الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

صلاح المحرزى

صلاح المحرزى
عدد : 06-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


صلاح المحرزى قائد عسكرى مصري وصل إلي رتبة اللواء في الجيش المصري وكان في طليعة الضباط المصريين ضمن البعثة العسكرية المصرية التي ذهبت إلى اليمن بهدف تدريب وتحديث الجيش اليمني الذى كان قد تسلم أول صفقة أسلحة حديثة في عهد حاكمه الإمام أحمد عام 1957م وكان المحرزى يعد من أصغر من حصلوا علي رتبة اللواء في تاريخ العسكرية المصرية حيث أنه أصبح لواء وهو فى سن الثامنة والثلاثين من عمرة نتيجة للترقيات الإستثنائية العديدة التي حصل عليها فى حروب ومعارك خاضها دفاعا عن شرف وكرامة مصر. وكان ميلاده في يوم 26 يناير عام 1930م بمدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية ووالده هو الشيخ أحمد عثمان رضوان المحرزى والذى كان من كبار علماء الأزهر الشريف وأول قاضى بصعيد مصر ومؤسس مدرسة قرية المحارزة الإبتدائية وقد نظم شاعر النيل حافظ إبراهيم الجزء الثاني من ديوانه قصيدة فى مدحه وقد سميت قرية المحارزة بهذا الإسم نسبة لعائلة المحرزى التى يعود نسبها إلي الفرسان المرابطين أو فرسان الإسلام الذين إنضموا للجيش الاسلامى فى فتح الأندلس ولكن لم يمكثوا كثيرا هناك وعادوا إلي قريتهم المحارزة ولهذا السبب هناك وجود لعائلة المحرزى فى المغرب والجزائر وتونس حيث توفى الجد الأكبر فى مدينة صفاقص بتونس ومنذ ذلك الحين يقام سنويا مولد سيدي كبير المحرزى وقد أقام نفر من عائلة المحرزى الذين عادوا من بلاد المغرب العربي بالمحارزة وأكملت باقي العائلة الرحلة حتى بلاد الخليج العربي وسلطنة عمان وإستقر البعض فى شمال إيران بمنطقة الأهواز وهى منطقة السنة الوحيدة فى إيران الآن وبعد أن أنهي صلاح المحرزى دراسته الإبتدائية ثم الثانوية إلتحق بالكلية الحربية وتخرج منها بعد ستة شهور في عام 1949م وكان لم يكمل من العمر 19 عاما وكان السبب في تخريج هذه الدفعة مبكرا هو الظروف الحرجة التي كانت تمر بها مصر حينذاك نظرا لإشتراكها في حرب فلسطين خلال عام 1948م وعام 1949م وعلي أن تستكمل هذه الدفعة ما ينقصها من معارف وتدريبات خلال خدمتها في الجيش المصرى وفي عام 1956م تخرج المحرزى من كلية أركان الحرب وفي يوم 15 يناير عام 1957م بدأت خدمة صلاح المحرزى ضمن البعثة العسكرية المصرية باليمن بعد أن ودع الزوجة التي تحملت معه طيلة الوقت والوالدة وإبنه الصغير أحمد ليصل إلى هناك ويكتشف أشياء في الواقع وصفها في كتابه الصامت الحائر وثورة اليمن وصفا دقيقا كانت مأساوية لرجل مثله يذهب من مصر إلى اليمن ويرى الأوضاع علي الطبيعة ويصف كيف شاهد تلك الأوضاع بعد أن وصلت البعثة إلى ميناء الحديدة اليمني وكان معها سفير باكستان .

وقبل أن نسترسل في سيرة اللواء صلاح المحرزى نعود إلي الوراء قليلا حيث كان رجل المخابرات ومهندس حركات التحرر العربية فتحي الديب قد تم تكليفه في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الماضي من جانب الرئيس جمال عبد الناصر بجمع ما يمكن من معلومات عن نظم الحكم وأحوال الدول العربية وأوضاعها الإقتصادية والإجتماعية وأحوال سكانها ومن ثم فتحت إسم محمد مبروك ووظيفته مفتش بوزارة الخارجية زار فتحي الديب اليمن وكان يحكمها حينذاك الإمام أحمد بن الإمام يحيي حميد الدين وكانت الملاحظة التي لفتت نظره هي حالة الفقر الشديد والتخلف التي يعاني منها شعب هذا البلد التعيس وبلا شك كان هذا التخفي يعطيه مساحة واسعة من التحرك بحرية خاصة وأن الكثير من أنظمة هذه الدول كانت على عداء مع الثورة المصرية والصورة التي كانت لديها ناحية ثورة يوليو لم تكن إيجابية بالطبع فالبعض نظر إليها على أنها إنقلاب ضباط سيتحول الى ديكتاتورية ولذا فقد نظر البعض إليها بعين الشك والريبة وعدم الإرتياح وكان مما لاحظه فتحي الديب أن أوضاع الجيش اليمني شديدة التخلف عما كان عليه إبان حكم الإمام يحيى حميد الدين وأن الجيش القبلي المعروف بالبراني كان أشبه بالمرتزقة إذ كان يصرف للجندي شهريا مجرد خمسة ريالات يمنية لا تكاد تكفي مأكله خلال يومين فقط وعليه سد حاجاته المعيشية وتوفير ثمن القات الذى كان الجنود يدمنونه من إبتزاز وإرهاب الشعب عبر حملات جباية الضرائب لحساب الإمام ثم أن الولاء للوطن يتوارى بعيدا وراء الولاء للقبيلة ومن ثم كان قرار الرئيس عبد الناصر إرسال بعثة عسكرية مصرية إلي اليمن من أجل تدريب وتحديث جيشها مهما كانت الصعاب وكان رواد هذه البعثة العسكرية خمسة من الضباط المتميزين وهم العقيد حسن فكري الحسيني والرائد صلاح المحرزي والنقيب عادل السيد والنقيب محمود عبد السلام والملازم نبيل الوقاد .

