث إعتبره مقصرا لعدم تحريكه قطعة بحرية لإعتراض القوات الإسرائيلية وخلفه اللواء محمود عبد الرحمن فهمي في قيادة القوات البحرية المصرية وفي نفس اليوم أقال الرئيس عبد الناصر أيضا اللواء أحمد إسماعيل علي رئيس الأركان حينذاك لعدم توجهه إلي مسرح العمليات ومتابعته هذه العملية من مقر القيادة بالقاهرة وعين الفريق اول محمد أحمد صادق خلفا له وكان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية حينذاك ومما يذكر انه في عهد تولي اللواء محمود عبد الرحمن فهمي قيادة القوات البحرية قامت القوات الخاصة البحرية بالتعاون مع المخابرات الحربية بالإغارة بواسطة الضفادع البشرية علي ميناء إيلات الإسرائيلي عدة مرات وأسفرت هذه الغارات عن تدمير السفينتين هيدروما وداليا اللتان كانتا تشاركان في المجهود الحربي الإسرائيلي وسفينة الإنزال بيت شيفع وناقلة الجنود بات يم والرصيف الحربي لميناء إيلات وعلاوة علي ذلك كانت هناك أيضا عملية تدمير الحفار الإسرائيلي كينتنج في ميناء أبيدجان بدولة كوت ديفوار في شهر مارس عام 1970م والذى كانت إسرائيل قد إستأجرته للتنقيب عن البترول في خليج السويس في إشارة إلي أن سيناء قد أصبحت إسرائيلية إمعانا في إذلال المصريين وكانت هذه العملية بالتنسيق بين قيادة القوات البحرية وبين جهاز المخابرات العامة المصرية وفي يوم 24 من شهر أكتوبر عام 1972م عقد الرئيس الراحل أنور السادات إجتماعا مع قيادات القوات المسلحة المصرية وكان الفريق صادق قد تولي منذ شهر مايو عام 1971م منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة خلفا للفريق أول محمد فوزى وفي هذا الإجتماع تبين للرئيس السادات عدم تنفيذ الفريق صادق لتوجيهاته بإعداد القوات المسلحة لكي تقوم بعملية محدودة تعبر خلالها القناة وتستولي علي خط بارليف وتنشئ رؤوس كبارى بعمق من 12 إلي 15 كم شرقي القناة ثم يتم إستكمال إستعادة سيناء عن طريق المفاوضات حيث كان رأى صادق الإنتظار حتي يتم إستكمال إستعداد وتجهيز القوات المسلحة للقيام بحرب هجومية على إسرائيل لإستعادة سيناء بالكامل مما أغضب الرئيس السادات وحاول اللواء محمود عبد الرحمن فهمي أن يهدئ الرئيس السادات وأن يفند رأى الفريق صادق دون جدوى وكانت النتيجة أنه بعد أيام قليلة أضدر الرئيس السادات قرارا بإقالة الفريق صادق وتعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة وتكليفه فورا بسرعة إعداد القوات المسلحة لخوض معركة السادس من أكتوبر عام 1973م وتم أيضا إقالة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي وتعيين اللواء فؤاد ذكرى قائدا للقوات البحرية من جديد وليبدأ علي الفور تكليفه بسرعة إعداد القوات البحرية لخوض تلك الحرب .

