بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
شارع الخليفة المأمون يعد من أهم الشوارع الرئيسية والمحاور المرورية التي تربط بين منطقة العباسية وضاحية مصر الجديدة التي تعد من أرقي ضواحي القاهرة حيث أنه يمتد من ميدان العباسية حتي ينتهي في ميدان روكسي الذى يعد من أكبر وأهم ميادين ضاحية مصر الجديدة حيث تلتقي عنده عدة شوارع رئيسية من شوارع الضاحية وهي شارع السيد الميرغني وشارع إبراهيم اللقاني وشارع الحجاز وشارع القبة وشارع المقريزى وينسب شارع الخليفة المأمون للخليفة العباسي السابع عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ويعد أحد الشوارع التي سميت بأسماء بعض الخلفاء العباسيين في مصر الجديدة فغيره يوجد شارع الخليفة المنصور ثاني الخلفاء العباسيين وشارع الخليفة الهادى رابع الخلفاء العباسيين وشارع هارون الرشيد خامس الخلفاء العباسيين وكان ميلاد الخليفة المأمون يوم 15 من شهر ربيع الأول عام 170 هجرية الموافق يوم 6 سبتمبر عام 786م وهو إبن الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد والأخ غير الشقيق للخليفة العباسي السادس محمد الأمين وكانت أمه جارية فارسية توفيت بعد ولادته بأيام قليلة بسبب مرضها بحمى النفاس وقد ولد المأمون في ليلة من ليالي شهر ربيع الأول سميت بليلة الخلفاء ففيها توفي عم المأمون موسى الهادي وكان الخليفة العباسي الرابع وفيها تولى والده هارون الرشيد الخلافة وفيها ولد المأمون الخليفة اللاحق وقد عاش المأمون في بيت الخلافة في كنف أبيه الخليفة هارون الرشيد فتعلم وتربي وتثقف كما ينبغي للأمراء والملوك حيث درس المأمون تلاوة القرآن الكريم على قراءة أبي عمرو وهي إحدى القراءات السبع المشهورة وظهر بعد ذلك لما تولي الخلافة بوصفه الخليفة الحافظ للقرآن الكريم وقيل إنه أحد أكثر خليفتين حفظا للقرآن الكريم وذلك بعد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه كما درس المأمون الفقه وقيل إنه كان أعلم الحكام بالفقه ودرس أيضا في صباه أحكام المواريث فبرع فيها وكان المأمون فطنا ذكيا وبسبب ذكائه عقد له والده الرشيد بيعة الخلافة بعد أخيه الأمين والذى تولي الخلافة بعد وفاة هارون الرشيد في عام 194 هجرية الموافق عام 809م ليصبح الخليفة العباسي السادس .
وقد تراجع الأمين عما قطعه لأبيه من عهود ومواثيق حيث جعل إبنه موسى وليا للعهد بدلا من أخويه المأمون والمؤتمن كما رفض أن يرد إلى أخيه المأمون مائة ألف دينار كان والده قد أوصى بها إليه وأثار هذا غضب المأمون الذي كان من المفترض أن يكون ولي عهد أخيه وسرعان ما تطور الخلاف بين الأخوين إلى صراع وقتال ودارت حرب عنيفة بين الجانبين وكان المأمون في ذلك الوقت واليا من قبل والده على خراسان ببلاد فارس وكان يقيم في عاصمتها مرو وبالتالي كانت تضم أنصاره ومؤيديه ومن ثم أخذ البيعة من أهل خراسان وجمع حوله جيشا عظيما وسار به إلى بغداد عاصمة الخلافة فقصفها بالمنجنيقات مما أحدث بها دمارا وخرابا كبيرين وخاض معارك شرسة مع أخيه الأمين وفي عام 198 هجرية الموافق عام 813م وبعد أربع سنوات من الحرب إنتصر المأمون على أخيه وقتل الأمين في هذه الحروب علي غير رغبة المأمون كما أخبرنا بعض المؤرخين وتولي هو الخلافة وهكذا إنتهت واحدة من أقسى الحروب الأهلية التي عرفها المشرق الإسلامي وقد أجمع المؤرخون علي أن هذه الحرب