بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
ميدان فيكتوريا أحد أهم ميادين حي الساحل وهو أحد أحياء القاهرة التي إنفصلت عن حي شبرا في نهاية ثمانينيات القرن العشرين الماضي وهو يضم العديد من معالم منطقة شمال القاهرة مثل مستشفى الساحل التعليمي والتي تعد من أوائل المستشفيات التابعة للدولة حيث إنفردت بإجراء عمليات زراعة الكبد بالمستشفيات الحكومية ولأول مرة تحت إشراف فريق طبي مصري خالص 100% ومستشفى الرمد ومستشفى معهد ناصر الذي يعد من أهم وأكبر المستشفيات المصرية على الإطلاق حاليا كما يوجد به مسجد من أشهر المساجد بالقاهرة وهو مسجد الخازندارة وهو من أقدم مساجد مصر وأكبرها مساحة والملحق به معهد ديني كبير وعريق كما أن به مساجد كثيرة وعريقة أخرى مثل مسجد أبو الفضل ومسجد الشرايفة ومسجد الإصلاح والذين يعدون من أكبر المساجد والجمعيات الخدمية في القاهرة ومسجد بركات وهو أكبر وأقدم مسجد في هذا الحي وكان يوجد به مئذنة كبيرة وضخمة ولكن للأسف الشديد تصدعت في زلزال شهر أكتوبر عام 1992م ويصل عمر هذا المسجد إلي أكثر من 100 عام بالإضافة إلي كنيسة ودير القديسة سانت تريزا ومن أهم مناطق حي الساحل المنتزة والخلفاوى والمظلات وميدان فيكتوريا وميدان المماليك وبالحي العديد من المدارس المشهورة في القاهرة كمدرسة جلال فهمي الفنية ومدرسة روض الفرج الثانوية العسكرية ومدرسة طارق بن زياد التجريبية للغات ومدرسة حافظ إبراهيم التجريبية المشتركة للغات ومدرسة التوفيقية الثانوية كما يمر بالحي الخط الثاني من خطوط مترو الأنفاق شبرا الخيمة المنيب وله 3 محطات في نطاق الحي هي شبرا المظلات والخلفاوى وسانت تريزا .
ويعتبر حي الساحل هو المدخل الشمالي لمحافظة القاهرة بالنسبة لمحافظات الوجه البحري وقد سمى بهذا الإسم لوجود ساحل الغلال علي نهر النيل بشارع كورنيش النيل الذى يوجد بالجانب الغربي من الحي بمساحة قدرها 5.5 كيلو متر مربع وتبلغ المساحة الكلية له 10.6 كيلو متر مربع والمساحة المأهولة 2.612 كيلو متر مربع ويحده من جهة الشمال قسم أول شبرا الخيمة التابع لمحافظة القليوبية ومن جهة الجنوب أحياء روض الفرج وشبرا التابعان لمحافظة القاهرة ومن جهة الشرق حي الزاوية الحمراء وحي الشرابية التابعان لمحافظة القاهرة أيضا ومن جهة الغرب ًنهر النيل .
وتلتقي عند ميدان فيكتوريا الذى يعد من أهم وأشهر معالم حي الساحل شوارع الترعة البولاقية ونصر الإسلام وعبد الحميد الديب وكمال حسن كامل وهو ينسب إلى سيدة مصرية قبطية إسمها فيكتوريا التى كانت تمتلك مساحة ضخمة من الأرض المحيطة بالميدان المشار إليه حيث كانت تمتلك المربع المحيط به بالكامل وكان يقع الميدان فى قلبها وكانت تؤجر بعض أجزاء من أرضها بحق الإنتفاع وكان يطل على الميدان سوق كبير للخضر والفاكهة قبل تأميم الأرض فى الستينيات من القرن العشرين الماضي وتبقى لها جزء بسيط من الأراضى والعقارات وكانت السيدة فيكتوريا قد تزوجت من مصرى مسلم وأسلمت عقب زواجها وإنتقلت أملاكها إلى أبنائها وأحفادها وإستمر أحد أبنائها يمتلك أحد العقارات المطلة على الميدان وآخر يمتلك محطة البنزين المطلة على الميدان وفي الفترة ما بين عام 1980م وحتي عام 1985م إنتهت علاقة أبناء وأحفاد السيدة فيكتوريا بالمنطقة ببيع ما تبقى لهم من ممتلكات فيها .
