السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الأميرة فوزية

الأميرة فوزية
عدد : 07-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

الأميرة فوزية هي شقيقة الملك فاروق وإبنة الملك فؤاد الأول من زوجته الثانية الملكة نازلي صبرى وحفيدة الخديوى إسماعيل حيث كان والدها الملك فؤاد هو سابع أبنائه وأصغرهم وقد تزوجت من ولي عهد إيران الأمير محمد رضا بهلوى الذى صار بعد سنتين من الزواج ملكا ثم إمبراطورا لإيران خلفا لأبيه الشاه رضا بهلوى وبذلك صارت ملكة ثم إمبراطورة لإيران إلي أن طلقت منه في عام 1948م وقد لقبت بأجمل أميرات العالم حيث كانت ولا تزال إحدى أيقونات الجمال المصرية والعالمية وذلك لأناقتها وجمالها الأخاذ اللذان عرفت بهما فقد كانت أشبه بممثلات العصر الذهبي أمثال أودري هيبورن وهيدي لامار وكانت بالنسبة للصحافة والعالم صاحبة إطلالات مذهلة وفاتنة لا مثيل لها في عصرها تكونت من مزيج من الموضة الأوروبية والغموض الشرقي الأمر الذي جعلها المرشحة المثالية لعيون كاميرا المصور الإنجليزي سيسيل بيتون لتظهر في مجلة لابف عام 1942م والذي وصفها بأنها فينوس الآسيوية تشبيها لها بالآلهة فينوس ربة الجمال والحب عند الرومان صاحبة النظرة الحزينة وشعر شديد السواد ووجه منحوت بدقة ويدين ناعمتين ورقيقتين خاليتين من تجاعيد العمل وقد لقبها بالآسيوية نظرا لأنها كانت إمبراطورة إيران حينذاك كما أطلقت عليها صحيفة فيستنيك كافكازا الروسية لقب فيفيان لي المصرية وذلك للشبه الكبير بينها وبين الممثلة الأميريكية فيفيان لي وفضلا عن ذلك فقد كان لها إهتمام بالعمل الخيرى سواء في مصر أو في إيران كما سنرى في السطور القادمة بإذن الله وكان مولد الأميرة فوزية في يوم 5 نوفمبر عام 1921م بقصر رأس التين بالإسكندرية وذلك بعد سنة وتسعة شهور من ميلاد شقيقها الملك فاروق أي أنها كانت أولي شقيقاته البنات الذين أنجبتهم الملكة نازلي بعدها وهن الأميرات فايزة وفايقة وفتحية ومما يذكر أن جدها لأمها كان عبد الرحيم باشا صبرى الذى شغل منصب وزير الزراعة في عهد الملك فؤاد الأول وكان متزوجا من توفيقة هانم إبنة محمد شريف باشا أبو الدستور المصرى والتي أنجب منها الملكة نازلي وكان يعد أحد أشهر زارعي الزهور في تاريخ مصر وكانت له وقتها منافسات كبيرة في هذا المجال مع الليدي كرومر زوجة اللورد كرومر الذى شغل منصب المندوب السامي البريطاني في مصر وقد تلقت الأميرة فوزية تعليمها في سويسرا وأتقنت اللغتين الإنجليزية والفرنسية بخلاف لغتها الأم العربية ولما عادت إلي مصر أصبحت حبيسة القصر الملكي وإضطرت إلى الإلتزام بالقواعد والتقاليد المصرية المحافظة وهو ما كان علي النقيض من طريقة حياتها في أوروبا وأصبح خروجها من القصر الملكي للتنزه شبه مستحيلً بدون مراقبة من خدم القصر وكانت تتنزه مع شقيقها الملك فاروق وشقيقاتها الأميرات في حدائق القصور الملكية وكانت تعشق الموسيقى الكلاسيكية وتعزف على البيانو ببراعة وتحب القراءة والرسم وركوب الخيل وكانت تهوى الغناء الأوبرالي وعروض الباليه والأعمال الخيرية .

