الأحد, 15 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

متحف بيت الأمة

متحف بيت الأمة
عدد : 11-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


متحف بيت الأمة يقع بشارع سعد زغلول بجوار ضريح سعد وهو البيت الخاص بالزعيم سعد زغلول باشا الذي إنتقل للإقامة فيه في عام 1902م والذى كان سعد زغلول باشا قد شيده في حي هادئ نسبيا قريبا من شارع القصر العيني وشارع الفلكي على الطراز الفرنسي وكان قد شرع في بنائه في منتصف عام 1901م وإستكمله في أوائل العام التالي 1902م ثم إنتقل إليه يوم الخميس 24 أبريل عام 1902م وقد كتب الزعيم الوطني في مذكراته أن إجمالي ما أنفقه عليه كان مبلغ 4296.46 جنيها وهي تكاليف تزيد عن ثمن عشرين فدانا زراعيا في ذلك الوقت ولم يكن بيت الأمة مجرد بيتا عاديا بل كان هو البيت الذى رفعت من خلاله أعلام الهلال والصليب ضد المستعمر البريطاني وكان مركز قيادة ثورة عام 1919م ومن ثم أصبح تجسيدا لروح الوطنية وإعتبرته الأمة كلها في ذلك الوقت ملتقى ومنارة للثقافة والوعي والنضال والوطنية علاوة علي أنه كان البيت الذى تربى فيه الكثير من المناضلين الوطنيين والمفكرين السياسيين والكتاب أمثال علي أمين وشقيقه التوأم مصطفى أمين وكانت فيه زوجته صفية هانم زغلول والملقبة بأم المصريين بمثابة الأم والمعلم لكل منهما حيث كان سعد زغلول باشا بمثابة جدهما حيث كان خال والدتهما وفي عام 1944م وقبل وفاتها بحوالي عامين أوصت زوجته السيدة صفية هانم زغلول بان يكون بيت سعد زغلول باشا متحفا شاهدا حيا على كفاح وتضحيات أبناء الوطن من أجل إستقلاله وتحريره وقد جعلته حكومة ثورة يوليو عام 1952م متحفا قوميا ويحتوي المتحف بالإضافة إلى الأثاث والمتعلقات الشخصية لسعد زغلول باشا وحرمه على وثائق وصور هامة ومكتبة تضم كتبا نادرة بالإضافة إلى العديد من النياشين والأوسمة والهدايا الشخصية وقد تم إفتتاح هذا المتحف في ثوبه الجديد في يوم 16 مارس عام 2003م وتم إستحداث موقع ثقافي هام من خلال إعادة توظيف البدروم الخاص بالمنزل ليتحول إلى مركز سعد زغلول الثقافي .

ويبدأ متحف بيت الأمة بالبهو الرئيسى للمتحف والذى بمجرد الدخول إليه نجد تمثالا نصفيا لسعد زغلول باشا نحته مثال مصر الأول محمود مختار ويؤدى البهو إلي جناحي الحرملك والسلاملك وعلى الارضية يوجد سجاد فاخر وفى أرجاء القاعة تنتشر المقاعد المكسوة بالقطيفة والحرملك يحتوى على عدد 4 غرف على اليمين حجرة السفرة وحجرة الأوفيس أي حجرة تحضير الطعام ويفصل بينهما باب وبحجرة السفرة باب يؤدى إلي جناح السلاملك أما المطبخ فيوجد فى البدروم وبجانب حجرة السفرة باب للحمامات وباب فى الواجهة يؤدى إلى سلم حلزونى بجوار مدخل الأسانسير كانت وظيفته فى السابق الربط بين السطوح ومكان إقامة الوصيفات والخدم ومما يذكر أنه كانت على رأس وصيفات صفية هانم زغلول فريدة كابس وهي من عائلة ألمانية أما على اليسار فنجد الصالون الصغير وكان هو مكان لإستقبال السيدات والصالون الكبير وهو المخصص للإجتماعات والوفود والسياسيين والوزراء وأعضاء الوفد وبعدها المكتب الشتوى وكان هو أكثر الأماكن المحببة لقلب الزعيم سعد زغلول باشا حيث تضم الحجرة دولابا به مجموعة فاخرة من أدوات الكتابة أهدتها الأميرة أمينة هانم إلهامي أرملة الخديوى توفيق والملقبة بأم المحسنين إلى الزعيم والذى كان يحتفظ بالهدايا التى كانت تقدم اليه فى كل المناسبات ومن الملاحظ فى المتحف أن كل الصور المعلقة على الحائط هى للزعيم سعد زغلول باشا وزوجته صفية هانم زغلول ووالدها مصطفى فهمى باشا والذى شغل منصب رئيس النظار أي الوزراء عدة مرات ووالدتها أسائش هانم وهما من أصول تركية بالإضافة الى صور سعد زغلول باشا مع رفقاء المنفى في جزيرة سيشل بالمحيط الهندى مصطفي النحاس باشا ومكرم عبيد باشا ومحمد فتح الله بركات باشا وعاطف بركات باشا وسينوت بك حنا .

