الخميس, 5 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المنيرة

المنيرة
عدد : 10-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


المنيرة هي إحدى شياخات حي السيدة زينب ذلك الحي الشعبي المعروف والذى سمي بهذا الإسم نظرا لوجود مسجد السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه والسيدة فاطمة الزهراء إبنة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم به والتي وفدت إلي مصر عام 62 هجرية بعد موقعة كربلاء ومقتل أخيها الحسين رضي الله عنه وهي تقع ما بين جاردن سيتي حي البرجوازية العليا والذى تسكنه مجموعه كبيره من الأسر الراقية وبين شياخة السيدة زينب وكانت تسكنه الطبقة الوسطي من أهل القاهرة ومن أشهر شوارعها شارع الشيخ علي يوسف وشارع إسماعيل سري باشا وشارع المواردى وشارع بستان الفاضل الذي يضم مسجد بستان الفاضل وعندما دخل الفرنسيون مصر كانت تلك المنطقة التى عرفت فيما بعد بالمنيرة والإنشاء عبارة عن برك ومستنقعات وتلال وبعض المزارع وبيوت متفرقة مثل قصر العينى وتكية البكتاشية وبيوت لبعض الأمراء المماليك وعندما حكم بالاعدام على سليمان الحلبى ورفاقة بعد محاكمتهم فى قتل الجنرال الفرنسى كليبر نفذ الحكم فى غيط قاسم بك وكان يقع بتلك المنطقة والذى أقيمت عليه فيما بعد كلية دار العلوم والمعهد الفرنسى وعندما شرع محمد على باشا فى تعمير هذه المنطقة أزيلت التلال التي كانت بالمنطقة وردمت البرك والمستنقعات وغرست أشجار الزيتون وأصبحت المنطقة التي تقع فى نطاق منطقة الإسماعيلية التى تم تخطيطها أيام الخديوى إسماعيل وعرف الجزء الشمالى منها شرق شارع قصر العينى بالإنشاء لكثرة القصور والمبانى به وعرف الجزء الجنوبى وكان يفصل بينهما شارع الإنشاء الذى أصبح إسمه حاليا شارع صفية زغلول ويقابل هذه المنطقة فى الإتجاه الآخر من شارع القصر العينى المنطقة المعروفة حاليا بجاردن سيتى . وقد أطلق علي المنطقة المعروفة بالمنيرة حاليا عندما أقيمت الأفراح التي سميت بأفراح الأنجال حيث قام الخديوى إسماعيل في عام 1873م بتنظيم إحتفالات كبيرة بمناسبة زواج أنجاله من البنين والبنات إذ تزوج إبنه الأكبر وولي عهده الأمير محمد توفيق باشا من الأميرة أمينة هانم إلهامى إبنة الأمير إبراهيم إلهامي باشا إبن عباس ياشا الأول والي مصر وتزوج إبنه الثانى الأمير حسين كامل الذى أصبح بعد ذلك سلطانا علي مصر تحت إسم السلطان حسين كامل من الأميرة عين الحياة بنت الأمير أحمد رفعت باشا إبن القائد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا الذى كان قد غرق في عام 1858م فى حادث قطار مأساوى عند مدينة كفر الزيات كما تزوج الأمير حسن باشا من الأميرة خديجة هانم بنت الأمير محمد على الصغير إبن والي مصر محمد على باشا الكبير وكذلك تزوجت الأميرة فاطمة هانم إبنة الخديوى إسماعيل وهى التى قدمت مجوهراتها وأراضيها بعد ذلك لإنشاء أول جامعة مصرية وقدمت قصرها بحي الدقى ليصبح مقرا لأول متحف زراعى فى الشرق من الأمير محمد طوسون باشا إبن محمد سعيد باشا إبن محمد على باشا الكبير وإمتدت هذه الأفراح ٤٠ يوما وكان مقرها المنطقة التى حملت بعد ذلك إسم حى المنيرة بسبب الأنوار التى شهدتها هذه المنطقة خلال مدة هذه الإحتفالات وكان الطعام يوزع بشكل شبه يومي خلال هذه المدة علي العامة كما كان يتم توزيع الماء المثلج المضاف إليه ماء الورد وماء الزهر عليهم ومازالت هناك حتى الآن فى منطقة المنيرة منطقة وشارع بإسم شارع المواردى وفضلا عن ذلك فقد تم إنارة المنطقة مابين كوبرى قصر النيل وقصر عابدين وحدائق القصر .

