الأحد, 8 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تعرف على "أنتوني كوين" الشرق

تعرف على -أنتوني كوين- الشرق
عدد : 07-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

محمود حسين المليجي ممثل مصري يعتبر واحدا من أشهر الممثلين المصريين في القرن العشرين الماضي ويعد الممثل الأكثر حضورا في تاريخ السينما والتليفزيون العربي بحصيلة تجاوزت 500 عمل فني منها 21 فيلما تم إختيارها في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996م منها فيلم وا إسلاماه وغرام وإنتقام والنائب العام وغزل البنات وإبن النيل والوحش والمنزل رقم 13 والناصر صلاح الدين وغروب وشروق والعصفور والأرض وعودة الإبن الضال وإسكندرية ليه وقد عرف بإسم شرير الشاشة المصرية لكثرة تقديم أدوار الشر والإجرام في أعماله ومع ذلك كان بارعا في تقديم أدوار الخير والطبيب النفسي كما أدى أيضا أدوارا فكاهية كوميدية وفضلا عن ذلك فقد كان المليجي عضوا بارزا في الرابطة القومية للتمثيل ثم عضوا في الفرقة القومية للتمثيل وحصل على جوائز كثيرة منها وسام العلوم والفنون عام 1946م ووسام الأرز من لبنان عن مجمل أعماله الفنية في العام نفسه وقد كرمته الدولة المصرية تقديرا لجهوده ولدوره البارز في مجال الفن فحصل على جوائز عديدة منها الميدالية الذهبية للرواد الأوائل وجائزة الدولة التشجيعية في التمثيل عام 1972م وشهادة تقدير في عيد الفن عام 1977م كما عين عضوا في مجلس الشورى عند تاسيسه في عام 1980م وقد ولد المليجي بحي المغربلين بالعاصمة القاهرة في يوم 22 ديسمبر عام 1910م قبل أن ينتقل برفقة عائلته إلى حي الحلمية وكانت أصوله تعود إلي قرية مليج بمحافظة المنوفية وبعد أن أنهي مرحلة الدراسة الإبتدائية إلتحق بالمدرسة الخديوية في المرحلة الثانوية وأثناء تعليمه الثانوي بدأ حياته الفنية وفي البداية كان يرغب في أن يكون مطربا فشارك في حصص الغناء التي كان يدرسها آنذاك الموسيقار محمد عبد الوهاب ولكن باءت مشاركته بالفشل حيث تم طرده بسبب صوته الذي لا يصلح للغناء فإلتحق بفرقة التمثيل بالمدرسة بعد أن علم بأن المدرسة تشجع على التمثيل الذي كان يحبه حيث كان مدير المدرسة الأستاذ لبيب الكرواني يشجع نشاط فريق التمثيل في المدرسة وتدرب على يد كبار الفنانين وقتها أمثال جورج أبيض وفتوح نشاطي ويذكر المليجي عن أيام التمثيل بالمدرسة إنهفي السنة الرابعة جاء الفنان عزيز عيد ليدربنا فجذبتني شخصيته الفذة وروعة إخراجه وتطور أفكاره وكنت أقـف بجانبه كالطفل الذي يحب دائما أن يقلد أباه وقد أُعجب بي عزيز عيد وأنا أمثل ومع ذلك لم يعطنِ دورا أمثله وكـان يقول لي دائما إنني لست ممثلا وأنه يجب أن أذهب لأبحث عن شغلانة أخرى غير التمثيل وفي كـل مرة كان يقول له فيها هذه العبارة كان يحـس وكأن خنجرا غـرس في صدره وكثيرا ما كان يتوارى بجوار شجرة عجوز بفناء المدرسة ويترك لعينه عنان الدموع إلى أن جاء له ذات يوم صديق وقال له إن عزيز عـيد يحترمك ويتنبأ لك بمستقبل مرموق في التمثيل فصرخ فيه وسأله َمن قال لك ذلك فأجاب إنه عزيز عيد نفسه وعرف فيما بعد أن هذا الفنان الكبير كان يقول له هذه الكلمات من فمه فقط وليس من قلبه وإنه كان يتعمَد أن يقولها حتى لا يصيبه الغرور وكان هذا درسا لاينسى من العملاق عزيز عيد.