وبوصول البعثة العسكرية المصرية المشار إليها إلي ميناء الحديدة باليمن فوجئت هي والسفير الباكستاني بوجود فرقة موسيقية مكونة من عدد 4 أفراد علي رصيف الميناء جاءت لتحيتهم وكان كل فرد منهم يرتدى ملابس غير التي يرتديها الآخرون وكل منهم معه آلة موسيقية يعزف بها لحنا غير ما يعزفه الآخرون مما مثل صدمة للسفير الباكستاني وبعد نزولهم من المركب كان محافظ الحديدة في إنتظارهم فتقدم إليهم وسلم عليهم وقال لهم أنا مندوب الإمام أحمد وسأصحبكم إلي دار الضيافة وخلال الطريق لاحظنا مدى القذارة في الشوارع وشاهدنا بيوت المدينة الأشبه بالأكواخ والمصنوع معظمها من القش والقليل منها مبني من الحجر والناس في الشوارع ومعظمهم من قبائل الزنانيق يعني جذورهم حبشية أو زنجية شبه عراة ووصلنا إلى دار الضيافة وكانت صدمة أخرى لنا حيث كانت الدار عبارة عن بيت قديم مبني من الحجر مدخله ينخفض عن الشارع بعدد 3 درجات وبالمدخل وجدنا عدد 4 عساكر من جنود الإمام يحيي جالسين علي الأرض ويرتدى كل منهم ملابس غير الآخر وفي فم كل منهم قطع من القات يمضغها ونادى مضيفنا علي هؤلاء الجنود لكي يقفوا ويحيوا البعثة العسكرية المصرية لكنهم لم يعيروه إهتماما وفي الحقيقة كان اليمن في ذلك الوقت مقطوعا عن العالم الخارجي وشديد التخلف وكان كل زائر له يصاب بصدمة مما يراه من مظاهر التخلف والجهل حيث كان الإنسان العربي اليمني لا حق له في أى شئ إلا أن يصلي ويدعو لأهل بيت الإمام يحيي حميد الدين ومن خلفوه وكانت حالات الفقر والجوع والمرض سائدة في كل أنحائه وكانت هناك قرى بالكامل تموت من الجوع ومن العجيب أن اليمن في ذلك الوقت كان يطلق عليه اليمن السعيد بما يمثل إسم علي غير مسمي مع أن اليمن كان عضوا آنذاك في الجامعة العربية ومن مؤسسيها بينما كانت هذه هي حال الإنسان اليمني وفضلا عن ذلك فقد كان اليمن في ذلك الوقت قد قامت به في السنوات الأخيرة عدة ثورات وإنتفاضات وحركات تمرد كانت تنتهي بكوارث يباح فيها دم كل يمني رجل أو امرأة وكان هناك عيد سماه الإمام أحمد عيد النصر بينما كان أهل اليمن يعتبرونه اليوم الأسود الذي أبيحت فيه العاصمة صنعاء بعدما فشل الإنقلاب الذي قام به جمال جميل أحد ضباط البعثة العسكرية العراقية الذي تزوج من امرأة يمنية ولم يعد إلي بلاده وبقي في اليمن وتفاعل مع أهلها وقام بثورته والتي فشلت فشلا ذريعا ولم يكتب لها النجاح .

