الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

حارة الرفاعية

حارة الرفاعية
عدد : 10-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


حارة الرفاعية حارة متفرعة من شارع سوق السلاح بحي الدرب الأحمر بالقاهرة والذى يعد من أقدم مناطق القاهرة التاريخية حيث يضم 65 أثرا إسلاميا وهو يقع في منطقة وسط القاهرة ويحده شمالا حي الجمالية وغربا حي الموسكي وحي عابدين وحي السيدة زينب وجنوبا حي الخليفة وشرقا طريق النصر وتبلغ المساحة الكلية له 7.74 كم مربع بينما تبلغ المساحة المأهولة له 2.7 كم مربع وهو يشتهر بطابعه التجاري والحرفي والسياحي والديني فتوجد به أكبر وأقدم الشوارع والأسـواق لتجارة الجملة والتجزئة والمنتجات الحرفية بل سميت بعض الشياخات بأسماء الحرف المشهورة بها مثل شياخة سوق السلاح والنحاسين والكحكيين والخيامية والصنادقية وترجع تسمية شارع الدرب الأحمر بهذا الإسم إلى أشهر قصة وحكاية في تاريخ الشارع وهي مذبحة القلعة التي تمر ذكراها في شهر مارس من كل عام والتي تخلص فيها محمد على باشا من المماليك عام 1811م وتعد واحدة من أكثر حكايات القلعة إثارة حيث إستغل محمد علي باشا مناسبة خروج الجيش المصري لبلاد الحجاز فدعا المماليك لوليمة كبيرة وعقب إنتهائها أخذهم معه لتوديع الجيش من باب العزب الذي يمر بطريق صخري منحدر بالقلعة فسار المماليك معه خلف الجيش وبمجرد وصولهم إلى ذلك الباب المطل على أحد شوارع القاهرة أمر بإغلاق الباب ليبدأ الجنود في إطلاق رصاص بنادقهم على المماليك الذين لم ينج منهم سوى واحد فقط جرى وقفز بحصانه من أحد أسوار القلعة وقد قال المؤرخون عن هذا الأمر إن دماء قتلى المماليك أغرقت المكان وإندفعت إلى الطريق المجاور للباب وعلى الرغم من أوامر محمد علي باشا لجنوده بغسل الطريق إلا أن لون أرضه ظل أحمر من كثرة الدماء التي إلتصقت بالأرض حيث أن الله أمر الأرض منذ بدء الخليقة ألا تشرب الدماء وهو ما جعلهم يطلقون عليه إسم الدرب الأحمر الذي لا يزال أحد أشهر المناطق الشعبية المصرية حتى الآن ومن أهم شوارع حي الدرب الأحمر :-

-- شارع الدرب الأحمر ويبدأ من باب زويلة أو بوابة المتولي حتي شارع التبانة وقد ذكره المقريزي وسماه بحارة اليانسية . -- شارع أحمد ماهر حاليا شارع تحت الربع بفتح الراء سابقا وهو من أشهر شوارع الحي . -- شارع المغربلين وقد سمي المغربلين نسبة للحرفة النشطة في هذه المنطقة بحكم إتساع تجارة الحبوب فقد كان من أهم مايميز هذا الشارع مهنة غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من شوائب ومنطقة المغربلين تعتبر منطقة شعبية ذات تاريخ بمنطقة وسط القاهرة وهناك شياخة بحي الدرب الأحمر تسمي شياخة المغربلين والتي يحدها من الشوارع من الجهة البحرية شارع الدرب الأحمر بداية من ميضة رضوان حتى تقابله مع شارع التبانة ومن الجهة الشرقية شارع التبانة وسكة المردانى حتى جامع المردانى ومن الجهة القبلية درب الدالى حسين بضفتيه حتى تقابله بشارع المغربلين ومن الجهة الغربية شارع المغربلين بضفتيه .