وخلف تمثال الزعيم بالبهو الرئيسى توجد قاعة الإنتظار وعلى الحائط زى صيد ورمح حبشى الأصل وهو الزى الرسمى للدولة الحبشية فى هذا الوقت وكان مهدى من إمبراطور الحبشة حينذاك هيلاسيلاسى وكان الزعيم سعد زغلول باشا يعتز بهذه الهدية كثيرا حتى أنه خصص لها دولابا تعلق فيه وسيظل الدور الأرضى شاهدا على نشأة حزب الوفد وكل إجتماعاته والتى ظلت تقام حتى بعد وفاة سعد باشا فى المنزل حتى توفيت زوجته صفية هانم زغلول عام 1946م وعند الصعود إلى الطابق العلوى فإن أول ما يصادف الزائر حجرة فى الواجهة من الأرابيسك حيث تختلف هذه الحجرة عن بقية الحجرات لكون أثاثها كله من الأرابيسك وهى فى الأصل غرفة معيشة عاشت فيها رتيبة زغلول بنت أخت سعد باشا والتي كان يعتبرها إبنته وكانت محل إقامة التوأم مصطفى أمين وعلى أمين حتى سن 14 عاما ثم أصبحت بعد ذلك غرفة معيشة وبها مكتب لصفية هانم ويليها معرض للصور فى ممر طويل ثم على اليمين الحمام ثم الأسانسير فى الواجهة وجدير بالذكر أن كل الموبيليا فى المنزل كانت مستوردة من أوروبا ما عدا الغرفة الأرابيسك ثم يظهر بعد ذلك السلم المؤدى إلى الطابق الثانى من جناح الحرملك والذى كان مقصورا فقط المقصور فقط على المقربين للأسرة والسيدات حيث نجد زوجين من الببغاوات المحنطة أحدهما على اليمين والآخر على اليسار وعند الدخول يمينا نجد الغرفة الخاصة بصفية هانم زغلول والتى تحتوى على كل متعلقاتها الشخصية من ملابس وأحذية ومفارش وتمثال لسعد زغلول باشا والراديو ثم غرفة النوم حيث تحتوى على سريرين واحد لسعد باشا والآخر لصفية هانم وقد شهدت هذه الغرفة إقتحام الإنجليز وإلقاء القبض عليه في يوم 23 ديسمبر عام 1921م حيث سيق معتقلا مع زملائه وفى هذه الغرفة أيضا إنتقل سعد باشا إلى الرفيق الأعلى في الساعة العاشرة مساء يوم 23 أغسطس عام 1927م وظلت أم المصريين تنام فيها حتى وفاتها في يوم 12 يناير عام 1946م .

وقد حرصت صفية هانم زغلول والملقبة بأم المصريين على الإبقاء عليها كما هى كما كان الحال خلال حياة سعد زغلول باشا وإلى جوار سريره يوجد دولاب صغير عليه دورق وكوب وخلف السرير مقعد طويل كان يضطجع عليه سعد باشا بعد إستيقاظه لمطالعة الصحف والجانب الآخر من غرفة النوم يحتوى على مجموعة من المقاعد الكبيرة ومنضدة صغيرة ويظهر إلى اليسار دولاب صغير به عدد من زجاجات الأدوية والروائح العطرية وفضلا عن ذلك كانت لكل من سعد باشا وصفية هانم غرفتان للزينة والملابس تحتوى كل منهما على حوض الغسيل ودولاب المناديل والجوارب والملابس الداخلية ومائدة الزينة وعليها أدوات الزينة من أمشاط ومرايا وكان سعد باشا يحفظ ملابسه الشتوية فى دولاب خاص بغرفة التواليت ويضم المتحف أيضا الملابس التى كان يرتديها سعد زغلول باشا عندما تعرض لمحاولة إغتيال فاشلة فى محطة مصر وهو يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء قي يوم 12 يوليو عام 1924م فخلال سير سعد زغلول باشا ومرافقيه بمحاذاة القطار لإستقلال عربتهم وما إن إقترب من عربات الدرجة الأولى حتى باغته شاب من وسط الجماهير أشهر مسدسا قديم الطراز ناحيته وأطلق رصاصة أصابت سعد باشا في ساعده الأيمن وهم الشاب بإطلاق رصاصة ثانية لكي يجهز على حياة الزعيم إلى الأبد لكن مجموعة من الحضور إنقضوا عليه ومنعوه بالقوة وأشبعوه ضربا حتى شارف علي الموت لولا تدخل رجال الشرطة وإنتشاله من بينهم وتم التحقيق مع الجاني ولم يتم التعرف هل كان بمفرده أم كان معه شركاء ومن الغريب أن المسدس الذى كان بيده قد إختفي ولم يتم العثور عليه وإنتهت التحقيقات مع الجاني بإتهامه بالجنون وتم إيداعه في مستشفي الأمراض العقلية بالعباسية وأما عن قسم السلاملك فيحتوى على المكتب الصيفى والمكتبة الملحقة بالمكتب ومكتب السكرتارية وقاعة إستقبال الوفود ومما يذكر أنه بعد وفاة سعد زغلول باشا في يوم 23 من شهر أغسطس عام 1927م تم تشييد ضريح له يقع فى مواجهة المنزل وقد إختير هذا الموقع ليكون مقابلا للمنزل لتطل عليه زوجته صفية هانم كل يوم حتى وفاتها في شهر يناير عام 1946م .

