بقلم الجيولوجي/ زكريا الدسوقي
تميزت فترة الحملة الفرنسية من (١٧٩٨-١٨٠١) وحتى تاريخ تأسيس هيئة المساحة الجيولوجية المصرية ١٨٩٦ بكشوف جيولوجية متناثرة قامت بها جهود فردية لرحالة و علماء في البيئة الطبيعية، فضلا عن علماء أرسلتهم جهات بعينها، وفي بعض حالات فريدة تمت هذه الكشوف على يد مؤسسات علمية أوروبية.
اندفع علماء وباحثو تلك الفترة بحماس نحو البحث عن الثروة المعدنية وحضارة مصر القديمة. وقد جمع هؤلاء العلماء قدرا كبيرا من المعلومات عن التاريخ الطبيعي للبلاد، وكتبوا العديد من كتب الرحالت سجلوا فيها ما اكتشفوه و عثروا عليه.
وكان أبرز حدثين في تلك الفترة هما حملة نابليون وبعثة رولفس. لقد لفتت الأولى أنظار أوروبا إلى مصر خاصة بعد نشر العمل الشهير (وصف مصر) الذي يضم في كثير من أجزائه (وخاصة المجلد الثاني المنشور في ١٨١٣) فصوال عديدة ذات أهمية بالنسبة لعلماء الجيولوجيا والمعادن.
ويضم المجلد أول خريطة يمكن الاعتماد عليها للصحراء الشرقية. وكان ما جمعته الحملة من عينات، واستقر لاحقا في باريس، مادة ذات أهمية كبيرة للدراسات التي تمت لاحقا وحتى نهاية القرن ١٩. وخلال هذه الحملة، كانت المجموعة التي جمعها سافيني Savigny للقواقع البحريةالحديثة قد شكلت أساس العمل المهم الذي سيقدمه لاحقا إسل (١٨٧٠) Issel والذي ما يزال صالحا للاعتماد عليه في جوهر معلوماته، خاصة عند مناقشة الفروقات في البيئة الحيوانية بين البحرين المتوسط والأحمر.
المصدر: كتاب جيولوجية مصر تحرير رشدي سعيد (١٩٩٠)،
ترجمه عاطف معتمد (٢٠١٧). |
