الأحد, 15 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع محمد ثاقب

شارع محمد ثاقب
عدد : 06-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

يقع شارع محمد ثاقب بوسط جزيرة الزمالك ويحده من الشمال شارع بهجت علي ويمتد جنوبا حتي شارع إسماعيل محمد ويعود إسم الشارع إلي محمد ثاقب باشا الذى تعلم في مدرسة المهندسخانة التي أنشأها والي مصر محمد علي باشا مابين عام 1816م وعام 1820م وكان الغرض منها تخريج ضباط للمدفعية برا وبحرا ومهندسين للأشغال العامة وأعمال المناجم وموظفين لمصانع البارود وتكرير الملح ومدرسين رياضيات وكان يقوم بالتدريس فيها في البداية مدرسون أجانب ثم تم الإستغناء عنهم وحل محلهم مدرسون مصريون من الذين أرسلوا للبعثات الأجنبية في إيطاليا وفرنسا والذين أثبتوا تفوقهم وجدارتهم وتعلم علي أيديهم العديد من أبناء مصر والذين كان منهم محمد ثاقب باشا ومحمد مظهر باشا وإسماعيل محمد باشا وبعد تخرجه من مدرسة المهندسخانة تم تعيين محمد ثاقب باشا في ديوان الأشغال وشارك في حفر ترعة المحمودية في عهد محمد علي باشا والتي بدا حفرها في يوم 8 مايو عام 1807م حينما أمر محمد علي باشا ببدء أعمال حفر ترعة المحمودية لتبدأ من نهر النيل فرع رشيد قرب قرية العطف وقتها لكي تصل مياه النيل للإسكندرية عبر مديرية البحيرة وإحياء الأراضي بها وجعل الترعة ممرا مائيا للمراكب التجارية بين الإسكندرية وداخل البلاد عبر النيل وكان محمد علي باشا قد أمر بتعيين كشافين للبحيرة وكلفهم بجمع الأنفار وتجهيز العمال والبنائين والحدادين والمساحبن والمعدات من فؤوس وغلقان ومقاطف وعراجين وسلب وكانوا يسيرون مع كاشف كل منطقة بالطبل والزمور وكان كل إقليم تمر به الترعة له حصة من مسار البحيرة عليه القيام بحفرها وإذا إنتهي من الحفر يساعد الإقليم المجاور له في أعمال الحفر وهكذا يسير العمل في الحفر من إقليم إلي آخر وأثناء الحفر ظهر ببعض الأماكن مساكن مطمورة وحمامات معقودة وظروف بداخلها قطع نحاس قديمة وأخرى لم تفتح ولايعلم ما فيها وتم رفعها كلها للباشا محمد علي وفي شهر أبريل عام 1819م توقف العمل في حفر الترعة بسبب إنتشار مرض الطاعون وعاد الناس لبلادهم وكان كل من يموت يدفن في مكانه حتي لاينتشر الوباء في جميع أنحاء البلاد وأخيرا وفي شهر يناير عام 1820م وبعد معاناة شديدة فتح عمال الحفر للترعة مصبا بالإسكندرية علي البحر المتوسط بحي المكس وليكتمل بذلك حفر الترعة بطول حوالي 80 كيلو متر .

