السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

آسيا داغر .. عميدة المنتجين ورائدة السينما

 آسيا داغر .. عميدة المنتجين ورائدة السينما
عدد : 07-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

آسيا داغر وإسمها الحقيقي ألماظة غصون داغر ممثلة ومنتجة مصرية من أصل لبناني لقبت بعميدة المنتجين ورائدة السينما والتى قدمت أعظم الروائع والأفلام ووصل عدد ما أنتجته من أفلام أكثر من 70 فيلما ومع أنها كانت شبه أمية لكنها كانت تتميز بذكائها الفطرى وكان لها دور كبير في مساعدة وإكتشاف موهبة عدد من عمالقة الفن وكبار المخرجين منهم هنرى بركات وحسن الإمام وحلمى رفلة والفنانة الكبيرة صباح كما أنها أخرجت فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية إلي الأضواء من خلال فيلم الهانم وكانت ما تزال في سن 16 عاما وكان مولد الفنانة أسيا داغر في قرية تنورين بمحافظة الشمال بلبنان في يوم 18 أبريل عام 1901م وتزوجت في سن صغيرة وأنجبت بنتا سمتها إيلين وكانت مولعة بالأفلام والسينما وبدأت مشوارها الفني كممثلة في عام 1922م من خلال فيلم صامت قصير إسمه تحت ظلال الأرز وفي العام التالي 1923م توفي زوجها وبالإضافة إلي ذلك كانت الحياة السياسية في كل من سوريا ولبنان غير مستقرة بسبب الإحتلال الفرنسي لهما مما تسبب في ضيق الحياة الإجتماعية ومن ثم كان قرارها بالهجرة إلى مصر وتحديدا إلى مدينة الإسكندرية مع إبنتها وشقيقتها وإبنه شقيقتها مارى كويني التي تزوجت فيما بعد المخرج أحمد جلال كما سنرى في السطور القادمة بإذن الله وإستقروا عند إبن عمها أسعد داغر الذي كان يعمل صحفيا بجريدة الأهرام في تلك الفترة وبسبب عدم إلمامها بأي أعمال أو مهنة تكتسب منها مصاريف الحياة قررت أن تخوض تجربة التمثيل بالقاهرة وخاصة أنها لا تعرف شيئا آخر وقد منحتها المنتجة المصرية عزيزة أمير والتي لقبت بأم السينما المصرية حيث كانت أول امرأة تنتج وتخرج أفلاما في مصر الفرصة وظهرت كممثلة ثانوية في أول فيلم مصرى طويل صـامت وهو فيلم ليلى في عام 1927م لتكون أول فتاة لبنانية تظهر بالسينما المصرية وفى نفس العام 1927م أسست آسيا شركة لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام مع إبنة شقيقتها مارى كويني في جزيرة الزمالك والتي بدأت رحلتها في الصمود والنجاح وإستمر نشاطها في الوقت الذى توقف نشاط العديد من الشركات منها شركة إبراهيم لاما وبدر لاما المعروفة بإسم كوندور فيلم والتي كانت قد تأسست في الإسكندرية عام 1926م وشركة عزيزة أمير المعروفة بإسم شركة إيزيس وشركة بهيجة حافظ والمعروفة بإسم فنار فيلم وقد أوضحت السيدة مارى كويني بنت أخت آسيا داغر أن هذا الإستوديو كان عبارة عن فيلا في أول الزمالك يعملون بداخلها فى التصوير وفي البدروم يتم عمل مونتاج الأفلام .

