بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
شارع العزيز بالله هو أحد أكبر وأشهر شوارع حي الزيتون بالقاهرة وهو يمتد من نقطة تقاطعه مع شارع جسر السويس ويمتد متقاطعا مع شارع طومان باى وشارع سليم الأول وهما من أشهر وأكبر شوارع حي الزيتون أيضا حتي ينتهي بتقاطعه مع شارع محطة مترو الأنفاق بالزيتون الموازى لخط السكة الحديد الخاص بمترو الأنفاق القادم من منطقة حدائق القبة متجها إلي الزيتون والمطرية وعين شمس وعزبة النخل والمرج والمرج الجديدة ومن أهم معالم شارع العزيز بالله المسجد الذى أطلق عليه إسم الشارع أي مسجد العزيز بالله والذي يعود تأسيسه إلى الدكتور محمد جميل غازي في عام 1968م بهدف نشر الفكر السلفى في مصر وقد جعلت خطب الشيوخ محمد حسان ومحمود المصري ومحمد حسين يعقوب من المسجد الأكثر إقبالا من قبل مريدى السلفية من مختلف المحافظات وتحولت الزيتون إلي معقل لهم لوجود المركز الإسلامي لدعاة التوحيد والسنة الذي يعد همزة الوصل الأساسية بين المكتبات والمساجد والزوايا به ولذلك فهو من أشهر المساجد التي تدعو إلى منهج أهل السنة بمصر ويشتهر أيضا بأنه يوجد إلي جواره العديد من المحال التي تبيع كتب إسلامية وملابس إسلامية أيضا عند تقاطعه مع شارع سليم الأول بالإضافة إلى الأشرطة والسيديهات علاوة على محلات العودة للطبيعة ومنتجاتها من ألبان والسواك والعسل الجبلي وغيره وهو يعد أيضا من أشهر المساجد في القاهرة التي تحيي ليالي شهر رمضان المعظم حيث يأتى إليه الكثير من المسلمين لأداء صلاة التراويح وذلك لأنه يفد إليه العديد من الشيوخ والأئمة والدعاة المعروفين يحاضرون ويلقون خطبهم في تعاليم أصول الدين وفقا لعقيدة أهل السنة والجماعة وحفظ القرآن الكريم وهو يحظى أيضا بإقبال أسبوعي كل جمعة حيث يتزايد عدد رواده بشكل كبير وجدير بالذكر أنه منذ عام 2012م يعيش مسجد العزيز بالله حالة من الإستقرار والإعتدال الفكري بعد سيطرة وزارة الأوقاف على المسجد وقرارها بألا يعتلي منبر المسجد إلا أزهري حاصل على تصاريح من وزارة الأوقاف مهما كانت الإعتراضات من بعض الفصائل وفضلا عن ذلك توجد بجانبه أيضا مستشفى العزيز بالله الشاملة والتي تتميز بإمكانيات جيدة وطاقم ممتاز من الأطباء والإستشاريين وهي مناسبة للطبقات المتوسطة ودون المتوسطة .