قد نتجت عن قرار هارون الرشيد بشأن الخلافة بجعلها للأمين ثم للمأمون لكنها كشفت أيضا عن إنقسامات داخلية ضمن الإمبراطورية العباسية فلم تكن المسألة مجرد تنافس شخصي بين الأخوين بل كانت أيضا مسألة صراع بين مختلف الإتجاهات السياسية والدينية وهو ما إتضح خلال فترة حكم الخليفة هارون الرشيد وما بعدها ففي حين تمسك الأمين بالتقاليد والثقافة العربية كان المأمون منفتحا على الحركات الفكرية الجديدة والتأثيرات الخارجية وإلتفت إلى دعم الشخصيات الفارسية والولايات الشرقية وعندما إستلم المأمون خلافة المسلمين أصبح المشرق والمغرب بين يديه وسعى منذ الوهلة الأولى للعمل على إستقرار البلاد والقضاء على الفتن والثورات فتصدى بحزم وقوة لثورات الشيعة وواجه بحسم وعنف حركات التمرد ومحاولات الخروج على سلطة الخلافة حيث قضى على حركة إبن طباطبا العلوي عام 199 هجرية الموافق عام 814م ومن جانب آخر كان الفرس يودون أن يبقى المأمون بمرو لتكون عاصمة الخلافة فهو هناك في أمان واطمئنان بين أنصاره ومؤيديه ولكنها بعيدة عن مركز الدولة كما أنها أكثر إتجاها نحو الشرق مما جعل سيطرتها على العرب ضعيفة لكن أهل بغداد بدأوا بإشعال الثورات ضد الخليفة المأمون خاصة بعد أن أقدم على خطوة جريئة وأمر لم يسبقه إليه أحد من الخلفاء فقد إختار أحد أبناء البيت العلوي وهو علي بن موسى الرضا ليكون وليا للعهد من بعده وقد أثار هذا الأمر غضب وإستياء العباسيين حتى إنهم خلعوه وبايعوا بدلا منه عمه إبراهيم بن المهدى عام 202 هجرية الموافق عام 817م فإضطر المأمون أخيرا أن ينتقل إلى بغداد وأن يترك مرو للقضاء على هذه التحركات في مهدها بعد أن جهز جيشا كبيرا لهذا الغرض وسار على رأسه من خراسان قاصدا بغداد فهرب إبراهيم بن المهدي من بغداد والتي لما دخلها المأمون عفا عن عمه كما خدمته الأقدار ففي ذلك الوقت توفي علي بن موسى فكان لذلك أكبر الأثر في تهدئة الموقف .
وفضلا عن ذلك كان من أخطر الثورات التي واجهها المأمون الثورة التي قامت في مصر حيث كان جند مصر قد إشتركوا في خلافات الأمين والمأمون كل فريق في جانب وبعد أن إنتهى الخلاف بإنتصار المأمون ظل الخلاف قائما بين جند مصر وأصبح موضع الخلاف التنافس على خيرات مصر فكان الجند يجمعون الخراج لا ليرسل للخليفة بل ليحتفظوا به لأنفسهم وقد قامت جيوش المأمون كثيرا بمحاربتهم مع أهل مصر الذين شاركوا في هذه الثورات ولكن هذه الثورات كانت ما تلبث أن تشتعل من جديد فإضطر المأمون في النهاية أن يرسل إليهم جيشا ضخما إستطاع القضاء على الثورة نهائيا كما تمكن قائده طاهر بن الحسين من القضاء على ثورات العرب أنصار الأمين كما أخمد المأمون أيضا ثورة الحسن بن الحسين في الحجاز وثورة عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب في اليمن عام 207 هجرية الموافق عام 822م وهكذا سيطر على الدولة في سكون وهدوء وكان المأمون قد إستلم خلافة المسلمين وهو في السابعة والعشرين من عمره وكانت فترة حكمه علي الرغم من قيام الثورات والفتن التي أشرنا إليها في السطور السابقة إلا أنها كانت فترة إزدهار عظيمة في تاريخ العصر العباسي الأول حيث شهد عصر المأمون نهضة حضارية كبيرة وإزدهارا علميا كبيرا وكان هذا بسبب تشجيع المأمون الناس على العلوم كالفلسفة والطب والرياضيات والفلك حيث أنه كان محبا للعلم والأدب وكان هو نفسه شاعرا وعالما