وتعود قصة بناء هذا الضريح إلي أن الوزارة التي كانت قائمة وقت وفاة الزعيم سعد زغلول باشا وكان علي رأسها عبد الخالق باشا ثروت قررت تخليد ذكراه وبناء ضريح ضخم يضم جثمانه على أن تتحمل الحكومة جميع النفقات وتم البدء في تنفيذ المشروع علي الفور وتم دفن الزعيم سعد زغلول باشا مؤقتا في مقبرة بمدافن الإمام الشافعي لحين إكتمال بناء الضريح كما أقامت حكومة عبد الخالق باشا ثروت تمثالين له أحدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية قام بنحتهما المثال المعروف محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر وقد إكتمل هذا البناء في عهد وزارة إسماعيل صدقي باشا عام 1931م والذى كان من خصوم سعد زغلول باشا فإقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات كل الساسة والعظماء ولا يتم تخصيصه لشخص واحد ولكن صفية هانم زغلول رفضت بشدة هذا الإقتراح وأصرت على أن يكون الضريح خاصا بسعد زغلول باشا فقط وفضلت أن يظل جثمانه في مقابر الإمام الشافعي إلى أن تتغير الظروف السياسية ويتم نقله في إحتفال يليق بمكانته التاريخية كزعيم للأمة وفي شهر مايو عام 1936م تشكلت حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشا وطلبت صفية هانم زغلول نقل جثمان زوجها سعد زغلول باشا إلى ضريحه بشارع الفلكي والذي يطل عليه بيت الأمة وحدد النحاس باشا يوم 19 يونيو عام 1936م للإحتفال بنقل رفات زعيم الأمة بعد أن ظل في مقبرة الإمام الشافعي تسعة أعوام تقريبا وفي اليوم السابق للإحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق الزعيم سعد زغلول باشا إلى المقبرة سرا للإطمئنان على رفاته قبل نقلها وكان معهم محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسؤول عن مدافن الإمام الشافعي ولفوا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكان إلى أن حضر كل من أحمد ماهر باشا رئيس مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في الساعة السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى وصول الحاضرين إلى المقبرة من الوزراء والنواب والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول وإخترق موكب الجنازة للمرة الثانية شوارع العاصمة القاهرة من مقابر الإمام الشافعي حتى وصل إلى موقع الضريح بشارع الفلكي وكان قد أقيم بجواره سرادق ضخم لإستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد زغلول باشا ومحبيه وألقى مصطفي النحاس باشا يومها كلمة مختارة في حب زعيم الأمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت السيدة صفية هانم زغلول أم المصريين بكاءا شديدا ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة المصور تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوان سعد زغلول باشا يعود إلى ضريحه منتصرا وقد قام بتصميم الضريح على الطراز الفرعوني والإشراف علي بنائه المهندس المعماري الراحل فهمي مؤمن وتقدر المساحة الإجمالية للضريح بحوالي 650 مترا ويرتفع حوالي 26 مترا على أعمدة من الجرانيت وبنيت حوائطه من الحجر وللضريح بابان أحدهما يطل على شارع منصور وهو من الخشب المكسو بالنحاس وإرتفاعه ستة أمتار ونصف المتر وهو نسخة طبق الأصل من الباب الآخر المطل على شارع الفلكي وتغطي حوائط المبنى من الخارج والداخل تكسية من رخام الجرانيت بإرتفاع 255 سنتيمتر كما أن السلالم المؤدية إلي الضريح مكسوة أيضا بنفس النوع من الرخام ويحيط بالضريح درابزين من النحاس والحديد المشغول والكريستال .
 
 
الصور :