وينسب شارع العزيز بالله إلي الخليفة الفاطمي الخامس ضمن الخلفاء الفاطميين والخليفة الثاني للدولة الفاطمية بمصر والإمام الخامس عشر من أئمة طائفة الشيعة الإسماعيلية العزيز بالله نزار بن معد بن إسماعيل والذى ولد بمدينة المهدية بتونس عام 344 هجرية الموافق عام 955م وهو إبن الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله الفاطمي والذى نقل مقر الخلافة الفاطمية من تونس إلي مصر وجعل القاهرة التي أمر قائده جوهر الصقلي الذى كان قد سبقه في القدوم إلي مصر ببنائها في عام 358 هجرية الموافق عام 969م وسميت في البداية المنصورية نسبة إلي الخليفة المنصور والد المعز لدين الله ثم تغير إسمها إلي القاهرة مع قدوم المعز إلي مصر في يوم 7 رمضان عام 362 هجرية الموافق يوم 11 يونيو عام 972م وأقام في القصر الذي بناه جوهر الصقلي وفي اليوم الثاني خرج لإستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية الشيعية وإنقطعت تبعيتها للخلافة العباسية السنية وقد تولي العزيز بالله الخلافة بعد وفاة ابيه المعز عام 365 هجرية الموافق عام 975م وكان عمره عشرين عاما وكان معروفا عنه أنه كان كريما شجاعا كما كان أيضا سياسى محنَك يسوس أمور رعيته بالهوادة واللين والرفق وقيل فيه أيضا إنه كان ذكيا وأديبا مستنيرا يجيد عدة لغات كريما محبا للعفو وذلك إلى جانب قدرته فى قيادة الجيوش والحروب وكان من أهم أعماله إعلان وظيفة الوزير التي لم تكن موجودة في البلاط الفاطمي من قبل وكان أول وزير للخليفة الفاطمي هو يعقوب بن كلس عام 367 هجرية الموافق عام 977م وقطع الخطبة للخليفة العباسي في اليمن وتم إعلانها للعزيز بالله الفاطمي وفضلا عن ذلك فقد نظم حملة بقيادة جوهر الصقلي ضد أفتكين والقرامطة الذين كانوا يثيرون القلاقل في بلاد الشام بعد أن فشلت المفاوضات بينهما من أجل إستقرار الدولة وإستطاع القائد جوهر الصقلي أن ينتصر في هذه الحملة ومن ثم تمكن الخليفة العزيز بالله من السيطرة على دمشق وعلي بلاد الشام في عام 368 هجرية الموافق عام 978م كما نظم حملة أخرى ضد الروم الذين إستولوا على حلب عام 386 هجرية الموافق عام 1000م وتمكن من طردهم منها .
شهد عصر الخليفة العزيز بالله العديد من مظاهر العمران والنهضة الحضارية التي شملت الكثير من العلوم والفنون والآداب وكان من أبرز الآثار المعمارية التي أنشأها قصر اللؤلؤة الذي شيده على النيل كما إهتم كذلك بالقصر الشرقي الكبير الذي أسسه جوهر الصقلي والذي كان يعد من أعظم عمائر الفاطميين وكانت القاهرة طوال العصر الفاطمي هي مركز الدعوة الإسماعيلية في العالم الإسلامي وقد تركزت هذه الدعوة في بداية الأمر في الجامع الأزهر وشهدت بداية خلافة العزيز بالله أولى حلقات الدراسة فيه عندما بدجأ القاضي علي بن النعمان في الجلوس به في عام 365 هجرية الموافق عام 975م ليملي مختصرا في الفقه على جمع كبير من العلماء والكبراء كما شهدت الفنون المتطورة إزدهارا كبيرا في العصر الفاطمي حتى بلغت أقصى درجات الجودة والإتقان ومن ذلك صناعة الخزف والمصنوعات الزجاجية وخاصة في عهد الخليفة العزيز بالله وعلاوة علي ذلك فقد أنشأ ملحقا بقصره ضم مكتبة ضخمة عرفت بكونها أكبر مكتبة في التاريخ الإسلامي ضمت مجموعة هائلة من ملايين المجلدات والكتب في شتي العلوم والآداب لكن هذه المكتبة إحترقت ودمرت وضاعت منها مئات آلاف الكتب والمجلدات حين وقع الخلاف بين الجنود السودانيين والأتراك في عام 460 هجرية الموافق عام 1068م في عهد الخليفة المستنصر بالله حين لم يتمكن الخليفة آنذاك من دفع رواتب الجند فهجموا علي المكتبة وأتلفوا محتوياتها وأشار القلقشندي إلى نهاية المكتبة بقوله وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعا للكتب النفيسة من جميع العلوم ولم تزل على ذلك إلى أن إنقرضت دولتهم أي دولة الخلفاء الفاطميين وشهدت مصر أيضا كذلك في عهده إستقرارا ملحوظا ونهضة إقتصادية ورواجا تجاريا فضلا عن النهضة العمرانية العظيمة وإنشاء العديد من المساجد والأربطة والمدارس والإهتمام بالحدائق والبساتين والمتنزهات وتشييد الدور والقصور الأنيقة والمباني الفخمة وهو ما يعكس حياة الترف والرفاهية التي إتسم بها عهد الخليفة العزيز بالله وأيضا فقد شهد عهد الخليفة العزيز بالله تسامحا ملموسا في التعامل مع الذميين من غير المسلمين سواء اليهود أو المسيحيين .
