بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
شارع مصر والسودان شارع تاريخي رئيسي بحي حدائق القبة بالقاهرة والذى كان يعد من أرقى أحياء مدينة القاهرة حيث كان من الأحياء التي يسكنها أثرياء مصر ووجاهؤها وكانت منطقة حدائق القبة تعتبر من المناطق المرغوبة للسكن من جانب طبقة الباشاوات وأثرياء المصريين والأجانب ورجال الحكم وعرف عنها كثافة الأشجار والحدائق المحيطة بالقصور الكبيرة التي تنتشر بها ويربط شارع مصر والسودان بين قصر القبة الجمهوري وميدان كوبري القبة شمالا ويمتد جنوبا بإسم شارع أحمد سعيد ليصل إلى طريق النصر المعروف بإسم الأوتوستراد ومحور الفردوس الجديد وتنتشر في جواره ثلاث محطات من الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة الكبرى وهي محطات الدمرداش ومنشية الصدر وكوبرى القبة وهو شارع تاريخي يعود تأسيسه إلي عام 1909م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني حينما تقدمت نظارة الأشغال العمومية بمذكرة إلى مجلس النظار بتاريخ يوم 26 فبراير عام 1909م بشأن الموافقة على طلب تقدم به نجيب منصور شكور باشا نيابة عن ثلاث شركات مساهمة هي شركة المباحث والمشروعات وشركة حدائق القبة وشركة بنايات ضواحي القاهرة بخصوص إنشاء شارع في أنحاء قرية القبة وبسبب تقاطع هذا الشارع مع السكة الحديد الأميرية وسكة شركة عين شمس فستقيم السكة الحديد نفقا أسفلتيا على حساب شركة عين شمس يمر من تحته الشارع مع إلتزام الشركات الثلاثة بنفقات إصلاح وصيانة ورش الشارع المذكور لمدة 15 عاما وأطلق علي هذا الشارع بعد تمام إنشاؤه شارع الخديوي لأنه تم في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ثم تم تغيير إسم الشارع ليصبح شارع ملك مصر والسودان في عهد الملك فؤاد الأول بعد صدور تصريح 28 فبراير عام 1922م والذى تم بموجبه رفع الحماية البريطانية عن مصر والتي كانت قد فرضتها عليها بريطانيا في شهر ديسمبر عام 1914م في بداية الحرب العالمية الأولي وإعتراف بريطانيا بإستقلال مصر وليصبح لقب الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان وسيد النوبة وكردفان ودارفور وقد تضمن مشروع دستور عام 1923م النص علي منح الملك فؤاد هذا اللقب إلا أن بريطانيا عارضت ذلك وقام اللورد اللنبي المندوب السامي البريطاني بتقديم إنذار للملك فؤاد بعدم كتابة هذا بالدستور لتعارضه مع المصالح البريطانية فأذعن لها ولم يضعها ضمن دستور عام 1923م وتم إلغاء هذا البند من وثيقة الدستور الذى صدر فعلا في شهر أبريل عام 1923م لكن العامة ظلوا يستخدمون هذا اللقب .
وجدير بالذكر أنه في شهر أكتوبر عام 1951م صدر مرسوم من رئيس الوزراء آنذاك مصطفى النحاس باشا وأُقره البرلمان المصرى وذلك عقب إلغاء معاهدة عام 1936م بين مصر وبريطانيا من الجانب المصرى وكان المرسوم يقر بتعديل الدستور وإلغاء إتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا للسودان التي أبرمت عام 1899م وتعديل لقب ملك مصر رسميا إلى ملك مصر والسودان بعدما كان ملك مصر فقط ونص المرسوم على إنشاء مجلس وزراء من السودانيين على أن يتولى الملك شئون الدفاع والخارجية والجيش والنقد ويكون له حق إقالة البرلمان السودانى وإقالة الوزارة السودانية وقد تسبب هذا المرسوم في أزمة كبيرة فبعد إلغاء الإتفاقية المشار إليها رفضت بريطانيا محاولة مصر الإنفراد وحدها بحكم السودان وعلى الرغم من إصرار حكومة النحاس باشا علي موقفها كان الملك قد بدا التفاوض سرا مع السير رالف ستيفنسون السفير البريطانى في مصر من أجل الوصول إلي تسوية للوصول إلى توافق تقبله بريطانيا ويضمن له لقبه الملكى الجديد حيث أصبح صعبا على الملك أن يتراجع عن لقبه الجديد وقام إلياس أندراوس المستشار الإقتصادي للملك بإبلاغ السفير البريطانى بأن النحاس باشا مستعد لإستئناف المفاوضات بشرط ألا تقترب بريطانيا من لقب الملك وطبقا للوثائق السرية البريطانية والأميريكية فإن مجلس الوزراء البريطانى ظل يجتمع مرارا لبحث مشكلة لقب ملك مصر التى أصبحت بندا ثابتا وكان الحاكم البريطاني للسودان يرى أن الإعتراف بلقب فاروق داخل السودان سيثير إضطرابات واسعة فى البلاد قد لا تكون الحكومة نفسها قادرة على السيطرة عليها وقد أوضحت الوثائق أيضا أن بريطانيا كانت ترفض منح الملك لقبه الجديد وإشترطت ضرورة الموافقة على عقد إتفاقية دفاع مشترك بين مصر وبريطانيا تمكن الأخيرة من المشاركة فى السيطرة على السودان وأمام رفض الحكومة المصرية أعلنت بريطانيا موقفها النهائى في يوم 7 يوليو عام 1952م أى قبل عزل الملك فاروق بأيام قليلة بأن إصراره على اللقب سيؤدى إلى كارثة وأعلنت تراجعها نهائيا عن الإعتراف بفاروق ملك على مصر والسودان وتوقفت بعدها المفاوضات حتى تم عزل الملك في يوم 26 يوليو عام 1952م وبدأت خطوات إعطاء السودانيين حق تقرير المصير .