وكان من الواضح أن إهمال شأن البعثة العسكرية المصرية من قبل حاكم اليمن آنذاك الإمام أحمد مقصودا فسيد اليمن لم يكن بالأصل مرتاحا لزعامة الرئيس جمال عبد الناصر الأمر الذي جعل مصر تراهن آنذاك على إبنه الإمام البدر ولكن علي الرغم من ذلك فقد أصرت البعثة المصرية على البقاء في اليمن ومواصلة أداء مهمتها والدخول شيئا فشيئا إلى قلوب القبائل وزعمائها وإلى عقل الإمام الذي كان حذرا جدا من كل البعثات العسكرية الأجنبية نظرا للمحاولة الإنقلابية المشار إليها في السطور السابقة وعلي الرغم من كل الظروف السيئة التي قابلت البعثة العسكرية المصرية إلا أنها حرصت على تقديم كل ما لديها من خبرة عسكرية وكان معظم قادتها من ذوي الخبرة وسرعان ما أصبح صلاح المحرزى كبير معلمي البعثة العسكرية في اليمن وقائد كتيبة مشاة وبعد فترة أصبح رئيس إستطلاع القوات المصرية ومسؤول شئون قبائل اليمن وقامت البعثة العسكرية المصرية بإعداد تقرير عن الأوضاع الصعبة في اليمن ورفعته إلي الرئيس جمال عبد الناصر والذى قرر إستمرارها في أداء مهمتها في اليمن ومضت الأيام والشهور والبعثة العسكرية المصرية تمارس مهمتها بتدريب الجيش اليمني وفي الوقت نفسه كان قد بدأ الثوار الأحرار في اليمن في التخطيط الفعلي للقيام بثورة ضد الحكم الإمامي وبدأت الشرارة الأولى بمحاولة فاشلة لإغتيال ولي العهد البدر في صنعاء عن طريق الملازم عبدالكريم السكري وهو أحد ضباط فوج البدر وكان يعمل في حراسة ولي العهد ثم أعقب هذه المحاولة محاولة لإغتيال الإمام أحمد نفسه حيث تم إطلاق الرصاص عليه أثناء زيارته لأحد المستشفيات بالحديدة وقام بهذه المحاولة عدد 3 ضباط هم الملازم عبد الله اللقية والملازم محمد العلفي والملازم محسن الهندوانة حيث أطلقوا عليه عدة طلقات نارية في يوم 6 مارس عام 1961م وسقط الإمام على إثرها متأثرا بجراحه لكنه لم يمت ويؤكد اللواء المحرزي أنه بعد هذه المحاولة والتي كانت تعد بمثابة إشارة البدء لتحرك كافة الثوار لتحرير اليمن من قبضته إلا أن نبأ نجاة الإمام من الموت في تلك المحاولة كان يمثل الفاجعة بالنسبة للثوار فقد أفزع هذا الخبر الجميع وأحسوا بردة الفعل التي يمكن أن يقوم بها الإمام حيث أقدم الملازم العلفي على الفور بالإنتحار فيما قبض على الملازم اللقية والملازم الهندوانة اللذان عذبا عذابا تخر من هوله الجبال حتى تم إعدامهما وماتا وفي صدرهما أسرار إخوانهم الأحرار والثوار ولم يفصحا عنهم شيئا لنظام الإمام مسجلين بدمائهما الزكية أروع مثل في التضحية والقوة والإيمان ورباطة الجأش


وكانت وفاة الإمام أحمد في يوم 19 سبتمبر عام 1962م متأثرا بالجراح التي كانت قد اصابته في محاولة الإغتيال المشار إليها ومن ثم أصبح ولي العهد البدر الإمام الجديد خلفا لأبيه ولكنه لم يصمد كثيرا أمام إرادة الثوار وإصرارهم على قيام الثورة إلى جانب مواجهته رياح عاتية من جانب عمه الحسن الذي كانت تسانده وتؤيده الرجعية القبلية الطبقية والتي كان يأمل الإمام البدر أن تكون معه وإلى جانبه وهم من طليعة الشباب المثقف والمدنيين والعسكريين ومع ذلك كان بإمكانه أن يستمر بالإمامة خصوصا وأن البعض من الناس كان يعتقد أن البدر منفتح وأكثر تطورا وتفتحا من أبيه وكان يمكن أن يكون له ذلك لو أحسن إدارة الأمور بعد وفاة والده ودعم في صدق هذا التوجه ولكنه وبعد توليه الإمامة وفي أول خطاب له أكد أنه سيسير على نفس الدرب الذي سار عليه والده وتحالف مع عمه الحسن وأنصاره لتطبيق هذا النهج وهنا كانت البعثة العسكرية المصرية لا تزال تؤدي دورها في تدريب الجيش اليمني في الحديدة مع وجود تنسيق للثوار اليمنيين مع القيادة المصرية في القاهرة حيث إلتزمت القيادة بدعم ومساندة الثوار في تحقيق الثورة ويقول اللواء المحرزى عن هذا الأمر إنه كنتيجة لتوجه الإمام حديث العهد قرر الثوار وعلى رأسهم الشهيد علي عبد المغني والضباط الأحرار من أفراد الكلية الحربية وباقي الفصائل الثورية الأخرى في اليمن وقادتها أن الإمام البدر هو الإمام أحمد هو الإمام الحسن وأن أي