وبعد وفاة أبيها الملك فؤاد الأول في شهر أبريل عام 1936م وتولي شقيقها الملك فاروق العرش رافقت الأسرة الملكية في الرحلة التي قاموا بها في شتاء شهر فبراير عام 1937م إلي سويسرا علي ظهر الباخرة فيكتورى أوف إنديا والتي إستمرت أربعة شهور وإصطحبوا خلالها الآنسة صافيناز يوسف ذو الفقار التي صارت الملكة فريدة فيما بعد وكانوا جميعا يذهبون يوميا للتريض أو يقومون بالإنزلاق على الجليد وكذلك أعدوا برنامجا لزيارة مختلف أنحاء سويسرا والإطلاع على الحياة فيها وكان الملك فاروق يصطحبهم جميعا في برنامجه اليومي المحدد حيث كانوا يذهبون للتجول ولزيارة المعالم السياحية والمصانع وكذلك كان معهم مدرسون على ظهر الباخرة لكي يتم تقويتهم في اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية وفضلا عن ذلك ففي هذه الرحلة زارت العائلة المالكة ومرافقوها فرنسا وإنجلترا وفي هذه الفترة كانت الأميرة فوزية هي الأقرب لقلب شقيقها الملك فاروق حيث كانت تظهر معه في اغلب المناسبات قبل زواجه كما أنه كان ينيبها عنه في بعض المناسبات وبعد حوالي عام من هذه الرحلة وفي شهر مايو عام 1938م كانت مصر وإيران علي موعد مع خطبة الأمير محمد رضا بهلوى ولي عهد إيران للأميرة فوزية وكان هذا الأمر مخططا له من قبل الشاه رضا بهلوى حيث أنه كان خطوة سياسية كما كان مهما أيضا لأنه ربط بين شخصية ملكية سنية وشخصية ملكية شيعية وكان الشاه رضا بهلوى حريصا على تكوين صلة مع سلالة محمد علي باشا التي كانت تحكم مصر منذ عام 1805م والذى أرسل العديد من الهدايا إلى الملك فاروق لإقناعه بأن تتزوج أخته من إبنه وولي عهده محمد رضا وعندما جاء وفد إيراني إلى القاهرة لترتيب أمور الخطبة والزواج بعد ذلك أخذ المصريون الإيرانيين في جولة في القصور التي بناها الخديوى إسماعيل لإبهارهم بها ولم يكن الملك فاروق في البداية يرغب في تزويج أخته إلى ولي عهد إيران ولكن علي ماهر باشا رئيس ديوانه والمستشار السياسي المفضل لديه أقنعه أن الزواج والتحالف مع إيران من شأنه تحسين وضع مصر في العالم الإسلامي ضد بريطانيا وفي نفس الوقت كان علي ماهر باشا يعمل على تنفيذ خطة يستهدف منها تزويج أخوات فاروق الأخريات فايزة وفايقة من الملك فيصل الثاني ملك العراق ومن الأمير طلال إبن الأمير عبد الله أمير إمارة شرق الأردن وولي عهده وبذلك تتكون كتلة في الشرق الأوسط مهيمن عليها من قبل مصر وبزعامة ملكها الملك فاروق والذى أعجب بهذه الفكرة وراقته هذه الخطة فعرض الأمر علي شقيقته وكانت صغيرة السن حيث كانت في عمر 17 عاما وأراها صورة الأمير محمد رضا بهلوى فقالت له إنها توكله في قبول هذا الأمر أو رفضه ومن ثم تمت خطبة الأميرة فوزية والأمير محمد رضا بهلوي في شهر مايو عام 1938م كما ذكرنا في السطور السابقة ولم يكن كل منهما قد رأى الآخر إلا مرة واحدة فقط قبل إتمام الزواج وكان الأمير محمد رضا بهلوى بداية من عام 1931م قد درس في معهد لاروزي في سويسرا وأكمل دراسته الثانوية في إيران ليتخرج عام 1936م ويقضي بعدها عامين في الأكاديمية العسكرية في طهران وأصر والده بعد أن أنهي دراسته علي أن يتزوج إبنه من أميرة مصرية وذلك من أجل تعزيز العلاقات الإقليمية .

