بقلم الخبير السياحي/ محمود كمال
تستطيع مصر أن تخلق أجواءا سياحية جديدة وغير تقليدية .. ونقصد بهذه الأجواء المغايرة لما نحن عليه من سنوات طويلة على نفس الطرز من البرامج التى يجب أن يدخل عليها أفكارا جديدة وآليات جديدة لتنفيذها ... على الرغم من ثراء مصر الفاحش فى مقتنياتها الأثرية ودسامة تاريخها وتفاصيله التى تسكن كل حارة وكل شارع وكل قرية وكل نجع وكل مدينة وكل وادى وكل صحراء وكل واحة ... نيل عظيم وشمس عظيمة وبينهما أرض عظيمة وعليها يسكن أحفاد العظماء .. نعم مصر عظيمة بنيلها وشمسها وارضها وشعبها ... لا ينقصنا شىء من مقومات النجاح .
ولقد تم تجميل مدخل سقارة من خلال بناء بوابة ضخمة تتناسب مع أهمية المكان وعظمته ..ففي باطن سقارة غروب الشمس شيء من الابهار.. تستطيع معايشة اللحظة بين الحكاية والاثر .. لذا تعالوا معي نقترح معايشة الحكاية والتاريخ في ظل الاثر الدال على الحكاية.. ولتكن تجربتنا الاولى والمنشودة الى منطقة سقارة وكما نعرف كلنا أن طقس مصر فى الصيف حار جدا جدا وخاصة فى الصحراء والشمس متوهجة وتبحث بشغف عن ضيوفها لتعطيهم درسا لن ينسوه بالمرة في ظل درجات الحرارة المرتفعة .. لذا وجب تدخل رئيس مجلس الوزراء لتحفيز السائحين المحليين والدوليين لزيارة كل مناطقنا السياحية والاثرية.. وأعود لاختيارى الاول لمنطقة سقارة كنموذج ..
ما المانع في ان تصبح الزيارة مفتوحة من الخامسة مساءا حتى التاسعة مساءا اسوة بمعبد الاقصر؟
ما المانع من ان نقدم خدماتنا من مطعم مجهز مثلاً على الطراز الفرعوني؟
ما المانع من تقديم عرض للصوت والضوء سيرا على الاقدام مرة واحدة كل اسبوع؟
ما المانع من ان نحدد مزارات بعينها حتى نستطيع إحكام الرقابة والتأمين ؟
ما المانع من ان تضع وزارة الثقافة تصميما لعرض فنى يرتدى فيه العارضون الزى الفرعوني وعلى أنغام الموسيقى والاناشيد المصرية القديمة على غرار ما حدث في احتفالية موكب المومياوات الملكية بالمتحف القومى للحضارة المصرية؟
ما المانع من بناء أكواخ خشبية صغيرة لإقامة عشاق البيات في الصحراء؟
وأخيرا.. هل يمكننا قبول وتنفيذ الافكار الغير تقليدية؟
ما نراه على ارض الواقع من انجازات تتم يجعل التحدي مقبولا بدرجة كبيرة.. وهذه الافكار سوف تجذب الكل ... داخليا وخارجيا.. وكثير من الناس تتمنى ان تزور اثارنا بعيدا عن درجات الحرارة الملتهبة.
فكم من الاطروحات يمكن من خلالها تعظيم الاستفادة وتنويع المنتج السياحى وتشغيل اعداد اكبر من الشباب .. فهذه الأفكار تلهب حماس الشباب والكبار والأطفال للاستمتاع بحضارة عظيمة وفى نفس الوقت تصبح مصر اسما على مسمى بلد الحضارة ، نعم هي بلد الحضارة الأول في العالم ولكننا لسنا البلد الأول في التحضر السلوكى .. والدولة تسعى لجذب ملايين السائحين ليست كما كانت الاعداد في الاعوام السابقة إنما مضاعفتها بأرقام غير مسبوقة في تاريخ مصر وذلك برؤيتنا للمطارات التي تم افتتاحها في مصر لتسهيل حركة السائحين.
اذن لابد من دراسة كل الافكار ومناقشة الأسئلة المطروحة ... فلا يوجد سقف لإنعاش السياحة في مصر فهي بحق قاطرة التنمية التي تجر خلفها أكثر من سبعين حرفة ومهنة ...والافكار تأتى حينما تحب البلد.. وكلنا نحب مصر ونتمنى ان نراها الاعظم والاجمل والانظف على حياة أعيننا!!
فلكم ان تتخيلوا معى إقامة عرض ثقافي على ارض سقارة.. فيه الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة وصاحب اول بناء حجري في التاريخ ومعه موكب عظيم يسير معه ويدخل فى بهو القصر الملكي لينتهي بفناء مفتوح يطل على الهرم المدرج.. ويمكن ان نتخيل حوارا يدور بين الملك زوسر والمهندس العبقري ايمحتب باني المجموعة الجنائزية للملك زوسر ... على أن يكون الحوار مصحوباً بالاضاءة.. مما يخلق متعة وشوق جارف للسادة الحضور بحكاية البناء وكيف تم وكيف تمت ادارة تلك المشروعات العملاقة؟..أتخيله معكم عرضاً ممتعا وشيقا مناسب لكل الاعمار خاصة اننا يمكننا دخول الهرم المدرج من الداخل بعد فترة ترميم دامت أكثر من اربعة عشر عاما اغلق فيها الهرم المدرج.
حتما تلك الأفكاربإذن الله سوف تنجح متى سلط عليها الضوء ،وقدمت بدراسة علمية وعملية شاملة لنخطو خطوة مهمة جدا نحو تطوير برامجنا السياحية لكافة السائحين محليا وعالميا. |