إمام منهم لن يكون إلا سوطا يلهب ظهور أهل اليمن بالظلم والعبودية ومن هنا وبناءا على هذه المعطيات والنتائج جاء قرار الإسراع بقيام الثورة قبل أن تستتب الأمور ويسيطر الإمام البدر وعمه الحسن على البلاد ويتمكنون من تثبيت أركان الحكم المتهاوي حيث كان قرار الثوار قد دخل فصله الأخير وحين قرروا إعلان الثورة في يوم 26 سبتمبر عام 1962م قاموا بتوزيع الأدوار على ضباط الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة وفوج البدر ومختلف الوحدات العسكرية في صنعاء وآخرين من المدنيين والعاملين في إذاعة صنعاء وفي ليلة قيام الثورة قاد عبد الله جزيلان والشهيد علي عبد المغني الهجوم على قصر البدر بعدد محدود من الدبابات قادها ضباط مدرسة الأسلحة وضباط الصف وعرض الثوار على كل من العقيد حمود الجائفي والعقيد عبد الله السلال وغيرهم من القادة قيادة الثورة لكنهم رفضوا وإتفقوا على أن يقوم بهذه المهمة العقيد السلال لدوره البطولي والذي لا يستطيع أحد أن ينكر عليه فضله في فتح أبواب قصر السلاح وإمداد الثورة بإحتياجاتها من الذخيرة والسلاح خاصة ذخيرة الدبابات والتي كان يعدها البدر حينما هاجم الثوار القصر بنيران الدبابات ويقول لحراسه ننتظر حتى الطلقة السبعين وبعدها ستتوقف الدبابات والمدفعية عن الرمي وكان يقصد بذلك نفاذ كمية الذخيرة من الدبابات وعندها ستتوقف عن إطلاق القذائف وهنا نبيدهم فردا فردا فما هم إلا مجموعة الضباط الصغار خريجي الكلية الحربية الذين دربهم المصريون في القاهرة وأفسدوا عقولهم وعندما خاب أمل البدر في توقف نيران الدبابات والمدفعية وتزايد وتيرة الضرب بقوة وتزايد المعدات وإقترابها من القصر وإنتشار أبناء الثورة وإنضمام أغلب الوحدات العسكرية المرابطة في صنعاء وفي بعض المحافظات الأخرى عندها قرر البدر الهروب تحت نيران الثورة من العاصمة صنعاء إلي مدينة حجة التي تقع شمال غرب صنعاء ومعه نفر قليل من حراسته الخاصة وظل الثوار في مطاردته وفلوله بقيادة الشهيد علي عبد المغني حتى غادر البدر الحدود اليمنية السعودية وتصدر عبد الله السلال قيادة الثورة وإستتب الأمر للقيادة الجديدة في كل مدن اليمن وبقي السلال في العاصمة صنعاء في القيادة وأعلنته وسائل الإعلام زعيما وقائدا لثورة اليمن في 26 سبتمبر عام 1962م .

وبعد نجاح الثورة اليمنية إنتقلت البعثة المصرية من الحديدة إلى صنعاء وأرسلت القيادة المصرية بعض القوات المصرية إلى اليمن من أجل تعزيز الموقف ومساندة الثورة والجيش اليمني وكان في تصور القيادة المصرية أن مساندة الثورة والثوار اليمنيين في مواجهة القبائل المناصرة للإمام الهارب وبعض الفلول لن تكلفها إلا عناصر محدودة أو بعض الجنود من قوات الصاعقة والمظلات وكان هذا التصور خاطئا جدا نتيجة التسرع في إتخاذ القرار وتسابق الأجهزة المصرية لإرضاء القيادة السياسية اليمنية وإعتماد القيادة المصرية أيضا على مصادر غير مسئولة أو واعية وهي في الحقيقة ممن إدعت وكذبت ونافقت للأسف وكان منها مصادر مصرية وأخرى يمنية ويصف اللواء صلاح المحرزي مواجهة فلول الرجعية بعد قدوم وحدات من الجيش المصري إلى اليمن عقب ثورة سبتمبر بأن المعارك التي خاضها الجيش اليمني بمعية تلك الوحدات المصرية كانت كارثية بما تعنيه الكلمة من معنى ويضيف أيضا أنه عندما بدأت المعارك للقضاء على تلك الفلول وقعت هذه القوات المصرية في فخاخ وكمائن وذلك نتيجة لخيانة بعض من العناصر اليمنية بغرض القضاء على الثورة اليمنية والجمهورية من جهة ومن جهة أخرى لقصور ونقص المعلومات المتوفرة لقيادة الجيش اليمني والوحدات العسكرية المصرية في اليمن بالإضافة إلى نقص الخبرة بميادين المعركة وعدم توافر أية خرائط ميدانية لأرض اليمن وهذا ما حدث مع الشهيد علي عبد المغني والشهيد الملازم نبيل الوقاد وذلك عندما غدر بهما بعض من كانوا معهما وقتلوهما هم ورفاقهما على مشارف مأرب وفروا للإلتحاق بفلول الملكيين وأيضا من بين تلك الخيانات عندما غدر بالرائد سند من قوات الصاعقة المصرية من قبل بعض الأدلاء المرافقين له في