إشتهرت منطقة المنيرة في سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادى بقصر المنيرة والذى يقع فى شارع الشيخ على يوسف وينسب هذا القصر إلي الأميرة منيرة هانم سلطان إبنة السلطان العثمانى عبد المجيد الأول التى تزوجت من الأمير إبراهيم إلهامى باشا إبن والى مصر عباس باشا الأول عام 1857م وقيل أيضا إن منطقة المنيرة قد سميت بهذا الإسم نسبة الى إسم صاحبة هذا القصر وقد إستقبل هذا القصر أيضا مبعوث السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى عام 1892م عند تنصيب الخديوى عباس حلمى الثانى واليا علي مصر وكان آخر خديوى لمصر والسودان وإزدانت حينذاك حدائقه الغناء التى لاتزال آثارها باقية تحيط بالمبنى العتيق الذى يحوى بين جدرانه حاليا أهم مكتبة ومطبعة حول العالم متخصصة فى علم المصريات وقد إشتهرت منطقة المنيرة أيضا بالقصور الثلاثة التى أنشأها الخديوى إسماعيل لبناته وهى موجودة حتى الآن وتشغلها عدد من الوزارات المهمة فقد بنى الخديوى إسماعيل قصرين منها كان كل منهما على مساحه 9 أفدنة الأول لإبنته بالتبنى فائقة هانم التى تزوجت من مصطفى باشا بن إسماعيل صديق باشا المعروف بالمفتش شقيق الخديوى إسماعيل في الرضاعة وياوره الخاص وتشغله حاليا وزارة التربية والتعليم وقصرا لإبنته الأميرة جميلة زوجة محرم باشا بن كينج شاهين ناظر الجهادية عام 1879م وتشغله الآن بموقعه ثلاث وزارات هى الإسكان فى مبنى القصر نفسه ووزارتا البحث العلمى والتموين على أرض حديقته أما القصر الثالث الذى بناه الخديوى إسماعيل فكان بشارع الفلكى وكان يخص الأميرة توحيدة زوجة منصور باشا أحد أعضاء المجلس الخصوصى وشغلته لفترة وزارة الحربية كما تضم منطقة المنيرة عدد ثلاثة قصور لإسماعيل صديق باشا المفتش الأول بموقعة الآن وزارة الداخلية والثانى المبنى السابق لوزارة العدل أما الثالث ويطل على ميدان لاظوغلى وكانت تشغلة لفترة وزارة المالية والآن يتم ترميمة وتجديده .