ومما يذكر عن الخليفة الفاطمي العزيز بالله أن المرأة لعبت دورا مهما في حياته وعلي الرغم من أن المرأة ساهمت بنصيب كبير بوجه عام في سياسة البلاد الداخلية والخارجية في العصر الفاطمي فإنها نالت في عهد الخليفة العزيز بالله مكانة لم تحظ بها في أي من العهود السابقة أو اللاحقة وكان منهم السيدة المعزية أم الخليفة العزيز وزوجة الخليفة المعز لدين الله والتي تلقبت بـأم الأمراء وكان قد تزوجها الخليفة المعز قبل أن يأتي إلى مصر وكان لها نشاط تجاري واسع في مصر وعلي الرغم من أنه لم يكن لها أي دور سياسي معروف فإن الخليفة المعز كان يتشاور معها في بعض الأمور السياسية على نحو ما يذكر المقريزي وإستمر هذا الدور في عهد إبنها العزيز بالله كما كانت لزوجته السيدة العزيزية مكانة كبيرة في حياته وكان لها أثر كبير في كثير من السياسات التي إنتهجها زوجها وكانت هذه السيدة مسيحية على المذهب الملكاني وهو مذهب كنيسة القسطنطينية وهي أم ست الملك أخت الحاكم بأمر الله إبن الخليفة العزيز بالله لأبيه وكان لهذه السيدة سلطان كبير على الخليفة العزيز وهو ما جعله يرفع أخويها إلى أرقى المناصب الكنسية فعين أخاها أُرِيستس مطرانا على بيت المقدس عام 375 هجرية الموافق عام 985م وعين أخاها الآخر أرسانيوس مطرانا على القاهرة ثم أصبح بطريركا على القاهرة بعد ذلك أما ست الملك إبنة الخليفة العزيز بالله وأخت الخليفة الحاكم بأمر الله فقد حظيت بمكانة عالية لدى أبيها الذي أحاطها بكل أسباب الترف والثراء حتى إنه بنى لها القصر الغربي لتعيش فيه بمفردها وكانت تمتلك ثروة كبيرة من التحف الثمينة والجواهر النفيسة وعدد كبير من الإماء اللاتي خصصن لخدمتها وكان لها إقطاع في ضياع الصعيد والوجه البحري فضلا عما كانت تملكه من القصور والدور والبساتين وقيل إنها كان لها دور في تخليص البلاد من الحاكم بأمر الله أخيها الغير شقيق فيما بعد .
