بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
شارع أبو الهول السياحي أحد شوارع محافظة الجيزة بمنطقة نزلة السمان وهي قرية تقع في حي الهرم بمحافظة الجيزة وهي تشتهر برياضتى الرماية وركوب الخيل وكانت تسمى سابقا بركة السمان وذلك نظرا لأنه كانت تصل إليها مياه الفيضان وكانت تصل حتى قدمى أبو الهول أسفل هضبة الأهرام وكان أهالى المنطقة يسكنون أعلى الهضبة فكان طائر السمان يهبط بالمنطقة أثناء الهجرات الموسميه للطيور وطبقا للوثائق الإنجليزية التي أفرج عنها فإن الجنود الإنجليز كانوا يقومون بالصيد في تلك المنطقة وبعد بناء خزان اسوان إنحسرت المياه وبدأ الاهالى في النزول من الهضبة وبناء مساكنهم في المنطقة الحالية وفي البداية كانت نزلة السمان تتبع قرية الكوم الأخضر إداريا ولكن في عام 1932م أصبح لها كيان إدارى مستقل وأنشئ بها قسم شرطة الأهرام والذي تتبعه الآن جميع القرى المحيطة ومنها الكوم الأخضر وخلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين وحتى منتصف القرن العشرين الماضي كان يقطن هذه المنطقة مجموعه من الأعراب البدو الذين هاجروا من الغرب وتحديدا من ليبيا وتونس المغرب وبحكم تواجدهم بالمنطقة وبها الآثار المشهورة بدأوا في العمل في مجالات السياحة والإرشاد السياحي وتقديم الخدمات السياحية لزوار المنطقة سواء من خلال أنشطة ركوب الجمال والخيل والحمير والبازارات التي تقوم بعرض المصنوعات النحاسية والمصوغات الذهبية والفضية والبرديات والتماثيل الفرعونية والعطور وغيرها وبعد حرب عام 1967م تغيرت التركيبة السكانية وذلك بعد قيام الحكومة بتهجير أعداد من سكان مدن القناة للمنطقه ومع التطور والإمتداد العمرانى أصبحت نزلة السمان جزءا من حى الهرم وجدير بالذكر أنه بعد قيام ثورة 25 يناير عام 2011م وما تبعها من أحداث إستمرت حتي عام 2014م إنخفضت حركة السياحة الوافدة إنخفاضا كبيرا وما لبثت حركة السياحة تنتعش بداية من عام 2015م تدريجيا حتي جاءت جائحة الكورونا بداية من عام 2020م لكي تتسبب في إنخفاض جديد في حركة السياحة في العالم كله مما ألقى بظلاله على حجم مبيعات البازارت في منطقة الهرم وغيرها مما أدى إلي توقف بعضها تماما وإغلاق أبوابها كما إضطر آخرون إلى تغيير النشاط إلى تجارة أخرى ولسان حالهم يقول ليت السياحة تعود يوما ليبلغوها بما فعل الركود .
