الخميس, 5 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع الإسكندر الأكبر

شارع الإسكندر الأكبر
عدد : 12-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

شارع الإسكندر الأكبر هو أحد شوارع ضاحية مصر الجديدة التي تعد من أرقي ضواحي القاهرة وهو يمتد من شارع السيد الميرغني موازيا لشارع العروبة حتي ينتهي بتقاطعه مع شارع الشهيد نزيه خليفة وينسب هذا الشارع إلي الإسكندر الأكبر أحد ملوك مقدونيا الإغريقية وكان أيضا من أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ وهو يعرف بعدة أسماء أخرى منها الإسكندر الأكبر المقدوني والإسكندر الأكبر ذو القرنين والإسكندر الثالث والذى ولد في مدينة بيلا عام 356 ق.م ولما تخطي سن الطفولة قام والده فيليب الثاني المقدوني بإستدعاء الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو إلى قصره لتعليم إبنه وعندما بلغ الإسكندر سن الثانية عشرة من عمره بدأ أبوه في إعداده للفروسية وقد إستمر الإسكندر في تلقي العلم من أرسطو حتى بلغ السادسة عشر من عمره وكانت والدته تسمى أولمبياس وكان والده فيليب قد أخضع بلاد اليونان تحت سيطرته وإستعد في عام 337 ق.م للقيام بحملة على الفرس إنتقاما منهم بما فعلوه في بلاد اليونان من تخريب وبينما كان الإستعداد للحملة الكبرى قائما على أشده إغتيل فيليب بخنجر أحد ضباطه الغاضبين عليه في عام 336 ق.م ولم يكن الإسكندر قد جاوز العشرين من عمره ووجد نفسه ملكا على مقدونيا ولكنه لم يتهيب المخاطر وتولى العرش بمسئولياته الجسام في هذه السن المبكرة وورث الإسكندر عن أبيه مملكة وجيشا قويا إلا أنه واجه تمرد من جانب المدن اليونانية التي كانت لا تريد الإستمرار في الخضوع لسيطرة مقدونيا فواجه الإسكندر هذا التمرد بكل شجاعة وبسالة وما كاد خريف عام 335 ق.م يقدم حتى كان الإسكندر قد أخضع بلاد اليونان بضربة واحدة وإنتزع لنفسه قيادة القوات اليونانية والمقدونية وأصبح زعيما لا ينافس يفرض سلطانه على منطقة شاسعة ممتدة من البيلوبونيوس جنوبا إلى حوض الدانوب شمالا ومن جزيرة كوركيرا غربا إلى البوسفور والدردنيل شرقا وإنطلق الإسكندر في ربيع عام 334 ق.م في حملة على بلاد فارس وتمكن من دحر الفرس وطردهم خارج آسيا الصغرى ثم شرع في إنتزاع ممتلكاتهم الواحدة تلو الأخرى في سلسلة من الحملات العسكرية التي دامت عشر سنوات تمكن خلالها الإسكندر من تحطيم القوة العسكرية للإمبراطورية الفارسية في عدة مواقع عسكرية حاسمة أبرزها معركة إسوس وجاوجاميلا وتمكن في النهاية من الإطاحة بدارا الثالث إمبراطور فارس وفتح كامل أراضي إمبراطوريته وبذلك إمتدت حدود إمبراطورية الإسكندر الأكبر من البحر الأدرياتيكي غربا إلى نهر السند شرقا .

