السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع قمبيز

 شارع قمبيز
عدد : 02-2022
بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"

شارع قمبيز هو أحد شوارع حي الدقي أحد أهم وأكبر أحياء محافظة الجيزة وهو يقع بين شارعين من أهم وأشهر شوارع هذا الحي وهما شارع مصدق وشارع نادى الصيد متقاطعا مع شارع مسجد الصحابة وشارع عمان وشارع إبن الوليد وحي الدقي حي سكني وتجاري حيوي حيث أنه يضم العديد من الفنادق المتعددة المستويات مثل فندق الشيراتون وفندق بيراميزا وفندق سفير الدقي وهذه من فئة الخمس نجوم إلي جانب العديد من الفنادق فئة الأربع والثلاث نجوم وكذلك تنتشر بحي الدقي العديد من المستشفيات والمراكز الطبية ومعامل التحاليل والأشعة مثل مستشفي الشبراويشي ومستشفي عنوس ومستشفي مصر الدولي ومعامل ساريدار ومعامل البرج ومعامل المختبر كما يوجد بالحى العديد من المساجد والكنائس المعروفة مثل مسجد أسد بن الفرات ومسجد الصحابة وكنيسة السيدة العذراء مريم وكنيسة الشهيد مارجرجس وتمر به طرق رئيسية تربط بين شطري مدينة القاهرة الكبرى في محافظتي القاهرة والجيزة وكانت منطقة الدقي قرية من قرى ريف الجيزة مثل معظم أنحاء تلك المحافظة حتى دخلت الحيز العمراني الحضري بداية من عام 1964م وقد جعلها قربها من مدينة القاهرة متنفسا للأثرياء والموسرين قبل ذلك الوقت ليتملكوا فيها القصور والمزارع كما سكنها بعضهم سكنا مستديما ويرجع تسمية الدقي إلي وجود عائلة تسمي عائلة الدقي التي سكنت هذه المنطقه منذ القدم وقد أتت إليها من صعيد مصر وتمركزت فيها ثم مالبثت أن رحلت إلي الأرياف بالمنوفية في مدينة الشهداء وتمركزت بقرية سلامون قبلي وأصبحت من أكبر العائلات فيها وما زالت تلك العائلة تعيش بهذه القرية حتي الآن وما زال لها أفرع في البحيرة وكفر الدوار وشبرا الخيمة والإسماعيلية ومدينة نصر وحلوان والجيزة وتعتبر عائلة أبو حشوة بزاوية الناعورة بالشهداء فرع من فروع عائلة الدقي ومما يذكر أن هذا الشارع ليس هو الشارع الوحيد في مصر الذى يسمي بشارع قمبيز وإن كان هو أشهرهم حيث يوجد شارعان آخران يحملان نفس الإسم أولهما يوجد في ضاحية مصر الجديدة وهو يتفرع من شارع عمر بن الخطاب بعد ميدان الإسماعيلية وفى إتجاه تلاقى شارع أبو بكر الصديق مع شارع هارون الرشيد ويمر من أمام مدرسة نوتردام ويصل الى شارع الإمام على بعد قطع شارع أمين الخولى وثانيهما شارع صغير يوجد فى مدينة الإسكندرية عند قنال المحمودية البحرى .