منطقة خولان بصنعاء وعلى ضوء ذلك قررت القيادة المصرية وبتوجيه من القيادة اليمنية في صنعاء تعزيز القوات في المحور الشرقي لصنعاء على أن تحتل سرية المظلات جبل العرقوب تساندها كتيبة الصاعقة المصرية مدعمة من القوات اليمنية لتأمين منطقة جحانة والطريق المؤدي إلى صنعاء وهناك تعرضت القوات المصرية إلى كمين اْبيدت فيه وأسر منها عدد محدود ممن تبقى على قيد الحياة وإزاء هذه الأحداث تم تكليف اللواء صلاح المحرزي بالذهاب إلي هذا الجبل وأن يعمل علي إعادة تلك الكتيبة ولكنه حين وصل إلى مكان الكتيبة وجدها في حالة مأساوية ووجد الكثير من أعضائها جثثا هامدة بعد إشتباكات دامية مع أبناء القبائل وكان مما تعرض له اللواء المحرزى أيضا أنه بعد إحدى تلك المعارك الضارية بين الجيش المصري الداعم للثورة وبين القبائل الموالية للملكية قُتِل أحد الوجهاء وجرت مصالحة تعرض في خلالها اللواء المحرزي لعملية إغتيال بالسم وضعته إبنة الوجيه له وتم إنقاذ حياته في اللحظة الأخيرة وفضلا عن ذلك فقد كانت هناك خطوة مهمة أخرى قام بها المحرزى تمثلت في الصلح الذي ساهم به شخصيا بين الثورة وبين الشيخ عبد الله الأحمر الزعيم والسياسي اليمني الكبير وأحد أعضاء مجلس الرئاسة اليمنية بعد الثورة الذي كان قد إختلف آنذاك مع قائد الثورة عبد الله السلال رغم دعمه الكبير للثورة في بدايتها ووجد الشيخ عبد الله الأحمر نفسه مع رجاله وبينهم ضباط كبار محاصرين بين قوات السلال والجيش المصري من جهة وبين الملكيين من جهة ثانية وكان اللواء طلعت حسن علي قائد القوات المصرية يريد أسرهم فأقنعه اللواء صلاح المحرزي بالسعي في الصلح من أجل تجنيب القوات المصرية مشاكل وخسائر كبيرة .

وكانت هذه النكسات التي واجهت القوات المصرية المساندة للجيش اليمني هي السبب الرئيسي وراء تعرض الجيش اليمني والوحدات المصرية لخسائر بشرية كبيرة ليأتي القرار المصري بإنسحاب القوات المصرية من اليمن ويؤكد المحرزى علي أن مصر كانت بعيدة كل البعد عن صياغة العمل الثوري أو العملية التي أدت إلى قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر عام 1962م بل إن الثوار الأحرار في اليمن كانوا قد وصلوا إلى قناعة تامة بوجوب قيام الثورة وتخليص الشعب اليمني من النظام الكهنوتي الجاثم على صدور اليمنيين وكانت مهمة مصر والقيادة العسكرية المصرية في اليمن تنحصر في تدريب الجيش اليمني وكان هذا من قبل قيام الثورة اليمنية بعدة سنوات وكل ما حدث هو أنه بعد قيام الثورة مدت مصر يدها لمساندة الثورة والثوار وإنجاحها سياسيا وعسكريا ويقول اللواء المحرزي أيضا إنه في النهاية وبعد كارثة الخامس من يونيو عام 1967م وفي يوم 10 يوليو عام 1967م كانت نهاية خدمته في اليمن حين تم إستدعاؤه لتولي قيادة القوات المسؤولة عن الدفاع عن المنطقة من مدينة القنطرة غرب وحتي جنوب مدينة بور سعيد بعد أن إحتلت سيناء بالكامل وقاد اللواء المحرزى معركة 27 سبتمبر عام 1967م والتى تكبد العدو فيها خسائر تفوق جميع خسائره خلال الحرب وإنسحب اليهود 20 كيلو متر شرقا ظنا بأننا نمهد لعبور القناة وقد إستدعى اللواء صلاح المحرزى إلى القاهرة للتحقيق معه بعد هذه المعركة وبعد إكتشاف القاهرة خسائر إسرائيل تم منحه نوط الشجاعة الأولى ونوط التدريب الأول وخلال زيارته للجبهة في عام 1968م إلتقى الرئيس عبد الناصر باللواء المحرزى وأعجب أشد الإعجاب بحرفيته وعلاقته بجنوده وضباطه ولاحقا طلب بالإسم للإنضمام للمخابرات العامة المصرية وليترأس جهاز المعلومات والتقديرات وجهاز الخدمة السرية وهما من أخطر الأجهزة فى جهاز المخابرات وكان هذا اليوم في البداية يوم مأتم للواء صلاح المحرزى حيث أن تركة الجبهة والقتال فى الميدان كان من أصعب الأمور علي نفسه ولكن أمين هويدى مدير المخابرات العامة حينذاك أقنعه بقبول المنصب وأنه لا يقل أهمية عن القتال فى الميدان وفي الحقيقة فقد أظهر اللواء المحرزى بعد إنتقاله للعمل في جهاز المخابرات براعة ومهارة فائقة لا تقل عما أظهره خلال عمله بالقوات المسلحة المصرية .