وأديبا يحب الشعر ويجالس الشعراء ويشجعهم وكان يعجب بالبلاغة والأدب كما كان للفقه نصيب كبير من إهتمامه وكان العلماء والأدباء والفقهاء لا يفارقونه في حضر أو سفر وقد أدى تشجيعه للشعراء في أيامه إلى إعطاء الشعر دفعة قوية كما كان تشجيعه للعلوم والفنون والآداب والفلسفة ذا أثر عظيم في رقيها وتقدمها ونهضتها وإنبعاث حركة أدبية وعلمية زاهرة ونهضة فكرية عظيمة إمتدت أصداؤها من بغداد حاضرة العالم الإسلامي ومركز الخلافة العباسية إلى جميع أرجاء المعمورة وبإختصار فقد إستطاع المأمون أن يشيد صرحا حضاريا عظيما وأن يعطي للعلم دفعة قوية ظلت آثارها واضحة لقرون عديدة وعلاوة علي ذلك فقد كان من أهم وأبرز أعماله تأسيس جامعة الحكمة في بغداد وهي جامعة عربية فريدة ضمت مكتبة لنسخ الكتب ومراكز ترجمة كبيرة ترجم فيها الكتب اليونانية ونشر هذه الكتب بين الناس فإرتفعت ثقافة المسلمين ومن ثم إزدادت إبداعاتهم في كافة العلوم والمجالات كما قام المأمون بإرسال البعوث إلى القسطنطينية والإسكندرية وأنطاكية وغيرها من المدن للبحث عن مؤلفات علماء اليونان وأجرى الأرزاق على طائفة من المترجمين لنقل هذه الكتب إلى اللغة العربية والتي إكتسبت فى عهده مكانة مرموقة وأنشأ مرصدين أحدهما في حي الشماسية ببغداد والآخر في تدمر بسوريا وأمر الفلكيين برصد حركات الكواكب كما أمر برسم خريطة جغرافية كبيرة للعالم وفضلا عن ذلك فقد شجع الخليفة المأمون المناظرات الكلامية والبحث العقلي في المسائل الدينية كوسيلة لنشر العلم وإزالة أوجه الخلاف بين العلماء مما أدى إلى إزدياد قوة نفوذ العلماء في الدولة وكان من أشهرهم أبو عثمان الجاحظ .
وفي المجال العسكرى لم يغفل الخليفة المأمون عن قتال الروم حيث خرج بنفسه على رأس الجيوش الإسلامية لغزو الروم الذين كانوا يهددون حدود الدولة العباسية الشمالية عام 215 هجرية الموافق عام 830م فإفتتح حصن قرة وحصن ماجدة وحصن سندس وحصن سنان ثم رحل عنها إلى الشام ثم عاود غزو الروم في عام 216 هجرية الموافق عام 831م ففتح هرقلة ثم وجه قواده فإفتتحوا مدنا كبيرة وحصونا وأدخلوا الرعب في قلوب الرومان ثم عاد إلى دمشق ولما غدر الروم ببعض البلاد الإسلامية غزاهم المأمون للمرة الثالثة على التوالى في عام 217 هجرية الموافق عام 832م ومن يعده إستطاع أخوه وخليفته المعتصم أن يفتح نحو ثلاثين حصنا من حصون الروم فإضطر الروم تحت وطأة الهزيمة إلى طلب الصلح فطلب منه تيوفيل ملك الروم الصلح وعرض دفع الفدية مقابل السلام وكانت وفاة الخليفة المأمون في يوم 18 رجب عام 218 هجرية الموافق يوم 10 أغسطس عام 833م بعد أن أصابته أزمة قلبية في مدينة طرسوس في شمال بلاد الشام وكان قد توجه إليها لمواصلة غزو بلاد الروم والرد علي غدرهم وهو في السابعة والأربعين من عمره بعد أن ظل خليفة لمدة 20 عاما ودفن في المدينة المذكورة وإستلم الخلافة من بعده أخوه أبو إسحق محمد المعتصم بالله والذى أصبح الخليفة العباسي الثامن ومما يذكر عن الخليفة المأمون أن المؤرخين أشاروا إلى أن فكر المعتزلة قد بدأ في عهده وكان هذا الفكر يدعو إلى الإعلاء من قيمة العقل وجعله المصدر الرئيسي في فهم النصوص دون قيود وعلاوة علي ذلك نذكر أن الخليفة المأمون قد زار مصر في عام 217 هجرية الموافق عام 832م وخلال تلك الزيارة زار منطقة أهرامات الجيزة وحاول تعلم اللغة الهيروغليفية القديمة .