ومن العجيب والغريب أن يكون هناك في مصر عدد 3 شوارع بإسم قمبيز أحد ملوك الفرس الذين غزوا مصر وعاثوا فيها فسادا حيث دمر منف العاصمة القديمة لمصر عام 525 ق.م وقتل آلاف المصريين وإنتهك حرمة الديانة المصرية ووضع نهاية مؤسفة للعصر الفرعونى العظيم وكان عهده بداية للإحتلال الأجنبى لمصر والذى بدا بإحتلال الفرس لها ثم الإغريق في عام 332 ق.م بعدما إنتصر الإسكندر الأكبر المقدوني علي الفرس وطردهم من مصر ثم خلفه البطالمة حتي عام 30 ق.م حيث بدأ حكم الرومان لمصر والذى إستمر قرابة 7 قرون الى أن جاء الفتح العربى لمصر عام 21 هجرية الموافق عام 642م والأدهي من ذلك أن هناك قائمة أخرى من الغزاة الذين لا تزال شوارع مصر تحمل أسماءهم فى مدينتي القاهرة والإسكندرية وتضم هذه القائمة إلي جانب قمبيز الملكين الفارسيين دارا وقورش وكلاهما من غزاة مصر أيضا وتضم القائمة أيضا السلطان العثماني سليم الأول حيث كان يوجد شارع كبير بإسمه في حي الزيتون والذى هزم المماليك في الشام أولا عام 1516م وقتل السلطان المملوكى قنصوة الغورى ثم زحف علي مصر وإنتصر علي المماليك أيضا في موقعة الريدانية أو العباسية عام 1517م وأعدم آخر سلاطينهم طومان باى شنقا علي باب زويلة وأخضع مصر لسلطانه ولتتحول إلي ولاية عثمانية وإستمر ذلك حوالي 4 قرون ومما يذكر أنه منذ حوالي عام نادى الكثيرون بضرورة تغيير إسم الشارع المسمي بإسم السلطان سليم الأول وبالفعل تغير إسمه إلي شارع الشهيد أحمد المنسي لكن الكثيرين مازالوا يستخدمون الإسم القديم والبعض لا يعلم أصلا بتغيير إسم الشارع حيث جرت العادة في مصر فيما يتعلق بأسماء الشوارع أنه علي الرغم من تغيير أسماء بعضها بأسماء جديدة إلا أن الغالبية العظمى تصر على التمسك بالإسم القديم فعلي سبيل المثال شارع وميدان عبدالسلام عارف بمنطقة باب اللوق بالقاهرة لا يزالا معروفًين عند المصريين بإسمهما القديم شارع وميدان البستان ونفس الحال فى ميدان رابعة العدوية بمصر الجديدة الذى تغير إسمه إلى ميدان الشهيد هشام بركات النائب العام الأسبق الذى إغتاله الإرهابيون في شهر يونيو عام 2015م لكن لا يزال المصريون يطلقون عليه نفس إسمه القديم ونفس الحال يتكرر فى ميدان سفنكس بالعجوزة بمحافظة الجيزة فما يزال يعرف بهذا الإسم رغم تغيير إسمه إلى ميدان نجيب محفوظ وشارع وميدان طلعت حرب بالتحرير مازال البعض يعرفهما بإسمهما القديم شارع وميدان سليمان باشا ونفس الأمر مع شارع الجمهورية بوسط القاهرة الذى كان إسمه قبل ثورة عام 1952 شارع إبراهيم باشا ومازال العامة يستخدمون هذا الإسم ونفس الحال مع شارع 26 يوليو والذى مازال العامة يطلقون عليه شارع فؤاد إسمه القديم .

