بقلم الخبير السياحى / محمود كمال
تتميز مشروعات التخرج لأبنائنا الطلاب من حتمية التعامل والتطبيق وبعيدا عن النظريات.. كثيرا من الموضوعات التي يتم اختيارها لاتكون بالقدر الذي يستفيد من القطاع السياحي .. ولكننا اليوم امام مشروع التخرج للعام الدراسي 2020/2021 مشروع واعد وينبئ عن قوة تحدى لهؤلاء الطلاب وعدم اختيار موضوع سهل وبسيط بل جنحوا نحو الأصعب ويمثل ذلك قوة التحدي من الدكتور المشرف على المشروع ومن قبول الطلبة للتحدي..
طلبة كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة مصر الدولية قرروا تصميم تطبيق يهدف الى نشر الوعي الأثري بين العامة والمتخصصين في الداخل والخارج.. وجاء تصميم الموقع للمشروع الذى تشرف عليه الدكتور فاطمة حلمى - الأستاذ بكلية حاسبات ومعلومات – جامعة مصر الدولية، والمهندسة ندى شوريم ومعهما فريق عمل مكون من أربعة طالبات مجتهدات هن : شهد هشام - روان خالد - سميره رفعت - داليا محمود.
ما هي الفوائد التي تعود على القطاع السياحي من هذا المشروع؟
تسعى طالبات الكلية في مشروعهن للتخرج هذا العام نحو إيجاد وتصميم تطبيق سهل الاستخدام يتيح للمستخدم الذى يزور المناطق الاثرية ولا يملك معلومات عنه، فقط يقوم بتصوير الأثر فوتوغرافيا أو بالفيديو ثم يضعه على التطبيق الذى يقوم بالرد على المستخدم بالمعلومات المدققة عن الأثر وتاريخه وحكايته بطريقة سهلة وحديثة تتمتع بجاذبية ويسر.. ومن خلال هذا التطبيق سيتم تغطية اغلب المواقع الاثرية على مستوى الجمهورية.
من المستفيد من هذا التطبيق؟
المستفيدون كثيرون أولهم الفئات المختلفة من الشعب ،ثانيهم فئات الطلبة في كل مراحل التعليم التي تصل اعدادهم نحو 18 مليون طالب ،حيث يدرسون التاريخ، من خلاله سيجدونه وسيلة سهلة وبسيطة ومعلوماته مؤكدة بنسبة كبيرة جدا ،ثالثهما المدرسون أنفسهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه، رابعهما السياحة الوافدة من الدول العربية التي ستجد في هذا التطبيق كل معاونة لهم في معرفة الاثار والحكايات، خامسهما السياحة الوافدة من الدول الأوروبية والتي تخشى من الكورونا ولا تحبذ ان تزور الأماكن الاثرية مع مجموعات.
كيفية ضمان الاستفادة من هذا التطبيق؟
لضمان الاستفادة من هذا التطبيق يجب العمل على تحديثه أولا بأول وسوف يحدث ذلك بمشاركة الجهات المستفيدة من التطبيق مثل وزارة السياحة والأثار .. فكثيرا ما تنادى الوزارة بضرورة زيادة الوعي الأثري والسياحي لدى المواطنين.. ويظهر ذلك عند وجود مجموعات من طلبة المدارس في رحلات لهذه الأماكن الاثرية والسياحية وكثير منهم يلمس الأثر دون وعى لخطورة ما يفعله من التأثير السلبي على الأثر حين لمسه وفقد أجزاء منه أو من الوانه نتيجة اللمس.
إن زيادة الوعي الأثري والسياحي وتسهيل عملية المعرفة اللحظية في مكانها سوف يخلق مجتمع يخاف على الأثر ويحافظ عليه ويعي أهميته وبالتالي يتولد شعور لديه بالانتماء لهذا الأثر ولهذا البلد التي تستحق منا الكثير .. ونحن دوماً ما كنا نبحث عن المشروعات المفيدة التي ترفع من قيمة الاثار وتعزز قيمتها .
تؤكدن الطالبات المجتهدات من حدوث طفرة في استخدام التطبيق وفى نفس الوقت وعلى لسانهم أنه حان الوقت لاستخدام التكنولوجيا الرقمية على أوسع نطاق والدولة تسير نحو هذا الهدف بكل قوة ويأتي التطبيق ليواكب الطفرة التي تشهدها مصر من خلال تطبيقات رقمية حديثة تتكامل لخدمة الوطن والمواطنين.
فكرة التطبيق جاءت عن طريق الصدفة حيث تقول شهد هشام طالبة كلية حاسبات ومعلومات :”أنها كانت تسير مع صديقاتها في منطقة مصر القديمة ولم يكونوا بصحبة مرشد سياحي وحاولوا أن يعرفوا بأنفسهم معلومات عن الكنيسة المعلقة ومعبد بن عذرا وجامع عمرو بن العاص فلم يجدن من يرشدهن وتمنين لو أن هناك تطبيقا يسهل هذا الامر”.. ومن هنا ولدت فكرة التطبيق وأصبح مشروع تخرجهن من الجامعة.
تحية لكل إنسان إيجابي فكر في كيفية تخطى المشكلة وإيجاد حلولا تساعده بل وتساعد الاخرين .. ونحن بالفعل نشهد الأن وجود طفرة في البحث العلمي في مصر.. وتوجد مخصصات مالية ضخمة لخدمة قطاع البحث العلمي لخدمة المواطنين ... فتحية للسادة الدكاترة في الجامعات الذين يعملون بإخلاص وجد وجهد حتى يستفيد المجتمع من علمهم في كل مجال.. تحيا مصر دائما بأبنائها صغارا وكبارا. |