وكان من إنجازات اللواء المحرزى أثناء عمله في جهاز المخابرات العامة كرئيس لجهاز المعلومات والتقديرات ولجهاز الخدمة السرية قيامه بإعادة هيكلة هذين الجهازين وتحديثهما وكان من العمليات الهامة التي شارك فيها عملية الحفار كينتنج الذي بني لإسرائيل لإستخراج البترول من خليج السويس إمعانا فى ذل مصر فى إشارة واضحة الى أن سيناء قد أصبحت إسرائيلية لتذل القيادة المصرية ومن هنا بدأت عملية أخرى من عمليات المخابرات العامة المصرية وتم تكوين فريق عمل من أجل إصطياد هذا الحفار قبل دخوله البحر الأحمر كان علي رأسه اللواء صلاح المحرزى واللواء محمد عبد السلام المحجوب ومحمد نسيم رجل المخابرات الشهير وتم تسمية هذه العملية بعملية الحاج كناية عن الحفار حيث كان وقت هذه العملية يتزامن مع موسم الحج وكانت نية إسرائيل في إعلانها البدء في التنقيب عن البترول في سيناء نية سياسية في المقام الأول لا إقتصادية ومن ثم فقد بعثت الى إحدى الشركات الكندية لإستقدام أحد أكبر الحفارات فى العالم لإستخدامه فى التنقيب عن البترول وهو الحفار كينتنج وقد خططت إسرائيل بدقة لهذه العملية وببراعة فائقة فقامت عمدا بإستيراد هذا الحفار الكندى والذى تجره قاطرة هولندية وعليه بحار بريطانى لكى تعجز مصر عن ضرب الحفار بالطيران عند إقترابه من البحر الأحمر لأن مصر إذا غامرت بضرب الحفار علانية فمعنى هذا أنها ستستعدى عليها ثلاث دول كبري على الأقل ولأنها تعلم تماما أن المخابرات العامة المصرية لن تترك الحفار فقد إحتاطت للأمر وقامت بتأمين خطوط سيره حيث كان سيعبر المحيط الأطلنطى إلى الساحل الغربي لأفريقيا ثم يكمل خط سيره ويتجه جنوبا نحو طريق رأس الرجاء الصالح ثم يتجه شمالا نحو الساحل الشرقي لقارة أفريقيا ليعبر مضيق باب المندب ويدخل البحر الأحمر متجها نحو ميناء إيلات الإسرائيلي وقامت إسرائيل بإنتقاء خطوط سير ملاحية بالغة السرية وغير مألوفة كما جند الموساد رجاله وأجهزته بمعاونة المخابرات المركزية الأميريكية لمصاحبة الرحلة وحراسة وحماية الحفار لكن من قال إن المصريين يعرفون المستحيل حيث قام فريق العمل المشار إليه بمتابعة خط سير الحفار من أجل وضع الخطة المناسبة لتدميره وتم خلال هذه الفترة تجنيد عدد كبير من ضباط الشرطة الأوروبيين من أجل تسهيل شحن المتفجرات الخاصة بعملية الحفار عن طريق وضع الألغام والملابس والمعدات في حقائب وتغطيتها بمادة لمنع أي أجهزة من كشف ما بداخلها كما تم وضع أقلام التفجير داخل علبة أقلام أنيقة ونجح بالفعل المصريون في النهاية في تدمير هذا الحفار أثناء توقفه بميناء أبيدجان عاصمة كوت ديفوار وذلك بعد أن كان قد افلت منهم في ميناء داكار عاصمة السنغال بعد تلغيمه بواسطة الضفادع البشرية ليمنعوا إسرائيل من تنفيذ خطتها الرامية إلى نهب الثروات البترولية وفرض سيادة أكبر على سيناء المحتلة آنذاك وجدير بالذكر أنه قد تم تحويل هذه العملية إلي مسلسل تليفزيوني بإسم الحفار تم عرضه في أوائل عام 1996م عن القصة التي كتبها صالح مرسي من ملفات المخابرات العامة المصرية وتم تصويره مابين مصر وباريس وروما وداكار وأبيدجان وقام الفنان يوسف شعبان بأداء دور بطلنا اللواء صلاح المحرزى وشاركه البطولة الفنانون حسين فهمي وشقيقه مصطفي فهمي وكرم مطاوع وحسن حسين ومفيد عاشور وعلي حسنين ووحيد سيف ومحمد الدفراوى وحسين الشربيني وحمزة الشيمي وأحمد صيام وأحمد فؤاد سليم والفنانات لبلبة وهالة صدقي وسماح أنور وعايدة عبد العزيز وعزة بهاء وسوسن بدر وكتب سيناريو المسلسل السيناريست بشير الديك وأخرجه المخرج وفيق وجدى .