ومما يذكر أنه قد أجريت عملية فحص وتحليل لشخصية العريس الإيراني الأمير بهلوى بواسطة رجال البلاط المصري المحنك توصلوا من خلالها أنه خجول إلى درجة محرجة ويفتقد إلى الثقة في النفس لافتين إلى أن السبب في ذلك هي النقلة الطبقية لوالده من أحد منازل العسكريين البسيطة إلى بلاط شاه إيران وحيث كان والده يعامله بشدة مفرطة حتى يتعلم سريعا كيف يصبح وليا للعهد لكن شدته وتعنيفه أفقداه ثقته في نفسه وفي النهاية ففي يوم 15 مارس عام 1939م وفي قصر عابدين بالقاهرة كانت مصر وإيران على موعد مع الزواج الأسطورى الحافل الذى جمع بين محمد رضا بهلوى ولي عهد إيران حينذاك والأميرة فوزية إبنة الملك فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق وتبارت المجلات والصحف الصادرة في ذلك الوقت في وصف مظاهر الحفل وتفاصيله الدقيقة حيث كتبت علي سبيل المثال لا الحصر مجلة الصباح إنه في هذا اليوم المشهود ما كاد موكب العريس صاحب السمو محمد رضا بهلوى يصل إلى قصر عابدين حتى صدحت الموسيقى بالسلام الإمبراطوري الإيراني ووصل بعده بلحظات صاحبا الجلالة الملك فاروق وزوجته الملكة فريدة فحيتهما الموسيقى بالسلام الملكي المصري ونزلت الأسرة المالكة والعروسان الكريمان من القصر إلى سرادق الزفاف وسار العروسان إلى الكوشة بين تحيات المدعوين وتهانيهم للعروسين وكان موكب الزفاف يتألف من عشرين فتاة متوجات الرؤوس بالملابس البيضاء يحملن أبدع الورود وزفت المطربة الآنسة أم كلثوم العروسين بنشيد الزفة المصري الذي أعده بديع خيري خصيصاً لهذه المناسبة فكان في قوله ولحنه مليئاً بالروح القومية فياضاً باللون الشرقي الجميل ثم قامت السيدة بديعة مصابني برقصة ريفية بارعة مع ست راقصات مصحوبة بالغناء الريفي الجميل ثم عادت الآنسة أم كلثوم فغنت أغنية ساحرة من صوتها الأخاذ وعادت السيدة بديعة فرقصت بصحبة فرقتها رقصة شرقية جميلة مصحوبة بالغناء وقامت عقب ذلك الآنسة أم كلثوم بغناء قطعةٍ كان لها أجمل وقعٍ في النفوس لمناسبتها الجميلة وهي قطعة على بلد المحبوب وديني وما كادت تنتهي حتى تعالى صوت المطرب اللبناني محمد البكار بلحنٍ تقليدي وشاركه أعضاء النادي اللبناني في عدة رقصاتٍ وأغانٍ لبنانية بارعة فيها سحر الشرق والتغني بعظمته صاحبها الأستاذ فاضل الشوا بقيثارته الرائعة وبعد حفل الزفاف أقام الملك فاروق وليمة للإحتفال بالزفاف في قصر عابدين وقام بإفتتاحها بنفسه بينما الموسيقي تصدح بأعذب الألحان والألعاب النارية تنطلق وقد كتبت مجلة الإثنين عن تحضير أم كلثوم للأغنيتين اللتين أعدتهما  خصيصاً لهذه المناسبة السعيدة ولم يكن هذا الحفل هو الحفل الوحيد حيث تلاه أكثر من حفل أهمهم الحفل الذي أقامته الملكة الأم نازلي في قصر القبة مساء الأربعاء 29 مارس عام 1939م وإقتصرت الدعوة إليه على السيدات أعضاء الأسرة المالكة وقرينات الوزراء وبنات العائلات الكريمة .

