الجمعة, 18 أبريل 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

ذواتنا وجودة الحياة

ذواتنا وجودة الحياة
عدد : 09-2021
بقلم/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

فى كوكب الأرض قدر إلهي حتمى ألا وهو التغيير وتقلب أحوال الخلق ما بين خير وشر، نور وظلام ،غنى وفقر،علم وجهل ،صحة ومرض، وهكذا الي قيام الساعة وتحقق السنة الكونية فى العباد والبلاد بالفناء.

وفي حياتنا العديد من الصراعات أهمها وأقواها وأشرسها صراعنا مع الذات لأنها مليئة بمتناقضات الحياة، فمنها المحبة لنفسها الساعية لإرضاء ربها وإن حادت تعود راغبة في جنات النعيم، ومنها الكارهة لنفسها الساعية باجتهاد لإرضاء الآخرين ولا تبالى بغضب ربها عليها.

المتعقلة منها تجدها ساعية لإرضاء ربها وإن سخط عليها كل الخلق، استنادا لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنِ الْتَمَسَ رضى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عليه الناس).

ومن يراقب مجتمعنا الأن بضمير وحكمة سيجد أن المصريين بجميع مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والتعليمية بحاجة ملحة وبدون مثاليات الى التعقل في صراعهم مع الذات للقاء ربهم في موعدهم المحدد وهم قدر المستطاع مجاهدين بكامل طاقتهم للحفاظ على فطرتهم السليمة.

فقد بلغت مصرنا المرتبة (69) عالمياً فى جودة الحياة،وهذا مؤشر جيد ومطمئن الى حد ما بأننا نسير بخطى سليمة نحو مستقبل أفضل، لكن هل حقاً ذواتنا متعايشة مع كل أو بعض من مقاييس جودة حياتنا؟..

فالارتقاء بجودة حياة الأفراد يعتمد على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والذاتية والبيئة المحيطة بهم ، وسواء اتفقنا أو اختلفنا فى شعورنا العام والخاص تجاه المؤشرات الأساسية التى تقاس عليها جودة حياتنا، إلا أننا فى كل الأحوال يجب علينا الحذر والانتباه لما آلت إليه ذواتنا في سنواتنا الأخيرة خاصة خلال أسبوع واحد فقط ، فقد افتضح فيه أمر طبيب عالم شهير وجد أن السجود للكلب سبيلا للمزاح مع ممرض بإحدى المستشفيات،معللاً ذلك السلوك بأنه عاديا ويتم أكثر منه بلا ضجيج اعلامي وراء الأبواب المغلقة ترويحاً عن نفوس الأطباء المرهقة من كثرة عدد ساعات العمل!!!

كما تشوهت لدينا مشاعر الأمن والأمان بعد استدراج رجل شاب لصديق عمره المهندس الذى خرج من بيته آمنا ليتدبر مصروفات ولادة زوجته ، فألقاه من أعلي كوبري جامعة المنصورة في مياة النيل ليلقي حتفه على الفور والسبب خلافات في المعاملات المادية بينهما!!!

ويظل الخطر محدقا بالبيت المصري الذى يعاني من الاحباطات ومئات الضغوطات والمشكلات التى أفرزت حالات كثيرة من الخوف واليأس والحزن والقنوط أبرزهم انتحار طالبة طب أسنان من أعلى دور بالمول الشهير بقلب العاصمة نتيجه خلافاتها المستمرة مع أسرتها!!!

تلك الحوادث البشعة ماهي الا نتاج اهمالنا لذواتنا والانخداع بالشهادات الأكاديمية والمراتب الوظيفية العالية واستهداف البريق الزائف في حياتنا، مما جعلها تنسي دورها الطبيعي الذى خلقت من أجله ألا وهو الوصول الى الله عز وجل، وتعلمون علم اليقين أن الله لا يغير حال الأمم ـــ سواء كان خيرا أو شرا ـــ حتى يتجه الناس بأنفسهم إلى القيام بأسباب التغيير، لذلك اذهبوا بظلمات النفس الى قوى الله الخفية ، والتمسوا من نوره نورا ودفئا وطمأنينة وهداية، لتستطيعوا الشعور بجودة الحياة ، ودعونى أذكر نفسي واياكم بقوله تعالي: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِم}.. دمتم كرماء.