وظلت آسيا داغر غير مشهورة في عالم التمثيل حينذاك بسبب أدائها المتكلف في الأفلام الصامتة فضلا عن لهجتها اللبنانية التي لم تلق قبولاً عند المصريين إلا أنها لم تيأس وفي البداية لم يكن متوافرا لدى شركة آسيا داغر لا أموال هوليوود الضخمة ولا فريق من الفنانين المدربين فكانت هي وإبنة شقيقتها تجمعان الأصدقاء وبعض أفراد العائلة لتأدية الأدوار الباقية كما عوضهما ذكاؤهما وعملهما الجاد عن نقص الأموال ومما يذكر أنهما كانا يعلقان أشرطة أفلام شركتهما على سطح الفيلا التي يوجد بها مقر الشركة لتجف وقيل إن اّسيا كانت تعمل خلال هذه الفترة من 19 إلي 20 ساعة يوميا بلا إنقطاع ولأنها لم تكن تجيد القراءة فقد كانت تجعل ماري كويني تقرأ لها نصوص الأفلام حتى تعتاد عليها ولكي تستطيع إعلام المخرج إذا خرج أحد الممثلين عن النص وفي عام 1929م كان الفيلم الصامت غادة الصحراء هو أول بطولة لها وباكورة إنتاجها وأخرجه المخرج المصرى التركى الأصل وداد عرفي والذى كان هو أيضا كاتب قصته وقد شاركها فيه البطولة بالإضافة إلي الفنانين عبد السلام النابلسي وصبرى فريد وماري كويني وهند يونس وكانت قصة الفيلم أن شيخ إحدى القبائل كان قد تعلق بالفتاة سلمى وهي فتاة من إحدى القبائل البدوية ومخطوبة لإبن عمها فيخطفها شيخ القبيلة ويتزوجها بالإكراه وتنجب منه طفلا وبعد فترة تهرب سلمى بطفلها بمساعدة الخادم الذي تتضح نواياه الخبيثة عندما يحاول الإعتداء عليها فتتخلص من شره بقتله وتواصل الهرب قاصدة ديار قبيلتها فيلقاها خطيبها السابق ويشن المعارك علي قبيلة الشيخ الذي إختطفها عندما يأتى الأخير مع رجاله ليسترد سلمى وينتهى الأمر بهزيمة الآثم وإعترافه بخطيئته وقد إستأجرت آسيا سينما متروبول لحسابها لتعرض فيه هذا الفيلم ثم سافرت به إلى دمشق حيث لاقى نجاحا كبيرا وكان هذا الفيلم أول فيلم مصري يعرض في سوريا ولبنان وقد سارعت الحكومة السورية إلى تكريم منتجته وبطلته آسيا داغر فقلدتها وسام الإستحقاق ومنحتها مائة ليرة ذهبية مع ميدالية نقشت عليها صورتها تم تصنيعها في باريس .

وبعد هذا الفيلم ظهرت آسيا في فيلم كوكايين وبعد عامين وفي عام 1931م إستعانت آسيا داغر بإبراهيم لاما لإخراج ثاني أفلامها وهو فيلم وخز الضمير والذى لعبت بطولته أمام أحمد جلال وشاركهما البطولة مارى كويني ومنسي فهمي وعبد السلام النابلسي وقد صور الفيلم في دار الآثار المصرية التي عرفت لاحقا بإسم المتحف المصري وبين الآثار المصرية في الأقصر وأسوان وإنتقدته مجلة الصباح عند عرضه ورأت أن كاتب السيناريو جعل كل همه إستعراض أكبر عدد ممكن من الآثار المصرية حتى يخيل للمتفرج في بداية الفيلم أنه يشاهد جريدة لا رواية وهذا يرجع لظن المخرج أن هذه الآثار قد تهز فينا العاطفة القومية لكنه في الوقت نفسه قد وقع في خطأ فادح ومع ذلك فقد حقق هذا الفيلم نجاحا ملموسا وقتها وتقديرا وتكريما لها قررت الحكومة المصرية منحها الجنسية المصرية عام 1933م كما أعلنت وزارة المعارف العمومية عن شراء نسخة من الفيلم بمبلغ 160 جنيها لعرضه خارج مصر كنوع من الدعاية السياحية لها وفضلا عن ذلك فقد قامت آسيا بجولة ناجحة في أنحاء سوريا لعرض هذا الفيلم وإتفقت حينذاك مع أحمد جلال على تأليف الأفلام التي تنتجها وإخراجها أيضا وإستمرت تشكل معه ومع ماري كويني ثالوثاً فنياً ظهر في سلسلة من الأفلام تباعا كان أولها عندما تحب المرأة في نفس العام 1933م وكتبت مجلة الكواكب في حديثها عن هذا الفيلم ما نصه كانت موضوعات الأفلام المصرية التي عرضت علينا من قبل في هذا الموسم تدور كلها حول فكرة واحدة وهي الزواج ثم جاء الفيلم الناطق عندما تحب المرأة فحاد عن هذه الفكرة وجاءنا بفكرة جديدة هي حب المرأة وتضحيتها في سبيل هذا الحب وقد نجح هذا الفيلم وكرم نادي رمسيس صاحبته في مدينة بور سعيد حيث تبارى الخطباء ولهجوا بالثناء على جهود السيدة آسيا في سبيل إحياء النهضة السينمائية في مصر ثم عادت الكواكب في شهر يونيو عام 1933م وكتبت ما نصه إختارت مجلة فن السينما هذا الفيلم كأفضل فيلم مصري لعام 1933م وقد ساهم هذا النجاح في تثبيت مكانة آسيا في كل من مصر وسوريا .