وفي عام 386 هجرية الموافق عام 996م شن ملك الروم هجوما علي حلب مرة أخرى وإستولى على ما فيها ثم إتجه إلى حمص فإستولى عليها وسار إلى طرابلس فحاصرها أربعين يوما دون أن يتمكن من فتحها حتى إضطر إلى العودة إلى بلاده مرة أخرى وعندما علم العزيز بالله بما حدث عظم ذلك عليه ونادى في الناس بالخروج للقتال وفتح خزائنه فأنفق منها على التجهيز للحرب وأعد أسطولا حربيا جمع له العدد والآلات والأسلحة اللازمة ولكن حدثت مجموعة من الكوارث العجيبة والأحداث الغريبة فقد إحترق الأسطول الذي أنفق الكثير من الجهد والمال لتجهيزه قبل أن يخرج للقتال فتمّ صنع أسطول آخر فلما خرج إلى البحر هبت ريح قوية فتحطم الأسطول وغرق عدد كبير من السفن والجنود ولكن ذلك كله لم يجعل الوهن أو اليأس يتسرب إلى نفس العزيز بالله ولم يضعف ذلك من عزيمته فخرج في جيوش هائلة إلى بلاد الشام لينتقل منها إلى أرض الروم ولم يكن يدري أن ساعات قليلة تفصل بين يومه الذي يحياه وغده الذي لن يراه فقد إشتد عليه مرض القولون العصبي الذي أصابه ببلبيس عند خروجه من مصر وتزايد عليه حتى أودى بحياته وكان ذلك يوم 28 رمضان عام 386م الموافق 15 أكتوبر عام 996م وهو في الرابعة والأربعين من عمره وتولي الخلافة من بعده إبنه الحاكم بأمر الله ليصبح سادس خلفاء الدولة الفاطمية وثالث الخلفاء الفاطميين في مصر .
وجدير بالذكر أن الخليفة العزيز بالله كان قد بدأ في عهده بناء المسجد الذى أكمله إبنه الخليفة الحاكم بأمر الله ولذلك عرف بإسمه ويعد جامع الحاكم بأمر الله ثاني الجوامع الفاطمية بمصر بعد الجامع الأزهر الشريف وقد تم وضع حجر أساس هذا الجامع عام 385 هجرية الموافق عام 995م في عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله والذى توفاه الله بعد مرور عام واحد أى في عام 386 هجرية الموافق عام 996م فتوقفت أعمال البناء بالجامع إلى أن أمر إبنه الخليفة الجديد الحاكم بأمر الله بإستكمال البناء وليستمر البناء حتي عام 393 هجرية الموافق عام 1002م ولذلك تم تسميته بجامع الحاكم بأمر الله ثم أمر الخليفة عند هذه المرحلة بضرورة بناء مئذنتين للجامع لتزداد فخامة وجماليات الجامع وفنه المعمارى الراقي ومخططه الرائع ولينتهي تماما البناء عام 402 هجرية الموافق عام 1012م وصليت فيه أول جمعة يوم الخامس من شهر رمضان عام 403 هجرية الموافق عام 1013م ويقع جامع الحاكم بأمر الله في نهاية شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية ملتصقا بباب الفتوح وكان يقع في الأصل خارج حدود سور القاهرة القديم الذى بناه جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله حول القاهرة عام 359 هجرية الموافق عام 970م فلما قام بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بتوسعة القاهرة عام 480 هجرية الموافق عام 1087م من الناحيتين الشمالية والجنوبية لمسافة 150 متر أقام السور الشمالي بالحجر ملاصقا تماما للجدار الشمالي الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله فأصبح يحده من الشمال سور القاهرة القديم ومن الشرق وكالة قايتباى وباب النصر ومن الغرب شارع المعز والذى يطل عليه المدخل الرئيسي للجامع ومن الجنوب منطقة سكنية للأسف أقرب ماتكون إلى العشوائيات .