وكان من العمليات الهامة الأخرى التي شارك فيها اللواء صلاح المحرزى عملية إصطياد الجاسوسة المصرية هبة سليم والتي تعتبر من أخطر الجواسيس والتي كانت في بعثة دراسية بالعاصمة الفرنسية باريس وتم تجنيدها من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي ونجحت في تجنيد المقدم مهندس الصاعقة فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة العميد آنذاك نبيل شكري ورئيس الفرع الهندسي لقوات سلاح الصاعقة في بداية السبعينيات من القرن العشرين الماضي والذى كان يمدها بمعلومات سرية جدا عن خطط الجيش الدفاعية ولا سيما حائط الصواريخ التي كانت تحمي العمق المصري وقد تحولت هذه العملية أيضا إلي رواية للكاتب صالح مرسي بإسم الصعود إلي الهاوية وفيلم بنفس الإسم تم إنتاجه عام 1978م وكان من بطولة الفنان محمود ياسين والفنان جميل راتب والفنان إبراهيم خان والفنان عماد حمدى والفنانة مديحة كامل والفنانة إيمان وأخرجه كمال الشيخ ونظرا للمجهودات التي قام بها اللواء صلاح المحرزى في العمليات التي شارك فيها بالفكر والتخطيط والتنفيذ منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الإستحقاق هو وزملاءه ممن شاركوا في عملية الحفار وفي أوائل الثمانينيات من القرن العشرين الماضي خرج بطلنا صلاح المحرزى علي المعاش وكانت وفاته في يوم 20 يوليو عام 2010م عن عمر يناهز 80 عاما وخلال المدة ما بين خروجه علي المعاش ووفاته كان يشارك في العديد من الندوات والصالونات الثقافية كما أجرت معه العديد من الصحف والمجلات لقاءات كان يتحدث من خلالها عن الدور المصرى في اليمن وظل علي قناعته بأن ما قام به هو ورفاقه في اليمن إنطلق من شعور قومي عربي وليس لأي مصلحة أو هدف آخر وكان يعبر أيضا خلالها عن رؤيته في العديد من القضايا المصرية والعربية والإقليمية .

وعلي سبيل المثال عندما إلتقت به صحيفة الشروق في يوم 20 من شهر أبريل عام 2009م قبل وفاته بعام وعدة شهور قال عن الثورة اليمنية التي عاصر أحداثها عن قرب إنها قد سرقت من أبنائها في أيامها الأولى بوفاة على عبد المغني قائد الثورة والثوار بعد عدة أيام قلائل من قيامها ومن ثم بدأت الأطماع والمصالح الشخصية تظهر وتنتشر وتقوم بدور كبير جدا لإزاحة هؤلاء الثوار الذين كانوا يمثلون البذور الحقيقية والبراعم النقية لجيل جديد من الشعب اليمني والذين سلبتهم تلك الأطماع والمصالح حقهم في قيادة هذه الثورة وفي التفاعل معها وفي حمايتها وفي تولي شئونها مما أدى إلي أن هؤلاء الثوار أصبحوا إما في القبور نتيجة إستشهادهم في المعارك أو في السجون أو أصبحوا مرضى يعانون من الفقر والإهمال وعن السودان كان يرى أن جنوب السودان لن ينفصل عن شماله لو ظلت مصر تساند السودان وتقوم بدورها الإقليمي هناك ومن جانب آخر كان يرى أن إيران تمتلك سلاحا نوويا وأن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمتها وأن إسرائيل التي كان يهدد وزير خارجيتها أفيدجور ليبرمان في وقت من الأوقات بضرب السد العالي غير قادرة علي تنقيذ ذلك في الواقع وأن قواتنا المسلحة في عام 2009م أفضل بمراحل عما كانت عليه في حرب عام 1973م وفضلا عن ذلك كان من بين تقديرات وتحليلات المحرزى أن إسرائيل هي التي هيأت كل الطرق لتفوز حركة حماس بالإنتخابات الفلسطينية كي يحدث الإنشقاق بين الفصائل الفلسطينية والذى للأسف ما يزال هو الأمر الذى نراه علي أرض الوقع حتي وقتنا الحاضر وفي هذا اللقاء أيضا تم توجيه سؤال إلي اللواء المحرزى عن كيف يتم القضاء على الفساد الذي إستشرى بصورة كبيرة فرد قائلا إننا لا نستطيع أن نسترد الهاربين بالمليارات من الخارج لأن الدول التي تؤويهم ترفض ذلك بحجة أنهم يستثمرون أموالهم هناك ومن ثم فما الحل إذن ويجيب الرجل علي نفسه قائلا إن هذه الظاهرة قد حدثت بشكل أقل أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان الحل أن أجهزة الأمن المصرية قامت بإحضار هؤلاء الهاربين بأموال الشعب في صناديق بعد تخديرهم وأن أحدهم كاد أن يتسبب في فضيحة عندما إسيقظ في المطار وأن الأمر لو كان بيده حاليا لطالب بتطبيق نفس الخطة حتى يرتدع كل اللصوص .