وفي العام التالي 1934م صورت فيلم بإسم عيون ساحرة بالإستوديو الخاص بشركتها لوتس فيلم وكان من إخراج أحمد جلال وبطولة آسيا داغر ومارى كويني وعبد السلام النابلسي ويوسف صالح وأحمد جلال وقد صنف كأول فيلم خيال علمي مصري وكان الفيلم رقم 28 في تاريخ السينما المصرية وعلي الرغم من بساطة فكرة الفيلم بالمعايير المعاصرة لكنه كان طفرة حينها في فن الكتابة كما كان طفرة أيضا لعمل أجهزة الرقابة كون أن الفيلم يناقش فكرة الروح والموت ومن ثم فقد تعرض الفيلم للعديد من العقبات والإعتراضات قبيل عرضه من الأجهزة الإدارية ومن الأزهر وشيخه حين ذاك الشيخ محمد الأحمدي الظواهري مما أثار جدلا كبیرا بسبب بعض المشاهد والأفكار التي رأها البعض شططا فنيا وفكريا حيث أشارت آسيا إلي أن هناك علما يسمي علم التنويم المغناطيسي وكانت فكرة فيلمها تناقش هذا العلم ولم تقتنع لا الرقابة ولا الأزهر حيث إعتبرت الرقابة أن المشهد الخاص بالتنويم المغناطيسي ثم إيقاظ الشخص الذى تم تنويمه مغناطيسيا مرة أخرى قد يثير ثائرة رجال الدين حيث إعتبرت الرقابة أن من تم تنويمه مغناطيسيا في حكم من توفاه الله فعندما يتم إيقاظه فكأنما يتم إحياؤه من الموت وحيث أن الدين الإسلامي لا يعترف بحق إحياء الموتى لغير الله سبحانه تعالى فقد تم رفض هذا المشهد ورفضت آسيا هذه الحجة وقالت إن كل ما هنالك هو أن التنويم المغناطيسي يجعل الأحياء يغفون ثم يتم إيقاظهم وعندما أصرت الرقابة على موقفها عادت وقالت إنني مسيحية وديني لا يحرم علي تصوير مشهد كهذا مما أدي إلي تدخل رئيس مجلس الوزراء المصري آنذاك عبدالفتاح باشا يحيي ليصرح بعرض الفيلم بحجة أن صناع الفيلم برروا موقفهم بأن البطلة كانت تحلم في النهاية ولم ير فيه الناس أي تعد علي الدين بل لم يجدوا أي علاقة له بالدين وقد حقق هذا الفيلم إيرادات كبيرة .

