الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع فاطمة رشدى

شارع فاطمة رشدى
عدد : 06-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

يقع شارع فاطمة رشدى بحى العمرانية أكبر أحياء مدينة الجيزة حيث تصل مساحته إلى نحو 50 كم مربع ويشغل معظم ضواحي ومناطق الهرم حده الشمالي طريق الملك فيصل والجنوبي الطريق الدائري والمناطق العامرة جنوبه والشرقي السكة الحديد والغربي طريق المريوطية ويوجد في نطاقه العديد من المحلات التجارية وحديثا تم تطويره وذلك فى إطار الخطة التى تنفذها المحافظة لرفع كفاءة الطرق والمحاور المرورية الرابطة والمتفرعة من شارع الأهرام لإستخدامها كمحاور بديلة أثناء تنفيذ أعمال الخط الرابع من المشروع القومى لمترو الأنفاق وهذا الشارع له أهمية حيوية بإعتباره أحد المحاور المتفرعة من شارع الأهرام ويشهد كثافات مرورية عالية على مدار اليوم وقد شملت أعمال التطوير توسعة ورصف الشارع بطول 500 متر وبعرض 13 متر وتدعيمه بأعمدة إنارة حديثة وأرصفة مشاة للمواطنين وذلك بتكلفة اجمالية تصل إلى 2 مليون جنيه .

وقد تم إطلاق إسم فاطة رشدى علي هذا الشارع تكريما لها وهي ممثلة مصرية قدمت العديد من المسرحيات والأفلام السينمائية وتنقلت بين عدد من الفرق المسرحية وكونت فرقة مسرحية خاصة بها سمتها فرقة فاطمة رشدي المسرحية وكان من أهم مسرحياتها النسر الصغير والصحراء والحرية والقناع الأزرق وبين القصرين ومن الأفلام ثمن السعادة والطريق المستقيم ومدينة الغجر والعزيمة والجسد وقد نشأت منذ طفولتها وحتي شيخوختها في الوسط الفني وكان لديها هوس وحب وولاء منقطع النظير لفن التمثيل في تلك الفترة المبكرة ولذا فهي تعد من رائدات المسرح والسينما المصرية ومارست التأليف والإخراج والتمثيل على المسرح والسينما وتركت تراثا فنيا لا يمكن إنكاره وعاصرت عمالقة المسرح والسينما المصريين من جيل الرواد من عشاق الفن ولقبت بلقب سارة برنار الشرق وقد ولدت فاطمة رشدى بمدينة الإسكندرية في عام 1908م وكانت لها شقيقتان فنانات أيضا وهما رتيبة وإنصاف رشدي وقد بدأت فاطمة رشدي حياتها الفنية مبكرا جدا عندما كانت في سن العاشرة من عمرها عندما زارت فرقة أمين عطا الله حيث كانت تغني أختها وأسند إليها أمين عطا الله دورا في إحدى مسرحياته كما كانت تؤدي أدوار غنائية ثانوية في بدايتها وظهرت أيضا على المسرح مع فرقة عبد الرحمن رشدي ثم إنضمت بعد ذلك إلى فرقة الجزايرلي وبعد ذلك وفي عام 1921م شاهدها فنان الشعب سيد درويش ودعاها للعمل بفرقته التي كونها بالعاصمة القاهرة فبدأت حياتها الفنية في فريق الكورس والإنشاد مع سيد درويش ونجيب الريحاني .

وفي عام 1923م تعرفت فاطمة رشدى برائد من رواد فن المسرح وهو عزيز عيد الذي توسم فيها الموهبة والقدرات والملكات الفنية الكامنة فتعدها بالرعاية ولقنها دروسا في القراءة والكتابة وأصول التمثيل وتنقلت بين مسارح روض الفرج حيث كانت تشهد تلك المنطقة الشعبية حينذاك نهضة فنية واسعة واخرجت الكثير من رواد الفن التمثيلي في مصر فعملت في مسرح روز اليوسف ثم في فرقة رمسيس التي أسسها الفنان الكبير عملاق المسرح العربي يوسف بك وهبي وصارت بطلة للفرقة ثم تزوجها عزيز عيد وكانت في سن 15 عاما بعد أن أشهر إسلامه لتصبح نجمة فرقة رمسيس المسرحية وفي عام 1924م أتيح لفاطمة رشدي بفضل ذلك الدعم الكبير القيام بأدوار البطولة في عدة مسرحيات من بينها الذئاب والصحراء والقناع الأزرق والشرف وليلة الدخلة والحرية والنزوات .