وبخصوص شارع الترعة البولاقية الذى يخترق ميدان فيكتوريا فهو يعد ومعه شارع شبرا الرئيسي وشارع أحمد حلمي من أهم شوارع المنطقة فالشوارع الثلاثة تمتد بالتوازي لتقطع حي شبرا وحي الساحل طولا وبينها شوارع كثيرة متقاطعة معها أشهرها جميعا شارع خلوصي الذي يربط مابين شارعي الترعة البولاقية وشبرا وهو أحد أهم الشوارع التجارية بها وشارع أحمد بدوي الذي يصل بين أحمد حلمي والترعة البولاقية وشبرا وترجع تسمية هذا الشارع بهذا الإسم نظرا لوجود ترعة قديمة كانت تربط بين حي بولاق أبوالعلا وحي شبرا ولذلك سمى الشارع بإسم الترعة البولاقية ومازال جزء من هذا الشارع يقع حتى الآن بحي بولاق من ناحية السبتية والقللي وهو يشتهر بوجود عدد كبير من محلات قطع غيار وإكسسوارات السيارات أما شارع عبد الحميد الديب والذى ينتهي بميدان فيكتوريا فهو ينسب لعبد الحميد باشا الديب ثاني رؤساء الغرفة التجارية بمدينة الإسكندرية التي تأسست عام 1922م وكان رئيسها محمد توفيق شوقى ثم تولي رئاستها بعده عبد الحميد باشا الديب خلال الفترة من يوم 1 يوليو عام 1925م حتي يوم 7 أغسطس عام 1927م حيث كانت قد ظهرت حينذاك أول محاولة لإنشاء غرفة تجارية فى مصر بمدينة الإسكندرية وبعد عام تأسست الغرفة التجارية بالقاهرة ثم في عام 1937م تأسست الغرفة التجارية بمدينة بور سعيد وفي عام 1941م تأسست الغرفة التجارية بمدينة دمياط وجدير بالذكر أنه كانت للجاليات الأجنبية في مصر حينذاك غرف تجارية تعبر عنها وتنظم تجارتها وترعي مصالحها وكان من هذه الغرف الغرفة الإنجليزية وتأسست عام ١٨٨٠م والغرفة الإيطالية وتأسست في عام ١٨٨٤م والغرفة اليونانية التي تأسست عام ١٩٠١م .
وبخصوص شارع نصر الإسلام فتعود تسميته إلي وجود مبني المقر الرئيسي لجمعية خيرية به تسمي جمعية نصر الإسلام يتكون من عدد 14 طابقا والتي قامت بتأسيس مسجد ومستشفي ومدرسة بهذا الشارع وقامت بتجميل ميدان فيكتوريا وكانت قد حاولت منذ 12 عاما أن تغير إسم الميدان ليكون بإسمها حيث كانت كل مرة تقوم فيها بتجميل الميدان تقوم برفع لافتة عليه تحمل إسم ميدان نصر الإسلام لكن عاد للميدان إسمه مؤخرا حيث أن هذه الواقعة تمثل تجاوز للقانون فى الشارع المصرى فتغيير أسماء الشوارع والميادين يخضع لقوانين وقواعد كثيرة وعدد من القرارات التي لابد من صدورها عن الإدارات المحلية إلى جانب أن هناك لجنة معنية بتعديل وتغيير أسماء الشوارع داخل كل محافظة ويرجع ذلك إلى أن تسمية الشوارع والميادين يعد تعبيرا عن هوية كل منطقة وهوية الوطن . |