وبعد الزفاف بأيام إصطحب الملك فاروق الزوجين في جولة داخل مصر زاروا خلالها أهرامات الجيزة وجامعة الأزهر وغيرهما من المواقع الشهيرة في مصر وكان التباين والإختلاف ملحوظا حينها بين ولي عهد إيران الأمير محمد رضا الذي يرتدي زي الضابط الإيراني البسيط مقابل الملك فاروق الذي كان يرتدى الأزياء الملكية الفخمة وبعد ذلك رحلت الأميرة فوزية إلى إيران جنبا إلى جنب مع والدتها الملكة نازلي وهناك في إيران كانت الشوارع الرئيسية في طهران مزينة باللافتات والأقواس إبتهاجا بهذا العرس الملكي وعند وصول ولي العهد وزوجته تكرر حفل الزفاف في قصره والذى كان هو أيضا محل إقامته هو وزوجته فيما بعد وقد حضر هذا الحفل خمسة وعشرون ألفا من النخبة الإيرانية وتم خلاله تقديم ألعاب بهلوانية من قبل الطلاب وتلا ذلك ألعاب جمبازية إيرانية ومبارزة بالسلاح بالإضافة إلى مباراة في كرة القدم وكان عشاء الزفاف على الطراز الفرنسي مع كافيار من بحر قزوين والسمك والدجاج وعلى النقيض من الطعام الفرنسي الذي كانت قد نشأت عليه فوزية في مصر وجدت الطعام في إيران دون المستوى ولأن محمد رضا بهلوى لم يكن يتحدث باللغة التركية وكانت واحدة من لغات النخبة المصرية جنبا إلى جنب مع اللغة الفرنسية ولم تكن الأميرة فوزية تتحدث باللغة الفارسية فلذا كانت لغة التفاهم بينهما هي اللغة الفرنسية والتي كان كل منهما يتحدثان بها بطلاقة وبعد الزواج منحت الأميرة فوزية الجنسية الإيرانية وفي بداية الزواج أحب الشاه الوالد رضا بهلوي الأميرة فوزية زوجة إبنه وولي عهده حبا جما وأحاطها بعنايته وحنانه وأضحى يتفاءل بوجودها بالقرب منه ويحرص على أن تكون في مقدمة الجالسين حوله إلى المائدة ساعة الغداء وكان يقابل الوزراء أحيانا ويناقشهم في شئون الدولة فى حضورها وبعد عامين تولى ولي العهد الحكم بدلا من أبيه وأصبح شاه إيران وبعد صعود زوجها إلى العرش بفترة قصيرة ظهرت الملكة فوزية على غلاف مجلة لايف المشار إليها في صدر هذا المقال وكان ثمرة هذا الزواج إبنة وحيدة هي الأميرة شاهيناز بهلوى والتي ولدت يوم 27 أكتوبر عام 1940م والتي عاشت في إيران حتي قيام الثورة الإسلامية عام 1979م بقيادة المرجع الشيعي آية الله الخميني وخلع أبيها عن العرش ونفيه خارج البلاد فإنتقلت للإقامة في سويسرا وإستطاعت أن تحصل علي الجنسية السويسرية وقد تزوجت مرتين المرة الأولي من أردشير زاهدي وزير الخارجية الإيراني وسفير إيران مرتين إلى الولايات المتحدة الأميريكية وأنجبا بنتا واحدة هي زهرة ماهناز والتي ولدت في يوم 2 ديسمبر عام 1958م أما الزواج الثاني لها فكان من نصيب خسرو جاهنباني وكان في شهر فبراير عام 1971م وأنجبا ولدا واحدا هو كيخسرو وبنتا واحدة هي فوزية وفي يوم 9 ديسمبر عام 2013م تم منحها الجنسية المصرية بموجب قرار صادر من وزير الداخلية حينذاك اللواء محمد إبراهيم مصطفي طه علي إعتبار أنها من أم مصرية .

وتعود قصة إعتلاء الشاه الإبن محمد رضا بهلوى عرش إيران إلي أنه في عام 1941م وخلال الحرب العالمية الثانية وبعد الغزو الأنجلو سوفيتي لإيران نظرا لتعاطف الشاه الأب رضا بهلوى مع دول المحور التي كانت تتزعمها المانيا تقدمت القوات الأنجلو سوفيتية صوب العاصمة الإيرانية طهران لتدخلها في يوم 17 سبتمبر عام 1941م وتلقي القبض على الشاه الأب رضا بهلوي في اليوم التالي لدخولها المدينة وتخلعه عن العرش ويتم تنصيب إبنه وولي عهده محمد رضا بهلوى علي عرش إيران وأرسل الشاه المخلوع إلى منفاه في مومباي في الهند أولا ثم منها إلى جزيرة موريشيوس القريبة من الساحل الأفريقي بالمحيط الهندى ثم إلى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا والتي ظل مقيما بها إلي أن توفي في يوم 26 يوليو عام 1944م وحالت الإضطرابات والأوضاع السياسية في إيران حينذاك دون