تغير إسم الشارع بعد ذلك مرة أخرى بعد ثورة يوليو عام 1952م ليصبح شارع مصر والسودان وكان هذا الشارع يتميز بوجود مجموعة كبيرة من قصور القاهرة التاريخية ذات الطابع المعماري الأوروبي كان من أشهرها قصر حافظ عفيفي باشا السياسي والوزير المصرى وآخر من تولوا منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق وللأسف فقد تم هدم الكثير منها في السنوات الأخيرة لبناء أبراج سكنية وتجارية فأصبح الشارع التاريخي تجاريا في المقام الأول وأصبح يشمل العديد من فروع الشركات التجارية العالمية والبنوك وفي نهاية شارع مصر والسودان كان يقع قصر القبة الذى كان يسكنه الملك فؤاد الأول وإبنه الملك فاروق الأول من بعده وحتى عهد الرئيس جمال عبد الناصر كان الطريق الرئيسي له الذي يمر به إلى الجانب الآخر من المدينة وفي ذلك العهد لم يكن من المسموح بتاتا بفتح محال تجارية أو شركات به وتعود قصة بناء قصر القبة لما قام القائد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا وبني قصرا في هذه المنطقة وأحاطه ببستان كبير ثم آل القصر من بعد إبراهيم باشا لإبنه مصطفى فاضل باشا والذى باع القصر لإبنه القاصر عثمان بك في عام 1856م ولما جاء الخديوى إسماعيل وتولى حكم مصر عام 1863م إشترى هذا القصر ثم أعاد بناءه مرة أخرى في عام 1869م وتم تسميته قصر القبة نسبةً إلى مبنى قديم من عصر المماليك كان يعرف باسم مبنى القبة وكانت تحيط به بحيرة مائية كانت مقصدا لكثير من أبناء العائلات الكبيرة والطبقة الراقية وقتها للصيد والتنزه وأحاطه الخديوى إسماعيل بحدائق شاسعة تضم أنواعا عديدة ونادرة من الأشجار والأزهار والورود وتعتبر هذه الحدائق من أجمل حدائق العالم وتكون مع القصر وحدة عالمية تجمع بين جمال البناء للقصر وجمال تنسيق الحدائق المزهرة المثمرة علي مساحة تبلغ حوالي 190 فدان ويتكون القصر من عدد 400 غرفة ومن أجمل حجراته تلك الحجرة المسماة الصالون الأبيض والتى تحتوى على مجموعة رائعة من التماثيل لكبار الفنانين ومنهم محمود مختار وأدهم وانلى وكانت تقام فى هذا الصالون حفلات الشاى الملكية المحدودة العدد وفيها غنت أم كلثوم لأول مرة أغنيتها الشهيرة الليلة عيد قبل أن تغنيها على المسرح كما أننا نلاحظ أن هناك تشابه في اللمسات الفنية والمعمارية بين قصر القبة وقصر رأس التين الذي بناه محمد علي باشا في الإسكندرية وقد تم إفتتاح القصر عام 1873م في حفل زفاف الأمير محمد توفيق باشا ولي عهد الخديوي إسماعيل وأكبر أبنائه ليرتبط القصر فيما بعد بحفلات الزفاف والأفراح الأسطورية للعائلة الملكية ومما يذكر أن الأمير محمد توفيق كان قد ولد في هذا القصر قبل تجديده في عام 1852م ومن الغريب بل والعجيب أن الخديوي إسماعيل بعد أن بني هذا القصر المنيف عرضه يوما للبيع حيث عرض الخديوي إسماعيل بيع قصر القبة وطلب 50 ألف جنيه ثمنا له وشاءت الأقدار ألا تتم عملية البيع ليستمر هذا القصر قيمة تاريخية ومعمارية وزراعية نادرة إذ إهتم به بعد ذلك إبنه الملك فؤاد الأول الذي حكم مصر بين عام 1917م وعام 1936م حيث إهتم به وحافظ عليه وزاده بهاءا وجمالا وكان هو محل إقامته وشاء القدر أن توافيه المنية داخله وأن تشيع جنازته منه كما شهد القصر أيضا أول خطاب مسجل للإذاعة المصرية من الملك فاروق من داخل هذا القصر يوم 8 مايو عام 1936م بعد عودته من إنجلترا عقب وفاة والده الملك فؤاد وقام بترميمه بعد ذلك وأقيم به حفل زفافه علي زوجته الأولي الملكة فريدة في شهر يناير عام 1938م وأيضا علي زوجته الثانية الملكة ناريمان في شهر مايو عام 1951م وإتخذ منه أيضا محلا