ومن أبرز معالم شارع الخليفة المأمون جامعة عين شمس والتي تعتبر أقدم ثالث جامعة مصرية وقد تأسست في شهر يوليو عام 1950م تحت إسم جامعة إبراهيم باشا ومن يوم تأسيسها بدأت تشارك شقيقتيها الجامعتين السابقتين جامعة القاهرة حاليا جامعة فؤاد الأول سابقا وجامعة الإسكندرية حاليا جامعة فاروق الأول سابقا في خدمة العلم وفي إنجاز رسالةِ الجامعاتِ وإحتوت الطلب المتزايد علي التعليم العالي وبدأت تتوسع تباعا في إنشاء العديد من الكليات والمعاهد الأكاديمية التي كانت تنقصها ويعود سبب تسميتها بجامعة عين شمس إلي أنه بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م إقترح أن تكون أسماء الجامعات المصرية لها جذور ومعالم تاريخية من البلاد وهكذا في يوم 21 فبراير عام 1954م تغير إسم الجامعة إلى جامعة هليوبوليس أى مدينة الشمس وبعد ذلك تغير في نفس السنة إلى إسمها الحالي جامعة عين شمس وهو الإسم العربي لهليوبوليس أو أون التي كانت أقدم جامعة في التاريخ والتي تأسست من حوالي 5000 عاما مضت وكان لها شهرة واسعه ومركز متقدم في المعرفة والعلوم خصوصا في علوم الفلك والهندسة والطب وربما كان المثال المتقن للمعرفة والمهارة في معلمي جامعة أون هو أمنحوتب الكاهن الرئيسي والوزير والمصمم الذي صمم عام 2700 ق.م أول مبني حجرى ضخم وهو هرم زوسر المدرج في سقارة وجدير بالذكر أنه في عام 1952م تم تخصيص قصر الزعفران الذى شيده الخديوى إسماعيل ليكون المقر الإداري لجامعةً عين شمس والتي إستطاعت عبر السنين أن تصبح مؤسسة علمية وثقافية رئيسية كأحد الجامعات الرائدة مع شقيقاتها من الجامعات الأخرى الأقدم والأحدث والتي تعمل جميعها من أجل خلق أجيال جديدة مسلحة بالمعرفة من أجل خلق مستقبل أفضل لمصر ومازالت الجامعة تؤدى دورها ومهمتها في تطوير الحياة الثقافية والعلمية في مصر وإثراء المعرفة الإنسانية عموما .
وتتضمن جامعة عين شمس حاليا عدد 15 كلية ومعهدين عاليين وقد بدات في عام 1950م في وقت تأسيسها بعدد ثمان كليات فقط هي كلية الآداب والقانون وكلية التجارة وكلية العلوم وكلية الهندسة وكلية الطب وكلية الزراعة وكلية البنات وفي عام 1969م إنضمت كلية التربية لكليات الجامعة والتي عرفت منذ عام 1880م كمدرسة للمعلمين وبذلك أصبحت الكليةَ التاسعةَ في الجامعة وفي عام 1973م تأسست كلية الألسن والتي أصبحت الكلية العاشرة في الجامعة َوفي عام 1994م صدر مرسوم بتأسيس كليتين جديدتين هما كلية الصيدلة وكلية طب الأسنان وبدأت الدراسة الفعلية بهما في العام الدراسي التالي لصدور المرسوم 1994م / 1995م وفي نفس السنة تقرر تَأسيس كلية الحاسباتِ والمعلومات والتي تمنح درجة البكالوريوس في أحد تخصصات علوم الحاسب الآلي أو نظم المعلومات أو الحسابات العلمية وبدأت الدراسةَ بها أيضا وكانت الكلية الأخيرة التي إنضمت إلى الجامعةَ هي كلية التمريض التي كانت قد تأسست كمعهد عام 1980م وكلية التربية النوعية في عام 1998م والتي تم إنشاؤها من أجل إعداد خريجين مؤهلين وعلي قدر عالي من الكفاءة في مجالات الأنشطة المختلفة مثل التربية الموسيقية والتربية الفنية والإعلام التربوى والصحافة والإذاعة والتليفزيون والمسرح المدرسى وتكنولوجيا التعليم التربوى والإقتصاد المنزلى التربوى كما إنضم إلي الجامعة معهد الطفولة الذى تأسس عام 1981م ومعهد البيئة الذى تأسس عام 1982م هذا وتشمل جامعة عين شمس عدد 7 حرم جامعي جميعها متواجدة في القاهرة أولها الحرم الرئيسي الموجود في أول شارع الخليفة المأمون والذى يضم إدارة الجامعة إلي جانب َكلية الآداب وكلية الحقوق وكلية العلوم وثانيها الذى يضم كلية التجارة وكلية الألسن وكلية الصيدلة وكلية طب الأسنان وكلية الحاسبات والمعلومات ومعهد الطفولة ومعهد البيئة والمستشفى التخصصي