بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
يعقوب آرتين باشا رجل دولة وأديب مصري من أصل أرمني يعتبر أحد أبرز رجال التعليمِ في مصر خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادى حيث برزت شخصيته في قطاع التعليم ويؤكد حجم الأعمال التي أوكلت إليه حقيقة قدرات هذا الرجل الفذ الغير العادية وقيامه بدور كبير في صنع القرار تجاه العملية التربوية والتعليمية في مصر ولذا نستطيع أن نقول إن يعقوب أرتين باشا قد قام بدور هام في تنظيم التعليم وتطويره خلال فترة توليه وكالة نظارة المعارف العمومية وكانت له رؤي خاصة عن التعليم حيث كان مدركا تمام الإدراك أهمية التعليم وأنه أساس الثقافة والنهضة وتحقيق الديموقراطية للدولة الحديثة وكان يري أنه من الوسائل الهامة للإرتقاء بالعقل البشري والخروج به من شرنقة التخلف وهو الذي أوصي وأشار بضرورة تعليم البنات وإلحاقهم بكافة المراحل التعليمية كذا نجح في أن يرفع مستوي التعليم في مصر ليضاهي به التعليم في أرقي الدول وقد شهد له الجميع بأنه قد تمكن فعلا من أن يحقق كثيرا من خططه للإرتقاء بالقطاع التعليمي علي كافة المستويات وعلاوة علي ذلك فقد كان أول من كتب الحكايات الشعبية المصرية ودونها وسجلها وكان مولد يعقوب آرتين باشا في مصر عام 1842م في أسرة أرمنية الأصل هي أسرة تشراكيان التي أسهمت بإمتياز في الإدارة المصرية علي إمتداد القرن التاسع عشر الميلادى حيث كان محمد علي باشا وخلفاؤه يستعينون بالكثير من الأرمن لكي يشغلوا العديد من الوظائف وخاصة في مجال الطب والترجمة والشئون المالية والعلاقات الخارجية نظرا لإجادتهم العديد من اللغات الأجنبية وكان أبوه آرتين بك تشراكيان من تلامذة البعثة الأولى التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا وكان من نوابغ هذه البعثات ودرس بين تركيا وفرنسا وإهتم بالقانون والأدب وفقه اللغة وعندما عاد إلى مصر تولى منصب وزير الخارجية في حكومة محمد علي باشا خلال الفترة من عام 1844م حتي عام 1850م خلال السنوات الأخيرة من فترة حكم محمد علي باشا وخلال فترة تولي القائد إبراهيم باشا الحكم وخلال أوائل فترة حكم عباس باشا الأول وكان عمه يوسف بك تشراكيان قاضي الدائرة الأولي بمحكمة الإسكندرية المختلطة بينما كان عمه الثاني خسروف بك تشراكيان ترجمان باشي محمد علي باشا وإبنه القائد إبراهيم باشا وحريمهما فضلا عن رئاسته لديوان المعية وجدير بالذكر أن وظيفة الترجمان حينذاك كانت من أهم وأخطر الوظائف في الدولة حيث كان من يشغلها يتعرف بحكم وظيفته علي أدق أسرارها حيث كان يحضر كل مقابلات الوالي مع من يستقبلهم من الحكام والوزراء الأجانب ولذا كان لابد ممن يشغلها أن يكون علي درجة عالية من ثقة من يتولى الحكم وفضلا عن ذلك فقد كان يوسف بك حكيكيان زوج تاكوهي الشهيرة ببمبة عمة يعقوب آرتين من أبرز المهندسين الذين يعملون لدى الإدارة المصرية .