-- شارع الجنباكية وكان يسمي شارع السروجية سابقا ومنطقة السروجية إشتهرت بأنها كانت تبيع تجهيزات الخيول للفرسان من سروج مطعمة بالذهب والفضة وأيضا اللباد الذي كان يوضع على ظهر الخيل تحت السرج الجلدي لحمايته من الإحتكاك .
-- شارع قصبة رضوان وكان يسمي الخيامية سابقا والخيامية كانت صناعة وتجارة رائجة حيث كانت تصنع الخيام للسلاطين والأمراء والأعيان وكانت السرادقات تنصب وتركب في المواسم والأعياد والإحتفالات وكانت تمر من أمامهم عربات السوارس التي كانت تأتي من القلعة لشراء الخيام إضافة إلى عربات سوارس التجار التي تمر من باب زويلة حتى تدخل سوق الغورية والعربة السوارس هي العربة التي تجرها الخيول .
-- شارع سوق السلاح أو شارع علوي حافظ والذى كان نائبا عن الحي في مجلس الشعب لعدة دورات برلمانية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين الماضي ويعود تاريخ هذا الشارع إلى ما يزيد على 700 عام وكان يطلق عليه في البداية سويقة العزي نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر أحد أمراء دولة المماليك البحرية الذي يقال إنه كان يسكن فيه ولكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع إسم سوق السلاح نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على إختلاف أنواعها فيه من رماح وسيوف ودروع حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر ولكن ومع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة تحولت الورش الموجودة في الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق وفي الخمسينيات من القرن العشرين الماضي إختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا وتحولت أنشطة المحلات إلى مجالات أخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق للسلاح .
-- شارع القلعة وكان يسمي شارع محمد علي سابقا .
-- شارع بورسعيد وكان يسمي شارع الخليج المصري سابقا .

ومن الملاحظ أن مدينة القاهرة قد زخرفت منذ نشأتها بالمبانى الرائعة والأسوار والبوابات التى صممت لأغراض مختلفة أهمها الحماية من الأعداء ومن هذه الأبواب باب الوزير وهو أحد أبواب القاهرة الخارجية في سورها الشرقي وقام بفتحه الوزير نجم الدين محمود بن شروين المعروف بوزير بغداد وقت أن كان وزيرا للملك المنصور أبو بكر بن محمد بن قلاوون في عام 482 هجرية الموافق عام 1341م ولذا فقد عرف منذ ذلك الوقت بإسم باب الوزير وإليه ينسب شارع باب الوزير وقرافة باب الوزير وهذا الباب لا يزال قائما إلى اليوم وقد جدده في أواخر العصر المملوكى الأمير طراباي الشريفي صاحب القبة المجاورة للباب في عام 909 هجرية الموافق عام 1503م والشارع الممتد من القلعة وحتي بداية شارع الدرب الأحمر مقسم إلى ثلاث أجزاء كل جزء له إسم لكنها جميعا إمتداد لنفس الشارع الجزء الأول سكة المحجر ثم شارع باب الوزير وأخيرا شارع التبانة وهذا الشارع من الشوارع المهمة جدا في الدرب الأحمر نظرا لوجود آثار مملوكية وعثمانية وبيوت أثرية من القرن التاسع عشر الميلادى بداخله مازالت تحتفظ الى حد كبير برونقها وإن كان الكثير منها قد تم هدمه حاليا نظرا لعدم تسجيله كأثر وبخصوص حارة الرفاعية بالدرب الأحمر فتعود تسميتها بهذا الإسم إلي الطريقة الصوفية المعروفة بإسم الطريقة الرفاعية والتي تعود سيرتها في مصر إلى القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادى عندما بدأت مصر التعرف على مبادئ التصوف على يد ضيف عراقي يدعى أبو الفتح الواسطي الذي جاء إلى مصر بوصية من إمامه القطب الصوفي أحمد الرفاعي المسمى عند أتباعه بالرفاعي الأكبر وتقوم هذه الطريقة علي العمل بمقتضي الكتاب والسنة ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة والإكثار من الذكر وقراءة الأذكار والأوراد وذلك وفق إرشادات الشيخ الرفاعي الأكبر وتوجيهاته مع ضرورة التسليم والإنقياد له والإنصياع لأوامره وعلي أتباع هذه الطريقة أن يتمسكوا بالكتاب والسنة ثم تعاليم الشيخ وأن يعملوا بما قاله من الإلتزام بالسنة وموافقة السلف الصالح علي حالهم ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس وتحمل البلاء ولبس الوقار وإجتناب الجفاء وقد أشار عليه بالذهاب إلى الإسكندرية لنشر منهج طريقته الرفاعية وقد نزل الضيف العراقي المشار إليه بالإسكندرية عام 620 هجرية وعمل على نشر منهج إمامه على مدار 12 عاما مات بعدها ودفن بمسجد يعرف اليوم بمسجد الواسطي وبعد ذلك بنصف قرن إستقبلت مصر ضيفا عراقيا جديدا هو الحفيد الأقرب للرفاعي الأكبر ويدعى أحمد الصياد الذي طاف عقب وفاة جده دولا عربية كثيرة كان من ضمنها مصر ناشرا منهج جده في التصوف وعندما نزل الصياد إلي مصر تزوج من إبنة أحد أمراء المماليك لينجب علي أبو شباك الذي أسس بعد ذلك فرع الطريقة في مصر ويطلق عليه مريدو الطريقة الرفاعي الصغير نسبةً لجده القطب الصوفي أحمد الرفاعي .

