الأحد, 8 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع الجيش

شارع الجيش
عدد : 09-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


يعد شارع الجيش من الشوارع الهامة بمدينة القاهرة كما أنه يعد أيضا كتاب تاريخ حقيقي حيث يتميز بوجود العمارات والبنايات القديمة التي تشاهد في واجهاتها المشربيات والتراسات ذات الكوابيل ذات الطراز الإنجليزي والفرنسي وقد تم تأسيس شارع الجيش في عام 1926م وإفتتح في عهد الملك فؤاد الأول في أول الثلاثينات من القرن العشرين الماضي وقد سمى أولا بإسم ولي العهد الأمير فاروق ثم إستبدل فى الأيام الأولى من ثورة 23 يوليو عام 1952م بإسم شارع الجيش وهو يمتد من شمال ميدان العتبة الخضراء والتي سميت بهذا الإسم نظرا لوجود قصر للخديوى عباس حلمي الثاني به كان يتميز بلونه الأخضر الذى كان يحبه الخديوى ويخترق حى باب الشعرية إلى أن يصل الى مسجد الإمام الشعرانى عند إلتقاء شارع الجيش بشارع بور سعيد عند الميدان المعروف بإسم ميدان باب الشعرية وهذا المسجد هو مسجد العالم الزاهد والفقيه

المحدث المصري الشافعي الشاذلي الصوفي أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري المشهور بالإمام الشعراني والذى يسميه الصوفية القطب الرباني والذى ولد في عام 1492م بقرية قلقشندة بمحافظة القليوبية وهى قرية أمه التي إنتقلت به إلى قرية ساقية أبى شعرة بمحافظة المنوفية ومن هنا جاء إسم الشعرانى وقد فقد أبوبه في صغره فعاش يتيم الأبوين وقد ظهرت عليه علامات النجابة ومخايل الرئاسة فحفظ القرآن الكريم وهو إبن ثماني سنين وواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها ثم حفظ متون العلم كأبي شجاع في فقه الشافعية والآجرومية في النحو وقد درسهما على يد أخيه عبد القادر الذي كفله بعد أبيه ثم إنتقل إلى القاهرة عام 1505م وكان عمره حينذاك 13 عاما وتفرغ للعبادة والعلم ولما بلغ عمره 17 عاما بزغ نجمه وتألق وأحب علم الحديث فلزم الإشتغال به والأخذ عن أهله وقد سلك طريق التصوف وجاهد نفسه بعد تمكنه في العلوم العربية والشرعية وأشاد به جميع شيوخه ومعاصروه وتلاميذه وقام بتأليف أكثر من 300 كتاب في العديد من المسائل الفقهية والشرعية وقواعد العقائج والتصوف ومما يذكر أن الإمام الشعراني ينتهى نسبه إلى محمد بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما وقد أنشأ الجامع أحد الأمراء الجراكسة ولم يدفن به ونقل إليه الشيخ عبد الوهاب الشعراني بعد وفاته عام 1565م عن عمر يناهز 73 عاما . ويستأنف شارع الجيش بعد تقاطعه مع ميدان باب الشعرية مساره إلي ميدان قشتمر والذى كان به مقهي شهير كان من رواده أديب مصر الكبير الحائز علي جائزة نوبل في الأدب نجيب محفوظ والذى له رواية بنفس الإسم تحولت بعد ذلك إلي مسلسل إنتاج عام 1993م وهذا الميدان يؤدى إلي ميدان آخر هو ميدان الظاهر