يعقوب آرتين كان يجيد ويعرف اللغات الأرمنية والتركية والعربية والفارسية واليونانية واللاتينية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية وتدرج في العديد من الوظائف والمهام حيث عين في البداية في أواخر عهد الخديوى إسماعيل عضوا في لجنة الإحصاء وفي عام 1881م في أوائل عهد الخديوى توفيق عين عضوا في المجمع العلمي وفي يوم 28 ديسمبر عام 1881م أصبح رئيسا للمجمع العلمي ثم عضوا في لجنة الخدمات الإدارية وعضوا في لجنة التحقيق الخاصة بجمارك الإسكندرية وفي عام 1882م إنضم إلي لجنة حفظ الآثار العربية التي كانت قد تكونت في عام 1881م وكذلك عين عضواً في لجنة الضرائب العقارية وأخيرا عين في عام 1884م وكيلاً لنظارة المعارف العمومية إلي جانب المهام التي أُوكلت إليه من قبل الحكومة المصرية والتي أثبت فيها جدارته وبلا شك كان يعقوب آرتين يطمح في أن يكون ناظرا في الحكومة علي غرار والده آرتين بك وبذل جهدا جهيدا من أجل الوصول إلي غايته لكن بالرغم من خدماته الجليلة للحكومة فإنه لم يصل إلي هذه الغاية وظل موظفا وإن كان كبيرا حتي إستقال من وكالة نظارة المعارف العمومية في عام 1906م بعد أن ظل يشغل هذه الوظيفة طوال 22 عاما عمل خلالها مع العديد من نظار المعارف وهم محمود الفلكي باشا وعلي مبارك باشا ومحمد زكي باشا وحسين فخرى باشا ولكنه وعن جدارة تميز عن غيره من موظفي الحكومة في منصب وكالة المعارف مما جعله يقوم بالنصيب الأكبر في تنظيم التعليم المصري حيث إمتلك آرتين رؤية مختلفة وعَصرية للمنظومة التعليمية المصرية ومن ثم عمل على أن تهتمَ المَدارس بتعليم اللغات الأجنبية وأن تركز مناهجها الدراسية على الكيف لا علي الكم وبذل جهودا ملموسة لتطوير المدارس المصرية كما كان من أوائل الداعين لإنشاء جامعة مصرية وأيضا كان له رأيه الخاص ضد مجانيةِ التعليم حيث وجدها تخالف الذوق السليم وتتنافى مع تقديم خِدمة تعليمية مميزة للطالب وفي الحقيقة فقد تباينت الرؤى النقدية لطبيعة دور يعقوب آرتين في العملية التعليمية المصرية إذ ذهب البعض إلى أنه كان عميلا للإنجليز ولا يريد خيرا بنشر روح التعليم الإسلامي لأنه مسيحي الديانة وفي الحقيقة كان في هذه الرؤية ظلم بين للرجل خاصة وأن نظار المعارف الذين عمل معهم وكلهم كانوا شخصيات وطنية لا شك في ولائها لمصر بل إصطدم غالبيتهم مع الإنجليز وسياساتهم وما كانوا ليتركوه لو كانوا قد رأوا في توجهاته أي شيء مما قاله عنه معارضوه وعلي النقيض ذهب آخرون إلى الثناء عليه لخدمته التعليم نحو ربع قرن من الزمان بذل فيه جهودا واسعة في تنظيمه وتطويره علي أسس متينة ولذا أُطلق عليه لقب الأستاذ الكبير وبلا شك فقد كان يستحق ذلك وعن جدارة .
وعموما وعلي الرغم من أن يعقوب آرتين باشا قد تعرض للكثير من الإنتقادات إلا أنه بذل جهودا ملموسة في التعليم لا يستطيع أحد إنكارها ويرجع ذلك إلي خبرته بمجال التعليم الذي عمل به ولمس مواضع الضعف فيه فحاول أن يرتقي بتعليم البنات ويتعامل مع قضايا الطلاب كما قام بوضع الخطط للتطوير بداية من المدرس والإرتقاء بمهنته كما إجتهد في السعي للتنقيب عن الكوادر التعليمية الفعالة في العمق البشري والتي تتسم بفكر حصيف للترقي بصرحها العلمي ويضاف إلي ذلك أنه كان يرشد المؤلفين إلي التأليف بما يعود بالنفع علي التعليم خاصة والمجتمع عامة وثمة ملاحظة جديرة بالتسجيل ومؤداها أن يعقوب آرتين كان أول من فكر في مكافأة المؤلفين والمترجمين وإستن فكرة تقديم تقرير سنوي عن حالة التعليم إلي حاكم البلاد ووضع لوائح الشهادات والدبلومات والقوانين وكان من إنجازاته الكبري أيضا وضع مناهج التعليم التي تم وضعها بكل دقة للمدارس التي تديرها الدولة كما عمل علي جمع وصيانة المعايير التعليمية وساعده علي ذلك إحرازه ثقة جميع نظار المعارف العمومية الذين توالوا عليها وكان أيضا أول من أدخل فن التربية في التعليم والتي إنتظمت به الدراسة بعد ذلك علي أمثل الطرق الحديثة في منظومة التعليم ولم يقتصر إهتمام يعقوب آرتين علي ميادين التعليم فقط بل تعدي ذلك إلي كل ما يهم مجال المجتمع ومنها الزراعة فكان يهتم كثيرا بأمورها وفي هذا السياق لما طرأت آفة دودة القطن والتي شغلت الحكومة والأهالي معا وهددت محصول القطن وهو المحصول الرئيسي في البلاد أوعز إلي الدكتور عثمان غالب باشا أن يقوم بالبحث عن الطرق الفعالة المبيدة لهذه الحشرة الضارة وأن يتجنب التعرض للموضوعات العلمية التي تعلو علي مدارك العامة ولا تفيد الموضوع وكان بالفعل هو أول من كشف عن دورة حياة دودة القطن وبالإضافة إلي ذلك طلب منه دراسة مشكلة مرض الندوة العسلية الذى تتسبب فيه حشرات المن والذى يصيب أزهار العديد من النباتات ويسبب إلتصاقها وإعاقة عملية التلقيح وكان الدكتور عثمان غالب باشا معروفا عنه أن له باع طويل في مجال الدراسات الطبية وكان متخصصا أيضا في التاريخ الطبيعي وله بحوث عالمية في علوم البيولوجيا وفي علم الديدان وقام بتأليف كتاب علم الحيوانات اللافقارية وفضلا عن ذلك فقد أتقن علم النبات وألف فيه كتاب مختصر تركيب أعضاء النبات ووظائفها .