وفي العام التالي 1935م كان فيلم شجرة الدر وهو أول فيلم تاريخي مصري ناطق وكان من إخراج وتأليف أحمد جلال ولعبت فيه آسيا داغر دور البطولة وشاركها عبد الرحمن رشدى ومارى كويني ومفيدة أحمد ومختار حسين وميخائيل عطا الله وقد تم تصوير هذا الفيلم بين فندق هليوبوليس بالاس بمصر الجديدة والذى أصبح قصر الإتحادية في وقتنا الحاضر وشوارع الجمالية وبيت القاضي وخان الخليلي وتدور أحداث هذا الفيلم في منتصف القرن الثالث عشر الميلادى حيث تستحوذ الجارية التركية الأصل شجرة الدر على قلب الملك الصالح نجم الدين أيوب فيتزوجها وتبدأ في التدخل في شئون الحكم وتكون بمثابة مستشارة لزوجها وعند نشوب الحرب ضد الصليبيين يحدث أن يموت الملك الصالح أثناء تلك الحرب فتخفى خبر موته حتى لا يهتز الجند في المعركة وتظل تحكم وتأمر بإسمه حتى تم النصر على الصليبيين وبعدها تعلن خبر موت الملك الصالح وتبعث برسالة لإبنه من زوجته الأولى ويدعى توران شاه تطلب حضوره إلي مصر لكي يحكم البلاد خلفا لأبيه لكنه كان لا يحب شجرة الدر في حين كان يؤيدها عز الدين أيبك كبير المماليك فيقتل توران شاه مع رجاله وتتزوج شجرة الدر منه ويصير هو السلطان إلا أنها تجد أن عز الدين أيبك يمثل عقبة لها في الحكم فتستأجر من يقتله وهنا تقوم سلامة والمعروفة بإسم أم علي زوجة عز الدين أيبك الأولى بالإنتقام منها وتراسل الخليفة العباسي المستعصم في بغداد عاصمة الخلافة كى يصدر أمره بخلع شجرة الدر فيوفد الخليفة رسوله وتخلع المرأة نفسها عن العرش والذى يتولاه الطفل علي المنصور إبنها من عز الدين أيبك وتستطيع سلامة شراء حراسها لتنفرد بها وتقتلها في عقر ملكها وتكون هذه النهاية لشجرة الدر التي بقى إسمها في أوراق التاريخ مثيرا للجدل ولتظهر هذه الشخصية فيما بعد في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية . وتابعت آسيا داغر المسيرة وأنتجت فيلم باسم بنكنوت ثم زوجة بالنيابة في عام 1936م ثم بنت الباشا في عام 1938م وفتِّش عن المرأة في عام 1939م وفتاة متمردة وزليخة بتحب عاشور في عام 1940م وقد رافقت الصحافة هذه الأفلام وكتبت مجلة الإثنين والدنيا ما نصه لعل الشركة التي يشرف عليها الثالوث الفني المكون من السيدة آسيا والآنسة ماري كويني والأستاذ أحمد جلال هي أنشط شركاتنا السينمائية وأكثرها إنتاجا فلا يكاد يعرض لها فيلم حتى يكون التالي في سبيل الإخراج وهذه ميزة تستحق التسجيل ولا شك وفيلمها الأخير زليخة بتحب عاشور فيلم شعبي روعي فيه أن يرضي طبقات معينة ونستطيع من هذه الناحية القول بأنه أدى الغاية المرجوة منه ووصل إلى النجاح المطلوب و في تلك الفترة تزوج أحمد جلال من ماري كويني التي تصغره بعشرين عاما وكانت الصحافة ترشحه للزواج من آسيا وشكل هذا الزواج منعطفا جديدا في مسيرة الثالوث الفني الذي صنع مجد شركة لوتس فيلم وقد تابعت الشركة إنتاجها الفني حينذاك وقدمت إمرأة خطرة والعريس الخامس في عام 1941م بعدها إنفصل أحمد جلال وماري كويني عن آسيا ليؤسسا شركة خاصة بهما وسارعت آسيا إلى إعتماد مخرج جديد لشركتها هو هنري بركات وقد شكل فيلم الشريد في عام 1942م بداية لهذه الشراكة الجديدة وكان هذا الفيلم هو أول أفلام بركات وتبعه بفيلم لو كنت غني ثم المتهمة في العام نفسه وفي عام 1944م قدمت شركة لوتس فيلم أما جنان وتلاه القلب له واحد الذي ظهر في العام التالي 1945م ومعه بدأت صباح مشوارها الفني الطويل الزاخر بالأفلام المصرية مع آسيا وقد نجحت صباح في إطلالتها الأولى تحت إدارة بركات وتكرر هذا النجاح في فيلم هذا جناه أبي الذي عرض في نهاية عام 1945م وفي العام التالي 1946م أنتجت آسيا فيلم الهانم الذي لعبت البطولة فيه وأطلقت من خلاله فاتن حمامة التي عرفها الجمهور طفلة في فيلم يوم سعيد في عام 1940م ثم فتاة صغيرة حيث كان سنها حينذاك 14 عاما في فيلم رصاصة في القلب عام 1944م وكان كلاهما من بطولة محمد عبد الوهاب .