بيبرس الذى يشتهر بوجود جامع السلطان المملوكي الظاهر بيبرس ثالث سلاطين دولة المماليك البحرية والذى بني عام 665 هجرية الموافق عام 1266م وقد ورد هذا الجامع في تاريخ المقريزي وهو يعتبر من أكبر جوامع القاهرة ومسقطه الأفقي مربع تقريبا حيث يبلغ طول ضلعيه 103 في 106 متر بإجمالي مساحة حوالي 11 ألف متر مربع ولم يبق منه سوى حوائطه الخارجية وبعض عقود رواق القبلة ولحسن الحظ كثير من تفاصيله الزخرفية سواء الجصية منها أو المحفورة في الحجر وتعطينا هذه البقايا فكرة صحيحة عما كان عليه الجامع عند إنشائه من روعة وجلال وقد أجريت له عمليات تجديد وترميم وتطوير إستغرقت وقتا طويلا إلي أن إنتهت منذ فترة وجيزة وتخطيط هذا الجامع على نسق غيره من الجوامع المتقدمة يتألف من صحن مكشوف يحيط به أروقة أربعة أكبرها رواق القبلة وكانت عقودها محمولة على أعمدة رخامية فيما عدا المشرفة منها على الصحن فقد كانت محمولة على أكتاف بنائية مستطيلة القطاع كذلك صف العقود الثالث من جهة الشرق كانت عقوده محمولة على أكتاف بنائية أيضا أما عقود القبة التي كانت تقع أمام المحراب فإنها مرتكزة على أكتاف مربعة بأركانها أعمدة مستديرة وكانت هذه القبة كبيرة مرتفعة على عكس نظائرها في الجوامع السابقة فإنها كانت صغيرة متواضعة أما واجهات الجامع الأربع فمبنية من الحجر الدستور فتحت بأعلاها شبابيك معقودة وتوجت بشرفات مسننة وإمتازت بأبراجها المقامة بأركان الجامع الأربعة وبمداخلها الثلاثة البارزة عن سمت واجهاتها ويقع أكبر هذه المداخل وأهمها في منتصف الواجهة الغربية قبالة المحراب وقد حلى هذا المدخل كما حلى المدخلان الآخران الواقعان بالواجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحليات فمن صفف معقودة بمخوصات إلى أخرى تنتهى بمقرنصات ذات محاريب مخوصة إلى غير ذلك من الوحدات الزخرفية الجميلة إقتبس أغلبها من زخارف واجهات جامع الأقمر وجامع الصالح طلائع الفاطميين ومدخل المدرسة الصالحية وكانت المنارة تقع في منتصف الواجهة الغربية أعلى المدخل الغربي وقد عانى الجامع لفترة طويلة من الإهمال الشديد فكان قلعة حربية في عهد الحملة الفرنسية على مصر ثم تحول في عصر محمد على باشا إلى معسكر لطائفة التكارنة السنغالية ثم إلى مصنع للصابون وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الإحتلال الإنجليزي وفي عام 1893م إهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية وأخيرا نجحت وزارة الآثار في إعادة ترميمه لما له من قيمة تاريخية عظيمة ولم يكن جامع الظاهر بيبرس الشاهد الوحيد على عراقة الفن المعماري الإسلامي في العصر المملوكي فهناك العديد من الجوامع التاريخية الشاهدة على عبقرية الزمان وبراعة المهندسين والبنائين والفنانين المسلمين سواء التي تم بناؤها قبل عصر الظاهر بيبرس أو بعده ومن أبرزها الجامع الأزهر وجامع الحاكم بأمر الله ومجموعة السلطان قلاوون ومجموعة السلطان قايتباى ومجموعة السلطان قنصوة الغورى وغيرها . ويكمل شارع الجيش بعد ذلك مساره الى ميدان الجيش فى أول حى العباسية وكان يطل عليه سبيل وكتاب العباسية أو سبيل وكتاب مصطفى الخازندار والذى أنشأه مصطفى الخازندار باشا عام 1888م والذى كان

خازندار أي أمين خزنة لوالي مصر ما بين عام 1848م وعام 1854م عباس باشا الأول وقد تم هدم هذا السبيل عام 1950م وفي مكانه تم بناء عمارة من طابقين ولم يتبق من السبيل سوى إسمه الذي يحمله الآن الشارع المجاور للعماره وإسم مدرسة إعدادية تقع بالقرب من المكان في شارع مسعود بعبده باشا ومن المعالم المتواجدة أيضا في نطاق شارع الجيش معبد يهودى وهو من المعالم التي لايعرفها الكثيرون ومنهم السكان بالشارع وهو معبد عتص حاييم المعروف بإسم باروخ حنان ويقع هذا المعبد فى 3 شارع قنطرة غمرة قرب ميدان الجيش ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1900م ويعتبر نموذجا لمجموعة المعابد التي أنشئت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادى .
 
 
الصور :