وبعد ذلك وفي عهد محمد سعيد باشا إبن محمد علي باشا والذى تولي حكم مصر عام 1854م خلفا لإبن أخيه عباس باشا الأول وجه إهتمامه بتطهير ترعة المحمودية حيث أنه منذ إنشائها فى عهد أبيه محمد على باشا لم تقم الحكومة بتطهيرها وكذلك مر عهد عباس باشا الأول دون أن يهتم أيضا بها وقد لجأ محمد سعيد باشا إلى المسيو موجيل بك كبير المهندسين وكلفه ببحث ما سيحتاجه هذا العمل الضخم والذى يكاد يمثل حفرا جديدا لها لأن الطمى كان قد ترسب في قاعها فحسب المسيو موجيل بك كبير المهندسين مقدار مايجب رفعه من الأتربة فى قاعها فبلغ ثلاثة ملايين متر مكعب على طول الترعة والذى يبلغ ثمانين كيلو مترا ويحتاج هذا العمل الى 67 ألف عامل لتطهير الترعة فى مدة لاتتجاوز ثلاثين يوما فقط فأصدر محمد سعيد باشا أمره إلى المديريات لكى تقوم بإرسال العدد المطلوب من الفلاحين للقيام بهذا العمل وقامت المديريات بالفعل بإرسال عدد 115 ألف عامل وتم توزيع هذا العدد بطول الترعة ووزعت عليهم الفؤوس بمعدل فأس لكل خمسة من العمال فكان واحد منهم يحفر بالفأس والثانى يملأ الغلقان من الردم والثلاثة الآخرون يحملونها إلى جانب الترعة وظل العمل على تلك الوتيرة وإهتم محمد سعيد باشا خلال تلك الفترة بصحة العمال فأحضر لهم الأطباء يشرفون على حالتهم الصحية طوال مدة العمل وبالفعل تم تطهير ترعة المحمودية فى 22 يوما فقط دون أن يموت أى فرد من العمال وذلك بعكس ماحدث أثناء حفرها فى عهد محمد على باشا حيث مات خلال فترة الحفر حوالي 12 ألف عامل بسبب المرض وسوء التغذية وظروف العمل الصعبة صيفا وشتاءا وقد كان هذا العمل الضخم وتنفيذه فى تلك المدة القصيرة يعد دليلا على عظمة وقدرة الفلاح المصرى العظيم فى إنشاء أعمال العمران التى تنوء بها الجماعات من الشعوب الأخرى وكان نجاح هذا المشروع هو الدافع الحقيقى وراء تشجيع مسيو فرديناند ديليسبس على إغراء محمد سعيد باشا على تسخير الآلاف من الفلاحين المصريين فى حفر قناة السويس وبالفعل إقتنع بهذا المشروع ومنح فرديناند ديليسبس إمتياز حفر القناة .

وقد شارك أيضا محمد ثاقب باشا في حفر فم بحر اليوسف عند بلدة ديروط التابعة لمحافظة أسيوط ويمر بمحافظات المنيا وبني سويف والفيوم ثم يصب في بحيرة قارون والذى يعد الترعة الرئيسية التي تمد محافظة الفيوم بمياه النيل وفي عام 1867م وفي عهد الخديوى إسماعيل الذى إهتم إهتماما بالغا بالعمل على تنمية ثروة مصر الزراعية عن طريق زيادة مساحة الأراضي الزراعية بتوفير مياه الرى اللازمة لها وبذلك تزداد مساحة الأراضي المزروعة وكذلك تزداد إنتاجيتها أصبح محمد ثاقب باشا مسؤولا عن ديوان الأشغال وخلال هذه الفترة تم شق العديد من الترع وخاصة في الوجه القبلي وبلغ عدد ما تم شقه من الترع 112 ترعة كان أهمها وأكبرها ترعة الإبراهيمية والتي تعد من أكبر وأعظم مشاريع الرى علي مستوى العالم وقت شقها وهي تبدأ عند أسيوط حيث تتفرع من نهر النيل وتمتد شمالا بطول 267 كيلو متر وتنتهي عند بلدة أشمنت بمحافظة بني سويف وتروي أراضي 3 محافظات هي أسيوط والمنيا وبني سويف وأيضا قام بشق ترعة الإسماعيلية والتي تبدأ من النيل شمالي القاهرة عند شبرا وتمتد داخل محافظتي القليوبية والشرقية حتي بلدة نفيشة قرب الإسماعيلية بطول 129 كيلو متر ثم تخرج منها ترعة تسمي ترعة السويس تتجه جنوبا نحو السويس بطول 89 كيلو متر بينما تكمل الترعة الأم إتجاهها حتي مدينة الإسماعيلية وهي تروى أراضي محافظتي القليوبية والشرقية كما أنها مصدر المياه العذبة لكل من محافظتي الإسماعيلية والسويس كما قام الخديوى إسماعيل بإصلاح الخلل والتصدع الذى أصاب القناطر الخيرية التي بدأ إنشاؤها في عهد جده محمد علي باشا وإنتهي تأسيسها في عهد سلفه محمد سعيد باشا نتيجة زيادة ضغط المياه علي جسم القناطر وعهد بهذا العمل لفطاحل المهندسين في عهده وهم الفرنسي مسيو موجيل بك والمهندس الإنجليزي المستر فولر والمهندسين المصريين العظيمين محمد مظهر باشا وبهجت علي باشا والذين تمكنوا من إصلاح هذا الخلل وعالجوا ماحدث بجسم القناطر الخيرية من تصدعات وتشققات وكانت نتيجة هذه الأعمال الكبيرة إيجابية جدا فزادت مساحة الأراضي الزراعية والتي كانت في أواخر عهد محمد علي باشا حوالي 3 مليون و856 ألف فدان لتصبح في عهد الخديوى إسماعيل بعد تلك الأعمال الكبيرة حوالي 4 مليون و810 ألف فدان بزيادة قدرها حوالي مليون فدان بالإضافة إلي أن إنتاجية الأرض الزراعية من المحاصيل قد زادت هي الأخرى نتيجة توافر مياه الرى طول العام وعدم تعرض الأرض الزراعية للعطش والجفاف ونقص مياه الرى .