وفي حديث آخر للواء صلاح المحرزى مع جريدة الوفد صرح بأن مستشارى الرئيس مبارك والحكومة من وجهة نظره طابور خامس يعمل ضد مصر وأنهم يعملون علي تفجير مصر من الداخل وعن طريق إثارة المصريين ضد النظام الحاكم وأنه لو أن أعدي أعداء مصر أتيحت لهم فرصة إدارة شئون البلاد لما فعلوا أكثر مما يفعله مستشارو الرئيس مبارك وما تفعله الحكومة ووجه نداءا للرئيس مبارك لكي يبادر بمحاسبة مستشاريه ومحاسبة الحكومة أيضا قبل أن تحترق مصر بمن فيها علي أيديهم وأضاف أيضا إن الدور الأساسي لمستشاري الرئيس هو إقتراح بدائل لتخفيف حدة الأزمات الحالية وإمتصاص حالة الغضب العام بسبب الغلاء والبطالة وقلة فرص العمل ولكن ما يحدث هو أن هؤلاء المستشارين لا يقترحون علي الرئيس إلا ما يهدم إنجازات النظام الحاكم ويثير دخان الشك حوله والدليل علي ذلك ما حدث مؤخرا في ثلاث قضايا وهي تقسيم القاهرة والجيزة الي 4 محافظات ومشروع قانون المرور الذي أعدته الحكومة والموافقة علي إنشاء مصنع أجريوم في دمياط حيث أدى قرار تقسيم القاهرة والجيزة والصادر في عام 2008م إلي 4 محافظات إلي زيادة حدة الغضب في كثير من مناطق مصر كما أنه سيحمل موازنة الدولة 3 مليارات جنيه لإنشاء المباني الإدارية للمحافظات المستجدة وهما محافظتي حلوان و6 أكتوبر ووصف القرار بأنه يكبد الميزانية العامة للدولة مبالغ إضافية في وقت تحتاج فيه لكل مليم وأضاف أيضا إن الحكومة شاركت في إستفزاز الناس بإعداد مشروع قانون للمرور يفتح الباب واسعا أمام حبس كل المصريين ويتجاهل أحد الأسباب الرئيسية لأزمة المرور وهو تحويل الجراجات إلي بوتيكات كما أكد أن موافقة الحكومة علي إقامة مصنع أجريوم الكندي في دمياط كفيل بأن يحول محافظة بالكامل إلي كتلة من الغضب القابل للإنفجار بما له من تأثير خطير علي صحة سكانها وزائريها وهو الأمر الذى تحقق بالفعل وأدى إلي أزمة كبيرة في عام 2011م ففي يوم 10 نوفمبر من العام المذكور إعتصم مئات المواطنين من أهالي قرية السنانية بمحافظة دمياط إحتجاجا على إنشاء مصنع أجريوم المعروف بإسم موبكو 2 و3 وإستمروا في قطعهم الطرق المؤدية إلى المصنع والمنطقة الصناعية بميناء دمياط ومدينتي رأس البر ودمياط الجديدة وطالبوا بغلق المصنع ونقله من المحافظة وتوقف ميناء دمياط عن العمل بسبب الإحتجاجات وإحتجز المحتجون عشرات المقطورات المحملة بالمحاصيل والسلع الغذائية ورفضوا عبور أى سيارة وأكدوا أن المصنع أدى إلى تدمير زراعاتهم وإصابتهم بالأمراض وتدهور الحالة الصحية لغالبية السكان مما دفعهم إلى الإحتجاج ضد إستمرار الإنشاءات في مصنع أجريوم الذي تم دمجه منذ عام 2008م في مصنع موبكو وأن المسؤولين خدعوا المواطنين حين قالوا إنهم توقفوا عن إنشاء مصنع أجريوم لكن الحقيقة أنهم أدمجوه داخل مصنع موبكو حتى يهدأ الرأى العام وكانت هذه الخديعة التي إكتشفها المواطنون سببا في دفع السكان للدفاع عن حقوقهم وعن صحتهم .