وفي بداية الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي رأت الفنانة الكبيرة فاطمة رشدي المليجي وهو يمثل في أحد عروض فرقة المدرسة المسرحية فأرسلت إليه تهنئه علي أدائه المتميز ودعته للحضور إلي مسرحها وعرضت عليه العمل في فرقتها براتب شهري قدره 4 جنيهات فترك المدرسة وعمل معها لأنه لم يستطع التوفيق بينها وبين عمله في المسرح الذي كان يسيطر على كل وجدانه وكان في البداية يؤدي الأدوار الصغيرة مثل أدوار الخادم على سبيل المثال ولإقتناع الفنانة فاطمة رشدى به وبموهبته أسندت إليه دور الفتي الأول بالفرقة فقدم معها مسرحية 667 زيتون الكوميدية كما مثل دور زياد في مسرحية مجنون ليلى ثم رشحته لبطولة فيلم سينمائي إسمه الزواج في عام 1933م وكان هذا الفيلم هو أول ظهور سينمائي له إلا أن فشل الفيلم جعله يترك التمثيل لفترة وبعد فترة إلتحق بفرقة رمسيس لصاحبها يوسف وهبي وعمل فيها بوظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات بحيث يجلس في الكالوس ليلقن الممثلين سيناريو الدور الذي يقومون به وذلك قبل أن يقتنع الأخير بموهبته ويشركه في كل عروض الفرقة وفي عام 1936م شارك محمود المليجي بالتمثيل في فيلم وداد وهو أول الأفلام التي مثلتها كوكب الشرق أم كلثوم وكان من إخراج الألماني المصرى فريتز كرامب الذى كان من أوائل المخرجين الذين عملوا في إستوديو مصر الذى أسسه طلعت حرب باشا عام 1935م ثم إختاره المخرج إبراهيم لاما في عام 1939م لأداء دور الأمير ورد بفيلم قيس وليلى والذى يزوجه والد ليلي منها بعد رفضه أن تتزوج من قيس وكان هذا الدور هو بداية أدوار الشر له والتي إستمرت في السينما قـرابة الثـلاثين عاما حيث منذ ذلك التاريخ وهو يقدم أدوار الشر والعنف والبلطجة ليخرج من تلك العباءة ويقدم أدوار الخير مثل المحامي والفلاح ورب الأسرة ورجل الأعمال وجدير بالذكر أنه قدم مع الفنان فريد شوقي ثنائيا فنيا ناجحا كانت حصيلته أربعمائة فيلم أشهرها أبو الدهب وفتوات الحسينية وأبو حديد والنمرود وسوق السلاح والفتوة والزوج العازب وإبن الحتة ودلع البنات وإبن الشيطان وعصابة الشيطان والرعب وهارب من الأيام وشادية الجبل وفتاة الميناء ومطلوب زوجة فورا والمصيدة وعبيد الجسد والنشال وسواق نص الليل والعملاق ورصيف نمرة خمسة وعن أوجه التشابه بينه وبين فريد شوقي قال المليجي إننا نتشابه فنيا في أننا مجرمين لكن كان فريد هو المجرم الطيب أو مجرم الصدفة لكن المليجي كان هو مجرم السليقة ففريد يتظاهر بالشجاعة والفتونة لكنه ليس فتوة في الحقيقة وكنا علي سبيل المثال نمثل سويا فيلم المغامر وفي أحد المشاهد كان يجب عليه إستخدام المسدس وتصويبه نحوي فكان يدير وجهه خوفا من المسدس كما أنه كان يخشى منظر الدم وحينما كان يشاهد مثلا دجاجة مذبوحة كان يمشي بعيدا .