ومن أهم المعالم المتواجدة بحارة الرفاعية ضريح ورباط أحمد بن سليمان الرفاعى والذى أنشأه القطب الصوفي أحمد بن سليمان الرفاعي خلال عهد دولة المماليك البحرية وذلك عام 690 هجرية الموافق عام 1291م والذى كان من كبار مشايخ الطريقة الرفاعية ومن أفراد أسرتها وكان قد أخذ عن والده والمعروف باسم البطائحى الكبير لقب شيخ رواق ببلدة أم عبيدة ببلاد العراق التي نشأت بها هذه الطريقة وعرف عنه أنه كان ذا سمت حسن وقبول عظيم وقد دخل مصر وأقام بها شيخا للحديث ومذكرا على الطريقة الرفاعية وبني بها زاوية وتخطيط هذا الأثر عبارة عن مساحة مستطيلة يقع مدخلها في الجهة الغربية بينما يقع الضريح في الركن الشرقي منها وهو يتكون من مساحة مربعة تغطيها قبة ترتكز على ثلاثة صفوف من المقرنصات

ومن معالم حارة الرفاعية أيضا مسجد وضريح الشيخ سعود الرفاعى والذى تعلوه قبة مميزة والذى يعد صاحبه أيضا من نسل القطب الأكبر أحمد الرفاعي .

إشتهر أتباع الطريقة الرفاعية بقدرتهم علي إخراج الثعابين والحيات من جحورها بعد قراءة قسم معين وتعويذة تسمي الكفكفية وبمجرد تلاوتها يتم قراءة قسم خاص يقول أقسمت عليك أيها الثعبان أو الحية بهذه الكافات وما فيها من الكفايات وأسرارها التامة فلا تؤذني بأنفاسك السامة وأن تأتي أمامي خاضعا خاشعا والا كنت من العاصين لله رب العالمين وهنا تخرج الثعابين من جحورها أو مخبئها وديعة هادئة آمنة‏ ولحظة أن تظهر رأسها يقوم الرفاعي بإعطائها الأمان كما أعطت هي الأمان لصاحب القسم‏ ويقول أتباع الطريقة الرفاعية إن تلاوة هذا القسم والإخلاص بعده وطاعة الله تسخر لك الأشياء وتصبح تحت طوعك أو علي حد قولهم كل ما تمشي مع الله تكون عبدا ربانيا وإن هناك من يدعون أنهم رفاعية ويقومون بالنصب علي الناس من خلال وضع بعض الثعابين علي وسطهم ويقومون بعد ذلك برميها داخل أحد المنازل ثم يقومون بعد ذلك بزيارة صاحب المنزل ويقولون له إن داخل منزله ثعبانا كبيرا ويجب إخراجه ويتم الإتفاق علي المبلغ الذى سيتقاضونه وغالبا ما يكون كبيرا ويدخل بعصاه التي وضع عليها بعضا من دهن الثعبان فيحضر الثعبان متبعا حاسة الشم القوية عنده وإن مثل هؤلاء يسيئون إلي متبعي الطريقة الرفاعية حيث لا يتقاضي الرفاعية الحقيقيون أجرا عما يفعلونه من خير حيث أن ذلك نفحة ربانية لا يجوز لأي إنسان أن يجعلها تجارة أو حرفة أو أن تستخدم في أعمال الدجل والشعوذة والنصب .
 
 
الصور :