إجتاحت جيوش الإسكندر أيضا مصر في خريف عام 332 ق.م والتي كانت خاضعة لإحتلال الفرس آنذاك وتتلخص قصة إستيلاء الإسكندر علي مصر في أنه قام بحصار غزة في شهر أكتوبر من عام 332 ق م وكان هناك حصن مبني في غزة على مرتفع وكان ذو تحصينات منيعة ولم يشأ أهل غزة وحلفاؤهم الأنباط أن يخسروا تجارتهم المربحة التي سيطرت عليها غزة لذلك رفض قائد الحصن باتيس أن يسلم الحصن للإسكندر وكان هذا القائد ضخم القوام عديم الرحمة وبعد ثلاث هجمات تمت السيطرة على الحصن عنوة ولكن لم يتم ذلك إلا بعد أن أصيب الإسكندر بجرح غزير في كتفه لقاء سهم أطلق من مقلاع على الأسوار وقتل باتيس على يد الإسكندر عندما تملكه الغضب بعد أن رفض باتيس الإنحناء أمامه مبديا أمارات الكبر والأنفة عبر إلتزامه الصمت وإزدرائه لفاتح حصنه ومع سقوط غزة واصل الإسكندر سيره حتي وصل إلي الفرما قرب بور سعيد الحالية والتي تعد بوابة مصر الشرقية ولم يجد أي مقاومة من المصريين ولا من الحامية الفارسية عند الحدود فدخل مصر بسهولة ثم عبر النيل ووصل إلى العاصمة منف وأشاع أنه جاء إلى مصر ليحررها من عبودية الفرس ومن ثم رحب المصريون بالبطل الذي خلصهم من الفرس حيث كان المصريون يكرهون الفرس أشد الكراهية ذلك أن الفرس لم يروا في مصر سوى سلة خبز كبيرة لهم ومن ثم رحبوا بالإسكندر كملك عليهم ونظروا إليه على أنه صديق وحليف يحترم عقائدهم ولذا فقد وضعوه على عروش الفراعنة وتم تتويجه على نهج الفراعنة وتم منحه تاج مصر العليا وتاج مصر الدنيا ولقب بتجلي رع وتجسد أوزوريس كما حمل لقب إبن آمون ووصل الإسكندر بعد ذلك الى قرب الموضع الذى أسس فيه مدينة الإسكندرية فيما بعد فى أواخر عام 332 ق.م فسلم له الوالى الفارسي دون مقاومة وبذلك تحولت مصر إلى جزء مهم من إمبراطورية الإسكندر والذى أقام مهرجانا ثقافيا ترفيهيا على النمط الإغريقي إحتفالا بهذا النصر العظيم .

وبعد ذلك سار الإسكتدر بقواته بحذاء الفرع الكانوبي للنيل وهو أحد فروع النيل السبعة القديمة والذى كان يقع غرب فرع رشيد الحالي متجها إلى ساحل البحر المتوسط وحط رحاله بالقرب من بحيرة مريوط عند قرية صغيرة تسمي راقودة أو راكوتيس باليونانية كان معظم سكانها من الصيادين وراعه أهمية المكان المحصور بين البحيرة والبحر المتوسط خاصة وأن المكان قريب من نهر النيل الذي يمده بالمياه العذبة وأدرك أن هذا الموقع يصلح لتشييد حاضرة عظيمة ووجد في المكان جزيرة صغيرة قريبة من الشاطئ تسمى فاروس ومن ثم كلف أحد معاونيه ويدعى المهندس دينوقراطيس والذى كان في الأصل إغريقيا من جزيرة رودس فى البحر المتوسط وقد إصطحبه الإسكندر معه ضمن مستشاريه كما رافقه فى جولته الكشفية التى بدأها من مدينة كانوب أبو قير التي تقع شرق الإسكندرية حتى المنطقة القريبة من قرية راقودة أو راكوتيس وجزيرة فاروس لكي يشرف على بناء مدينة في هذا الموقع ووصل الشاطئ بالجزيرة بطريق من الحجارة والرمل وبحيث تعتبر هذه الجزيرة التي ستتحول إلي شبه جزيرة بعد وصلها باليابسة جبهة دفاعية أمامية للمدينة الجديدة علاوة علي وجود بحيرة مريوط جنوب هذه اليابسة مما يشكل تحصينا دفاعيا من ناحية الجنوب وهذه المواصفات أقنعت الإسكندر بضرورة إنشاء مدينة فى هذا الموقع تحمل إسمه وتخلد ذكراه وتكون عاصمة لمصر وميناء يخدم التجارة الدولية فى هذه المنطقة وعلى أن تحمل المدينة الجديدة إسم القائد المقدوني ألا وهي الإسكندرية التي قدر لها أن تصبح عاصمة مصر لاحقا خلال عهد البطالمة خلفاء الإسكندر وتظل عاصمة لها قرابة الألف عام وبالفعل بدأ المهندس دينوقراطيس في تخطيط هذه المدينة وقسم أرضها الفضاء الى طرق وميادين وأحياء فكان لعبقريته الهندسية الفذة الفضل فى تأسيس هذه المدينة العظيمة والتي في تخطيطه العام لها إختار النمط الهيبو دامى أو ما يطلق عليه في علم تخطيط المدن النظام الشبكي المتعامد وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزاوية قائمة ثم تخطيط شوارع أخرى فرعية تتوازى مع كل من الشارعين وهو التخطيط الذى شاع إستخدامه فى العديد من المدن اليونانية منذ القرن الخامس قبل الميلاد ويتميز هذا التخطيط بسهولة التنقل داخل المدينة مما يسهل عملية الدفاع عنها إذا ما تعرضت للحصار أو لهجوم عليها من الخارج .