ولم تشغل السينما محمود المليجي عن المسرح حيث ترك المليجي بصماته في المسرح أيضا منذ أن عمل مع فاطمة رشدي في بداية مشواره الفني حيث إلتحق فيما بعد بفرقة يوسف وهبي المسرحية المعروفة باسم فرقة رمسيس وبفرقة إسماعيل ياسين وبعدها عمل مع فرقة الفنانة تحيَة كاريـوكا ثـم فـرقة المسرح الجديد وكانت حصيلته المسرحية أكثر من عـشرين مـسرحية أهمها مسرحيات يوليوس قيصر وحدث ذات يوم والولادة وعلي بك الكبير والتي ألفها أمير الشعراء أحمد شوقي ومثل فيها دور محمد بك أبو الدهب ومما يذكر أيضا أنه في عام 1975م شارك الفنان محمود المليجي مع الفنان محمد صبحي والفنانة هناء الشوربجي في مسرحية إنتهى الدرس يا غبي ويذكر الفنان محمد صبحي إنه عندما كان يريد إضافة جملة أو إيفيه مضحك كان يحرج من الفنان محمود المليجي وكان يضطر للسكوت إلي أن دخل المليجي حجرة محمد صبحي وقال له بعنف وبطريقته المعروفة إنت بتكون عايز تقول حاجات وبتسكت ليه كاتم اللي جواك ليه يا إبني إحنا ماشيين إحنا دلوقتي موجودين عشانكم إنت اللي لازم تطلع قول اللي في نفسك ووقتها بكي الفنان محمد صبحي وإحتضن المليجي وقال له لا يمكنني أن أنكر أننا نتاج جيلكم العظيم ولا ننسى أن نشير إلى أن محمود المليجي قد دخل مجال الإنتاج الـسـينمائي أيضا مساهـمة منه في رفـع مـستوى الإنتاج الفني ومحاربة موجة الأفلام الساذجة ومن ثم أسس شركة إنتاج سينمائي في عام 1947م وقال في هذا الصدد لم يكن الهدف من تأسيسها المكسب المالي ولكن لأنه كان يشعر بوجود أخطاء نتيجة قلة خبرة العاملين في مجال الإنتاج السينمائي وأن الخبرة اللي إكتسبها من خلال أفلامه ستمكنه من تلافى تلك الأخطاء والتغلب عليها ومن ثم يستطيع أن يقدم فيلم كنموذج جديد وبالفعل قدم من خلال هذه الشركة مجموعة من الأفلام الجيدة منها على سبيل المثال المغامر والملاك الأبيض والأم القاتلة وسوق الـسلاح وقدم من خلال تلك الأفلام الكثير من الوجوه الجديدة للسينما والمسرح أيضا فكان هو أول من قدم فريد شـوقي وتحية كاريوكا ومحسن سرحان وحسن يوسف وغيرهم ومن جانب آخر فقد مثل محمود المليجي مختلف الأدوار وتقمص أكثر من شخصية زعيم العصابة واللص والمجرم والقوي والعاشق ورجل المباحـث والبوليس والباشا والكهـل والفلاح والطبيب والمحامي كما أدى أيضا أدواراً كوميدية خاصة قرب نهاية حياته من خلال بعض المسرحيات والمسلسلات الدرامية .

وعلاوة علي التمثيل السينمائي والمسرحي والدرامي والإنتاج فقد طرق محمود المليجي أيضا مجال كتابة القصة والسيناريو والحوار ففي عام 1948م كتب القصة والسيناريو والحوار لفيلم المغامر والذي أنتجه أيضا وشارك في بطولته وصنف الفيلم كأول فيلم دراما بوليسية في السينما المصرية ويسرد هذا الفيلم قصة شاب يتورط في إرتكاب جريمة حتى يصير عضوا في عصابة ويقع في حب فتاة تحاول قدر المستطاع أن تصلح من شأنه ويأتي ذلك بمواجهة العصابة وتستمر أحداث الفيلم الذي شارك في بطولته أيضا فريد شوقي وإستيفان روستي وسامية جمال وعلوية جميل وفاخر فاخر وكان من إخراج حسن رضا وفي عام 1952م كتب المليجي القصة والحوار لفيلم الأم القاتلة والذي شارك في بطولته أيضا مع تحية كاريوكا وشادية وحسين رياض وشكري سرحان وسناء جميل وعلى الكسار وحسن البارودي وأخرجه أحمد كامل مرسي وتدور أحداث الفيلم حول مهندس متزوج وله إبن وإبنة وينساق في علاقة غرامية مع راقصة تنصب شباكها حوله بمساعدة صديقها حتى تتزوجه طمعا في ثروته ويتم ذلك دون علم الزوجة والأولاد ويعلم خطيب الإبنة بما وقع فيه والدها فيحاول أن ينقذه إلا أن الراقصة تنجح في إيقاع الخطيب في شباكها أيضا فلا تجد الإبنة مفرا من إبلاغ أمها بذلك وتستمر أحداث الفيلم وفي عام 1954م قدم محمود المليجي تجربته الثالثة مع التأليف السينمائي من خلال كتابته للقصة والسيناريو والحوار لفيلم وعد للمخرج أحمد بدرخان وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أصدقاء منذ الطفولة كانوا يتقاسمون الكثير من الذكريات وكانت عائلاتهم قد قررت منذ الصغر أن يقوموا بتزويج كل من فاطمة ومدحت لبعضهما البعض وبعد بلوغهما تتم الخطبة ولكن المشكلة أن الصديق الثالث عادل هو الآخر يحب فاطمة وعندما لا يجد أملا يسافر إلى الخارج وبعد عودته يكتشف أن الخطبة قد فُسخت بسبب عمل مدحت الفني فيقوم عادل بالزواج من فاطمة ولكن القدر يخفي الكثير لهما في جعبته وتستمر أحداث الفيلم وشارك في بطولة هذا الفيلم مريم فخر الدين وعزيزة حلمي وحسن عبدالسلام وفي عام 1957م ألف محمود المليجي قصة فيلم سجين أبو زعبل وكتب السيناريو والحوار السيد بدير وجاء الفيلم من إخراج نيازي مصطفى ودارت أحداث الفيلم حول شاب يلقى به في السجن وهو برئ إثر حقد تاجر مخدرات أجنبي عليه لأن عشيقته تحبه ليتمكن الشاب ومعه صديقه بعد ذلك من الهرب من السجن أثناء الغارة التي شنت على سجن أبو زعبل خلال العدوان الثلاثي على مصر لتتصاعد الأحداث بعد ذلك وشارك في بطولة هذا الفيلم محمود المليجي وإستيفان روستي ومحسن سرحان وزهرة العلا وسعد أردش وسعيد أبو بكر وفي عام 1959م كانت آخر الأفلام التي قام بتأليفها الفنان محمود المليجي وهو فيلم المبروك وكتب السيناريو والحوار له محمد عثمان وكان من إخراج حسن رضا وتدور أحداث هذا الفيلم حول شخص يدعى المبروك يمارس الدجل على الناس من أجل كسب المال وتدفعه إلى ذلك إمرأته بهية ويتعرف ذات يوم على الأرملة بهيجة هانم التي تطلب منه أن يأتي إلى منزلها الريفي من أجل معالجة إبنتها زينب من أمراضها الروحية ويساعده أحد العاملين بالمنزل في معرفة أسرار الأسرة وينقلها إليه مما يجعل الأرملة تتوهم أن هناك بركات لدى الدجال المبروك وتستمر أحداث الفيلم وقد شارك في بطولة هذا الفيلم مريم فخر الدين وعماد حمدي وعمر الحريري وسميحة أيوب ومحمد توفيق ونعيمة وصفي ومحمود المليجي .

وبلا شك كان أعظم وأشهر أدوار المليجي دور الفلاح محمد أبو سويلم في فيلم ألأرض عام 1970م عن قصة عبد الرحمن الشرقاوى وإخراج يوسف شاهين وتتلخص قصة هذا الفيلم أنه فى الثلاثينيات وأثناء الإحتلال الإنجليزى لمصر وتزايد نفوذ الإقطاعيين وفى إحدى قرى مصر الزراعية عانى المزارعون من دورة الرى البالغة ١٠ أيام والتى لا تكفى أراضيهم بينما تغرق فى المياه أرض محمود بك الذى يمتلك النصيب الأكبر من أرض القرية وتزعم ثورة الفلاحين على دورة الرى محمد أبو سويلم الذى كان فيما سبق شيخا للغفر ويساعده الفلاح الشاب عبد الهادى الذى يطمع فى الزواج من إبنته وصيفة محط أنظار ومطمع كل شباب القرية ومعهم الفلاح دياب الذى يقوم أيضا بزراعة أرض أخيه محمد أفندى المدرس الإلزامي وأرض خاله الشيخ حسونة الناظر بالقاهرة وهناك أيضا الشيخ يوسف الذى إفتتح محلا للبقالة يتعامل فيه مع الفلاحين بالمقايضة بيض أو حبوب أما العمدة فكان ينفذ الأوامر الصادرة له من المأمور أو محمود بك ويخشى على العمودية من مشاغبات محمد أبو سويلم ورفاقه كما كان يعانى من سرقة أجولة الذرة من فوق سطح منزله وهناك من أهل البلد من جحد الفلاحة وهرب الى القاهرة بحثا عن عمل أفضل وعادوا بخفى حنين يتسولون عملا فى الأرض ودين وعقيدة كل فلاح هى الأرض ومن لا يملك أرضا عريان مثل الواد علوانى والبت خضرة لا أرض ولا دار ولا سند ويقومون بأحقر الأعمال لخدمة الفلاحين وصدرت الأوامر بتقليص دورة الرى لخمسة أيام فقط