لإقامة العائلة المالكة إلى أن تنازل عن العرش يوم 26 يوليو عام 1952م حيث لم يقدر لآخر ملوك مصر الملك أحمد فؤاد الثاني أن يقيم فيه لأنه سرعان ماتم إلغاء الملكية في مصر في عام 1953م وإعلان الجمهورية وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يستخدمه في مقابلة الملوك والرؤساء نظرا لقربه من منزله بمنشية البكرى كما سجي جثمانه فيه بعد وفاته لمدة 3 أيام إنتظارا لتشييع جنازته في يوم 1 أكتوبر عام 1970م ولا يزال القصر يستخدم كمقر رسمي لإقامة الزوار من الملوك والرؤساء لمصر والذين كان منهم الرئيس الأميريكي الأسبق جيمي كارتر والرئيس التركي السابق عبد الله جول والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند والرئيس الروسي الحالي فيلاديمير بوتين كما تم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي به بعد إنتخابه رئيسا للجمهورية في شهر يونيو عام 2014م .
ومن معالم شارع مصر والسودان أيضا مسجد عين الحياة والمعروف بإسم مسجد الشيخ عبد الحميد كشك والذى كانت له شهرة كبيرة في السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين الماضي بخطبه التي كان يهاجم فيها نظام الرئيس الراحل السادات وسياساته خاصة بعد إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل والتي كانت تجتذب الكثير من رواد المسجد وكان من المساجد التي إنطلقت منها مظاهرات جمعة الغضب يوم 28 يناير عام 2011م إحتجاجا علي سياسات نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ومن معالم شارع مصر والسودان أيضا إستوديو جلال والذى يعد أحد أقدم إستديوهات التصوير السينمائى في مصر وقد سمى بهذا الإسم نسبة إلى المخرج الشهير أحمد جلال وهو يعتبر أحد أعرق وأقدم إستوديوهات التصوير السينمائى فى مصر والعالم العربى وقد واتت المخرج الراحل أحمد جلال فكرة إنشاء هذا الإستوديو السينمائي بحيث يكون مجهزا بأحدث الآلات والأجهزة والمعدات وتمسك هو وزوجته ماري كويني بالفكرة وعزموا على تنفيذها ونجحا في وضع حجر الأساس لمشروعهما في شهر مارس عام 1944م وفي ذكرى عيد زواجهما في عام 1945م كان إستوديو جلال قد تم بناؤه وكان أول فيلم تم تصويره فيه هو فيلم أم السعد للمخرج أحمد جلال وبطولة ماري كويني ومحمد سليمان ثم توالت الأفلام التي صورتها شركة جلال في الإستوديو ومن بينها بين نارين وعودة الغائب والذي كان آخر فيلم أخرجه أحمد جلال والذي عرض بعد وفاته في عام 1947م وبعد وفاة أحمد جلال صممت أرملته الفنانة ماري كويني علي مواصلة مشواره لذا قررت أن تقوم بإدارة الإستوديو وتطوير أنشطته وتحديث آلاته وفي عام 1958م إفتتحت معملا لتحميض وطبع الأفلام الملونة قبل أن تنتقل ملكية الإستوديو إلى شركة مصر للإستوديوهات عام 1963م ولتكريم إسم زوجها الراحل فقد أصرت في عقد البيع أن يظل الإستوديو يحمل إسمه إلا أن هذا الصرح السينمائى العظيم وقع فريسة للإهمال الحكومى والبيروقراطية فتدهور حاله وإنهارت بنيته التحتية تدريجيا فى غياب الصيانة والإدارة الفنية الواعية رغم إحتضانه لأغلب أفلام المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين والذى كان مغرما بالعمل فى ستوديو جلال وبعد عام 2000م قام الفنان الكبير رأفت الميهى بإستئجار الإستوديو من الدولة وأعاد بناءه بالكامل ليس معماريا فقط بل وإنشائيا أيضا ليقدم للسينما والثقافة والفن فى مصر رئة جديدة توفر مكانا لائقا بالفنانين والعاملين بالإنتاج السينمائى والتليفزيونى فى مصر فتم تجديد البلاتوهات كلية وتكييفها وتزويدها بالعزل الصوتي والمعدات الحديثة كما قام بتوفير