وفي السطور القادمة نتعرف بشكل أكثر تفصيلا عن هذه الشخصية الكريهة ملك الفرس قمبيز الذى تحمل عدد 3 شوارع بمصر إسمه فهو الملك قمبيز الثاني ملك الأخمينيين الفرس وهو إبن الشاه الفارسي الملقب بقورش العظيم وكان أهم هدف من أهدافه هو غزو مصر لأنه كان يعتبرها إمتدادا للإمبراطورية الفارسية التي أقرها والده قورش العظيم وإستطاع بالفعل أن يستولي على مصر عام 525 ق.م وحكمها لمدة أربع سنوات ولقب بالألقاب المصرية القديمة مثل ملك الشمال والجنوب وإبن رع وإتخذ لنفسه لقب حورس موحد الأرضين وكان إتخاذه هذه الألقاب دليل على قوة التقاليد المصرية وضرورتها حتى يستطيع الملك أن يتمكن من الحكم أو ربما كان الذي دفعه لإتخاذ هذه الألقاب هو معرفته بعظمة وقيمة تلك الألقاب كتقليد للفراعنة ولكن هناك إحتمال آخر أنه أراد أن يبين أمام الشعب أن حكمه حكم ذو صبغة مصرية وهو يعتبر أول زرادشتي يحكم مصر الفرعونية بالحديد والنار خلال أربع سنوات من الحكم الأخميني ووفقا للمؤرخين اليونانيين وخصوصا هيرودوت تتلخص قصة غزو قمبيز لمصر في أن ملك بلاد فارس قمبيز الثاني قد طلب من فرعون مصر أحمس الثاني طبيبا للعيون مقابل مردود جيد إلا أن الطبيب كان يكره العمل الشاق الذي يوكله إياه الفرعون كل حين فأقنع قمبيز أن يطلب من أحمس الثاني أن يتزوج إبنته مدركا أنه سوف يرفض مما سوف يغضب قمبيز ولم يرد أحمس الثاني أن يرسل إبنته كما أنه لم يرد أن ينشأ صراع بينه وبين الفرس فأرسل إليه إبنة الفرعون السابق أبريس فإعترفت بأنها ليست إبنة أحمس الثاني فغضب قمبيز الثاني من ذلك وإعتبره إهانة بالغة ومن ثم إتخذ ذلك ذريعة لكي يغزو مصر كما يرجع المؤرخون اليونانيون سببا آخرا جعل قمبيز يغزو مصر وهو أنه كان لفرعون مستشارا إغريقيا يدعى فانيس يعرف كل صغيرة وكبيرة إلا أنه إختلف مع الفرعون فهرب منه وبالرغم من إرسال الفرعون قتلة مأجورين خلفه إلا أنه أفلت من قبضتهم وهرب إلى بلاد فارس ومن هناك ساعد الملك الفارسي قمبيز الثاني في الإستيلاء على مصر بعدما إنضم إلى صفوف جيش قمبيز وقدم له معلومات سرية عن خطط المصريين فى الحروب وأسرار مواجهاتهم القوية لأعدائهم مما كان يمكنهم من النصر فى حروبهم كما دل قمبيز على الطرق والمسالك السهلة التى تمكنه من الوصول إلى حصون الفراعنة بسهولة وحدد له مواقع كمائن وحاميات الجيش المصرى على الطرق الصحراوية وتحرك قمبيز علي رأس جيش قوامه ٤٠ ألف جندى بطول الساحل الشرقي للبحر المتوسط بمساندة بحرية من الأسطول الفينيقى ودخل صحراء سيناء وقدم لقبائلها البدوية الذهب والعطايا لكى تمد جيشه بالمياه والطعام وإعتمد بصورة رئيسية على الخائن فانيس حتى بلغ مدينة بيلوزيوم وهي الفرما الحالية شمال غرب سيناء فى موقع يقع شرق بورسعيد الحالية وتغلب على الحامية المصرية فيها رغم خسارته أكثر من ١٥ ألف جندى نتيجة بسالة الحامية وإستماتتها في القتال وواصل طريقه متجها إلي مدينة منف وهي قرية ميت رهينة بمركز البدرشين بمحافظة الجيزة حاليا ودفع رسله علي متن سفينة فارسية ليقنعوا المصريين بالإستسلام وعقد الصلح معه وكان الرد أن قتلوهم مع الحامية العسكرية التى تؤمنهم وأعادوا جثثهم جميعا إلى قمبيز مؤكدين مواصلتهم القتال والدفاع عن مدينتهم وحاول قمبيز إقتحام المدينة عدة مرات لكنه فشل فقام بحصارها عدة أشهر ومنع عنها أى إمدادات بالسلاح والمواد التموينية حتى تمكن من دخولها وبمجرد دخوله إليها نكل بأهلها أشد التنكيل حيث قتل أكثر من 2000 مصرى إنتقاما لمقتل رسله وحاميتهم ولكنه سرعان ما أدرك أن هذه القسوة لا يمكن أن تخضع شعب مصر