وكانت الخطة الإستراتيجية المستهدفة التي كلفت بها القوات البحرية في حالة قيام الحرب هي حصار إسرائيل عن طريق تصديع خطوط مواصلاتها البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط ومعاونة عمليات قواتنا البرية التي تقاتل على السواحل بالنيران وحماية جانبها المعرض للبحر مع القيام بعمليات إبرار بحري خلف خطوط القوات الإسرائيلية وعلى أجنابها وتطوير إستراتيجية حصار إسرائيل بإضافة أبعاد جديدة إليها يتعذر على الإسرائيليين التعامل معها ولما كانت الحرب البحرية تهدف في المقام الأول إلى التأثير على إقتصاد العدو عن طريق السيطرة على البحر وتهديد خطوط مواصلاته البحرية فمن هنا أولت قيادة القوات البحرية هذه المهمة إهتمامها فمع تزايد إعتماد إسرائيل إقتصاديا وعسكريا على حركة النقل عبر البحار إزدادت تبعا لذلك كثافة شبكة خطوط مواصلاتها البحرية لا سيما بعد أن سيطرت على مضايق تيران في خليج العقبة في أعقاب حرب عام 1967م وأصبح الطريق مفتوحا لتجارتها مع الشرق الأوسط وبلدان شرقي قارة أفريقيا عبر البحر الأحمر وكانت أهم وارداتها المنقولة عبر هذا البحر هي البترول الخام الذي تحمله الناقلات من إيران إلى ميناء إيلات ثم يتم نقله عبر خط أنابيب بعد حصول إسرائيل على حصتها منه إلى عسقلون على البحر المتوسط حيث يعاد شحنه على الناقلات إلى دول أوروبا ومن ناحية أخرى كانت خطوط تجارة ومواصلات إسرائيل البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط- تمر بمناطق حاكمة يمكن إستغلالها بنجاح كبير في عمليات التعرض لخطوط المواصلات الإسرائيلية كجزء من الهدف الإستراتيجي الأكبر وهو تشديد قبضة الحصار على إقتصاد إسرائيل ومجهودها الحربي إلا أن إسرائيل إعتادت منذ بدء حروبنا معها أن يأخذ حصارنا البحري لها الشكل المباشر القريب أي غلق مضيق تيران عند مدخل خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية أو عرقلة حركة السفن التجارية المترددة على موانيها المطلة على البحر المتوسط بواسطة الوسائل التقليدية المعروفة والتي يصاحبها عادة إعلان مناطق عمليات حربية في مساحات محدودة من مياه البحار التي تحيط بالأراضي الإسرائيلية إلا أن هذا الأسلوب في الحصار ثبت أنه في الظروف التي سبقت حرب أكتوبر عام 1973م تبين أنه لن يؤتي الثمار المرجوة منه خصوصًا في ظل السيطرة الجوية الإسرائيلية على مسرح العمليات لذلك تم تطوير حصارنا البحري لإسرائيل بحيث يحقق أهدافًا إستراتيجية مؤثرة بعيدة عن ردود فعل نتائج العمليات الجوية والبرية وذلك بالسيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند مضيق باب المندب والمياه المحدودة الإتساع في غرب البحر المتوسط، فمن هاتين المنطقتين يمكن فعلًا تهديد خطوط المواصلات البحرية لإسرائيل بعيدا عن تأثير قواتها الجوية بالإضافة إلى العمل أيضا عند مضيق خليج العقبة ومداخل الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط ولأن أسلوب الحصار البحري البعيد مغاير تماما لما ألفته إسرائيل فقد أحاطت قيادة القوات المسلحة المصرية إجراءات وتدابير تنفيذه بتكتم شديد ضمانا لمفاجأة إسرائيل به ولذلك قامت القيادة السياسية المصرية بإتصالات مكثفة مع بلاد المنطقة خصوصا دولتي اليمن الشمالي والجنوبي للحيلولة دون إحتلال إسرائيل بعض جزر البحر الأحمر وبالتالي السيطرة علي مضيق باب المندب .

