بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
شارع التبانة هو أحد شوارع حي الدرب الأحمر الذى يعد من أقدم مناطق القاهرة التاريخية حيث يضم 65 أثرا إسلاميا وهو يتبع حي منطقة وسط القاهرة ويحد حي الدرب الأحمر شمالا حي الجمالية وغربا حي الموسكي وحي عابدين وحي السيدة زينب وجنوبا حي الخليفة وشرقا طريق النصر وتبلغ المساحة الكلية له 7.74 كم مربع بينما تبلغ المساحة المأهولة له 2.7 كم مربع وهو يشتهر بطابعه التجاري والحرفي والسياحي والديني فتوجد به أكبر وأقدم الشوارع والأسـواق لتجارة الجملة والتجزئة والمنتجات الحرفية بل سميت بعض الشياخات بأسماء الحرف المشهورة بها مثل شياخة سوق السلاح والنحاسين والكحكيين والخيامية والصنادقية وترجع تسمية شارع الدرب الأحمر بهذا الإسم إلى أشهر قصة وحكاية في تاريخ الشارع وهي مذبحة القلعة التي تمر ذكراها في شهر مارس من كل عام والتي تخلص فيها محمد على باشا من المماليك عام 1811م وتعد واحدة من أكثر حكايات القلعة إثارة حيث إستغل محمد علي مناسبة خروج الجيش المصري لبلاد الشام فدعا المماليك لوليمة كبيرة وعقب إنتهائها أخذهم معه لتوديع الجيش من باب العزب الذي يمر بطريق صخري منحدر بالقلعة فسار المماليك معه خلف الجيش وبمجرد وصولهم إلى ذلك الباب المطل على أحد شوارع القاهرة أمر بإغلاق الباب ليبدأ الجنود في إطلاق رصاص بنادقهم على المماليك الذين لم ينج منهم سوى واحد فقط جرى وقفز بحصانه من أحد أسوار القلعة وقد قال المؤرخون عن هذا الأمر إن دماء القتلى أغرقت المكان وإندفعت إلى الطريق المجاور للباب وعلى الرغم من أوامر محمد علي لجنوده بغسل الطريق إلا أن لون أرضه ظل أحمر من كثرة الدماء التي إلتصقت بالأرض حيث أن الله أمر الأرض منذ بدء الخليقة ألا تشرب الدماء وهو ما جعلهم يطلقون عليه إسم الدرب الأحمر الذي لا يزال أحد أشهر المناطق الشعبية المصرية حتى الآن ومن أهم شوارع حي الدرب الأحمر :-
-- شارع الدرب الأحمر ويبدأ من باب زويلة أو بوابة المتولي حتي شارع التبانة وقد ذكره المقريزي وسماه بحارة اليانسية . -- شارع أحمد ماهر حاليا شارع تحت الربع بفتح الراء سابقا وهو من أشهر شوارع الحي . -- شارع المغربلين وقد سمي المغربلين نسبة للحرفة النشطة في هذه المنطقة بحكم إتساع تجارة الحبوب فقد كان من أهم مايميز هذا الشارع مهنة غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من شوائب ومنطقة المغربلين تعتبر منطقة شعبية ذات تاريخ بمنطقة وسط القاهرة وهناك شياخة بحي الدرب الأحمر تسمي شياخة المغربلين والتي يحدها من الشوارع من الجهة البحرىة شارع الدرب الأحمر بداية من ميضة رضوان حتى تقابله مع شارع التبانة ومن الجهة الشرقية شارع التبانة وسكة المردانى حتى جامع المردانى ومن الجهة القبلية درب الدالى حسين بضفتيه حتى تقابله بشارع المغربلين ومن الجهة الغربية شارع المغربلين بضفتيه .