وإجتمع الفلاحون فى دار أبو سويلم للتشاور وإقترح شيخ الجامع الدعاء على الإنجليز وإقترح محمد أفندى كتابة عريضة للشكوى وأخذ يكتبها بنفسه وعلي أن يساعده محمود بك لتقديمها للمسئولين ولم تعجب العريضة محمود بك الذى قرر كتابتها بنفسه وتقديمها مع محمد أفندى لرئيس الوزراء شخصيا وطلب من العمدة جمع توقيعات الفلاحين وكانت خدعة من محمود بك الذى أراد أن يمد طريقا فرعيا يمر بأرض الفلاحين حتى يصل قصره بالطريق الرئيسى فلما تأخر محمد أفندى فى القاهرة وعطشت الأرض قام عبد الهادى بجمع شباب القرية وقطعوا جسر المياه لرى أراضى القرية وقام العمدة بإبلاغ المأمور بأسماء المتسببين فى قطع الجسر ووضع معهم أبو سويلم ليتخلص منه وتم حبس عبد الهادى ودياب وأبو سويلم وآخرين وتم تعذيبهم وإهانتهم وحلق شارب أبو سويلم وعلم الشيخ حسونة بالأمر من محمد أفندى فعاد إلي البلد لمشاركة أهلها فى مصابها ومقاومة ضياع أراضيهم وألب الفلاحين على العمدة الذى توجهت لداره نساء المحبوسين وعلى رأسهم وصيفه وأمها ولقنوه درسا بأيديهن وأرجلهن وتم الإفراج عن المحبوسين وهدد المأمور العمدة إنه لو تكررت المشاغبات من المفرج عنهم سيخلعه من العمودية ولجأ العمدة للدجال الشيخ شعبان ليجمع له أخبار القرية والذى إستدرج البت خضرة التى تدخل جميع البيوت ليسألها عن أهل القرية وعن علوانى فقالت جتو ستين نيله هو اللى حرضنى أسرق أجولة الذرة من بيت العمدة فتم قتل خضرة وإتهام علوانى بقتلها وتم تعذيبه أمام أهل القرية ليعترف بجريمته وكان المقصود إرهاب المشاغبين بإمكانية إتهامهم بقتل خضرة والتى رفض الجميع دفنها بمقابرهم بسبب سوء سلوكها وفوجئ الجميع بحكاية الطريق وضياع أراضيهم وجاءت مصلحة الطرق بالحديد الذى سيدق فى الأراضى المستولى عليها فقام عبد الهادى ورفاقه بإلقاء الحديد فى الترعة ولم يتحمل العمدة الخبر فمات وجاءت عساكر الهجانه للسيطرة على الموقف وتم فرض حظر التجوال من بعد العصر وسعى الشيخ يوسف لمهادنة محمود بك من أجل أن يصبح هو العمدة وأن يبعد الطريق عن أرضه كما سعى الشيخ حسونة ليجنب الطريق أرضه وأرض محمد أفندى وبعد أن كان الطريق مستقيما أصبح ملتويا كالثعبان وهرب الشيخ حسونة من البلد ليلا بعد أن شعر بالخزى من عملته وبعد ان تهادن الأهالى مع الهجانة وتعايشوا معهم حيث أنهم كانوا من أهالى أسوان الذين أغرق الخزان أراضيهم فإستسلموا للعمل كعساكر هجانة ينفذون أوامر النظام لذلك قرر المأمور التخلص من الهجانة ليحل محلهم عساكر من المركز وقرر الشاويش عبد الله رئيس جنود الهجانة مغادرة القرية قبل وصول العسكر حتى يتيح للفلاحين جمع القطن قبل الإستيلاء على الأرض وتجريفها من المحصول وإنتهز محمد افندى الفرصة لشراء محصول قطن أبو سويلم ولكن وصل المأمور والعساكر ودار صراع دموى وتم الإمساك بمحمد أبو سويلم وربطه من قدميه وأمسك المأمور بالحبل ومن فوق حصانه سحل محمد أبو سويلم فى أرضه لينزف دمه وسط أرضه ليرويها بدماءه في مشهد من أهم مشاهد السينما المصرية وقد شهد الجميع للمليجي بأنه مع تجسيده المتقن لشخصية الفلاح محمد أبو سويلم فقد أضاف إليها المصداقية الكبري عندما لم يقبل أن يأتي المخرج يوسف شاهين ببديل له ليؤدي مشهد النهاية وهو مربوط برجليه في الحصان مع تشبثه بجذور زرع أرضه ليكون ذلك المشهد تميمة شخصيته الفنية وليشارك في جميع أفلام يوسف شاهين التالية حتي مماته والتي كان منها الإختيار والعصفور وعودة الإبن الضال وإسكندرية ليه وحدوته مصرية وعن ذلك قال شاهين كان محمود المليجي أبرع من يـؤدي دوره بتلقائية لم أجدها لدى أي ممثل آخر كما أنني شخصياً أخاف من نظـرات عينيه أمام الكاميرا .