وهو يقع على الجانب الآخر من الشارع المذكور في مواجهة الحرم الجامعي الرئيسي وثالثها ويضم كلية الطب وكلية التمريض ويقع في مستشفيات الجامعة الواقعة في الحرم الجامعي في العباسية بجوار الكاتدرائية المرقسية ورابعها يضم كلية الهندسة ويقع بالعباسية الشرقية وخامسها يضم كلية التربية والتربية النوعية ويقع في منطقة روكسي وسادسها يضم كلية البنات ويقع في مصر الجديدة بشارع أحمد تيسير وسابعها ويضم كلية الزراعة ويقع في مدينة شبرا الخيمة شمالي القاهرة وتقدم جميع هذه الكليات برامج للدراسات العليا كما توفر الجامعة إمكانية الإقامة للطلاب المغتربين من خلال المدينة الجامعية للطلاب والتي تقع أمام الحرم الجامعي مباشرة بينما تقع المدينة الجامعية للطالبات في مصر الجديدة بجوار كلية البنات هذا بالإضافة إلى عدة بيوت خارجية تستأجرها الجامعة لإستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات القادمين من خارج القاهرة ويستوعب قطاع المدن الجامعية بجامعة عين شمس أكثر من 4000 طالب وطالبة سنويا ولا تزيد الرسوم المقررة للسكن بالمدينة الجامعية عن ما يعادل 10 دولارات شهريا تشمل الإقامة وتغذية كاملة تحتوى على ثلاث وجبات يوميا بجانب توفير خدمات ترفيهية وأنشطة مختلفة تساهم في إعداد جيل قادرعلى تحمل المسئولية في المستقبل القريب .
ومن معالم شارع الخليفة المأمون أيضا المجمع الطبي للقوات المسلحة والذى يعود تاريخه إلى عهد والي مصر محمد علي باشا الذي أسس المستشفى العسكري بين مدينة الخانكة وأبو زعبل في عام 1825م علي يد الطبيب الفرنسي أنطوان كلوت بك وفي عام 1837م إنتقل إلى القصر العيني ثم إنتقل تدريجيا إلى موقعه الحالي في أواخر عهد الخديوي توفيق باشا في بداية عام 1892م ومع بداية الألفية الثالثة تم إنشاء وتطوير العديد من المستشفيات التخصصية والأقسام العلاجية والإدارية في هذا المجمع الطبي والتي تشمل ثمانية مستشفيات وهي مستشفيات القلب والباطنة والكلى والطوارئ والجراحة وطب العيون والجهاز التنفسي والأسنان بالإضافة إلى خمس أقسام متخصصة وهي السمعيات والتخاطب والعلاج بالأوكسجين والمعامل والأشعة فضلا عن العيادات الخارجية وهكذا أصبح هذا المجمع الطبي للقوات المسلحة مدينة طبية متكاملة تخدم الملايين من العسكريين والمدنيين سنويا وعلي مقربة من هذا المجمع الطبي توجد أيضا مستشفي من أكبر مستشفيات مصر وهو مستشفي عين شمس التخصصي والتي تعد من أكبر المستشفيات في مصر وهي تقع على مساحة 25 ألف فدان وقد تم تطويرها في السنوات الأخيرة من أجل تقديم خدمة علاجية متميزة للمواطنين وجدير بالذكر أنه يتم إجراء ما يقرب من 200 عملية يومية بهذه المستشفى وتقديم كافة الخدمات الطبية في جميع التخصصات بالإضافة إلي إجراء التحاليل والأشعات بجميع أنواعها ومن معالم شارع الخليفة المأمون أيضا مسجد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أو مسجد كوبري القبة الخيري وهو أحد مساجد مدينة القاهرة الحديثة الشهيرة وهو يقع بالقرب من مبنى وزارة الدفاع المصرية وجامعة عين شمس وبه يقع ضريح الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وهو ينفصل عن المسجد إنفصالا تاما وينفرد ببوابته الكبيرة التي تطل على شارع الخليفة المأمون في الطابق الأرضي بينما المسجد يرتفع عن منسوب الشارع وقد بدأ العمل في هذا المسجد عام 1962م وكانت أرضه مهداة من الدولة لجمعية كوبري القبة الخيرية بإيجار رمزي قدره جنيه واحد سنويا وفي عام 1965م أمر الرئيس عبد الناصر بإستكمال بناء المسجد على نفقة الدولة وأشرف بنفسه على إعداده وتجهيزه على الطراز العربي الحديث وتكلف إنشاؤه أكثر من 300 ألف جنيه وعند وفاة الرئيس عبد الناصر يوم 28 سبتمبر عام 1970م تم دفنه فيه بناءا علي وصيته .