-- شارع الجنباكية وكان يسمي شارع السروجية سابقا ومنطقة السروجية إشتهرت بأنها كانت تبيع تجهيزات الخيول للفرسان من سروج مطعمة بالذهب والفضة وأيضا اللباد الذي كان يوضع على ظهر الخيل تحت السرج الجلدي لحمايته من الإحتكاك .
-- شارع قصبة رضوان وكان يسمي الخيامية سابقا والخيامية كانت صناعة وتجارة رائجة حيث كانت تصنع الخيام للسلاطين والأمراء والأعيان وكانت السرادقات تنصب وتركب في المواسم والأعياد والإحتفالات وكانت تمر من أمامهم السوارس التي كانت تأتي من القلعة لشراء الخيام إضافة إلى سوارس التجار التي تمر من باب زويلة حتى تدخل سوق الغورية والسوارس هي العربة التي تجرها الخيول .
-- شارع سوق السلاح أو شارع علوي حافظ والذى كان نائبا عن الحي في مجلس الشعب لعدة دورات برلمانية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين الماضي ويعود تاريخ هذا الشارع إلى ما يزيد على 700 عام وكان يطلق عليه في البداية سويقة العزي نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر أحد أمراء دولة المماليك البحرية الذي يقال إنه كان يسكن فيه ولكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع إسم سوق السلاح نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على إختلاف أنواعها فيه من رماح وسيوف ودروع حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر ولكن ومع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة تحولت الورش الموجودة في الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق وفي الخمسينيات من القرن العشرين الماضي إختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا وتحولت أنشطة المحلات إلى مجالات أخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق للسلاح .
-- شارع القلعة وكان يسمي شارع محمد علي سابقا .
-- شارع بورسعيد وكان يسمي شارع الخليج المصري سابقا .
ومن الملاحظ أن مدينة القاهرة قد زخرفت منذ نشأتها بالمبانى الرائعة والأسوار والبوابات التى صممت لأغراض مختلفة أهمها الحماية من الأعداء ومن هذه الأبواب باب الوزير وهو أحد أبواب القاهرة الخارجية في سورها الشرقي وقام بفتحه الوزير نجم الدين محمود بن شروين المعروف بوزير بغداد وقت أن كان وزيرا للملك المنصور أبو بكر بن محمد بن قلاوون في عام 482 هجرية الموافق عام 1341م ولذا فقد عرف منذ ذلك الوقت بإسم باب الوزير وإليه ينسب شارع باب الوزير وقرافة باب الوزير وهذا الباب لا يزال قائما إلى اليوم وقد جدده في أواخر العصر المملوكى الأمير طراباي الشريفي صاحب القبة المجاورة للباب في عام 909 هجرية الموافق عام 1503م والشارع الممتد من القلعة وحتي بداية شارع الدرب الأحمر مقسم إلى ثلاث أجزاء كل جزء له إسم لكنها جميعا إمتداد لنفس الشارع الجزء الأول سكة المحجر ثم شارع باب الوزير وأخيرا شارع التبانة وهذا الشارع من الشوارع المهمة جدا في الدرب الأحمر نظرا لوجود آثار مملوكية وعثمانية وبيوت أثرية من القرن التاسع عشر الميلادى بداخله مازالت تحتفظ الى حد كبير برونقها وإن كان الكثير منها قد تم هدمه حاليا نظرا لعدم تسجيله كأثر ويبدأ شارع التبانة من نهاية شارع الدرب الأحمر عند مدخل حارة زرع النوى وينتهى عند دار مناسبات باب الوزير ففي بداية هذا الشارع نجد مسجد الأمير قجماس الإسحاقي أو أبو حريبة ثم مسجد الأمير الطنبغا الماردانى ثم يأتي سبيل الأمير محمد كتخدا لنرى بعد ذلك وعلى بعد أمتار قليلة من نهاية شارع التبانة قبة أبو اليوسفين وبعده بقليل نرى منزل الرزاز والذى يحتوى على باب السلطان قايتباى بداخله وبجواره نرى مدرسة أم السلطان شعبان ويقابلها منارة زاوية الهنود وبجوارها مدفن إبراهيم خليفة جنديان وبعد ذلك يقابلنا سبيل ومدفن عمر أغا حتى نرى مجموعة من أجمل التحف المعمارية وهى مسجد آق سنقر او مسجد إبراهيم أغا مستحفظان أو ما يطلق عليه بالمسجد الأزرق نظرا لإحتوائه على مجموعة كبيرة من القيشانى الأزرق تغطى جدرانه خلف المنبر والمحراب ثم نجد بقايا قصر خاير بك ثم بقايا قصر الأمير آلين آق الحسامى وبعده بقليل حوض إبراهيم أغا مستحفظان لسقى الدواب وبعده سبيل ومسجد الأمير إيتمش البجاسى وأخيرا قبل نهاية الشارع نجد بوابة وسبيل وقبة الأمير طراباى الشريفى وهى تجاور المقابر ولا تطل على الشارع مباشرة وفضلا عن ذلك توجد بشارع التبانة العديد من بيوت البشوات والبكوات الذين عاشوا فى هذا الشارع في فترة ما قبل عصر محمد على باشا وبعده أي في خلال فترة القرن السابع عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر الميلاديين فإذا رصدنا الشارع بإمتداده وتوزيع البيوت الكبيرة فيه فسوف نجد المنزل القائم في 30 حارة زرع النوى عند بداية شارع التبانة وهو ملك الشيخ سالم العطار وكان من كبار تجار الغورية والذي تبلغ مساحته حوالي 600 متر مربع وبعده توجد عدة بيوت منها المنزل الكائن في 7 درب الصياغ المؤدي إلى مشهد السيدة فاطمة النبوية وهو ملك خليل نصرت باشا الذي كان مديرا للغربية ثم رئيسا لمجلس مديرية أسيوط حتي توفي عام 1866م ومنها أيضا منزل حسن مدكور باشا وأخويه محمد بك مدكور والسيد عبد الله مدكور وكانوا جميعا من كبار تجار الحمزاوي وتبلغ مساحة المنزل 1200 متر مربع وعلى إمتداد شارع التبانة وفي شارع باب الوزير هناك المنزل رقم 55 وهو ملك ورثة إسماعيل باشا المفتش شقيق الخديوى إسماعيل في الرضاعة والذي تولي وزارة المالية فيما بين عام 1872م وحتي عام 1876م وقد إشتري هذا المنزل الشيخ عبد الرحمن قراعة مفتي الديار المصرية والذي سكن فيه هو وأسرته ويلي ذلك المنزل رقم 53 الذي كان ملك عبد الحميد باشا صادق رئيس مجلس شوري النواب الذي أنشئ عام 1866م ويليه المنزل رقم 51 والذي كان سكنا لمنيرة هانم وفاطمة هانم كريمتَي عبد الحميد باشا صادق وتشير حجة هذا المنزل إلى أن مساحته 707 متر مربع وأمام هذا المنزل بعطفة الكاشف رقم 3 منزل علي وهبي باشا مدير الخرطوم سابقا والذي توفي عام 1884م .
ويعد جامع الطنبغا المارداني من أهم معالم شارع التبانة والذى تم إنشاؤه عام 740 هجرية الموافق عام 1339م على نمط المساجد الجامعة ويبلغ طوله 22.5 متر وعرضه 20 متر ويتوسطه صحن تحيط به أربعة أروقة أعمقها وأكبرها رواق قبلة الصلاة ويتوسط الصحن نافورة رخامية مثمنة الأضلاع وللجامع ثلاثة أبواب وتوجد على يسار المدخل الرئيسي المئذنة المكونة من ثلاث دورات وللمسجد قبة بثمانية أعمدة جرانيتية تسبق المحراب وواجهة الرواق الشمالي مغطاة برخام جميل نقش عليه تاريخ الإنشاء أما حائط القبلة فهو مغطى بوزرة من الرخام الدقيق المطعم بالصدف وفضلا عن ذلك فإن أسقف الجامع فهي تعتبر من أجمل النماذج المزخرفة والمذهبة وكذلك المنبر والذى ثبتت إلي يمينه لوحة رخامية نقش فيها إسم مشيد الجامع وعام الإنتهاء من بنائه جاء فيها بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا الجامع المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه الطنبغا الساقي الملكي الناصري وذلك في شهور سنة أربعين وسبعمائة وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم والطنبغا المارداني الذى ينسب إليه هذا المسجد هو الطنبغا عبد الله المارداني الساقي والذى كان أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون وقد لقي من السلطان معاملة طيبة إذ عينه حاملا للكأس ثم رئيسا للطبلخانة أي الموسيقى العسكرية ثم عينه السلطان بعد ذلك أميرا لمائة ومقدم لألف وزوجه إبنته وقد توفي في سوريا عام 744 هجرية الموافق عام 1343م .
ومن معالم شارع التبانة أيضا بوابة وسبيل وقبة الأمير طراباى الشريفى والتي قام بإنشائها عام 909 هجرية الموافق عام 1505م وكان في الأصل من مماليك السلطان الأشرف قايتباي ثم صار من معاتيقه وتولى بعض الوظائف العليا في عهده وكانت له سطوة وعاصر بعد ذلك السلطان الأشرف قنصوة الغورى الذى صادر أملاكه وهذه القبة بها مدخل تذكاري عبارة عن حجر غائر يغطيه عقد مدائني ذو صدر مقرنص وهي عبارة عن حجرة ضريحيه مربعه أزرت جدرانها بوزرة رخامية يعلوها شريط كتابي بخط النسخ المملوكي عبارة عن آيات قرآنية وتاريخ الإنشاء وقد توفى الأمير طراباى فى شهر المحرم عام 917 هجرية الموافق عام 1513م وعن ذلك يذكر إبن اياس فى بدائع الزهور ونزل السلطان وصلى عليه فى سبيل المؤمنى وأخرجت قدامه كفارة ونهبت من على بابه ودقت عليه زوجته بالطارات فى العزاء ورجت القاهر لموته وفرح بذلك غالب الناس
فإنه كان صارما عسوفا شديد البأس زائد القسوة وقع منه من المظالم مالم تقع من غيره من الأمراء ومات وهو فى سن السبعين .
ومن ضمن معالم شارع التبانة قبة أبو اليوسفين والتي لم يعرف لها منشئ وكل ما أمكن الوقوف عليه هو انها كانت قد أنشئت خلال الفترة الثالثة لحكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون التى بدأت عام 709هجرية الموافق عام 1309م وحتي عام 741 هجرية الموافق عام 1340م وقد أشار على مبارك فى خططه إلى أن هذه القبة كانت قد بنيت لخوند زهرة إبنه الناصر محمد وإن الزاوية الملحقة بها كانت على عهده فى القرن الثالث عشر الهجرى الموافق للقرن التاسع عشر الميلادى وتتكون العمارة الخارجية لهذا الأثر من واجهة رئيسية واحدة فى الناحية الشمالية بنيت من الحجر الجص النحيت مطلة على شارع التبانة وتشتمل على جزئين يضم أولهما واجهة الزاوية ويضم الثانى واجهة القبة ويقوم فى الطرف الغربى من الجزء الاول مدخل رئيسى عبارة عن حجر غائر يغطيه عقد مدائنى خال من الزخارف تكتنفه مكسلتان بهما فتحة باب ذات مصراعين خشبيين يعلوه عتب حجرى وعلى يسار المدخل دخلة ذات مقرنصات من ثلاث حطات وفى أسفلها شباك يضم فتحتين ذواتى عقدين نصف دائريين وتتكون العمارة الخارجية للقبة الضريحية من مربع حجرى سفلى له واجهتان ظاهريتان بكل منهما دخلة رأسية بمقرنصات من ثلاث حطات فى أسفلها فتحة شباك تغلق عليه ضلفتان من الخشب .
ومن البيوت الأثرية في شارع باب الوزير علي إمتداد شارع التبانة بيت الرزاز وهو مجمع سكنى أثري يعود تاريخه إلى العصر المملوكي نتج عن ضم بيتين كبيرين لأسرتين بعد المصاهرة بينهما في أوائل القرن التاسع عشر الميلادى ويعود الإنشاء الأصلي إلى القرن الخامس عشر الميلادى على يد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي وتوسع وتطور في عدة مراحل زمنية حتى شمل الآن أكثر من مائة وتسعين غرفة وفناءين كبيرين أحدهما شرقي والآخر غربي ويقع هذا البيت بحي الدرب الأحمر بمدينة القاهرة وتطل واجهات المبنى الخارجية على شارعين هما شارع باب الوزير من الجهة الشرقية وشارع سوق السلاح من الجهة الشمالية في منتصف المسافة بين القلعة وباب زويلة وهي واجهات صغيرة الحجم بالمقارنة إلى مساحة العقار الذي يصل إلى 3400 متر مربع وقد سمي البيت على إسم أحمد كتخدا عزبان الرزاز المتوفى عام 1833م إبن مصطفى كتخدا الرزاز المتوفى عام 1805م إبن خليل أغا الرزاز وهذا الأخير تركى الجنسية بزغ نجمه في عهد رضوان بك جوربجي الرزاز حاكم مصر وقت السلطان العثماني محمد الرابع ويطلق لقبا كتخدا والعزبان على أمراء الجيش العثماني الذين أجبروا على عدم الزواج خلال فترة الخدمة وكانت مهمتهم هي حماية سكن الوالي بالقلعة ولقرب خليل كتخدا العزبان من الوالي منحه إدارة حرفة الرزازة وهى المسئولة عن جمع محصول الأرز في مصر ومن هنا لقب بالرزاز وقد أشار الجبرتى أنه بسبب الأزمة الإقتصادية في منتصف القرن السابع عشر الميلادى أصبح جمع جباية الأرز من الأمر المستحيل وبالرغم من ذلك أقنع خليل مزارع الأرز في محافظة الغربية بإستقطاع جزء من المحصول ذاته لتغطية قيمة الضريبة المستحقة عليهم وتصاعد بعدها سعر الأرز في العالم صعودا حادا لدرجة أن السلطان أخذ ما أخذ من قيمة الضريبة ووهب الباقي لخليل كما أهداه أحد حكام مصر منزل يقيم به وهو المنزل الذي أسسه السلطان قايتباي والمحيط بالفناء الشرقي الحالي للعقار فأسس خليل بمنزله الجديد ومن خلال المال الذي تحصل عليه أحد أعرق الأسر في قاهرة القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادية وكان هذا المنزل قد ساءت حالته جدا وتم البدء في ترميمه في عام 2003م وقامت مبادئ فلسفة الترميم على التدخل الأدنى للحفاظ على أثرية الموقع بغرض إبراز عينة لما كان عليه البيت في حالته الأصلية وإبقاء الباقي في حالته الراهنة بعد عملية التنظيف والتثبيت وذلك مع إحترام جميع المراحل التاريخية التي شهدها الأثر دون تمييز وإعطاء فرصة لكل مرحلة للتعبير عن نفسها وعلى هذا المنهج تم تنفيذ مشروع ترميم القسم الشرقي الأقدم فقط من الأثر بسبب الميزانية المحدودة التي أدرجت له وذلك بدايةً من عام 2003م وحتى تسليمه للمجلس الأعلى للآثار في عام 2007م أما القسم الغربي فقد أدرجته وزارة الثقافة آنذاك ضمن خطة ترميم معالم القاهرة . |