وكان من المهم لنا أن يكون لدينا تصور عن طبيعة الإستراتيجية البحرية الإسرائيلية بعد أن سيطرت على سواحل طويلة على البحرين المتوسط والأحمر عقب حرب عام 1967م حيث كان يتعين عليها أن تخوض حربا دفاعية في مياهها ونقل الحرب إلى مياهنا وسواحلنا أخذا بإستراتيجية ضرب المنبع وحتى تضعنا في موقف الدفاع وستعتمد إسرائيل في ذلك على لنشات الصواريخ المدعمة بالطيران لوضع هذه الإستراتيجية موضع التنفيذ كما ستزداد تشبثا بالحفاظ على وجود قواتها بشرم الشيخ لضمان تأمين حرية الملاحة في خليج العقبة لذلك توقعنا أن تتسم أعمال القتال البحرية بطابع السرعة بعد أن حلت الوحدات الخفيفة محل المدمرات والفرقاطات وأن الصواريخ بحر/ بحر الموجهة وغير الموجهة ستحل محل قذائف المدفعية التقليدية مع إستمرار إشتراك الطيران الإسرائيلي في المعارك البحرية كعنصر رئيسي للإستطلاع بعيد المدى والتعامل مع الأهداف البحرية عن بعد مع توفير الغطاء الجوي لقطع البحرية الإسرائيلية في تحركاتها وإشتباكاتها مع عدم إستبعاد إستخدام سفن الإنزال للقيام بعمليات إبرار بحري في عمق قواتنا لتنفيذ أعمال تخريبية وقطع طرق تحرك قواتنا البرية ولذلك تمحورت المهام القتالية للبحرية المصرية وتركزت جهودها لمعاونة الأعمال القتالية لقواتنا البرية المهاجمة على الساحل الشمالي لسيناء وفي خليج السويس مع التوسع في إستخدام الألغام من جانبنا في إعاقة الملاحة بالمضايق البحرية وبمداخل الموانئ الإسرائيلية حيث سيتعذر على إسرائيل إزالتها لإفتقارها إلى كاسحات ألغام مع الإستعداد للدخول في معارك تصادمية في مسرح البحر المتوسط نظرا إلى كثرة القواعد والمراسي المصرية والساحلية على ساحله في حين ستقل مثل هذه المعارك في الجزء الشمالي من البحر الأحمر حيث ستغطيه إسرائيل بقواتها الجوية كما أن أسلوبنا المتطور في حصار إسرائيل عند مضيق باب المندب لن يتيح لقواتهم الجوية والبحرية التدخل عنده بفاعلية حيث يبعد المضيق نحو 1200 ميل عن أقرب قاعدة إسرائيلية بما يتيح لنا إستخدام المدمرات كقوة حصار خارج وداخل البحر الأحمر فضلا عن ممارسة جميع أشكال الحصار البحري ضد السفن التجارية قبل الإعتراض ومنع المرور والتفتيش والإحتجاز والمصادرة ثم القصف بقصد الإغراق إذا كانت السفن التجارية مسلحة أو تحت حراسة حربية وبالنظر إلى إحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء إقتربت مواقع قواتهم البحرية من قواعدنا البحرية في بورسعيد والسويس حتى أصبحت على حافة قواعدنا البحرية الأمر الذي فرض علينا نقل منطقة العمليات في البحر الأحمر لمسافة 1200 ميل جنوبا ومسافة 600 ميل للغرب بعيدا عن قواعد إسرائيل في البحر المتوسط ومعنى هذا أن يبدأ الحصار عند مضيق باب المندب وفي وسط البحر المتوسط في وقت مبكر وأن يستمر الحصار في أداء مهمته حتى تئن إسرائيل من وطأة ضغط الحصار عليها بغض النظر عن سير القتال البحري والجوي .

