السبت , 25 يناير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

بوصلة شغفكم .. إلي أين؟

بوصلة شغفكم .. إلي أين؟
عدد : 07-2021
كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

مما لاشك فيه أن الشعور بالشغف الهادف يجعلك تستيقظ كل صباح وأنت في كامل نشاطك وحيويتك،عقلك ملهماً نحو مستقبل أفضل فى وظيفتك أو دراستك أو غيرهما، بسببه تختفى من داخلك كل عبارات التذمر والضجر حين تواجهك الصعوبات، بل تجد نفسك خلاقاً مبدعاً تقدم حلولاً مبتكرة تبدو للآخرين مستحيلة انما لديك فهى ممكنة، بسببه لن تمانع من العمل لعدد ساعات اضافية مقارنة بما يقضيه زملاؤك فى العمل، لأنك حرفياً لا تشعر بالوقت، بسببه تصبح أكثر قدرة على بذل ونشر الطاقة الايجابية فيمن حولك، بسببه تزداد ثقتك في نفسك وتتكشف أمامك العديد من الفرص والإمكانات اللامحدودة فى عالمنا الواقعى و الخيالي ، معه تصبح أكثر جرأة وشجاعة للمغامرة والمخاطرة من أجل تحقيق أحلامك.

ولقد لاحظت في السنوات الأخيرة أن شغف عقول ملايين المصريين يقودهم للانهيار وقد ظهر ذلك جلياً عندما تلوثت أبصارهم وأسماعهم وقلوبهم بمئات الأفلام والمسلسلات الهابطة ،وزيادة اقبالهم على ما يسمى بأغانى المهرجانات، وارتفاع معدلات متابعتهم ومشاهداتهم بالملايين لقنوات رديئة المحتوى عبر عملاق الفيديو “اليوتيوب” حتى ولو كانت لديه قنوات تندس بفعل أصحابها بلا حياء داخل بيوت عوام المصريين لتستعرض يوميات عائلاتهم وحياتهم الشخصية السخيفة والتافهة وصولا الي غرف نومهم، ناهيكم عن اطلالات يومية لبعض المذيعات الشهيرات بالعلم والثقافة مستعرضات أنفسهن في عيادات أطباء التجميل أو قابعات كموديلات تحت أيدى خبراء تصفيف الشعر ووضع المكياج يروجون للسلع والماركات، حتى أحد معلمى الأجيال استقبله عدد ضخم من الطلبه بالتصفيق الحاد والاعجاب والانبهار الشديد لأنه حلق طائرا فوق رؤوسهم بقفص ذهبي لمراجعة مادة اللغة الانجليزية ليلة الامتحان، وما بين تلك وذاك نجد آلاف الفيديوهات بسبب شغف المصريين ومتابعتهم حققت ملايين المشاهدات وجنى أصحابها آلاف الدولارات دون جهد أو هدف أو قيمة تذكر!!!

فالشغف الهادف بالأشياء والأعمال لن يأتينا بالصدفة، إنما نرزق به من صدقنا مع أنفسنا ،وتوافقنا مع طبيعتنا، وتأديتنا لما تلهمنا به فطرتنا النقية دون جهد أو مقاومة.

السادة الكرام.. قاوموا لاستعادة شغفكم الهادف من غربه عقولكم، اجتهدوا أكثر لتطوير أنفسكم وتحديد أولوياتكم، اسعوا نحو تحقيق طموحات رائدة تكون علامة فارقة فى خدمة هذا الكون، لا تضيعوا أوقاتكم هباءا منثورا ،لا تكونوا ضحايا هجمات اعلام رخيص يغتال أنفسكم تدريجيا قبل اغتيال الحقائق، اقصفوا جباه السفهاء وانفضوا تلك المهازل عنكم برفضها، ابحثوا عن أنفسكم في مقارنة صادقة مع إرثنا التاريخي العظيم من الثقافة والحضارة والعلم والمعرفة، ساندوا وافتخروا بعلماء وأدباء ومفكرى الأمة، قفوا أمام مسؤلياتكم الفردية قبل الجماعية للنهوض بوطننا قبل فوات الآوان، لا تخجلوا من تغيير بوصلة شغفكم حتى وإن تجاوزتم من العمر أرذله، طالما داخل صدوركم قلب ينبض بالحياة فالفرص لازالت سانحة لكم لتتركوا بصمات شاهدة لكم لا عليكم ،وثقوا تماماً في أن الكون لم ولن يرحب بالسفهاء ، واغتيال عقولكم ومعنوياتكم طرفاً رئيسياً فى معادلات حروب اليوم والغد.