الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

ممر بهلر

ممر بهلر
عدد : 09-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

تتميز منطقة القاهرة الخديوية بوجود العديد من الشوارع الرئيسية الكبيرة مثل شارع عبد الخالق ثروت وشارع عدلي وشارع 26 يوليو وشارع شريف وشارع طلعت حرب وشارع قصر النيل وتربط بين بعض من هذه الشوارع بعض الممرات التجارية أو الشوارع الصغيرة الضيقة نسبيا منها ممر الكونتننتال الذى يربط بين شارع عدلي وشارع 26 يوليو وممر كوداك الذى يصل بين شارع عبد الخالق ثروت وشارع عدلي وممرات حليم باشا الموازية لشارع 26 يوليو قرب تقاطعه مع شارع الجمهورية وممر بهلر الذى يربط بين شارع قصر النيل وشارع طلعت حرب ويعد ممر بهلر من أشهر الممرات التجارية بوسط البلد وقد بات الآن مقرا لعربات الأمن المركزى التى تتواجد فى الشارع بشكل مستمر منذ إبعاد الباعة الجائلين عن منطقة وسط البلد وبخاصة شارع طلعت حرب وقد سمى بممر بهلر نسبة إلي عمارة بهلر التجارية السكنية التي تعد واحدة من أضخم عمارات القاهرة الخديوية والتى تطل على شارع قصر النيل وميدان طلعت حرب وممر بهلر والتى حلت محل فندق سافوى الذى تم هدمه في عام 1924م وقام ببنائها المهندس المعمارى الفرنسي ليو نافليان بين عام 1927م وعام 1929م وإستخدم طراز الأرت ديكو في تصميم واجهاتها وهو الطراز الذى إنتشر في العالم كله تقريبا ما بين الحرب العالمية الأولي والثانية وكان يعد تعبير مثالي عن باريس خلال هذه الحقبة الزمنية ويتميز هذا الطراز بأشكاله الهندسية الأنيقة والخطية والمستطيلة في كثير من الأحيان والتي ما تكون عادة مرتبة ومقسمة بواسطة عناصر زخرفية منحنية كانت تساعد في إنشاء المظهر المتجانس للواجهات كما تم إستخدام الأعمدة والأقواس المتقنة لتزيين المداخل ولم يقتصر هذا الطراز علي الهندسة المعمارية ممثلا في واجهات المباني والمنشآت فقط بل شمل أيضا مجالات التصميم الداخلي والأثاث والمجوهرات والرسم وتجليد الكتب والملابس والزجاج والسيراميك وتعود ملكية هذه العمارة إلي تشارلز بهلر الذى ولد فى سويسرا عام 1868م وجاء إلي مصر عام 1885م وفي عام 1906م أنشأ شركة صعيد مصر للفنادق المحدودة والتي بدأت بخمسة فنادق في الأقصر وأسوان كان من ضمنها فندق وينتر بالاس الذي بناه بهلر وفندق أولد كتاراكت أسوان وفي عام 1907م أنشأ شركة الكهرباء والطاقة والتي كانت تغذي فندق شبرد والأحياء المحيطة به وفي عام 1908م إشترى أراض إضافية في حي الزمالك وفي عام 1910م أصبح المالك المسيطر على فندق سميراميس وفي عام 1925م وافقت هيئه الفنادق المصرية على إدارته لممتلكات شركة الفنادق الكبرى ولمدة 25 سنة واللي تضم فندق الكونتننتال وفندق مينا هاوس وفندق حلوان بالقاهرة وفندق سان ستيفانو بالإسكندرية وبذلك أصبح بهلر هو المسيطر على معظم الفنادق الرائدة في مصر بمجموع 4000 سرير وقد أقام فترة طويلة من حياته في مصر وبني له فيلا خاصة بمنطقة جاردن سيتي وكانت وفاته في عام 1937م عن عمر يناهز 69 عاما بمدينة لوزان بسويسرا ودفن هناك .


وتتكون عمارة بهلر من ستة مبان شبه منفصلة ولكل منها مدخل خاص وبها نحو 130 شقة فاخرة والبعض منها مكاتب تجارية أما الدور الأرضى فقد قسم إلى 72 محلا مستقلا على الطراز الباريسى بالإضافة إلي العديد من المعارض الفنية التي كانت تعرض أعمال كبار الفنانين وكان هذا الممر يعد نسخة مصغرة من شارع رو دي ريفولي التجاري الشهير في باريس وقد بقي الممر حاملا إسمه يردده الناس لكن أغلبهم لا يعرفون صاحبه ومنذ سنوات تم تغيير إسم ممر بهلر ليصبح بإسم شارع المهندس المعمارى الشهير علي لبيب جبر والذى يعد أحد عباقرة فن الهندسة المعمارية في مصر حيث كان له فكر معمارى متفرد وذلك تكريما له والذى كان يقع به مكتبه وعاش وقضي فيه حوالي 40 عاما أبدع خلالها الكثير والكثير من التصميمات المتميزة الرائعة حيث كان يراعى مهندسنا النابغة الأسس المعمارية التقليدية ولكن بكفاءة عالية وحساسية فائقة من حيث إنسياب الفراغات الداخلية وعلاقاتها مع بعضها بإستخدام التماثل المحوري في توزيع الفتحات الداخلية وتأثير دراسة القطاع بإرتفاعاته ألمختلفة علي وظيفة الفراغ ثم تأتى بعد ذلك دراسته للواجهات بإعتبارها الحصيلة المعمارية لهذه الدراسات وفي تعامله مع الواجهات كان له مزاجه الفني الخاص به والذي يميل إلى إستخدام تناقض الكتل ما بين الرأسية والأفقية مع مزج ذلك بمسحة كلاسيكية أو نيو كلاسيكية وهو الذى وصف لنا فن العمارة قائلا يجب أن تكون العمارة ذات شكل خارجى متميز بالإضافة إلى قلب داخلى ناجح وظيفيا تماما كالساعة تزداد قيمتها بدقة التفاصيل الخارجية والداخلية على حد سواء فكما تظهر مهارة الصانع فى الإهتمام بأدق التفاصيل الخارجية والداخلية التى تجعل من مظهرها الخارجى وأدائها منظومة تجمع بين الوظيفة والدقة والجمال هكذا يجب أن يحاكيها المعمارى بالإهتمام بأدق التفاصيل .
 
 
الصور :