نقل ودفن جثمانه في بلده ونظرا لعلاقة المصاهرة التى كانت بين ملكى مصر وإيران فقد تم نقل جثمانه إلى القاهرة حيث دفن بالمقابر الملكية بمسجد الرفاعي في يوم 28 أكتوبر عام 1944م وفي واقع الأمر لم يكن زواج الأميرة فوزية من الشاه محمد رضا بهلوى ناجحا حيث كانت فوزية غير سعيدة في إيران وغالبا ما إفتقدت مصر خاصة أن علاقة فوزية مع والدة وأخوات زوجها كانت سيئة للغاية حيث إعتبرتها الملكة الأم وبناتها منافس لهم على محبة محمد رضا بهلوى وكان هناك عداء مستمر بينهن وبداية من عام 1944م فصاعدا بدأت فوزية تعالج بسبب الإكتئاب الذى أصابها من قبل طبيب نفسي أميريكي حيث ذكرت أن زواجها كان بلا حب وأنها ترغب بشدة في العودة إلى مصر ثم إنتقلت الملكة فوزية ولم يكن لقب الإمبراطورة قد إستخدم حينذاك في إيران إلى القاهرة في شهر مايو عام 1945م وعلي الرغم من المحاولات العديدة من جانب الشاه لإقناعها بالعودة إلا أنها بقيت في القاهرة وفي نهاية المطاف تم الطلاق رسميا بينهما في يوم 17 نوفمبر عام 1948م ومن ثم إستعادت الملكة فوزية مميزاتها كأميرة ملكية في مصر وعادت إلى البلاط الحاكم المصرى وكان شرطا رئيسيا في هذا الطلاق أن يتم ترك إبنتها لتكون في كنف والدها في إيران وفي الإعلان الرسمي عن هذا الطلاق تم ذكر أن المناخ الفارسي قد عرض صحة الملكة فوزية للخطر وهكذا تم الإتفاق على أن أخت الملك المصري سوف يتم طلاقها من شاه إيران وفي بيان رسمي آخر قال الشاه إن فسخ الزواج لا يمكن أن يؤثر بأي حال من الأحوال علي العلاقات الودية القائمة بين مصر وإيران .

وبعد طلاقها وإنقضاء عدتها بعدة شهور وفي يوم 28 مارس عام 1949م تزوجت الأميرة فوزية من العقيد إسماعيل شيرين في قصر القبة بالقاهرة وكان زوجها هو الإبن البكر لحسين بك شيرين وزوجته سمو الأميرة أمينة بهروز فاضل واللذان كانا علي صلة مصاهرة وقرابة بالعائلة المالكة وكانت قد توفيت والدته في حادث سقوط طائرة بالقرب من العاصمة الإيطالية روما وهو في سن صغيرة ففضل الإقامة في كنف خالته زينب هانم زوجة محمد حيدر باشا وزير الحربية في العهد الملكي وكان قد نال تعليمه الأولي بكلية فيكتوريا بالإسكندرية ثم إلتحق بكلية الثالوث في كامبريدج والتي تخرج منها وعندما عاد من المملكة المتحدة عمل أولا في البنك الأهلي المصري وبعد ذلك أصبح ضابطًا في الجيش حيث كانت اللغة الإنجليزية التي كان يجيدها مفيدة خلال مفاوضات الهدنة في رودس في عام 1948م إلى جانب رحماني بك الذي أصبح فيما بعد سفيرا لمصر في دولة تشيكوسلوفاكيا وأصبح شيرين بعد ذلك ضابطا ميدانيا في الجيش المصرى ثم شغل منصب سكرتير الوفد المصري في الأمم المتحدة وفي عام 1949م شغل منصب المسؤول الصحفي لمجلس الوزراء وفي آخر وزارة في العهد الملكي قبل ثورة يوليو عام 1952م وهي وزارة أحمد نجيب الهلالي باشا والتي لم تمكث في الحكم سوى 18 ساعة شغل منصب وزير الحربية والبحرية وبعد زواجه من الأميرة فوزية عاشا في أحد العقارات المملوكة من قبل الأميرة في ضاحية المعادى بالقاهرة كما أنهما كانا يقيمان أيضا بعض الوقت في فيلا في منطقة سموحة بالإسكندرية وعلى عكس زواجها الأول تزوجت الأميرة فوزية عن حب هذه المرة وكانت توصف بأنها الآن أكثر سعادة عما كانت في أي وقت مضى مع شاه إيران وكانت ثمرة هذا الزواج إبنة واحدة وإبن واحد وكانت الإبنة هي نادية شيرين وولدت في يوم 19 ديسمبر عام 1950م بالقاهرة والتي تزوجت في البداية من الفنان يوسف شعبان ولكن لم يستمر الزواج طويلا وطلقت منه ثم تزوجت من مصطفى راشد وأنجبت إبنتان واحدة من زوجها الأول وأخرى من زوجها الثاني أما الإبن فكان حسين شيرين وولد في عام 1955م وقد عاشت الأميرة فوزية في مصر بعد ثورة عام 1952م التي أطاحت بالملك فاروق ولم تلحق بأمها الملكة نازلي وشقيقاتها فايزة