وبدأ المهندس دينو قراطيس بمد جسر يربط بين جزيرة فاروس وكان طول هذا الجسر 1300 متر ونتيجة لإنشاء هذا الجسر أصبح هناك ميناءان أحدهما شرقي يسمى بالميناء الكبير والأخر غربي ويسمى ميناء العود الحميد وتم تقسيم المدينة الى خمسة أحياء حملت حروف الأبجدية اليونانية الأولى ومن هذه الأحياء الحى الملكى أو البروكيون والحى الوطنى وحى اليهود وكان الشارع الرئيسي الذى يمتد من الشرق الى الغرب فى وسط المدينة وعرف بإسم شارع كانوب وهو شارع فؤاد حاليا ويحده من الشرق بوابة كانوب ومن الغرب باب سدرة أما الشارع الرئيسي المتعامد معه والذى يمتد من الشمال إلى الجنوب فهو يقابل الأن شارع النبى دانيال وكان يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس كما كان من ضمن تخطيط المدينة معبد السرابيوم لعبادة الإله سيرابيس وكان يقع بالمنطقة بين باب سدرة وكوم الشقافة وكان بجواره معبد الإله مترا الإغريقي واللذان قد تهدما أيام الرومان وسرعان ما إكتسبت الإسكندرية شهرتها بعدما أصبحت سريعا مركزا ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا وكانت تتسم في مطلعها في عهد الإسكندر بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق ثم تحولت أيام خلفائه البطالمة الإغريق إلي مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة ومن الناحية التاريخية أنه بعد أن إستولى الإسكندر الأكبر على مصر وشرع في إنشاء مدينة الإسكندرية أراد زيارة معبد آمون بواحة سيوة الذي كان قد نال شهره عمت آفاق العالم القديم بأسره في مسألة التنبؤ بالمستقبل وكان ذلك فى شتاء عام 331 ق.م فخرج الإسكندر بموكبه من الإسكندرية يصحبه بعض رفاقه مع وحدات من الجيش متجها إلى ناحية الغرب متوجها إلى باراتونيم قديما مرسى مطروح حاليا ومنها إلى الجنوب في طريق القوافل المعروف بإسم سكة السلطان .