الذى يمتلك تراثا ضخما من الحضارة فغير من أسلوبه في التعامل مع المصريين وإتسم حكمه إلي حد ما في بعض الأوقات باللين والهوادة وإستخدام الحيلة والمكر والخديعة وهذا يظهر من إحترامه لمدينة سايس أو صاو وهي قرية صالحجر التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية حاليا وكانت هي العاصمة آنذاك كما أظهر إحترامه لآلهتها الآلهة نيت وكان ذلك بدافع التأثير على المصريين بعد الدخول السئ الذي دخل به مصر وما إرتكبه من أعمال وحشية حيث أنه رأى بنفسه مدى تمسك المصريين بديانتهم فأراد أن يعزف على هذا الوتر الحساس في أن يظهر الإحترام للآلهة المصرية ليكسب إحترام وحب المصريين خاصة بعد المذبحة التي حدثت في منف إلا أنه قام بعمل مشين في مدينة سايس أيضا وهو عبثه بجثة الملك أحمس الثاني حيث أمر بإخراج جثته وضربها بالعصى وأن ينزع شعر بدنه ورأسه وأن ينكل به أقبح تنكيل لكن لم يتم تنفيذ هذه الأوامر حيث كان جسد الفرعون الراحل قد تم تحنيطه تحنيطا جيدا فأمر بإحراقه غير مراع إحترام الدين على الرغم من أن الفرس يعتقدون أن النار إله وليس مسموحا لهم أن يتم إحراق الموتى حيث لا يصح لإله أن يطعم بجثة إنسان وكان هذا المنع موجود أيضا عند المصريين لأنهم كانوا يؤمنون أن النار وحش ضارى يفترس كل ما يقدم له وبعد أن يشبع منه يموت هو أيضا مع الذي أحرقه وبهذا العمل يكون قمبيز قد قام بعمل مشين في الديانتين المصرية والفارسية وفضلا عن ذلك قام قمبيز بضرب معابد هليوبوليس بالحديد والنار وهدمها وحرقها من كل ناحية كما فعل ذلك بالمسلات وكان هناك إثنتان منهما أتلفتا إتلافا تاما كما يروى لنا هيرودت وسخر من شكل الآلهة بتاح في معبده وإنتهك حرمة المعابد الفرعونية عموما حيث دخل أماكن محظور الدخول إليها سوى للكهنة فقط وتسبب في أضرار جسيمة في مدينة طيبة وروى ديودور أنه حمل إلى فارس قرصا كبيرا من الذهب من مقبرة أوزمانديس وهي مقبرة في الرمسيوم بالبر الغربي بالأقصر كان مدونا عليها أيام السنة كلها ومعلومات بخصوص ظهور وإختفاء النجوم .

وبعد ذلك شن قمبيز عدد 3 حملات كان أولها علي قرطاج بتونس حاليا في إطار الإستيلاء علي بلاد ساحل البحر المتوسط بقارة أفريقيا وأيضا تأمين حدود مصر الغربية والثانية كانت علي نبتة ببلاد النوبة جنوبي مصر والثالثة كانت علي واحة سيوة إلا أنها فشلت جميعها وتعرضت جيوشه لهزائم نكراء وضاع جيشه في الصحراء في هذه الحملة الأخيرة وعند عودته إلى منف وجد المصريين يحتفلون بظهور أبيس جديد لهم وعندما رأى قمبيز تلك الإحتفالات ظن أنهم فرحون لفشله الذريع في حملاته الثلاث فإستدعى حكام منف وسألهم عن سبب فرحهم فقالوا إن إلههم لم يظهر منذ مدة طويلة وقد ظهر في تلك الأيام ولذا فرح المصريون لذلك فرحا عظيما ولما سمع قمبيز هذا الكلام ظن أنهم يكذبون فأمر بقتلهم ثم إستدعى الكهنة لسؤالهم نفس السؤال فأجابوه بنفس الإجابة فأمرهم بأن يأتوا بأبيس ليشاهده وبالفعل أتوا به وكان من صفات هذا الأبيس أنه عجل صغير لا تحبل أمه بغيره وكان المصريون يعتقدون أنه ينزل عليها برق من السماء فتحبل به ويعرف ببعض العلامات فيكون شعره أسود