وفايقة وفتحية بالولايات المتحدة حيث هاجرن وأقمن هناك وإبتعدت عن الأضواء تماما هي وزوجها وإنتقلا للإقامة بمنطقة سموحة بالإسكندرية وكانت وفاتها في يوم 2 يوليو عام 2013م عن عمر يناهز 92 عاما وشيعت جنازتها بعد صلاة الظهر من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة في اليوم التالي 3 يوليو عام 2013م ودفنت في القاهرة بمدافن الغفير حسب وصيتها بجانب زوجها الثاني إسماعيل شيرين والذى كان قد توفي في يوم 14 يونيو عام 1994م عن عمر يناهز 75 عاما وقد حضر الجنازة لفيف من أبناء الأسرة المالكة السابقة منهم نجلها حسين شيرين وفؤاد صادق نجل شقيقتها الأميرة فايقة والأميرة ياسمين إبنة فريال بنت الملك فاروق الكبرى وزوجها على شعراوى وحفيدتها سيناء كريمة إبنتها نادية .

وبعيدا عن حياة الملوك والقصور كانت الأميرة فوزية من محبي العمل الخيرى والإجتماعي كما ذكرنا في مقدمة هذا المقال وقامت هي وأمها الملكة نازلي بتأسيس مطعم خيرى في منطقة السيدة زينب في عام 1935م وكان يسمي تكية فوزية الخيرية حيث تبرعت بمنزل كبير كهبة منها لأهالي الحي وأطلق عليه إسم تكية الأميرة فوزية وكان يوميا يقدم الثلاث وجبات ويعمل به فريق عمل ضخم ليسد حاجة أهالي المنطقة أو عابري السبيل الذين لم يجدوا رزق قوت يومهم فقرروا أن يبحثوا عنه داخل هذا المطعم الخيري والفاخر في نفس الوقت والذى أصبح حاليا وحدة خدمات للمكفوفين تتبع وزارة التضامن الاجتماعي وبخلاف هذا المطعم كانت تساهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين ورعاية المرأة والأسرة والطفل ومساعدة الأرامل والأيتام وكبيرات السن وذوي الإحتياجات الخاصة كما أنها كانت صاحبة العديد من المبادرات للنهوض بالحالة الصحية للمصريين وكان لها يد في تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية التي عملت على تحسين ظروف المرأة وكانت تقوم بزيارات للملاجئ والمستشفيات بغرض تطويرها وقامت بإفتتاح الكثير من المبرات الخيرية في مختلف بقاع مصر كان منها مبرة الأميرة فوزية ببور سعيد وهي حاليا تعرف بإسم مستشفى بورسعيد للتأمين الصحى وإن كانت لازالت تعرف بإسم مستشفى المبرة بين أهالى البلد وكان عبد الرحمن باشا لطفي أحد أثرياء بورسعيد وأهل الخير بها قد تبرع بمبلغ 14 ألف جنيه لبناء مستشفى بإسم مبرة محمد على وقد منحه الملك فاروق لقب باشا عقب ذلك وفي يوم 20 مارس عام 1946م إفتتحت الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق المستشفى فى حفل كبير وتم تسمية المستشفى مبرة الأميرة فوزية وبعد قيام ثورة عام 1952م إنتقلت تبعية المستشفى إلى التأمين الصحى بالمحافظة وفي شهر يناير عام 1997م تم تنكيس المبنى القديم لتردى حالته وإعادة بنائه وتم الإنتهاء من التجهيزات الطبية للمستشفى الجديد وبدء العمل بها عام 2001م وفي شهر مارس عام 2011م أصبح إسم المستشفي مستشفى بورسعيد وهي تضم مستشفى المبرة ومستشفى التضامن تحت مسمى واحد هو مستشفى بورسعيد للتأمين الصحى ولم يبق من المستشفى القديم سوى منضدة الإجتماعات الخاصة بالأميرة فوزية والتى شرفت بالإجتماعات التي كانت تعقدها بالمستشفى كما إشتركت في تقديم المساعدات بمشاركة أخواتها الأميرات في أثناء حرب فلسطين عام 1948م بعد عودتها من إيران ومما يذكر أيضا أنه أثناء إقامتها في إيران إنخرطت الأميرة فوزية في الأعمال الخيرية وقادت جمعية حماية النساء الحوامل والأطفال وجدير بالذكر أنه بمتحف المجوهرات الملكية بمنطقة زيزينيا بالإسكندرية معروض هناك مجموعة رائعة لاتقدر بثمن من المجوهرات والحلي الرائعة النادرة والتي كانت تمتلكها الأميرة فوزية وتشمل مجموعة من الأساور والتوك ودبابيس الصدر من أهمها توكة من البلاتين المرصع بالماس ومحبس من البلاتين مرصع بالماس البرلنت وعليهما إسم فوزية .