وبعد فيلم الهانم إعتزلت آسيا داغر التمثيل وتفرغت للإنتاج وقدمت مع المخرج هنري بركات سلسلة من الأفلام من إنتاجها منها العقاب الذي لعبت فيه فاتن حمامة دور البطولة أمام كمال الشناوي في عام 1948م ومعلهش يا زهر في عام 1950م وفيه تألقت شادية أمام كارم محمود وتبع هذا الفيلم فيلم أمير الانتقام الذي خرج في العام نفسه وتميز بطابعه التاريخي الضخم والمأخوذ عن قصة الكونت دى مونت كريستو للكاتب الفرنسي الشهير الكسندر دوما ولعب بطولته عدد من كبار الفنانين والفنانات منهم أنور وجدى وكمال الشناوى ومحمود المليجي وحسين رياض وفريد شوقي ومديحة يسرى وسامية جمال وتدور أحداثه حول حسن الهلالي البحار الفقير الذي يتعرض لمكيدة من جانب أصدقائه في العمل ويدخل على إثرها السجن تاركا والده وحبيبته يوم زواجه ويستطيع حسن الهلالى الهروب من السجن ويترك له أحد أصدقائه ميراث ضخم ليتحول بعدها إلى ثري ويستخدم هذا الثراء في الإنتقام من الأشخاص الذين زجوا به في السجن وبعد هذا الفيلم تعاونت آسيا مع عدد من المخرجين منهم حسن عبد الوهاب في فيلم ليت الشباب الذي لعب بطولته عماد حمدي ورجاء عبده في عام 1948م وحسن الإمام في اليتيمتين مع فاتن حمامة وثريا حلمي وفي عام 1951م أنتجت شركة لوتس فيلم الهوا سوا الذي جمع شادية وكمال الشناوي تحت إدارة يوسف معلوف وتبعه أشكي لمين من إخراج ابرهيم عمارة وبطولة فاتن حمامة وعماد حمدي ثم آمال من إخراج يوسف معلوف وبطولة شادية ومحسن سرحان وفي عام 1952م أعلنت آسيا تعاونها من جديد مع صباح ونشرت الصحافة صورا تجمع بين المنتجة والنجمة الشابة عند توقيع عقد الفيلم في حضور هنري بركات الذى كان هو مخرج أول أفلام صباح مع آسيا ورافقت الصحافة مراحل تأليفه وإعداده غير أن الفيلم إحترق عندما قضت النيران على إستديو مصر فعمدت آسيا الى إعادة تصويره غير أنها إصطدمت مع صباح لأسباب مادية فوجهت إليها من خلال الصحافة خطابا مفتوحا مطلعه صغيرتي جانيت وإسمحي لي أولا وقبل كل شئ أناديك بهذا الإسم الذي عرفتك به قبل ظهورك في السينما وقبل زواجك وقبل أن أُطلق عليك إسم صباح الذي قدمتك به في أفلامي وبعدها أسندت آسيا الدور إلى ليلى مراد وأعادت تصويره مع طاقم العمل نفسه غير أنها عادت وتعاونت مع صباح بعد قطيعة دامت 4 سنوات وعهدت إليها ببطولة فيلم يا ظالمني في عام 1954م ثم ثورة المدينة ثم من القلب للقلب وبين هذين الفيلمين كانت قد تغيرت الأحوال وإنتقلت مصر من الملكية إلى الجمهورية والإشتراكية لكن آسيا صمدت وتابعت نشاطها الفني من دون كلل ولا ملل وقدمت سلسلة من الأفلام أهمها حياة أو موت الذي أخرجه كمال الشيخ وفيه إنتقل التصوير من الإستوديو إلى الشارع وقبل إطلاقه على الشاشة كتبت الكواكب حضر القائمقام أنور السادات وزير الدولة وسكرتير المؤتمر الإسلامي عرضا خاصاً لفيلم حياة أو موت فأعجب بموضوعه وإخراجه وتراه في الصورة وهو يهنئ المنتجة آسيا على هذا المجهود الفني الرائع الذي يشرف صناعة السينما المصرية وتفخر به مصر وهذا الفيلم يعتبر أول فيلم مصري تخرج فيه الكاميرا إلى الشارع فعلا .