ومن أهم معالم شارع محمد ثاقب كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة حلوان والتي تم إنشاؤها علي يد الأمير يوسف كمال من حر ماله وعلي نفقته الخاصة في يوم  12 مايو عام 1908م في شارع درب الجماميـز تحت مسمي مدرسة الفنون الجميلة وفتحت أبوابها لأصحاب المواهب ولم تشترط المدرسة تقديم مصروفات فقد كان الإلتحاق بها مجانا دون تقيد بسن بل كانت تتولى توفير أدوات الرسم بلا مقابل وكان القبول بها لا يحتاج سوى الخضوع لإختبار قبول وكان الفنان التشكيلي محمود مختار في طليعة من تقدموا ونبغوا فيها ومعه كوكبة من رواد الفن التشكيلي في مصر ومنهم المصوران يوسف كمال ومحمد حسن ومما يذكر للأمير يوسف كمال تعهده للمثال محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر بالرعاية فقد قام بإرساله في بعثة دراسية إلى العاصمة الفرنسية باريس لكي يكمل دراسته هناك علي يد المثال الفرنسي الشهير ميرسييه ومثلما نشأ الفنان والمثال الإيطالي الشهير مايكل أنجلو صاحب تمثالي النبي موسي والنبي داود في رعاية الأمير الفلورنسي لورنزو دى ميدتشي فقد نشأ الفنان والمثال المصرى الكبير محمود مختار في رعاية الأمير يوسف كمال وبعد عامين فقط من تأسيس مدرسة الفنون الجميلة وفي عام 1910م أصبحت إدارتها تحت إشراف الجامعة المصرية الأهلية ولم تستمر كذلك إلا لشهور قليلة ففي شهر أكتوبر عام 1910م ألحقت بإدارة التعليم الفني بوزارة المعارف العمومية التي تماثل حاليا وزارة التربية والتعليم وفي العشرينيات من القرن العشرين الماضي تم نقل المدرسة من درب الجماميز إلى الدرب الجديد بميدان السيدة زينب وفي عام 1927م تم تأسيس المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة بعد إلغاء مدرسة الفنون الجميلة وضمها لوزارة المعارف العمومية ثم كان التطوير الهام لها عندما أصبحت مدرسة عليا وتم تغيير إسمها إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة وتم إختيار فيلا بحي شبرا بشارع خـلاط رقم 11 عام 1927م لتكون مقرا لها ثم نقلت في شهر أغسطس عام 1931م إلى رقم 91 شارع الجيزة ثم في شهر سبتمبر عام 1935م نقلت إلى رقم 8 شارع إسماعيل محمد بجزيرة الزمالك بالقاهرة وعند قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م تم تعديل إسمها إلى كلية الفنون الجميلة لتنضم إلى وزارة التعليم العالي عام 1961م ثم تصبح تابعة إلى جامعة حلوان عند تأسيسها في شهر أكتوبر عام 1975م .