وكان من أهم المسرحيات التي قدمتها فاطمة رشدى في هذه المرحلة من حياتها مسرحية النسر الصغير عن حياة نابليون الثاني إبن نابليون بونابرت من زوجته الأميرة النمساوية مارى لويز وقام بدور البطولة فيها فاطمة رشدي وعزيز عيد وقد أجمع النقاد حينذاك علي أن هذه المسرحية وصلت جميع عناصرها إلي حد الإتقان سواء في ديكوراتها أو في تسلسل أحداثها أو في أداء ممثليها وكانت الفنانة الفرنسية العالمية سارة برنار قد قدمت هذه المسرحية قبل ذلك في عام 1900م ومن هنا حصلت فاطمة رشدي على لقبها سارة برنار الشرق وفي عام 1926م زارت فرقة عزيز عيد العراق ثم في عام 1929م زارت لبنان وقدمت الفرقة العديد من المسرحيات خلال هاتين الزيارتين وأعجب الجمهور إعجابا شديدا بتلك المسرحيات والتي كان منها مصرع كليوباترا وجان دارك والسلطان عبد الحميد وغادة الكاميليا ويوليوس قيصر .

وفي مجال السينما فقد أخفقت فاطمة رشدى في أول تجربة سينمائية لها مع بدر لاما في فيلم فاجعة فوق الهرم الذى تم عرضه عام 1928م والذي قوبل بهجوم كبير نالته من الصحافة لضعف مستواه من وجهة نظر النقاد في ذلك الوقت ولولاها لمني الفيلم بخسارة فادحة ثم أقنعها المخرج وداد عرفي بأن يخرج لها فيلم تحت سماء مصر وتحت ضوء الشمس لكنها أحرقته لأنه كان أقل مستوى من الفيلم السابق وأمام هذا الفشل إنصرفت بعدها إلى المسرح ولعدة مواسم ثم زاوجت بينه وبين السينما وكانت عودتها إلى الشاشة كمؤلفة ومخرجة وممثلة بفيلم الزواج والذي عرض عام 1933م ومثل أمامها فيه الفنان العظيم محمود المليجي في أول أدواره السينمائية ويروي الفيلم قصة الفتاة المغلوبة على أمرها والتي زوجها أبوها على غير ما تهوى فكانت نهايتها الموت ثم فيلم لعبت دور البطولة في فيلم الهارب مع بدر لاما وثمن السعادة ثم فيلمها الهام مع كمال سليم رائد الواقعية المصرية العزيمة الذى حاز على نجاح كبير فيما فشل فيلمه إلى الأبد وبعد ذلك شاركت في فيلم العامل وفيلم الطريق المستقيم مع يوسف بك وهبي وتتالت أفلامها بعد ذلك وكان منها بنات الريف ومدينة الغجر وغرام الشيوخ والريف الحزين وعواصف والطائشة ودعوني أعيش والجسد .

وعادت الفنانة فاطمة رشدى إلى المسرح بتكوين فرقة مسرحية بإسمها وفيها إكتشفت المطرب الملحن محمد فوزى الذى جاء من طنطا من أجل التلحين والغناء وكان يلقى المونولوجات أيضا وقدمت مسرحيات غادة الكاميليا والنسر الصغير والقناع الازرق والذباب والعواصف وقصر الشوق وزقاق المدق وفى الستينيات من القرن العشرين الماضي إعتزلت فاطمة رشدى الأضواء وأصابها المرض وكانت من سكان مدينة السويس ولم تتمكن من متابعة الأطباء لها لبعدها عن العاصمة وحضرت الى القاهرة وأقامت في حجرة متواضعة في فندق شعبي فى حى الظاهر وتدهورت أحوالها المادية بسبب المرض إلى أن كشفت جريدة الوفد المصرية المعارضة عن حياتها البائسة التي تعيشها ثم تدخل الفنان فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل حيث حصلت علي شقة وتم تخصيص معاش إستثنائى لها إلا أن القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدولة لتموت وحيدة تاركة ورائها ثروة فنية عملاقة من المسرحيات والأفلام السينمائية وحياة عاشتها طولا وعرضا عاصرت خلالها جيل من عمالقة المسرح ورواد السينما وكانت وفاتها في يوم 23 يناير عام 1996م الموافق يوم 3 رمضان عام 1416هجرية عن عمر يناهز 88 عاما رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته .