بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
الدكتور إبراهيم جميل بدران طبيب مصري كبير وأستاذ الجراحة بكلية طب القصر العيني ويعد من عمالقة الأطباء والجراحين المصريين المشاهير والمسجلين بحروف من نور في الموسوعات الطبية العالمية والذين تفوقوا ونبغوا في فروع الطب المختلفة منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادى حتي وقتنا الحاضر وكانت لهم شهرة محلية وعالمية مدوية والذين منهم علي سبيل المثال لا الحصر الدكتور عثمان غالب باشا والدكتور محمد الدرى باشا والدكتور محمد علوى باشا والدكتور علي إبراهيم باشا والدكتور عبد الوهاب باشا مورو والدكتور نجيب محفوظ باشا والدكتور محمد النبوى المهندس والدكتور خيرى السمرة والدكتور أحمد شفيق والدكتور مجدى يعقوب والدكتور محمد غنيم وقد شغل العالم الدكتور إبراهيم بدران مناصب وزير الصحة في الفترة بين عام 1976م وعام 1978م ورئيس جامعة القاهرة في الفترة بين عام 1978م وعام 1980م ورئيس أكاديمية البحث العلمي عام 1980م حتي عام 1984م ورئيس المجمع العلمي المصري منذ أواخر عام 2011م خلفا للدكتور محمود حافظ وحتي وفاته في عام 2015م ورئيس مجلس أمناء جامعة النيل وقال الكثيرون عنه إنه يداوي الأجساد المريضة بلمسة يده الحانية التي تشخص العضال من الداء قبل أن تشخصها الآلات الجامدة ويطبب الجراح المثخنة بلسانه الحلو العذب وكلماته الرقراقة المطمئنة قبل مشرطه الماضي ومبضعه البتار وإنه يشفي الأعضاء المعتلة بسكينته المعهودة ووقاره المهيب قبل أن يشفيها بجراحاته الحاسمة وأدويته الناجعة ولذا إستحق أن تلهج الألسنة بالدعاء له والثناء عليه والدعوة له بدوام الصحة وطول العمر فمن ذا الذي يصدق أن هذا الطبيب الجراح العالمي الشهير الذي تدرس كتبه وأبحاثه في كليات الطب علي مستوى العالم لم يفارق مشرط الجراح يده حتي قبل وفاته ولم يمنعه التقدم في السن من إثراء الحياة الطبية والعلمية والإجتماعية في مصر وكما كان يردد دائما إن المشرط- لم ولن يفارق يده مادام هناك مريض يحتاج إليه ومادام فيه قلب ينبض ونفس يتردد .
وكان ميلاد العالم الجليل الدكتور إبراهيم بدران في يوم 27 أكتوبر عام 1934م وبعد أن أنهي مرحلتي الدراسة الإبتدائية والثانوية إلتحق بكلية طب القصر العيني فى وقت كان يدرس فى الكلية طلبة من فرنسا وإنجلترا والمانيا وإيطاليا واليابان بهدف إجادة العمل في التخصصات الطبية التي أعطت لهذه الكلية سمعة عالمية وذلك علي يد كبار الأساتذة المصريين المتميزين في فروع الطب المختلفة وحصل منها على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1947م وبعد عام واحد فقط وفي عام 1948م حصل علي في دبلوم الجراحة العامة وفي عام 1951م وكان عمره 27 عاما حصل علي شهادة الدكتوراة في الجراحة العامة وكان يعد من أصغر من إستطاعوا الحصول علي هذه الشهادة حينذاك ثم أصبح وكيلا لكلية الطب جامعة القاهرة في عام 1966م وفي عام 1974م صار نائبا لرئيس الجامعة وفي شهر نوفمبر عام 1976م تم إختياره وزيرا للصحة في حكومة ممدوح سالم فكان الوزير رقم 18 في تاريخ وزارة الصحة منذ إنشائها ولما خرج من الوزارة في شهر أكتوبر عام 1978م تم إختياره رئيسا لجامعة القاهرة ما بين عام 1978م وعام 1980م ثم صار رئيسا لآكاديمية البحث العلمي عام 1980م وحتي عام 1984م والتي كانت قد تأسست في عام 1971م بهدف العمل علي تعزيز وتشجيع مشاركة الباحثين من الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والإبتكار والقيادة العلمية وذلك بالتعاون مع الكيانات الأخرى المهتمة بالبحث في نفس المجالات حتى يتم تحسين الوضع العلمي والإقتصادي لمصر وفضلا عن ذلك أن تقوم بتقدير التميز في المجالات المذكورة من خلال منح جوائز الدولة وتقييم الأبحاث المقدمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والإبتكار والرصد والقياس .
وخلال رحلة الدكتور إبراهيم بدران مع الطب والجراحة وعلي الرغم من تفوقه ونبوغه فقد عرف بالعالم الطبيب الإنسان وكان أبرز محطاته المستشفى التي أقامها للفقراء فضلا عن أنه جعل الكشف فى عيادته الكائنة بعمارة اللواء بشارع شريف باشا بثمن رمزي حيث كانت قيمة الكشف بالعيادة لا تتعدى جنيها وتبلغ نصف جنيه للفقراء وكان الكشف بالمنازل 2 جنيه تنخفض إلى جنيه واحد للمحتاجين والفقراء والكشف بالضواحى يبلغ 3 جنيهات تنخفض إلى جنيه ونصف فقط وبحلول حقبة التسعينيات من القرن العشرين الماضي إضطر أن يرفع قيمة الكشف فى عيادته إلى خمسة جنيهات مع منح نصفها تخفيض للغلابة والفقراء وظلت هذه الفيزيتا معمولا بها حتى عام 2000م حينما إضطر مرة أخرى إلي رفع قيمة الفيزيتا إلى عشرة جنيهات فقط مع منح نصفها أيضا تخفيض للغلابة والفقراء الذين يشترون الصحيفة التي تنشر الإعلان عن أسعار الكشف فى عيادته وكان ذلك فى نفس الوقت الذى كانت قيمة الفيزيتا لدى الأطباء من تلاميذه تصل إلى 500 جنيه وأكثر وقيمة إجراء العمليات الجراحية بعشرات الآلاف من الجنيهات إلا أنه كان يجرى أيضا مئات العمليات الجراحية لغير القادرين مجانا متحملا النفقات بالكامل وعندما سأله عن ذلك بعض تلامذته عن سر ذلك أجاب أنا عايش مع الشعب المصري لو هأغتنى هأغتني معاه ومنذ عام 1961م لم يغتن المصريون ولما تولي العالم الدكتور إبراهيم بدران منصب وزير الصحة إعتبره الكثيرون أنجح وزير للصحة في مصر لكن كانت له آراؤه الصادمة فيما يخص منظومة العلاج بمصر وعند سؤاله عن ضعف الإمكانيات رد قائلا أعطيني أطبخ فميزانيات الصحة والتعليم مهدرة في مصر وهناك أولويات غيرها مثل الأمن الداخلي والأمن الخارجي والتموين وكمان أنا غير موافق على العلاج على نفقة الدولة وأضاف قائلا إنه من خلال خدمته في المجال الصحي والتي وصلت لأكثر من 65 عاما يستطيع القول إن مستوى الطبيب المصري ما زال بخير علي الرغم من وجود بعض الشوائب التي تعيق عمله وتحد من إهتمامه بتطوير أداءه المهني إلي جانب النقص الشديد في الميزانيات والإعتمادات المخصصة للبحث العلمي في كل المجالات ومنها الطب وإن كان يتم تعويض كل ذلك بالكفاءات البشرية وليس صحيحا أننا نتقهقر بل نحن في تحسن مستمر لأن مصر في أيد أمينة .
ولما تولي الدكتور إبراهيم بدران رئاسة المجمع العلمي المصرى في شهر ديسمبر عام 2011م خلفا للدكتور محمود حافظ كان المجمع قد تعرض للحريق صباح يوم السبت 17 ديسمبر عام 2011م خلال أحداث الإضطرابات التي أعقبت ثورة يناير عام 2011م وإستمرت قرابة السنتين ونصف السنة وتجددت الحرائق في مبنى المجمع صباح اليوم التالي الأحد 18 ديسمبر عام 2011م مما أدى إلي إنهيار السقف العلوي لمبنى المجمع من الداخل مما أدى إلي تلف أغلب محتوياته والتي لم ينج منها والبالغ عددها 200 ألف وثيقة تضم مخطوطات وكتب أثرية وخرائط نادرة سوى قرابة خمسة وعشرين ألف فقط من الكتب والوثائق والتي كانت تمثل ذاكرة مصر منذ إنشاء المجمع عام 1798م وكانت تشتمل على إحدى النسخ الأصلية لكتاب وصف مصر التي إحترقت ضمن ما إحترق من كنوز هذا الصرح العتيد إضافة إلى أغلب مخطوطاته التي يزيد عمرها على مائتي عام وتضم نوادر المطبوعات الأوروبية التي لا توجد منها سوى بضع نسخ نادرة على مستوى العالم كما أنه كان يضم كتب الرحالة الأجانب ونسخ للدوريات العلمية النادرة منذ عام 1920م وكان يبلغ عدد الكتب التي ضمتها مكتبة المجمع أربعين ألف كتاب أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة وأطلس بإسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752م وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود لعام 1842م وأطلس ليسوس النادر الذي كان يمتلكه الأمير محمد علي توفيق ولي عهد مصر الأسبق وهو ما يبرر تقييم بعض المتخصصين الدوليين في الشأن المتحفي والوثائقي لمكتبة المجمع العلمي المصري ووصفهم إياها بأنها الأعظم والأكثر قيمة من مكتبة الكونجرس الأميريكي وكان مركز معلومات مجلس الوزراء المصري قد أدخل هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي كما إحترقت أيضا خرائط إستندت عليها مصر في التحكيم الدولي لحسم الخلافات الحدودية لكل من حلايب وشلاتين وطابا ويقول الدكتور بدران في هذا الصدد لقد بكيت كثيرا يوم حرق المجمع العلمى كيوم فقدت إبنى مؤكدا أنه تم التوافق مع حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمى لإقامة مجمع علمى عربى فوق مساحة خمسة آلاف متر مربع تم توفيرها لهذا الغرض فى مدينة السادس من أكتوبر بحيث يغطى تكوينه الأكاديميات الأربع التى يضمها المجمع المصرى وتشمل أولها الآثار والتاريخ وثانيها للحفاظ على اللغة الوطنية وثالثها للعلوم الأساسية والتطبيقية مثل الطب والهندسة والزراعة ورابعها للعلوم الإنسانية مثل الجغرافيا والحقوق والسياسة والإقتصاد وغيرها للوصول إلى تحقيق الأمل العربى فى توحيد التوجه التعليمى والعلمى والبحثى لخدمة مستقبل الأمة العربية وقد تعهد أمير الشارقة أيضا بمنح المجمع عدد ثلاثة آلاف كتاب عوضا عن الكتب التي تم حرقها حيث أن لديه نسخة كاملة منها وفي الحقيقة كانت مشاركته نورا في ظلام اليأس من رجل عربي شريف محب لمصر وشعبها .
ويضيف الدكتور بدران إنه تواصل مع المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى كان يدير البلاد حينذاك لسرعة تكليف شركة المقاولون العرب بإصلاح وترميم وإعادة تأهيل مبني المجمع وأنه قد سافر علي نفقته الخاصة إلي باريس وقابل وزير الثقافة الفرنسي ورئيس المجمع العلمي الفرنسي ورئيسة المكتبة العلمية حيث لم يكن عندنا بيان بالثروة الموجودة في المجمع العلمي المصرى من ذخائر ومخطوطات وأتي بهذا البيان المحفوظ في فرنسا منذ أيام الحملة الفرنسية علي مصر وقد إنتهي ترميم المجمع العلمي المصرى في غضون حوالي 10 شهور بذلت خلالها جهود مضنية لإنهاء عملية ترميمه وإعادته للحياة مرة أخرى وبالفعل في يوم 21 من شهر أكتوبر عام 2012م عاد المجمع إلي الحياة مرة أخرى وتم إفتتاحه من جديد ليواصل مسيرته في خدمة ونشر العلم والمعرفة في مصر حيث كان قد تم إنشاؤه في القاهرة يوم 20 أغسطس عام 1798م بقرار من نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية علي مصر وذلك علي غرار المجمع العلمي الفرنسي الذى تم إنشاؤه بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1795م وبعد تأسيسه تم عقد أول جلسة له والتي شهدت إنتخاب عالم الرياضيات الفرنسي الشهير جاسبار مونج رائد علم الهندسة الوصفية ومبتكر أسس الرسم الهندسي والميكانيكي التي مازال المهندسون في جميع أنحاء العالم يتبعونها حتي وقتنا هذا رئيسا له ونابليون بونابرت قائد الحملة نائبا للرئيس والمسيو فورجييه سكرتيرا عاما للمجمع وكان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة ثم نقل إلى مدينة الإسكندرية عام 1859م في عهد محمد سعيد باشا وأطلق عليه من يومها إسم المجمع العلمي المصري ثم تم نقله مرة أخرى إلي مدينة القاهرة عام 1880م في عهد الخديوى توفيق وشغل المبني المطل علي شارع القصر العيني والذى تعرض للحريق وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمي في مصر ونشر العلم والمعرفة في ربوع القطر المصرى وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية وعواملها الطبيعية فضلا عن معاونة قادة الحملة الفرنسية بإبداء الرأى في بعض الأمور وكان هذا هو الهدف الظاهرى لنابليون من إنشاء المجمع ولكن الهدف الحقيقي كان عمل دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية إستغلالها لصالح المحتل الفرنسي ونتج عن هذا الهدف تأليف كتاب شهير وهام جدا وهو كتاب وصف مصر وكان من أشهر من تولى رئاسة المجمع غير الدكتور إبراهيم بدران أبو التعليم في مصر علي مبارك باشا ورائد علم الفلك الأثرى محمود الفلكى باشا وأستاذ الجيل أحمد لطفى السيد باشا وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ويعقوب أرتين باشا والأمير عمر طوسون باشا .
وبالإضافة إلي المناصب الرفيعة التي تولاها الدكتور إبراهيم بدران فنظرا لمكانته العلمية فقد تم إختياره ليشغل منصب رئيس مجلس أمناء جامعة النيل وصارع لأكثر من ثلاث سنوات خلال المدة من شهر فبراير عام 2011م وحتي شهر أبريل عام 2014م فى أزمة هذه الجامعة مع مدينة زويل العلمية وكانت قد بدأت فكرة جامعة النيل بمبادرة من وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث كان الهدف إنشاء جامعة بحثية مصرية متخصصة تساهم في وضع مصر على الخريطة العالمية للبحث العلمي ولإنتاج التكنولوجيا المتطورة التي تمكن قطاع الإتصالات والمعلومات المصري من المنافسة العالمية وكان التصور الأساسي للجامعة أن تكون غير هادفة للربح وأن تدار بطريقة مستقلة كي تكون بعيدة عن البيروقراطية التي كانت تعم منظومة الجامعات الحكومية وأن تعمل الجامعة على جذب العقول المصرية المهاجرة للتعاون معها وأن تعمل على جمع التمويل اللازم لها من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والشركات العاملة في قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتولى تأسيس الجامعة جمعية أهلية خاضعة لأحكام قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية تحت مسمى المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي وقد أشهرت تحت رقم 1777 بتاريخ 25 مارس عام 2003م وكانت تضم 55 عضواً من الشخصيات العامة منهم أساتذة جامعات وأطباء وعلماء ورؤساء مؤسسات مرموقة وكان أول أغراض الجمعية حسب نظامها هو إنشاء الجامعة التكنولوجية المصرية جامعة أهلية لا تهدف للربح كما ذكرنا في السطور السابقة وتصنف المؤسسة المذكورة على أنها جمعية ذات صفة عامة وهذا يعني بوضوح لا لبس فيه وينفي عنها تماماً حالياً أو مستقبلا هدف تحقيق أية أرباح تعود على أعضائها وتم تأسيس جامعة النيل عام 2006م كجامعة خاصة لا تهدف إلى الربح وذلك طبقاً لأحكام القانون رقم 101 لسنة 1992م بشأن إنشاء الجامعات الخاصة وقد صدر القرار الجمهوري الخاص بالجامعة بنص قاطع أنها لا تهدف للربح وذلك مقارنة بالجامعات الخاصة الأخرى في حينه والتي تنص قرارتها على أنها لا تهدف أساسا للربح بمعني أنه يمكن لتلك الجامعات توزيع أرباح علي مؤسسيها بعد إستيفاء متطلبات العملية التعليمية وقامت الحكومة المصرية بعد إنشاء الجامعة بإصدار قانون ينظم الفرق بين الجامعات الخاصة التي لا تهدف أساسا للربح والجامعات الأهلية التي لا تهدف إطلاقا للربح كجامعة النيل وصدر هذا القانون في عام 2009م وصدرت لائحته التنفيذية في شهر أكتوبر عام 2010م وتقدمت ثلاث جامعات بطلبات لتوفيق أوضاعها حسب هذا القانون في عام 2010م وهي جامعة النيل والجامعة الفرنسية والجامعة الإلكترونية .