وعلي كل ماسبق فقد فرض علي قواتنا البحرية أن تعطي إهتماما خاصا للتقيد بمبادئ الحرب الأساسية السرية والخداع والمبادأة والمفاجأة مع التركيز الشديد في الأعمال القتالية لا سيما في المرحلة الإفتتاحية للعملية الهجومية مع العمل على أوسع مواجهة ممكنة في مسرحي البحر المتوسط والبحر الأحمر لتشتيت جهود العدو مستفيدين في ذلك بالعمق العربي الإستراتيجي وتركيز الجهد الرئيسي على المستوى التكتيكي في معاونة ودعم العمليات الهجومية للجيوش الميدانية على الجبهة المصرية مع شن غارات بالنيران بحرا على قواعد وموانئ ومراسي العدو بالبحرين المتوسط والأحمر وبعناصر من الصاعقة البحرية والإستعداد للقيام بعمليات إبرار محدودة لعناصر من الصاعقة وقوات الجيش الثاني الميداني شرق نقطة العدو القوية شرقي مدينة بورفؤاد وعلى الساحل الشرقي لخليج السويس وفي المقابل إحباط أي محاولة قد يقوم بها الإسرائيليون لإبرار قوات لهم على أي جزء من سواحل البحرين الأحمر والمتوسط ومنع أي تدخل إسرائيلي في عمليات قواتنا البرية من جهة البحر ولقد إستهدفت خطة الخداع التي وضعتها قواتنا البحرية إيهام إسرائيل بأن قواتنا لم تفرغ بعد من إستكمال إستعداداتنا الدفاعية والتي تتطلب فترة زمنية طويلة وبما يظهر بحريتنا أنها غير قادرة على الإضطلاع بمهام هجومية وما يتطلبه ذلك من إبعاد إنتباه إسرائيل عن التجمع الرئيسي لقواتنا البحرية وإتجاهاته الرئيسية قبل العمليات وفي أثنائها وإخفاء الهدف المباشر للعملية الهجومية وحرمانها من إستنتاج التوقيت الصحيح لبدء الهجوم لذلك نشطت الإتصالات مع شركات أجنبية بطلب أسلحة ومعدات بل ووحدات بحرية أيضا يستغرق توريدها شهورا عديدة وأيضا قبول الدعوة التي وجهتها الأدميرالية البريطانية إلى رئيس أركان القوات البحرية لزيارة معرض جرينتش بالمملكة المتحدة وبصحبته عدد من الضباط والإستفادة من الطلب الذى تقدمت به ليبيا بإشتراك البحرية المصرية في الإحتفال العسكري الذي كان مزمعا إقامته في ميناء طبرق لإرسال وحدات بحرية للغرب لأغراض الفتح التعبوي تحت ستار مشاركتها في الإحتفال كما تم إستغلال الترتيبات العلنية المتعلقة بإصلاح الغواصات بباكستان لكي تتخذ الغواصات مواقعها في مسرح البحر الأحمر في سرية تامة والإيحاء بأن شدة حاجتها إلى الإصلاح تجعلها غير صالحة للعمليات والتي أبرزناها بتكثيف إتصالنا عن عمد بالسلطات الباكستانية لسرعة نقل التجهيزات الخاصة بأحواض إصلاح الغواصات إلى ميناء كراتشي كذلك إستغلال المناورة السنوية للقوات البحرية في رفع درجة إستعداد القوات وتحميل الألغام وإتخاذ الوحدات مواقع عملياتها تحت ستار التجهيز التمهيدي للمناورة وتنفيذ الإنتشار الفعلي على أنه تحركات داخل إطار المناورة وفي حدوده .

وعلى هذا أخذت مجموعات القتال تتشكل في تنظيم الحرب في سرية تامة وتم تخصيص عدد 4 مجموعات ضاربة للعمل في مسرح البحر المتوسط وعدد 2 مجموعة ضاربة بمسرح البحر الأحمر ومجموعة قتال مستقلة للعمل بمنطقة مضيق باب المندب وعدد 3 مجموعات مستقلة تضم عددا من الغواصات للعمل بمسرحي البحر المتوسط والبحر الأحمر وعدد 2 مجموعة قتال مستقلتان تضمان عناصر من قوات الصاعقة للعمل بمسرحي البحر المتوسط والبحر الأحمر بالإضافة إلي إحتياطي تعبوي خفيف الحركة في كل من المسرحين مع بدء الفتح التعبوي في التوقيت الذي يكفل وجود جميع مجموعات القتال في أماكنها صباح يوم 6 أكتوبر عام 1973م لتبدأ تنفيذ مهامها وللمحافظة على سرية الهدف فقد تأكدت قيادة القوات البحرية أن مجموعة قتال مضيق باب المندب أبحرت مستعدة تماما للقتال وفي الوقت المناسب وفي أثناء تحرك المجموعات فتح قائد كل مجموعة مظروفا سريا