وفي النهاية نذكر ما قاله عنها البعض والذين كان منهم الزعيم والرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديجول الذى قال عنها في مذكراته إنها المرأة التى ترك الرب توقيعه عليها وقال عنها أيضا ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الشهير إن الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق إمرأة صاحبة جمال نادر غامض يجبرك أن تتمعن فيه بلا ملل ولا كلل إنها منحوتة فائقه الجمال أما السير مايلز لامبسون السفير البريطاني بمصر خلال الفترة من عام 1934م حتي عام 1946م فقد قال عنها عندما رآها لقد رأيت أجمل نساء العالم وقال عنها الشاه رضا بهلوى والد زوجها الأول إنه عندما أردنا البحث لولى عهدنا عن زوجة أرسل إلينا سفراء إيران في مختلف دول العالم بصور لأميرات ونبيلات وأرستقراطيات من شتى بقاع الأرض ولكننا ذهلنا عندما رأينا صور الأميرة المصرية فوزية شقيقة الملك فاروق من جمالها الباذخ والمبهر فكنت أنا ووالدة ولى العهد ننظر لصورها مطولا ولا نمل من النظر إليها ونتساءل فيما بيننا أهذا معقول هل يوجد هذا الجمال فعلا على أرض الواقع وأخيرا قالت عنها الأميرة أشرف بهلوى الشقيقة التوأم للشاه محمد رضا بهلوى عنها صحيح إن فوزية زوجة أخي كانت باردة بعض الشئ إلا أن علاقتنا كانت دافئة إلى حد بعيد فهى كانت تعشق الموسيقى الكلاسكية و تعزف على البيانو ببراعة وتحب القراءة والرسم بالفحم وركوب الخيل وكانت تهوى الغناء الأوبرالى وعروض الباليه ومن أجلها بنى شقيقى لها دار للأوبرا في العاصمة طهران كما إنها كانت صاحبة ذوق رفيع في إختيار أزيائها ومجوهراتها وإكسسواراتها وماكياجها وبصراحة كانت تليق فعلا أن تكون إمبراطورة على إيران فقد خلقت لتكون جالسه على العرش فقد كانت تمتلك هالة ملكية براقة من دون تكلف أو تصنع وعلاوة علي كل ما سبق كان من الطرائف المعروفة عن الأميرة فوزية أنها كانت من أشد المحبين لشرب القهوة وكانت هداياها لا تخلو من القهوة وطوال رحلة حياتها لم تغير نوع قهوتها الخصوصي التي كان يتم إستيراد البن الخاص بها بواسطة شخص إسمه سراج الدين لأنه كان خبير فى المحاصيل الزراعية وذات مرة كان في زيارتها طبيب فرنسي ولاحظ شربها الكثير للقهوة فأشار عليها خلط اللبن البودرة مع البن وأعجبتها هذه الفكرة جدا وعند طلبها للقهوة كانت تقول أريد قهوة فرنساوي نسبة للطبيب الفرنسي ومرت الأيام والسنين وكل مصر إستمرت على نفس الإسم قهوة فرنساوى مثلما قالت الأميرة فوزية .