وفي تلك المرحلة أطلقت الصحافة على آسيا لقب سيدة الإنتاج الرفيع ورافقها هذا اللقب حتى وفاتها وقد واكبت مؤسسة شركة لوتس فيلم الثورة المصرية فكان فيلم رد قلبي في عام 1957م عن قصة بنفس الإسم للأديب يوسف السباعي والذي جمع بين حكاية حب وحكاية شعب كما يقول الإعلان وحقق نجاحا واسعا في مصر والعالم العربي وهو يعتبر أحد أهم أفلام السينما المصرية وفي إحتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996م تم تصنيفه في المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في إستفتاء النقاد وكان هذا الفيلم من أوائل الأفلام المصرية الملونة وتم تصويره بطريقة تقنية السينما سكوب وكان من إخراج عز الدين ذو الفقار ولعب دور البطولة فيه نخبة من كبار الفنانين منهم شكرى سرحان وحسين رياض وصلاح ذو الفقار وكمال ياسين ورشدى أباظة وأحمد مظهر وأحمد علام ومريم فخر الدين وهند رستم وفردوس محمد وزهرة العلا وتحكي قصة هذا الفيلم عن الريس عبد الواحد الذى يعمل بستانيا في قصر الأمير إسماعيل أحد أمراء الأسرة المالكة ويربط الحب بين إبنه علي وإنجي إبنة الأمير صاحب القصر منذ الصغر ويصبح علي ضابطا في الجيش ويكتشف علاء شقيق إنجي العلاقة بين أخته وعلي فيقرر والده طرد أبيه من عمله وتتظاهر إنجي بقبول خطبة أحد الأمراء لها لتحمي حبيبها ويعتقد علي أن إنجي تغدر به وتمضي الأعوام وفي يوم حريق القاهرة في يوم 26 يناير عام 1952م تحاصر النار الراقصة كريمة التي كان علي قد أقام علاقة معها فتصاب بحروق تؤدي لوفاتها ولكن قبل أن تموت تسلم علي رسالة إنجي التي أخفتها عنه وفيها تؤكد له حبها وبعد شهور قليلة ومع قيام ثورة يوليو عام 1952م يرأس علي لجنة مصادرة أملاك الأمير إسماعيل وتلقاه إنجي التي تظن أنه جاء شامتًا ولكنها تكتشف صدق عاطفته ويطلق علاء الرصاص نحو علي الذى بادله إطلاق الرصاص وينتهي الفيلم بمشهد يجمع علي وإنجي والريس عبد الواحد يفتحون نافذة كبيرة لتدخل منها أشعة الشمس لتضئ الغرفة في إشارة واضحة إلي شروق شمس عصر جديد في مصر .

وبعد هذا الفيلم دخلت آسيا في مغامرة كلفتها كل ما تملك حينما أقدمت علي إنتاج فيلم الناصر صلاح الدين ثالث أفلامها التاريخية بعد شجرة الدر وأمير الإنتقام والذى إستغرق إعداده وتصويره 5 سنوات كاملة من عام 1958م وحتي عام 1963م وقد تم إختياره ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996م وكان هذا الفيلم أكثر الأفلام السينمائية تكلفة حيث بلغت تكلفة إنتاج الفيلم 200 ألف جنيه وكان ذلك المبلغ حينذاك أعلى موازنة توضع لإنتاج فيلم مصري وكتب السيناريو والحوار له الأدباء يوسف السباعي ونجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي ومحمد عبدالجواد وقام بدور البطولة عدد من كبار الفنانين منهم أحمد مظهر وحمدي غيث وزكي طليمات ومحمود المليجي وعمر الحريري وصلاح ذو الفقار وتوفيق الدقن وحسين رياض وأحمد لوكسر ونادية لطفي وليلي طاهر وليلى فوزي وكان يتولى مهمة إخراجه عزالدين ذو الفقار والذى تخلى عن هذه المهمة بسبب الوعكة الصحية التي ألمت به حينذاك وقبل رحيله رشح للمنتجة آسيا داغر المخرج الشاب يوسف شاهين ليقوم بإخراج هذا الفيلم وكان عمره حينذاك 26 عاما وكان يعمل كمساعد مخرج ومن ضمن المواقف الكوميدية التى رواها يوسف شاهين عن ذكرياته أثناء تصوير هذا الفيلم أنه كان رد فعل منتجة الفيلم آسيا داغر كلما سمعت طلباته تصفها بالمبالغ فيها ولكنه كان يبحث عن