ومن أهم المعالم الحديثة بمنطقة المنيرة كلية دار العلوم وحديقتها والتي تتبع حاليا جامعة القاهرة وكانت تسمي من قبل مدرسة دار العلوم والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1872 ثم تطورت مع الزمن إلى أن أصبحت إحدى المدارس العالية وظلت كذلك إلى أن ضمت لجامعة القاهرة عام 1946م وأصبحت تسمى كلية دار العلوم محتفظة بإسمها التاريخي العزيز وجدير بالذكر أن كلمة علوم التي يضمها إسم الكلية تعني العلوم العربية والإسلامية وهي تخرج متخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات الإسلامية ويستطيع المتخرج منها أن يعمل في ميدان تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في مراحل التعليم المختلفة بعد أن يحصل على دبلومة تربوية من إحدى كليات التربية طبقا لقانون التعليم لسنة 2007م وتعديلاته كما يمكنه العمل في مجالات أخرى مثل الصحافة والإذاعة المرئية والمسموعة ومن معالم منطقة المنيرة أيضا مدرسة السنية الثانوية للبنات والتي تعد أعرق مدارس البنات في مصر والتي أنشئت في عام 1873م في عهد الخديوي إسماعيل وكان ذلك من أهم إنجازاته في مجال التعليم حيث تبنت هذه الفكرة جشم آفت هانم الزوجة الثالثة للخديوي إسماعيل وقد نشرت جريدة الوقائع المصرية في عددها رقم 519 الصادر في شهر أغسطس عام 1873 خبر إنشاء المدرسة تحت عنوان إنشاء مدرسة للبنات داخلية وخارجية للتثقيف والتعليم وكانت هذه المدرسة هي النواة الأولى لتعليم البنات في مصر والشرق الأوسط كله حيث لم يكن للبنات حتي ذلك الوقت من سائر الطبقات مدارس لتعليمهن وكان الجهل مخيم عليهن اللهم إلا من كن يتعلمن في بيوت آبائهن وأهلهن وكانوا قلة وكان مبنى هذه المدرسة تحفة معمارية رائعة إستخدمت فيها الأخشاب والزخارف الفنية بأسلوب راق يعكس حجم النهضة التي شهدتها مصر في عصر الخديوي إسماعيل وكانت تسمي في البداية مدرسة السيوفية حيث كان مقرها في الشارع المعروف بنفس الإسم وكان هذا المقر هو دار الأمير طاز والذى يقع بجوار المدرسة البندقدارية وكانت القيمة الإيجارية لذلك المبنى ستة جنيهات يدفعها ديوان المدارس لديوان الأوقاف ثم تنازل ديوان الأوقاف عن الإيجار نظير قيام المعارف بما يلزمها من ترميمات وظلت بهذا المقر حتي عام 1889م وفي هذا العام أعاد ديوان المعارف تنظيم المدرسة ونقلها إلى منزل حافظ بك رمضان بشارع المبتديان بإيجار شهري قدره 22 جنيها وبعقد مدته ثلاث سنوات وبعد إنتهاء مدة العقد نقلت إلى مبناها الحالي الواقع بشارع خيرت في مواجهة شارع المبتديان أي أن المقر الحالي للمدرسة ثابت منذ عام 1891م وحتى الآن ومنذ ذلك الحين أطلقت عليها نظارة المعارف إسمها الحالي المدرسة السنية نظرا للتعديلات والأنظمة التي جعلتها في مرتبة أعلى مما كانت عليه من قبل حيث جعلتها نظارة المعارف نواة أولى لنظام تعليم البنات في مصر ومما يذكر أنه كان بهذه المدرسة حين إفتتاحها نحو مائتي تلميذة وبلغ عددهن في العام التالي 1874م أربعمائة تلميذة وكن يتعلمن مجانا فضلا عن الإنفاق على مأكلهن وملبسهن وكن يتعلمن القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم والحساب والجغرافيا والتاريخ والتطريز والنسيج وغير ذلك من الصناعات وكان لطالبات مدرسة السنية دور بارز وكبير في مظاهرات ثورة عام 1919م حينما خرجن لأول مرة للإشتراك في مظاهرة سياسية ضد الإحتلال الإنجليزي ووقفن مع الرجال يطالبن بإنسحاب الإحتلال من مصر وكان عقاب الطالبات في ذلك العام هو إلغاء السنة الدراسية على يد مديرة المدرسة أنذاك التي كانت إنجليزية وأبقت جميع الطالبات لإعادة السنة الدراسية عقابا لهن على وطنيتهن وقد تخرج من المدرسة السنية طالبات على مستوى كبير من الثقافة والعلوم وقادوا المجتمع المصري في القرن العشرين من بينهم الكاتبة والشاعرة ملك حفني ناصف التي إشتهرت بإسم باحثة البادية ورائدة التعليم في مصر نبوية موسى التي كانت أول فتاة تحصل على البكالوريا في مصر بالإضافة إلى وزيرة التأمينات والشئون الإجتماعية السابقة الدكتورة عائشة راتب وكانت أول من طالبت بتولي المرأة منصب وكيل النائب العام وأيضا الصحفية والكاتبة الكبيرة أمينة السعيد أول إمرأة تحترف الصحافة وتتولى منصب رئيس تحرير حيث تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى رئاسة تحرير مجلة حواء وكان من خريجات المدرسة أيضا الأستاذة مفيدة عبد الرحمن أشهر محامية في مصر والتي عرفت بالدفاع عن قضايا المرأة وهناك أيضا كل من إنصاف سري وفاطمة فهمي ودولت الصدر ونازلي الحكيم وزينب عبده والمذيعة اللامعة صفية المهندس رئيسة الإذاعة سابقا وسامية صادق رئيسة التليفزيون سابقا وعلاوة علي ما سبق فإن من المعالم الحديثة أيضا في منطقة المنيرة مستشفي المنيرة العام ومستشفي أبو الريش للأطفال ومما يذكر أيضا عن منطقة المنيرة أنه كان هناك لها وجود في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية منها مسلسل شارع المواردي إنتاج عام 1990م ومسلسل أيام المنيرة إنتاج عام 1994م وفيلم قهوة المواردي إنتاج عام 1981م .
 
 
الصور :