السبت , 14 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع سوق الخراطين

شارع سوق الخراطين
عدد : 09-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


شارع سوق الخراطين ويطلق عليه أيضا زقاق الخراطين هو أحد شوارع منطقة باب البحر بحي باب الشعرية وهو يتفرع من شارع بور سعيد من أمام تمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب المتواجد بميدان باب الشعرية وينسب زقاق الخراطين المتفرع من شارع سوق الزلط بباب الشعرية لخراطي الخشب لتواجدهم بهذا الزقاق وكان عددهم مايقرب من ستمائة شخص موزعين على 250 حانوت والخراطة من الحرف المرتبطة بالأخشاب والبناء فقد كان هناك داخل حى باب البحر بباب الشعرية خط يعرف بخط الخشابين وكان الخط إذ ذاك مكتظا بالمنشآت الصناعية التى تدخل فى صناعتها معدات الأخشاب ويذكر الدكتور محمد الجهينى فى أحياء القاهرة القديمة وقد أدى وجود سوق للأخشاب داخل حى باب البحر بباب الشعرية إلى وجود حرفة النجارين والخراطين بداخله وفى لمحة عامة إلى مصر يذكر كلوت بك والخراطون يقطنون بالقاهرة بحى باب الشعراوى وهم أحذق صناع القطر المصرى بلا ريب وهم كثيرو العدد جدا لأنه مامن قطعة من قطع الأخشاب التى تتألف منها النوافذ والمشربيات وغيرهما إلا وهى مخروطة بيدهم ونظرا لشيوع حرفة الخراطة وكثرة أعداد المشتغلين بها كان لزاما وجود حمام شعبى يخدم هذه الطائفة إستمد إسمه من إسمها ويذكر على مبارك فى الخطط التوفيقية حمام الخراطين هو بشارع باب الشعرية وهو قسمان قسم برسم الرجال وقسم برسم النساء ولكل منهما باب يخصه وهذا الحمام مستعمل الآن ويتوصل إليه من جهة الميدان ومن شارع باب الشعرية وكان جل عمل الخراطين إستخدام الخشب المخروط فى عمل مشربيات المنازل وطاقاتها المشرفة على الطريق ومنابر المساجد وكراسي المبلغين إلا ان بقاء الحال من المحال فقد تبدل الزمان وتغيرت أذواق الناس بفعل المدنية والتحضر وظهرت واجهات المبانى الصماء وشبابيك زجاجية وألوميتال وهجر الخراط حرفته وزال جمال الماضى تاركا خلفه لافته مجهولة بين أهلها وناسها مكتوب عليها زقاق الخراطين . ويعد باب الشعرية أحد أحياء غرب القاهرة وهو حي شعبي قديم وعريق من أحياء القاهرة وعرف بهذا الإسم نسبة إلى طائفة من البربر يقال لهم بنو الشعرية وكان جزء من هذا الحي يقع داخل أسوار القاهرة الفاطمية والجزء الآخر خارجها وكان الخليج المصرى يقطعه من الجنوب للشمال قاسماً إياه الى منطقتين المنطقة الشرقية وهي تجاور حي الجمالية حاليا ويحدها شارع الحسينية من الشرق والمنطقة الغربية المتاخمة لمنطقتى الموسكى والفجالة حاليا ولم تكن المنطقتين منفصلتين حيث أقيمت قنطرة على ضفتي خليج أمير المؤمنين أو الخليج المصرى منذ نشأة القاهرة في العصر الفاطمي عند موقع ميدان باب الشعرية الحالى والذى يقع أمام الباب الذي كان مفتوحا في السور الغربي للقاهرة بالقرب من نهايته الشمالية والذى كان يعرف بإسم باب القنطرة وذلك لوجود القنطرة المشار إليها في السطور السابقة وقد ظل إسم باب القنطرة وميدان باب القنطرة متداولين في خطط القاهرة لسنوات طويلة حتى تم بناء مسجد العالم الزاهد والفقيه المحدث المصري الشافعي الشاذلي الصوفي أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري المشهور بالإمام الشعراني والذى يسميه الصوفية القطب الرباني والذى ولد في عام 1492م بقرية قلقشندة بمحافظة القليوبية وهى قرية أمه التي إنتقلت به إلى قرية ساقية أبى شعرة بمحافظة المنوفية ومن هنا جاء إسم الشعرانى وقد فقد أبوبه في صغره فعاش يتيم الأبوين وقد ظهرت عليه علامات النجابة ومخايل الرئاسة فحفظ القرآن الكريم وهو إبن ثماني سنين وواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها ثم حفظ متون العلم كأبي شجاع في فقه الشافعية والآجرومية في النحو وقد درسهما على يد أخيه عبد القادر الذي كفله بعد أبيه ثم إنتقل إلى القاهرة عام 1505م وكان عمره حينذاك 13 عاما وتفرغ للعبادة والعلم ولما بلغ عمره 17 عاما بزغ نجمه وتألق وأحب علم الحديث فلزم الإشتغال به والأخذ عن أهله وقد سلك طريق التصوف وجاهد نفسه بعد تمكنه في العلوم العربية والشرعية وأشاد به جميع شيوخه ومعاصروه وقام بتأليف أكثر من 300 كتاب في العديد من المسائل الفقهية والشرعية وقواعد التصوف ومما يذكر أن الإمام الشعراني ينتهى نسبه إلى محمد بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما وقد أنشأ الجامع أحد الأمراء الجراكسة ولم يدفن به ونقل إليه الشيخ عبد الوهاب الشعراني بعد وفاته عام 1565م عن عمر يناهز 73 عاما .