ويحكى أنه بعد أيام من بدء الرحلة نفذ الماء الذي مع القافلة وإستولى الرعب علي الجميع وإحتاروا فيما يفعلون إلا أن العناية الإلهية حلت بهم إذ هطلت أمطارغزيزة مع أن هذه المنطقة نادرة المطر وبذلك إستطاعوا ملء جرارهم من مياه الأمطار وبعد عدة أيام تالية هبت عاصفة رملية شديدة من الجنوب وضاعت معالم الطريق أمامهم وفجأة ظهر لهم طائران يحلقان في السماء وفى الحال أصدر الإسكندر أوامره بأن تتبعهما القافلة قائلا إن هذين هما رسولان من آمون وعلى هداهم وصلوا إلى واحة سيوة ويبدو أن الإسكندر لم يخبر كهنة آمون بهذه الزيارة المفاجئة من قبل ولذلك ظهر الإندهاش والتعجب على وجوه أهل سيوة وكهنة آمون عند رؤيتهم قافلة الإسكندر القادمة وفى الحال خرج الكهنة لإستقباله عند البوابة وصاحبوه حتى معبد آمون وعلى بابه وجد الإسكندر الكاهن الأكبر يدعوه إلى دخول الصومعة الداخلية للمعبد لكى يستشير آمون بنفسه إكراما لشخصه ومكانته وقدره وعندما خرج بدت عليه السعادة وظهرت عليه علامات الرضا والسرور ولما سأله رفاقه عما حدث في الصومعة رفض أن يبوح بشئ من هذه الأسرار وأعلن انه لن يبوح بها إلا لأمه ولكنه مات بعدها قبل أن يصل إليها ودفن وهو يخبئ في صدره الأسرار التي قالها له آمون وبعد عودته من واحة سيوة توجه الإسكندر إلي مدينة منف مرة أخرى ثم خرج منها خلال عام 331 ق.م لكي يستكمل فتوحاته في قارة آسيا ولم يحالفه الحظ لرؤية ولو مبنى واحد من المدينة التي أمر ببنائها والتي تحمل إسمه حيث لم يعد إليها إلا بعد موته ليدفن جثمانه بها .

وكان الإسكندر يسعى للوصول إلى نهاية العالم ولذا فبعد خروجه من مصر توجه إلي بلاد العراق وكانت تعرف بإسم بلاد الرافدين وإستولي عليها ومن بعدها بلاد فارس في عام 329 ق.م وإستطاع أن يسقط الإمبراطورية الفارسية وقتل الشاه دارا الثالث ثم أقدم على غزو الهند عام 326 ق.م لكنه إضطر إلى أن يعود أدراجه بناءا على إلحاح قادته وبسبب تمرد الجيش لأن القوات المقدونية كانت قد أنهكت من القتال والترحال في ظروف مناخية غريبة عليها بل إن قوى الرجال أنهكت من الناحية النفسية ولهذا رفضوا التوغل شرقًا وظهرت رغبتهم في العودة إلى أوطانهم وفد أسس الإسكندر أكثر من عشرين مدينة تحمل إسمه في أنحاء مختلفة من إمبراطوريته أبرزها وأهمها مدينة الإسكندرية في مصر وأنشأ العديد من المستعمرات اليونانية في أنحاء إمبراطوريته المترامية الأطراف وسعى الإسكندر لمزج الثقافة اليونانية الهلينية بالثقافات الشرقية أي المزج بين حضارة الشرق والغرب وخلق حضارة جديدة تجمع بين الإثنين أطلق عليها إسم الحضارة الهلينستية وتزوج الإسكندر من روشان الفارسية ويطلق عليها باليونانية روكسانا كما تزوج أيضا من زوجة ثانية هي ستاتيرا الفارسية وزوجة ثالثة هي بروشات الفارسية أيضا وأنجب ولدين هما الإسكندر الرابع وهرقل المقدوني وكانت وفاة الإسكندر في قصر نبوخذ نصر ببابل بالعراق في العاشر أو الحادي عشر من شهر يونيو عام 323 ق.م وكان عمره إثنان وثلاثون عاما وقد إختلف المؤرخون في تحديد أسباب الوفاة فمنهم من قال إنه أفرط في شرب الخمر حتى أصيب بحمى قوية وأصبح عاجزا عن الكلام وذكر آخرون إنه مات بالسم على يد بعض المقربين منه وذهب البعض إلى إحتمالية إصابته بمرض طبيعي كالملاريا أو حمى التيفود فمات بسببها وعموما فبعد وفاته تم تحنيط جثمانه وتم وضعه فى تابوت مرصع من الذهب الخالص وهي العادة الفرعونية التي كانت سائدة آنذاك ثم صنعت له عربة خاصة لنقله وإتفق قادته على أن يتم دفنه فى موطنه ببلاد اليونان وكانت العربة تحمل محفة محلاة بالذهب والأحجار الكريمة ويجرها أربعة وستون بغلا برقبة كل منها طوق تحليه الأحجار الكريمة وسار موكب الجنازة من بابل حتى وصل إلي بلاد الشام غير أن بطليموس الأول والملقب بسوتير أي المنقذ أحد قواده وخليفته في حكم مصر كان حريصا على أن يدفن الإسكندر فى المملكة التي يحكمها وهي مصر إذ كانت هناك نبوءة أو أسطورة شهيرة تقول إن المملكة التى ستحوى قبر الإسكندر ستعيش قوية مزدهرة .