ومن أهم معالم شارع الخليفة المأمون أيضا وزارة الدفاع المصرية وهي الوزارة المسؤولة عن القوات المسلحة المصرية وتنظيمها وإدارة شؤونها ومنشآتها ومرافقها والعمل على تطويرها وصيانتها كما تتولى أيضا شؤون الكليات العسكرية والتجنيد والتعبئة والمحاربين القدامى وإدارة المصانع الحربية بمصر وقد نشأت هذه الوزارة تحت إسم نظارة الجهادية ثم تحولت بعد ذلك إلى نظارة ثم إلي وزارة الحربية وظل التعامل بهذا الإسم حتى عام 1980م إذ تغير إسمها إلى وزارة الدفاع ويعود تاريخ الوزارات الحربية في الدول الإسلامية إلى عهد عمر بن الخطاب عند تأسيسه لديوان الجند كجهة مسؤولة عن الجند والقادة ورواتبهم وإستمر العمل بها لقرون طويلة وبعد تولي محمد علي باشا حكم مصر عام 1805م عمل على تطوير الجيش المصري على الطراز الحديث حيث تم إضافة السجلات والرتب العسكرية وسن التجنيد الإجباري وكان أول من تولى مسئولية الديوان هو محمد لاظوغلي باشا وفي عام 1879م تم إنشاء أول نظارة في تاريخ مصر تحت رئاسة نوبار باشا وتولى نظارة الجهادية وقتها راتب باشا ثم أفلاطون باشا ثم شاهين باشا ثم عثمان رفقي باشا الذي تسبب تفضيلة للأتراك والشراكسة وإساءة معاملته الضباط المصريين إلى تذمرهم وغضبهم حيث قام بالقبض على أحمد عرابي باشا ورفاقه مما دفع الجيش إلى التحرك وتحريرهم والتقدم بعريضه إلى الخديوي توفيق الذي وافق مضطرا على عزل عثمان رفقي باشا وتعيين محمود سامي البارودي باشا بدلا منه وبعدها بأشهر قامت الثورة العرابية وتولى أحمد عرابي باشا نظارة الجهادية حتى قيام الإحتلال الإنجليزي لمصر الذين أعادوا تنظيم الجيش وأنشاوا منصب رئيس الأركان وتغير إسم نظارة الجهادية إلى نظارة الحربية والبحرية وإستمر العمل بهذا الاسم حتى عام 1914م حيث تحولت إلي وزارة الحربية ومما يذكر أنه منذ الاحتلال البريطاني لمصر منذ عام 1882م وحتي توقيع معاهدة عام 1936م بين مصر وبريطانيا كانت وزارة الحربية تعد وزارة ثانوية لكن بعد توقيع المعاهدة المشار إليها أصبحت من أهم الوزارات السيادية حيث نصت المعاهدة علي زيادة عدد أفراد الجيش المصرى وتزويده بالأسلحة الحديثة وتدريب ضباطه وجنوده تدريبا متقدما حديثا وقد ظل العمل بمسمي وزارة الحربية حتى عام 1980م حيث بعد إبرام إتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979م تغير الإسم إلي وزارة الدفاع حتى يتسق مع الوضع السلمي وحتى لا توصف مصر أنها دولة تبادر بالهجوم لأنه من غير اللائق أن يكون الإسم الرسمي للجيش الإسرائيلي هو جيش الدفاع الإسرائيلي والوزارة تسمى بالدفاع بينما لا تحظى مصر بنفس التسمية .
|