وجد به تعليمات القتال ولم تواجه عمليات إنتشار مجموعات قتال البحر المتوسط أي صعوبات تذكر نظرا إلى أن قواعد ومراسي هذا البحر كانت مجهزة مسبقا على عكس قواعد ومراسي البحر الأحمر التي زاد عددها كثيرا لتغطي متطلبات عمليات التعرض لخطوط مواصلات إسرائيل البحرية التي تمتد بطول هذا البحر هذا فضلا عن تعزيز تجهيزات القواعد البحرية والمراسي الصديقة المحيطة بمضيق باب المندب لخدمة الوحدات البحرية المصرية العاملة بالمنطقة ورغم كل ما صادفناه من مشكلات إدارية وصعاب فنية في تجهيز مسرح البحر الأحمر فإننا بفضل الله نجحنا وبالتعاون البناء مع بحريات السودان واليمن وسلطات هذه الدول في الإنتهاء من تلك التجهيزات في الوقت المناسب لإستقبال وحداتنا البحرية في التوقيت المحدد وتحت ستار مشروع تدريب إستراتيجي تعبوي مشترك والمناورة البحرية السنوية رفعت درجة إستعداد القوات المصرية إلى الحالة الكاملة في الساعة الثامنة من صباح يوم أول أكتوبر عام 1973م وتم إحتلال جميع مراكز القيادة والسيطرة على مختلف المستويات وبدأت آلة الحرب الضخمة تدور بسرعة وإنتهت قيادة القوات البحرية خلال الأيام القليلة السابقة من تلقين قادة القواعد والمجموعات القتالية وكبار ضباط الأركان بالمهام التي سيكلفون بها وأسلوب القيادة والسيطرة .

وقد تحددت الساعة السادسة صباح يوم 5 أكتوبر عام 1973م موعدا لتمام إستعداد القوات المسلحة المصرية للعمل على جميع المسارح والجبهات وفي خلال المدة بين التوقيتين 94 ساعة تقريبا قامت القوات البحرية بأكثر من 150 تحركا وطلعة في إتجاهات مختلفة بعضها فعلي لأغراض العمليات والبعض الآخر تمويهي لأغراض الخداع وإمعانا في التضليل توجه قائد القوات البحرية اللواء ذكرى كعادته إلى نادي اليخت المصري بالإسكندرية خلال المدة من يوم الثلاثاء 2 أكتوبر وحتي يوم الخميس 4 أكتوبر عام 1973م للإشتراك في مسابقات القوارب الشراعية والتي تشترك فيها أيضا مجموعة كبيرة من الضباط البحريين والضيوف الأجانب فبدت الأمور طبيعية كما إتفق قائد البحرية مع بعض أعضاء مجلس إدارة النادي بصفته رئيس المجلس على الإجتماع بهم بعد ظهر يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973م وخلال هذه الفترة تسللت الغواصات بهدوء إلى مناطق عملياتها للتعرض لخطوط المواصلات بالبحر المتوسط وإلى مناطق عملياتها في وسط وجنوب البحر الأحمر كذلك إنطلقت المدمرات بسرعة إلى مواقعها داخل وخارج مضيق باب المندب في أقصى جنوب البحر الأحمر كما قامت وحدات التلغيم ببث حمولتها في مياه المدخل الجنوبي للخليج ونقلت قوات الصاعقة في صمت قواربها وأسلحتها عند بورسعيد وفي مراسي الساحل الغربي لخليج السويس وكانت المركبات والزوارق في حركة دائمة تحمل الصواريخ والألغام إلى مواقع سرية على ضفاف المسرحين كذا ناقلات البترول كانت تقترب من مناطق عمليات مجموعة قتال مضيق باب المندب لإمدادها بالوقود وفي نفس توقيت الضربة الجوية بواسطة 220 طائرة والتمهيد النيراني للهجوم بواسطة 2000 مدفع في الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973م دخلت زوارق الصواريخ والمدفعية الساحلية المصرية في معركة التمهيد النيراني ضد العدو شرق بورفؤاد وتجاه رأس مسلة وعيون موسى عبر خليج السويس وفي الساعة الثالثة والنصف أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن مناطق العمليات الحربية في مسرحي البحر المتوسط والبحر الأحمر وأصدرت أيضا حكومة اليمن الجنوبية إعلانا مشابها يشمل مياه منطقة مضيق باب المندب وأصبحت العمليات البحرية المصرية ضد إسرائيل تغطي أكثر من نصف مليون كيلو متر مربع من مياه البحرين المتوسط والأحمر .