وإلي جانب السينما والمسرح لم يبتعد المليجي عن التليفزيون وقدم أعمالا خالدة من خلاله وخاصة منذ بداية حقبة السبعينيات من القرن العشرين الماضي كان من أشهرها مسلسلات العنكبوت مع عزت العلايلي عام 1973م عن قصة للدكتور مصطفي محمود وهو يعتبر من مسلسلات الخيال العلمي القليلة وفي عام 1977م قدم مسلسل مارد الجبل عن قصة لسنية قراعة وفي العام التالي 1978م شارك كضيف شرف مع الفنانين الكبيرين عادل إمام وعمر الحريرى في مسلسل أحلام الفتي الطائر عن قصة لوحيد حامد وفي نفس العام شارك مع الفنان محمد عوض في مسلسل برج الحظ عن قصة للينين الرملي وشارك أيضا في نفس العام في مسلسل حصاد العمر عن قصة لفتحية العسال وفي عام 1979م شارك في مسلسل الأيام مع النجم أحمد زكي عن قصة حياة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وفي عام 1980م شارك في مسلسل صيام صيام عن قصة لصالح مرسي وفي عام 1982م شارك في مسلسل وقال البحر عن قصة لأسامة أنور عكاشة وفي عام 1983م شارك في مسلسل عمرو بن العاص عن قصة لعادل صادق والذي تم إنتاجه قبل وفاته بفترة قصيرة حتى أن الحلقات الأخيرة من المسلسل بعدما تمت عملية المونتاج لها أضيف إلى إسمه عبارة الراحل الكبير حيث كانت وفاته في يوم 6 يونيو عام 1983م عن عمر يناهز 73 عاما وذلك خلال تصويره المشاهد الأخيرة له في الفيلم التليفزيوني أيوب الذى شارك فيه بالإضافة إلي النجم العالمي عمر الشريف والممثلة القديرة مديحة يسرى والنجمة آثار الحكيم والفنان الكبير فؤاد المهندس وأخرجه هاني لاشين والذى نقل لنا كواليس وفاة الفنان محمود المليجي أثناء أداء مشهد تمثيلي للموت في هذا الفيلم قائلا قعدنا على منضدة وكان المشاركون في الفيلم بيجهزوا بالمكياج وطلبوا قهوة وليبدأ الفصل الأخير في حياة محمود المليجي في هذه اللحظة حيث وجه حديثه للفنان عمر الشريف قائلا الحياة دي غريبة جدا‏ الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسي وبدأ يقوم بالشخير كأنه مستغرق في النوم فنظر الجميع إليه بدهشة من روعة تمثيله وبدأ الجميع في الضحك حتى قال له عمر الشريف إيه يا محمود خلاص بقى إصحى إلا أن المفاجأة كانت أن محمود المليجي كان قد توفاه الله بالفعل في هذه الأثناء ومات كأنه على خشبة مسرح مات وهو يؤدي مشهد الموت وبعدها قام فريق الفيلم بنقله حملا على الأكتاف إلى منزله في الزمالك وقالوا لزوجته علوية جميل في البداية إنه تعبان شوية فلم تكن تعلم أنه قد فارق الحياة هذا ويعتبر فيلم أيوب من الأفلام التليفزيونية النادرة التي حققت نجاحا كبيرا بعيدا عن السينما وقد شهد عودة الفنان العالمي عمر الشريف من رحلة الفن العالمي التي إستمرت أكثر من 20 عاما وقد أتبعه بالفيلمين السينمائيين الأراجوز والمواطن مصري وتدور قصة فيلم