وعندما علم بطليموس بإقتراب الموكب من حدود مصر سارع على رأس جيشه لإستقبال الجثمان ونجح فى إحضاره إلى مصر ولما وصل الموكب إلى مدينة منف قام بطليموس بدفن الجثمان هناك حسب الطقوس المقدونية ثم رأى بطليموس الثانى من بعده أن ينقل جثمان الإسكندر إلى المدينة التى أنشأها وتحمل إسمه فنقلت رفاته من منف إلى مدينة الإسكندرية القديمة حيث بقي حتى ما قبل بداية العصور الوسطى بقليل وقد أقدم بطليموس التاسع وهو من أواخر خلفاء بطليموس الأول على نقل مومياء الإسكندر من التابوت الذهبي إلى تابوت آخر مصنوع من الزجاج وذلك حتى يتسنى له إذابة الأول وسك العملات من سائله وقد قام كل من القادة الرومان بومبي ويوليوس قيصر وأغسطس قيصر بزيارة ضريح الإسكندر ويقال إن الأخير قد إقتلع الأنف عن طريق الخطأ كما ورد أن يوليوس قيصر بكى عندما بلغ عامه الثالث والثلاثين قائلا إنه على الرغم من كل إنجازاته لم يبلغ ما بلغه الإسكندر من المجد في هذه السن كذلك قيل إن الإمبراطور الروماني كاليجولا إقتلع الصفحية الصدرية من المومياء وإحتفظ بها لنفسه كما أقدم الإمبراطور سپتيموس سيڤيروس على إغلاق ضريح الإسكندر أمام العامة في عام 200م وقام إبنه الإمبراطور كاراكلا وهو من أشد المعجبين بالإسكندر بزيارة قبره خلال فترة حكمه وبعد مضي هذا العهد أخذت الدلائل والنصوص التي تتحدث عن ضريح الإٍسكندر تقل تدريجيا إلى أن أصبح موقعه ومصيره من ضمن الأمور التاريخية التي يكتنفها الغموض والضباب حاليا والخلاصة أنه لا أحد يعرف بالتحديد مكان مقبرة الإسكندر حتي يومنا هذا وأن الموضوع لا يخلو من كونه إجتهادات شخصية من بعض الأثريين حيث هناك رأيان أحدهما يرجح وجود مقبرة الإسكندر الأكبر في حي كوم الدكة بالقرب من المسرح الروماني المواجه لمحطة مصر والآخر يرجح وجود المقبرة فى شارع النبى دانيال وتحديدا عند مثلت تقاطع شارع النبى دانيال مع شارع فؤاد تحت مسجد النبى دانيال على أساس أن هذا المكان هو نقطة تلاقى الشارعين الرئيسيين بمدينة الإسكندرية وقت أن بناها الإسكندر منذ حوالي 2350 سنة وعموما فإنه في حالة العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر ستحدث ضجة عالمية تفوق ضجة العثور على مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون في وادى الملوك بمدينة الأقصر في شهر نوفمبر عام 1922م علي يد المستكشف الإنجليزى الشهير هوارد كارتر وسيكون خبر العثور عليها حديث العالم كله وسيفد إلي الإسكندرية حينذاك علماء الآثار والباحثون والصحفيون ومندوبو وكالات الأنباء والمحطات التليفزيونية والسياح العاديون من شتي أنحاء العالم لزيارة هذه المقبرة الشهيرة وما تزال الجهود تبذل حتي يومنا هذا من أجل الكشف عن مكان هذا الضريح .
 
 
الصور :