وعلي المستوي السياسي يصعب تحديد الإتجاهات السياسية ليعقوب آرتين باشا لأنه أقام علاقات ودية مع الخديوي توفيق إتسمت بالمودة والإحترام وأيضا مع اللورد كرومر المعتمد السامي البريطاني في مصر ومع كبار الموظفين ومع إنجلترا وفرنسا والباب العالي ولما توفي الخديوى توفيق وخلفه إبنه الخديوى عباس حلمي الثاني كان آرتين مكروها من جانبه لإعتقاده أنه كان حليفاً للإنجليز أما الحركة الوطنية فقد إتخذت منه موقفا عدائيا بدايةً من مصطفي كامل باشا ومرورا بمحمد فريد باشا وإنتهاءا بسعد زغلول باشا وزاد هذا العداء بعد حدوث المسألة الأرمنية والمعروفة تاريخيا بإسم الإبادة الجماعية للأرمن أو مذابح الأرمن أو المحرقة الأرمنية والمقصود بها عملية القتل الجماعي الممنهج وطرد الأرمن التي حدثت في أراضي الدولة العثمانية على يد حكومة جمعية الإتحاد والترقي خلال الحرب العالمية الأولى ومع أن مجازر متفرقة قد إرتكبت بحق الأرمن منذ منتصف عام 1914م إلا أن المتفق عليه أن تاريخ بداية الإبادة هو يوم 24 أبريل عام 1915م وهو اليوم الذي جمعت فيه السلطات العثمانية مئات من المثقفين وأعيان الأرمن وإعتقلتهم ورحلتهم من إسطنبول عاصمة العثمانيين إلى ولاية أنقرة حيث لقي أغلبهم حتفهم وقد ترتب علي ذلك نزوح الآلاف من اللاجئين الأرمن إلي مصر وحاول يعقوب أرتين أن يساعد بني جلدته من الأرمن مساعدات حثيثة بحيث لا يقلق الدولة العثمانية من ناحيته ولهذا لم يتهور بتصريحات أو آراء حول القضية الأرمنية وأوضاع الأرمن في ظل حكم الدولة العثمانية وعلي الرغم من ذلك لم يسلم من الإتهامات والإنتقادات التي طالت الصفوة الأرمنية ومما هو جدير بالذكر أن يعقوب أرتين لم يهتم بفكرة القضية الأرمنية إلا بعد إستعفائه نهائيا من سلك الإدارة المصرية وهذا من خلال تأسيس الإتحاد الخيري الأرمني العام وعموما كان آرتين حريصا أشد الحرص ودائما كان يخفي بأسلوبه الدمث وجهات نظره حول المسائل الحساسة ولا يتهور بتصريحات حماسية أو مثيرة .
وعلاوة علي الإسهامات الإدارية ليعقوب آرتين باشا في الإدارة المصرية إلا أنه كانت له أيضا العديد من الإسهامات الثقافية الجديرة بالإلتفات إليها وتقييمها ووضعها في السياق العام لتطور الثقافة المصرية ومع انه كان يجيد العديد من اللغات منها العربية كما ذكرنا في السطور السابقة إلا أنه إستغرق في الثقافة الفرنسية وكتب كل نتاجه بلغتها وتجدر الإشارة إلي أنه قد إشتهر بعملين كبيرين كان أولهما ما طبع في باريس عام 1890م وترجمه علي بهجت إلي اللغة العربية بعنوان القول التام في التعليم العام وتناول فيه القضية التعليمية في مصر منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلاديين عبر عصور النهضة والإزدهار في عهد محمد علي باشا وعصور الإنحسار خلال عهدي عباس باشا الأول ومحمد سعيد باشا وعصر الإحتلال البريطاني لمصر منذ عام 1882م حتي مطلع القرن العشرين الماضي كما ناقش فيه أيضا العديد من القضايا التعليمية ومنها قضية تمويل التعليم وتعليم البنات وكان الكتاب الثاني ما طبع في القاهرة عام 1908م وترجمه سعيد عمون إلي اللغة العربية تحت مسمي الأحكام المرعية في شأن الأراضي المصرية وكان يتعلق بالأراضي ونوعها وخراج الأرض وكيفية تحصيله وأعطانا آرتين من خلاله بحثا مفصلا عن مقاسات الفدان خلال عصور مصر المختلفة ويعد هذان العملان دراستان علميتان إستندتا إلي المادة الوثائقية المودعة بالأرشيفات الحكومية هذا وقد كان آرتين يفضل أن تتحدث الجداول والإحصائيات عن نفسها من أن يقدم تفسيرا مباشرا للأشياء وكان لآرتين أيضا كتاب ثالث وهو كتاب إنجلترا في السودان وقد وضعه كنوع من المذكرات اليومية باللغة الفرنسية عن رحلة قام بها إلي السودان عام 1908م وأشار فيه آرتين عن التقدم والتحسن الملحوظ في السودان نتيجة بعض الإنجازات التي قامت بها بريطانيا في هذه البلاد .