وفضلا عن ذلك فإنه كان هناك باب يسمي باب الشعرية والذى كان أحد بابين متواجدين في جزء من السور الشمالى للقاهرة الذى شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبي في أواخر القرن الثاني عشر الميلادى وكان ذلك الجزء من السور الشمالى به أيضا باب آخر يسمي باب البحر وكان هذا السور يمتد بين الناصية الشمالية الغربية لحصن القاهرة الفاطمى وبين قلعة المقس التى بنيت عند ضفة النيل في ذلك الوقت وكان موضعها مجاورا للمنطقة مكان جامع المقس الذى كان قد شيده الخليفة الفاطمي السادس الحاكم بأمر الله في بدايات القرن الحادى عشر الميلادى والذى بنيت مكانه حاليا مؤسسة الفتح وجامع أولاد عنان الحالي في ميدان رمسيس والذى تم إفتتاحه في ذكرى الإسراء والمعراج في يوم 22 فبراير عام 1990م حيث كان النيل يصل حينذاك حتي هذه المنطقة والتي كانت تعرف بإسم قرية أم دنين حيث مقر الأسطول البحري للدولة الفاطمية ومكانا لصناعة السفن الحربية والذي أنشأه الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله ليكون المكان الذي يخرج منه الأسطول البحري الفاطمي فى غزواته وقد سميت هذه القلعة والمسجد أيضا بقلعة وجامع المقس وهي كلمة محرفة من كلمة المكس وهى المكوس أي الضرائب التي كانت تحصل على البضائع القادمة إلى مصر من خلال الميناء النهرى على النيل .

وكان حي باب الشعرية بمثابة بوتقة إنصهر فيها أناس من أجناس مختلفة حيث كان الحي سكنا لوجهاء مدينة القاهرة فى أول الأمر ثم أصبح بمرور الزمن حي أصحاب الحرف والتجار والفنانين فخلال العهد العثماني وحتى قدوم الحملة الفرنسية كان بعض أمراء المماليك والوجهاء يقطنون بيوتا عظيمة تطل على الخليج المصرى بينما يسكن العامة فى الأحواش والوكالات التي تغلق عليها أبواب الحارات أثناء الليل وظلت عدة عائلات كبيرة تقيم فى باب الشعرية حتى أوائل القرن العشرين الماضى مثل عائلات الشيخ العروسى والشيخ القويسنى والحريرى والشوبرى وفيما عدا البيوت الكبيرة الواقعة على شاطئ الخليج كان الحي يعتبر مسكن الحرفيين ونظرا لوقوع جزء كبير من باب الشعرية خارج أسوار القاهرة فقد تمركزت به المهن المضرة بالبيئة التي لم يكن مسموحا بممارستها داخل أسوار المدينة مثل المخابز والمسابك التى تسبب أدخنة كثيفة ومحال الجزارة والمذابح والمصامط التي تنتج روائح كريهة بالإضافة إلى المهن التى تحتاج لمساحات واسعة مثل تشوين الحبوب والفاكهة وقد سكنت حي باب الشعرية طوائف من الأجانب مثل اليونانيين والإيطاليين والأرمن وطائفة من اليهـود كانت تعمل بتجارة الذهب وكان هؤلاء الأجانب يقيمون فى الحي ويعملـون فى الأحياء المجاورة وعند رحيلهم من مصر خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الماضي بدأ الوافدون الجدد يشترون متاجرهم ويحلون محلهم فى بيوتهم .
 
 
الصور :