وبعد أيام قليلة من تنحي الرئيس الأسبق مبارك وفي يوم 17 فبراير عام 2011م بدأ النزاع في ظل حكومة أحمد شفيق حيث إتخذ شفيق قرارا مفاجئا بنقل كل أصول جامعة النيل إلى صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء وأعلن عن إحياء مشروع مدينة زويل العلمية وكان هذا بعد أن بدأت الجامعة في إستخدام المبانى في مقرها الدائم بالشيخ زايد تدريجيا منذ بداية عام 2010م حيث إنتقل طلاب الدراسات العليا ومراكز الأبحاث وإنتظموا في مقرهم الجديد ثم إكتمل إنتقال الجامعة بكامل هيئتها إلي الشيخ زايد وتركت المقر المؤقت بالقرية الذكية في شهر يناير عام 2011م وكانت نتيجة قرار شفيق ومن بعده قرار الدكتور عصام شرف الذى خلفه في رئاسة مجلس الوزراء في شهر مارس عام 2011م بتخصيص هذا المقر لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والذى أصدره في شهر أكتوبر عام 2011م أن دخل الأمر في نزاع قضائي كان طرفاه جامعة النيل من جانب والحكومة ومدينة زويل من جانب آخر وبعد تداول القضية في محكمة القضاء الإدارى ثم في المحكمة الإدارية العليا إنتهي الأمر بصدور حكم من المحكمة الإدارية العليا بإلزام رئيس الجمهورية بتحويل جامعة النيل إلى جامعة أهلية وإلغاء قرارات كل من أحمد شفيق وعصام شرف وأن تعود لجامعة النيل كل حقوقها المتمثلة في كل الأرض والمبانى والتجهيزات وكان الدكتور بدران خلال تداول هذه القضية علي مدى 3 سنوات دائما مهموما بالطالب المصرى الذى صمم على أن ينام على الرصيف من أجل إستكمال تعليمه بجامعته مشيرا إلى أن هذا الجيل هو من سيبنى مصر ويساهم فى نهضتها وكانت من أسعد لحظات حياته عندما إنتهت الأزمة قائلا أمنية حياتى تحققت بإنهاء الأزمة وتسليم المبنى الإدارى لجامعة النيل .
وبالإضافة إلي المناصب السابقة التي تولاها الدكتور إبراهيم بدران فقد كان عضوا بالمجالس القومية المتخصصة ورئيس مجلس بحوث الصحة والدواء بأكاديمية البحث العلمى ورئيس جمعية تنمية المجتمعات الجديدة بوزارة الإسكان والتعمير وعضو الهيئة الاستشارية بهيئة الصحة العالمية بجنيف وعضو المكتب الإستشارى بمكتب هيئة الصحة العالمية لشرق البحر الأبيض المتوسط وعضو الجمعية الطبية العالمية فى بروكسل وعضو المركز الفرنسى للعلوم والطب بباريس وقد نال الدكتور إبراهيم بدران العديد من الأوسمة تكريما له ولأعماله حيث حصل على وسام العلوم والتعليم من الجمهورية الفرنسية في عام 1980م وعلي وسام الجمهورية من الطبقة الأولى ووسام جوقة الشرف من درجة فارس فى فرنسا عام 1983م وعلي الدكتوراة الفخرية من جامعة المنوفية فى فلسفة العلوم عام 1984م ومن الجامعة الأميريكية بالقاهرة عام 1988م وعلي وسام العلوم والفنون وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم عام 1985م وفضلا عن ذلك فإن له عدة مؤلفات منها كتاب فى ثلاثة أجزاء فى الجراحة العامة وكتاب نظرة مستقبلية للتعليم الجامعى فى مصر وكتاب نظرة مستقبلية للبحث العلمى والتطوير التكنولوجى فى مصر وذلك بخلاف عدة بحوث فى الجراحة العامة وكانت وفاته في يوم 18 ديسمبر عام 2015م عن عمر يناهز 81 عاما وفي تأبينه بالمجمع العلمي المصرى في شهر يناير عام 2016م في حضور الدكتور فاروق إسماعيل الذى خلفه في رئاسة المجمع والمهندس إبراهيم محلب مستشار الرئيس للمشروعات القومية والدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية ولفيف من أساتذة الجامعات والشخصيات العامة قال الدكتور فاروق إسماعيل إن بدران حقق العديد من الإنجازات بمجال التعليم والأبحاث ووهب جزءا كبيرا للعلم لافتا إلى أن بدران تولى رئاسة المجمع خلفا لرئيسه محمود حافظ الذي رحل صباح اليوم الثاني لحرق المجمع العلمي وقال محلب إنه لا توجد مفردات لغوية تعبر عن مدى عظمة الدكتور بدران حيث كان يراه نورا يتحرك وقال الدكتور طارق خليل رئيس جامعة النيل الأهلية إن المغفور له الدكتور إبراهيم بدران كان قامة علمية وتاريخية ووطنية نحتسبه عند الله من الصالحين وقد أفنى علمه وجهده فى خدمة مصر ولا يمكن أن ننسى مواقفه الجليلة فى خدمة جامعة النيل والدفاع عنها حتى خرجت من محنتها وعبرت أزمتها وإستعادت ثقتها فى الوسط العلمى والأكاديمى أما نجله الدكتور أحمد إبراهيم بدران فقال عن والده كان طريقه شاقا ولكن سلكه بصبر وكان متواضعا ومحبا للفقراء وأعلن أهداء مكتبة الراحل العظيم إلى المجمع العلمي المصرى . |