وغير الكتب كتب آرتين أيضا العديد من المقالات باللغة الفرنسية في مجلة المجمع العلمي باللغة الفرنسية خلال الفترة الممتدة بين عام 1883م وعام 1909م تناولت الثقافة والأدب والتاريخ ناهيك عن تراجم مشاهير الأرمن في مصر وفضلا عن ذلك فقد كتب آرتين بعض الدراسات المتخصصة مثل دراسته عن السياق الذي يتناول نوعا من الكتابة المستعملة في إدارات مصر المالية إبان الحكم العثماني وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة العالم الإسلامي تحت عنوان السياقت في مصر والسياقت هو نوع من الكتابة التي كانت تستعمل بواسطة موظفي الإدارات المالية في مصر العثمانية كديوان الروزنامة والذين كان يطلق عليهم المباشرون وقد إخترع هذا الخط من اللغة العربية وأدخل إلي نظام العمل بالخزينة في القرن السادس عشر الميلادي بواسطة الناسخين وقد جعل إيجاز هذه الكتابة نموذجا للإستخدام في المساحات المحدودة المتوفرة في السجلات وهكذا أصبح هذا الخط السياقت هو أسلوب الكتابة الشفري في السجلات المالية التي كان المباشرون الأقباط يستأثرون بالعمل فيها وبمرور الوقت أصبح هذا النوع من الكتابة يورث لأبنائهم بحيث أصبحت وظيفة المباشرين حكرا عليهم .
وعلاوة علي كل ماسبق يرجع الفضل إلى يعقوب آرتين في لفت الأنظار إلى مجال أدبي كان الأدباء المصريون يهملونه إهمالا تاما ألا وهو مجال القصة والأغنية الشعبيتين ومما يستوجب الذكر هنا أن هذه القصص وتلك الأغاني لم يفكر في جمعها إلا بعض التجار من أدعياء الأدب ممن كانوا يبيعونها في طبعات رديئة وبأسلوب رخيص في الأحياء الشعبية ولم يفكر في جمعها وتصنيفها من المثقفين إلا إثنان هما يعقوب آرتين باشا ثم العالم الفرنسي الأثري جاستون ماسبيرو بعده بسنوات عديدة وقد جمع آرتين القصص الشعبية ونشرها باللغة الفرنسية في فرنسا تحت عنوان القصص الشعبية في وادي النيل وقد نشرت هذه القصص في أوروبا لبيان صور من الفولكلور المصري وحينما درس آرتين القصص الشعبية التي يسميها العامة حواديت لاحظ تعدد موضوعاتها ويرجع هذا في رأي آرتين إلي الغزوات المتعاقبة علي مصر من شعوب ذوي حضارات متباينة وقد قسم آرتين هذه القصص إلي ست مجموعات حسب مؤثراتها وهي المؤثرات الآسيوية والمؤثرات اليونانية والمؤثرات البدوية والبربرية واليهودية والمؤثرات الأفريقية والمؤثرات المصرية الأصيلة والمؤثرات العربية وكان من هذه القصص ألف ليلة وليلة وعنترة وأبو زيد الهلالي والزناتي خليفة والزيني بركات وهكذا يتضح لنا ريادة يعقوب آرتين باشا في بعض مفردات الثقافة المصرية وأخيرا ثمة ملاحظة جديرة بالتسجيل وهي أن يعقوب آرتين باشا كان من المهتمين بالفنون والآثار الإسلامية والإستشراق وقد ظل نشطا في لجنة حفظ الآثار العربية حتي وفاته في عام 1919م إذ ساهم في حفظ التراث والعناية الشديدة بتزيين دار الآثار العربية والتي أصبحت متحف الفن الإسلامي فيما بعد بالتحف النادر وجودها فضلا عن إهتمامه بالنواحي الهندسية والكشف عن حالة الآثار والتحف الموجودة تحت نطاق لجنة حفظ الآثار العربية . |