ولقد تمكنت قواتنا البحرية بإستخدام سلاحي المدمرات والغواصات علاوة على سلاح الألغام البحرية من تنفيذ مهمة التعرض لخطوط مواصلات إسرائيل البحرية في البحرين المتوسط والأحمر بكفاءة تامة حيث أغرقت قواتنا البحرية ناقلتين للبترول لإسرائيل حمولة إحداهما 46 ألف طن مما أدى إلى غلق خليج السويس أمام الملاحة الإسرائيلية تماما وبعدها لم تدخل أو تخرج أي سفينة من ميناء إيلات وكانت إسرائيل تمتلك آنذاك 24 ناقلة بترول تشترك في نقل 18 مليون برميل من إيران إلى ميناء إيلات وغرق مع هذه الناقلة لنش إنقاذ حاول مساعدتها كما تمكنت كمائن الألغام بالمنطقة من إصابة ناقلة أخرى حمولتها 2000 طن وبعد إطلاق الغواصة المصرية وسط البحر الأحمر طوربيداتها على ناقلة بترول إسرائيلية توقفت الملاحة تماما إلى ميناء إيلات وفي البحر المتوسط إنخفضت حركة الملاحة من وإلى إسرائيل بشكل حاد مما أثر على إحتياجاتها الملحة لتعويض خسائرها من الطائرات والدبابات والأسلحة والذخائر عن طريق البحر وتبين الإحصاءات أنه نتيجة إستخدامات مجموعات القتال في البحر المتوسط إنخفض معدل دخول السفن التجارية إلى موانيها على هذا البحر من 200 سفينة شهريا إلى 23 سفينة فقط خلال الفترة من يوم 6 أكتوبر إلى يوم 30 أكتوبر عام 1973م أي بواقع 12% فقط من حجم النقل البحري لإسرائيل كما قامت مجموعات القتال في البحر المتوسط بتنفيذ مهمة تدمير وحدات إسرائيل البحرية وإستخدمت المدفعية والصواريخ الساحلية بالتعاون مع زوارق الصواريخ بمدخل خليج السويس كذلك تم قصف الموانئ والمراسي الإسرائيلية بالصواريخ وذلك بأسلوب متطور إتسم بخفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية وذلك على جبهة عريضة شملت رأس بيروت وشرق بورفؤاد ورمانة ورأس سدر وشرم الشيخ ورأس محمد وعيون موسى ورأس مسلة مما أحدث خسائر جسيمة في المعدات والأفراد هذا وقد تعرضت وحداتنا البحرية لتدخل البحرية والطيران الإسرائيلي في أثناء عودتها بعد تنفيذها مهامها وتعاملت مع هذا الموقف بكفاءة تامة وقد شاركت في هذه العمليات 52 قطعة بحرية متنوعة وفي مجال تأمين النطاق التعبوي لمسرحي العمليات في البحرين الأحمر والمتوسط وتنظيم الدفاع عن قواعدنا البحرية ونقاط التمركز فقد كان لكثافة إجراءات التأمين أثرها الفعال في إحباط محاولات إسرائيل إستخدام غواصاتها في مواجهة وحداتنا البحرية أو تنفيذ عمليات خاصة مما جعل العمل بميناء الإسكندرية الرئيسي في الدولة يجري بطريقة طبيعية ليل نهار طوال فترة العمليات كما فشلت محاولات البحرية الإسرائيلية للتسلل بالضفادع البشرية والكوماندوز البحرية في الإسكندرية وبورسعيد والسويس والغردقة حيث قوبلت بدفاعات يقظة من جانب قواتنا بالقواعد البحرية ونفس الأمر بالنسبة إلى ميناء سفاجة الرئيسي على البحر الأحمر وبذلك تم تأمين وصول الإمدادات المختلفة إلى مصر وعدم إتاحة الفرصة لقيام البحرية الإسرائيلية بأي عمليات ضد خطوط مواصلاتنا البحرية وفضلا عن ذلك فقد قامت القوات الخاصة البحرية بتنفيذ عمليات إغارة ناجحة ضد الدفاعات الساحلية الإسرائيلية في رأس سدر وأبو درية ورأس بيتان بخليج السويس فضلا عن غارات على حقول البترول التي كانت إسرائيل تستغلها في بلاعيم وإغراق ناقلة بترول تعمل لصالح إسرائيل حمولتها 2000 طن بميناء الطور .