وكان الهدف الأساسي من بناء جامع الحاكم بأمر الله هو وجود مسجد جامع واسع بعد أن بدأ الجامع الأزهر يضيق بالمصلين وخاصة في يوم الجمعة فكان قرار الخليفة العزيز بالله ببناء هذا الجامع الذى اكمله إبنه الحاكم بأمر الله كما أسلفنا ويبلغ طوله حوالي 120 متر وعرضه 113 متر وفي نهاية واجهته الشمالية الغربية أى التي في الإتجاه المعاكس للقبلة توجد مئذنتا الجامع وترتكزان علي قاعدتين كل منهما مكون من جزئين يعلو كل منهما الآخر وهما علي هيئة هرم ناقص وتبرز فوق كل من الجزئين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وتنتهي من أعلى برأس علي شكل نصف كرة وبجسم كل منهما نقوش وزخارف نباتية وهندسية بديعة بالإضافة إلي أشرطة كتابية بالخط الكوفي وبين المئذنتين وفي منتصف الواجهة الشمالية الغربية يوجد المدخل الرئيسي للجامع والمطل على شارع المعز وهو بارز عنها وكان أول مدخل بارز عن واجهة المدخل يتم بناؤه علي هذا الشكل في مصر حيث لم نر ذلك الطراز فيما سبقه من الجوامع التي بنيت قبله وهو مغطي بقبو اسطواني عرضه حوالي 3.5 متر وطوله حوالي 5.5 متر وفي خلفيته النهائية باب إرتفاعه 2.2 متر معقود بعقد أفقي حجرى وهو يؤدى إلى الإيوان الموازى لإيوان القبلة والجامع من الداخل به صحن مكشوف تحيط به 4 ايوانات أكبرها هو ايوان القبلة ويتكون من عدد 5 أروقة بكل واحد منها 17 عقدا والثلاثة ايوانات الأخرى كل منها مكون من عدد 3 أروقة وبكل واحد منها 17 عقدا أيضا وجميع العقود ترتكز على أكتاف حجرية داكنة اللون تربطها ميد خشبية بها زخارف ونقوش محفورة في الخشب وتحمل العقود سقف خشبي مسطح ويحيط به من أسفله وأعلى العقود إزار جصى من الكتابة الكوفية جميلة الشكل وكان يوجد في نهايتي حائط القبلة قبتان كما كانت توجد قبة ثالثة فوق المحراب وقد تم هدم واحدة منهم وهي الشرقية عند بناء بدر الجمالي لسور القاهرة بعد توسعتها وكانت القباب مزخرفة بزخارف جصية بديعة الشكل وبخصوص شبابيك الجامع فقد جعل شباك في محور كل عقد وكل شباك كانت تزينه وتجمله زخارف جصية بديعة الشكل أيضا .
وفي عام 702 هجرية الموافق عام 1303م حدث زلزال هائل أدى إلي تهدم العديد من العقود والأكتاف الحاملة لها وكان ذلك في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون وتم ترميمه وبناء ماتهدم منه كما قام السلطان حسن بعمل بعض التجديدات به عام 1359م وفي زمن الحملة الفرنسية مابين عام 1798م وعام 1801م تحول الجامع إلى مقر لأحد حاميات الحملة وبعد ذلك قام السيد عمر مكرم نقيب الأشراف ببعض الإصلاحات في عام 1808م بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادى خصصت لجنة حفظ الآثار العربية الجناح الشرقي منه لحفظ الآثار الإسلامية التي تم العثور عليها أو التي كانت موجود في العديد من الآثار الإسلامية وكانت معرضة للسرقة والتلف حتي تم تشييد متحف الفن الإسلامي بباب الخلق وإفتتاحه عام 1903م حيث نقلت تلك الآثار إليه وفي عام 1927م وفي عهد الملك فؤاد قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإعادة بناء المتهدم من الأكتاف والعقود وفي أواخر السبعينيات من القرن العشرين الماضي قامت طائفة البهرة الشيعية الهندية بترميمه ترميما شاملا حيث أن الدولة الفاطمية وخلفاءها كانوا من الشيعة مما يمثل نوع من القداسة لهم في نظر تلك الطائفة وكان ذلك بعد أن سمح لها الرئيس الراحل أنور السادات بتنفيذ عملية الترميم علي نفقتهم وقام بنفسه بإفتتاح الجامع بعد تجديده وترميمه وجدير بالذكر أن المسجد مفتوح ومتاح فيه الصلاة لجميع المذاهب والطوائف كما توجد إنتقادات عديدة لعملية الترميم التى قامت بها طائفة البهرة حيث لم يتم الحفاظ على عناصر وتفاصيل وشكل وروح الجامع الأصلي حيث تم تغيير الكثير من المعالم الأثرية والنقوش والزخارف به فيما عدا المئذنتين .
|