غرف مكيفة للفنانين أعدت حسب المعايير الفندقية وجمع فى إعادة تصميم وتأهيل المكان بين توفير سبل الراحة للعاملين وإمكانية الإستفادة العملية من المساحات والزوايا المختلفة حتى إشتهر ستوديو جلال بكونه ستوديو من فئة الخمس نجوم ولم يكتف الفنان الكبير رأفت الميهى بذلك فإتسعت رؤيته لتشمل تحويل إستوديو جلال لصرح صناعى تعليمى فنى يثرى فن السينما عن طريق تعليم وتخريج أجيال من الفنانين والمتخصصين فى كافة فروع فن وصناعة السينما من إخراج وسيناريو ومونتاج وتمثيل وتصوير وخلافه فقام الفنان الكبير فى عام 2003م بإنشاء أكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما التى قدمت جيلا تلو جيل من الفنانين الشبان الموهوبين والذين حصدوا العديد من الجوائز المحلية والدولية والذين ساهموا فى إثراء فن وصناعة السينما وكان من الأفلام الحديثة التي صورت به فيلم وداعا بونابارت حيث كان المخرج الراحل يوسف شاهين مخرج هذا الفيلم من أكثر المخرجين حبا لإستخدام هذا الإستوديو .
وعلي بعد خطوات من نفق شارع مصر والسودان توجد كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية والتي تم وضع حجر الأساس لها يوم 24 يوليو عام 1965م بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتي بنيت على أرض الأنبا رويس بجوار الكنيسة البطرسية والتي كان قد سبق وأن بناها بطرس غالى باشا رئيس النظار ما بين عام 1908م وعام 1910م لتكون مدفنا له ولعائلته وقد تم إفتتاح الكاتدرائية المرقسية في يوم 25 يونيو عام 1968م في حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أيضا وبحضور الإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور أثيوبيا آنذاك وممثلي مختلف الكنائس وقد عبر الجميع عن مشاعر الغبطة والبهجة لهذا الحدث الهام وفي صباح اليوم التالي الأربعاء 26 يونيو عام 1968م إحتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية وفي نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مار مرقس إلى حيث أودع في مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير في الجانب الشرقي من الكاتدرائية وقد شهدت أيضا هذه الكاتدرائية حفل تتويج البابا شنودة الثالث للجلوس على كرسي البابوية في يوم 14 نوفمبر عام 1971م وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة وفي شهر مايو عام 1977م تم الإحتفال بحضور رفات القديس إثناسيوس الرسولى وإفتتاح قاعة القديس إثناسيوس الكبرى تحت الكاتدرائية تذكارا بمرور 1600 عام علي وفاته وعندما توفي البابا شنودة الثالث في يوم 17 مارس عام 2012م وضع جثمانه في اليوم التالي 18 مارس عام 2012م في كامل هيئته الكهنوتية على كرسي القديس مار مرقس في الكاتدرائية لإلقاء نظرة الوداع عليه وأقيم أول قداس عليه صباح يوم 20 مارس عام 2012م في وجود الجثمان ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثم تم نقل جثمانه بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن هناك وفي يوم 4 نوفمبر عام 2012م تم تنصيب البابا الجديد تاوضروس الثاني بالكاتدرائية ليصبح البابا رقم 118 في تاريخ البطاركة وأخيرا فقد كانت هذه الكاتدرائية من تصميم المهندسين المعماريين عوض كامل وسليم كامل فهمى بعد أن فازا بالمسابقة المعمارية التي أجريت بين المهندسين والمكاتب الإستشارية وقام بالتصميم الإنشائى الدكتور مهندس ميشيل باخوم والذى كان من رواد الهندسة الإنشائية في مصر وقامت شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة المعروفة بإسم سبيكو بتنفيذ المبنى العملاق للكاتدرائية .
|