التميز وفى إحدى المرات التى تواجدت فيها آسيا فى موقع التصوير وكان مشهد معركة حطين والذى تكلف تصويره مبالغ مالية طائلة فما كان عليها سوى أن قامت بربط دماغها بإيشارب وظلت تصرخ قائلة شيلولى المجنون ده من هنا وكان الحديث عن يوسف شاهين وللأسف الشديد لم يحقق الفيلم المردود المادي الذي كان متوقعاً له بل ألحق خسارة كبيرة بمنتجته الأمر الذي إضطرت معه إلي رهن منزلها وسيارتها وبيع أثاث منزلها بعدما إستدانت من أجل إنتاج الفيلم الذي طالما حلمت بأن يخرج بالصورة اللائقة ليزين مشوارها الفني وعلي الرغم من خسارتها المادية وقتها إلا أن آسيا لم تبد ندمها على إنتاج هذا الفيلم الذي حصلت من خلاله على عدد من التكريمات والجوائز فضلًا عن قيام وزارة الثقافة بإعتباره نقطة تحول في تاريخ السينما المصرية بدفع 3 آلاف جنيه لها كمساهمة متواضعة منها لتعويضها عن جزء ولو يسير من الخسائر الفادحة التي طالتها من جراء إنتاج فيلمها الناصر صلاح الدين ورغما عن ذلك فقد نجح الفيلم نجاحا عظيما في العالم العربي وجدير بالذكر أن من أهم أسباب الخسارة التي لحقت بآسيا أن هيئة السينما طالبت بالإحتفاظ بنسخ الفيلم للقيام بتوزيعه وتسويقه لكنها لم تقم بتسويقه بشكل ملائم ولم توزعه وفقا لخطة مدروسة وإحتفظت بإيراداته لنفسها وأدت هذه الأسباب إلى إفلاس آسيا والحجز على بيتها وكل ما تملك .

حاولت عميدة المنتجين أن تقوم من هذه الكبوة فأنتجت في عام 1967م فيلم اللقاء الثاني الذي أخرجه حسن الصيفي وقام ببطولته أحمد مظهر وسعاد حسني لكن الفيلم لم يأت بإيرادات كبيرة وبعد هذا الفيلم تولت آسيا مهمة المنتج لحساب المؤسسة العامة للسينما التي أنشأتها وزارة الثقافة المصرية وقدمت كمنتج منفذ ثلاثة أفلام أولها يوميات نائب في الأرياف في عام 1969م وتلاه أوهام الحب في عام 1970م وبعد عامين خرج الفيلم الثالث الشيطان والخريف وبه ختمت سيدة الإنتاج الرفيع تاريخها الذي بدأ خلال النصف الثاني من العشرينات وكانت حصيلته تسعة وأربعين فيلما وصفت تاريخ السينما المصرية في ذلك الزمن بما يعرف اليوم بإسم الزمن الجميل وكانت وفاة هذه السيدة العظيمة في يوم 12 يناير عام 1986م عن عمر يناهز 85 عاما وجدير بالذكر أن إيلين إبنة الفنانة عميدة المنتجين آسيا داغر والتي جاءت إلي مصر مع والدتها عام 1923م طفلة صغيرة كانت والدتها قد أطلقت عليها إسم مني وفي منتصف الأربعينيات من القرن العشرين الماضي دخلت إلي مجال السينما وقامت بأداء العديد من الأدوار الثانية في بعض الأفلام كان أولها في عام 1944م حينما خاضت أولى تجاربها السينمائية حينما شاركت في بطولة فيلم أما جنان أمام الفنان حسن فايق والفنانة فردوس محمد وتوالت بعد ذلك أعمالها السينمائية حيث قدمت عدد من الأفلام أبرزها أم السعد وست البيت والواجب وشاطئ الغرام وساعة لقلبك وقدم الخير وأنا وحدي وآمال والدنيا حلوة وظلمت روحي وكان آخر أعمالها فيلمي لمين هواك ويا ظالمني في عام 1954م وكانت أدوارها فيما مثلته من أفلام متشابهة تقريبا حيث لم يخرج أداءها عن تجسيد أدوار الشر أو دور الفتاة الأرستقراطية التي تسعى للحصول على فتى تحبه فتاة أخرى وبعد زواجها من المحامي الشهير حينذاك علي منصور في منتصف الخمسينيات بعد أن أشهرت إسلامها وتحديدا في عام 1955م إعتزلت السينما وإبتعدت عن الأضواء وأبعدت نفسها عن الوسط الفني تماما وعن وسائله الإعلامية وكانت وفاتها في يوم 6 يونيو عام 2000م عن عمر يناهز 73 عاما .