أيوب حول المليونير عبدالحميد السكري الذي يصاب بالشلل بعد أن تعرض أحد مشاريعه للخسارة ويقترح عليه صديقه الدكتور جلال أن يكتب مذكراته وفيها يوضح الطرق الملتوية التي ساعدته ليصبح مليونيرا ويتلقى عبد الحميد تهديدات من الشخصيات المذكورة بالمذكرات لعدم نشرها ولكنه يرفض التراجع رغم ثورة زوجته وإبنه ويتم حرق المطبعة التي تقوم بطباعة الكتاب ويتم الإعتداء عليه في منزله ويتسبب هذا الإعتداء في أن جسمه المشلول يبدأ في الحركة فيقاوم المعتدين الذين خشوا من إفتضاح أمرهم ففروا هاربين وهو في أثرهم إلا أنه وفي النهاية يتعرض عبد الحميد لإطلاق النار عليه وهو داخل سيارته بعد أن خرج من فيلته بصحبة إبنته بالتواطؤ مع سائقه الخاص .

وعن الحياة الشخصية للفنان محمود المليجي فقد تزوج في عام 1939م من الفنانة علوية جميل بعد أن تعرف عليها أثناء عمله في فرقة رمسيس فأحبته وإنجذبت له وظلت تبحث عن فرصة كي تقترب منه وبالفعل حينما توفيت والدته كان لا يملك عشرين جنيهاً مصاريف الجنازة فأعطته علوية جميل المبلغ كي تنقذه من الأزمة وهذا ما جعله يشعر بأنها محل والدته وقرر الزواج منها في العام المذكور وكان يشعر تجاهها بمشاعر الأم فعلا وكانت تتحكم في حياته ومواعيد زيارة أصدقائه فجعله هذا الأمر يبحث عن الحب طوال الوقت وبالفعل وقع في حب الفنانة لولا صدقي وكان يفكر في الزواج منها لكنه خاف من زوجته ولكن مع الوقت قرر الزواج في عام 1963م من زميلته في فرقة ​إسماعيل ياسين​ وهي ​درية أحمد وحينما علمت زوجته علوية جميل بالأمر أجبرته على تطليقها ورضخ لقرارها إذ كانت تسيطر عليه فقد كان معروفا بضعف شخصيته أمامها وعاد بعد ذلك ليقرر الزواج مرة أخرى من الممثلة ​سناء يونس​ والتي حكت الأمر للناقد طارق الشناوي وبأن الأمر كان سرا حفاظا على مشاعر زوجته الأولى فلم تكن تريد إغضابها وكان قد تعرف عليها في عام 1964م أثناء إشتراكهما معا في أحد الأعمال الفنية لكن بدأ الحب بينهما أثناء تصوير فيلم عيب يا آنسة في السبعينيات من القرن العشرين الماضي وتم الزواج في هذه الفترة وفي نفس الوقت ظل الزواج بينه وبين علوية جميل زوجته الأولي قائما حتي وفاته ولم ينجب أولادا من زوجاته الثلاثة اللاتي تزوج منهن ويبقي أن نقول في النهاية إن الفنانين والكتاب والنقاد العرب قد أطلقوا عليه لقب أنتوني كوين الشرق بعد أدائه للشخصية نفسها التي أداها كوين في النسخة الأجنبية من فيلم القادسية كما شبهه البعض بالممثل الأميريكي العالمي الفريدو جيمس باتشينو والمشهور بإسم آل باتشينو في تجسيده لأدوار الشر وفضلا عن ذلك فقد رفض المشاركة في فيلم عالمي بعنوان وادى الملوك مع النجم الأميريكي روبرت تايلور في عام 1954م لأن الدور الذى كان سيسند إليه كان لشخص إنتهازي يبيع آثار بلده للأجانب .