وبعد حرب أكتوبر عام 1973م وفي يوم 19 فبراير عام 1974م كان اللواء فؤاد ذكرى أحد القادة الذين تم تكريمهم في الجلسة التاريخية لمجلس الشعب وتم منحه رتبة الفريق وكان أحد القادة الخمسة من القادة المصريين في حرب أكتوبر الذين صدر في شأنهم قانون من مجلس الشعب بأن يظلوا في خدمة القوات المسلحة مدى الحياة وقامت القوات البحرية في هذه الفترة تحت قيادته بالمشاركة في تطهير المجرى الملاحي لقناة السويس والتي تم إفتتاحها في يوم 5 يونيو عام 1975م وبعد سنوات قليلة وفي شهر نوفمبر عام 1976م حرص الفريق ذكري على ترك موقعه لغيره وطلب هذا رسميا عدة مرات إلى أن إستجيب لطلبه في التاريخ المذكور وتم منحه رتبة الفريق أول وتم تعيينه مستشارا للبحرية بدرجة وزير كما تم منحه فيما بعد رتبة المشير فخرى وجدير بالذكر أنه كان قد حصل على بعثتين إلى انجلترا درس في الأولى جميع تخصصات البحرية ثم تخصص في الثانية في المدفعية والطوربيد وحصل بعد ذلك علي شهادة أركان حرب من الهند وفي عام 1955م سافر في بعثة أخرى إلى انجلترا للتخصص في قيادة المدمرات وفي عام 1963م حصل على فرقة دراسية عسكرية سوفيتية داخل قواتنا المسلحة وهى فرقة قيادة وأركان بمستوى قائد تشكيلات وأخيرا كان فى مقدمة خريجى الدفعة الأولى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا مع المشير أحمد إسماعيل على والفريق محمد عبدالغنى الجسمى عام 1966م وقد حصل الفريق أول فؤاد ذكري علي العديد من الأوسمة والنياشين تقديرا لكفاءته وإنجازاته العسكرية حيث نال وسام نجمة الشرف العسكرية كما حصل علي عدد 27 ميدالية من ضمنها ميداليات من كمبوديا وفرنسا واليونان والمغرب وليبيا والمملكة العربية السعودية وسوريا ويوغوسلافيا وعن حياته الشخصية فقد تزوج المشير فؤاد ذكري من السيدة نادية السيد الشاذلي وأنجبا ثلاث بنات وكانت وفاته في لندن نتيجة مضاعفات مرض السرطان في يوم 26 يناير عام 1983م عن عمر يناهز 60 عاما حيث كان الطبيب الإنجليزي الذى كان مشرفا علي علاجه قد أخبره بأن المرض الخبيث قد تمكن منه وعندما خلت غرفته إلا من زوجته قالت له إنك الآن وحدك في غرفتك تصرف براحتك إبك إذا كنت تشعر بالحزن ولا تحبس دموعك فإبتسم في شجاعة مذهلة وقال لماذا البكاء والدموع إنني مؤمن وقد يستطيع الأطباء علاجي أو أموت لا فرق وأسلم الروح بعدها بفترة قصيرة .