ويمتد شارع أبو الهول السياحي من منطقة إلتقاء الطريق الدائرى بطريق المنصورية وهي المنطقة الجارى تطويرها حاليا وتوسيعها لتسهيل وخلق سيولة مرورية في مدخل شارع أبو الهول السياحي بهدف خدمة المناطق الأثرية والمتحف المصرى الكبير ويستمر شارع أبو الهول السياحي في مساره حتي يتقاطع مع شارع الهرم قرب منطقة أهرامات الجيزة وكما يتضح من إسم الشارع فإنه يحمل إسم تمثال أبو الهول وهو تمثال لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان وقد نحت من الحجر الكلسي ومن المرجح أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من الجص وملون ولازالت آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه وهو يقع على هضبة الجيزة على الضفة الغربية من نهر النيل وكان يعد أيضا حارسا للهضبة وهو أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة حيث يبلغ طوله نحو 73.5 متر من ضمنها 15 متر طول قدميه الأماميتين وعرضه 19.3 متر ويبلغ أعلى إرتفاع له عن سطح الأرض حوالي 20 مترا إلى قمة الرأس ويعتقد أن قدماء المصريين بنوه في عهد الملك خفرع باني الهرم الثاني من أهرامات الجيزة ما بين عام 2558 ق.م وعام 2532 ق.م وهو إبن الملك خوفو باني الهرم الأكبر ومن المعتقد أن تمثال أبو الهول كان محجرا قبل أن يفكر الملك خفرع في نحته على شكل تمثال وينظر هذا التمثال ناحية الشرق لذا فقد تم تغيير الجهات الأصلية في القرن الماضي لتوافق نظر أبو الهول وجدير بالذكر أن تمثال أبو الهول كان ملهما للفنانين القدامى والجدد حتى أننا نجد منها ما صنع أيضا خلال القرن التاسع عشر الميلادى في بعض دول أوروبا وعلى الأخص في إيطاليا وفرنسا عندما بدأ صيت الحضارة المصرية ينتشر في ربوع أوروبا وأمريكا كما كان المصريون القدماء يصنعون تماثيل مماثلة لأبو الهول في أحجام أصغر وكمثال على ذلك فقد وضعت عدة تماثيل على جانبي الطريق الواصل بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر إلا أن رؤوسها كرؤوس كباش وجسمها كجسم الأسد وتتخذ وضعية أبو الهول وهذا الطريق يسمى طريق الكباش وأحيانا كانت تماثيل أبو الهول الصغيرة تصنع تمجيدا لبعض ملوك الفراعنة حيث عصر علي تمثال منها لأحد الفراعنة موجود في الفيوم وتمثال آخر يمثل الملكة حتشبسوت .
ومنذ سنوات تم إعداد مخطط لتطوير منطقة نزلة السمان وكان من المقرر تنفيذه حينذاك ولكن تأخر التنفيذ حتى أصبح من أولويات الدولة في وقتنا الحالي وتشمل المرحلة الأولى منه نقل سكان منطقة سن العجوز القريبة من الأهرامات الذي يبلغ عددهم أكثر من ٨ آلاف نسمة ويعيشون على مساحة 29 فدانا ووفقا لخطة تطوير منطقة نزلة السمان فإنها تشمل المنطقة الواقعة ما بين شارع الهرم شرقا وشارع أبو الهول السياحي غربا وطريق المنصورية جنوبا بينما يحدها من الشمال سفح الأهرامات وهي المنطقة التي سيتم تطويرها ضمن خطة تطوير وتحديث منطقة الاهرامات الأثرية بالكامل ووفقا لهذه الخطة أيضا تشمل خطة تطوير منطقة نزلة السمان نقل سكان المنطقة بالكامل وتسليمهم وحدات سكنية في مدينة ٦ أكتوبر والتي تعمل محافظة الجيزة على تنفيذها وأوشكت على الإنتهاء منها تمهيدا لتسليمها لأهالي منطقة نزلة السمان ووفقا لما أكدته مصادر في محافظة الجيزة فإن الشقة تبلغ مساحتها 59 مترا في الدور الأرضى بينما تصل إلي 65 مترا في الأدوار المتكررة وهي تشمل غرفتي نوم وصالة ومطبخ وحمام كما توجد نماذج أخرى مساحتها 85 مترا في الدور الأرضى عبارة عن 3 غرف نوم وتوجد مثلها بالأدوار المتكررة وقد أكدت المصادر أن منطقة نزلة السمان التي سيتم تطويرها تعد موجودة على مدينة أثرية كاملة ولذا فإن الغرض من خطة التطوير الكشف عن معبد الوادي ومدينة العمال الموجودين تحت تلك المنطقة والتي حين إكتشافها ستكون تلك المدينة واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية وأكدت المصادر أن العديد من الدراسات الأثرية تؤكد وجود معبد الوادي والطريق الصاعد إليه بتلك المنطقة بما يجعلها منطقة آثرية يطبق عليها القانون رقم 17 لسنة 1983م والذي يقضي بحماية الآثار وإعتبار الأراضي أرض آثرية . |