وعلى جبهته بقعة مثلثة وعلى ظهره نسر وتحت لسانه صورة عجل وشعر ذنبه مضاعف وفي حضور الكهنة إرتكب قمبيز جرما كبيرا إذ إستل سهمه ليشق بطن أبيس لكنه ضربه في فخذه ثم إلتفت إلى الكهنة وقال متهكما أيها اللصوص هل تكون الآلهة من لحم ودم وهل تشعر بإصابة السلاح وبعد ذلك أمر أن يضرب الكهنة بالعصى وأن يقبض على كل المصريين الذين يوجدون في حالة فرح بعيد الأبيس الجديد فبطلت الأفراح وعوقب الكهنة أما أبيس فمرض مدة في هيكله بسبب الجرح الذي في فخذه ثم مات ودفنه الكهنة بدون علم قمبيز وفي هذه الأثناء قامت ثورة في بلاد فارس وكان الوضع هناك يتجه نحو الإضرابات والفتن التي إجتاحت بلاد فارس والبلاد المجاورة لها ولما وصلت قمبيز هذه الأنباء السيئة قرر أن يسرع إلى بلده وأن يترك مصر وعندما كان يهم ليركب جواده أصابه نصل سيفه في فخذه كما أصاب العجل أبيس وبعد عشرين يوما جمع قواده وإعترف أنه قتل أخاه سميرديس وحثهم ألا يطيعوا الكاهن الزرادشتي جوماتا الذى قاد الثورة والإضطرابات في بلاد فارس وحاول أن يستولى على الحكم وأعلن أن أوامره فقط هي التي تعتبر قوانين وبعد ذلك توفى غير مأسوف عليه متأثرا بجرحه بعد تسمم جرحه قبل وصوله إلي بلاده .

وقبل أن نختم مقالنا هذا لا يفوتنا أن نقول إن الغازى العثمانى سليم الأول ليس وحده الذى يستحق محو إسمه من كل شوارع مصر وأن هناك غيره محتلون وغزاة وطغاة وقتلة وسفاحون يجب تطهير الشوارع من أسمائهم واولهم قمبيز الذى تحدثنا عنه في السطور السابقة وقورش ودارا كما توجد شوارع بأسماء سفهاء ومجانين ومشعلو فتن ولصوص وإرهابيون لا تزال أسماؤهم تخلدها شوارع مصر بل هناك شوارع تحمل أسماء غير لائقة من ناحية الأدب والذوق منها شارع بإسم الأشرف خليل بن قلاوون وهو سفاح كبير قتل الكثير من الأمراء وأقام مذابح فى مصر والشام وقهر الناس قهرا مذلا ويحكى لنا التاريخ نوادر عن مجونه وتهتكه وسخريته من الدين حتى أنه كان يجاهر بشرب الخمر فى نهار شهر رمضان وهو ما دفع أحد رجاله لقتله ولما أحيل للمحاكمة وقف بجرأة معلنا أن السلطان كان يشرب الخمر فى شهر رمضان المعظم ويأتي بأعمال فسق وفجور ولا يصح أن يحكم المسلمين ومنها أيضا شارع بإسم مراد بك بمحافظة الجيزة وشارع بإسم محمد بك الألفي في وسط البلد وهما أميران مملوكيان كان كل همهما الإنفراد بحكم مصر وتعاون أولهما مع الحملة الفرنسية علي مصر والثاني مع حملة فريزر الإنجليزية عام 1807م وذلك فضلا عن عدد من الشوارع بأسماء غير مناسبة للذوق العام مثل شارع حارة القتلى وشارع قلعة الكلاب وشارع حارة التمساح وشارع حارة شق الثعبان وشارع كعابيش كما كان فى وقت من الأوقات فى مصر شارع بإسم الشيخ العبيط في الجزء الجنوبى من حى الزمالك حاليا وشارع قنطرة الذى كفر وشارع أولاد أبوجهل وعموما فإن حكاية أسماء الشوارع تعود لأكثر من 115 عاما فحتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادى لم تكن مناطق وشوارع مصر كلها تحمل أسماء وكانت كل منطقة تسمى بإسم القبيلة أو العائلة أو أصحاب الحرفة الذين يقيمون فيها أما الشوارع فتعارف الناس فيما بينهم على أن يسموها بأسماء كبار الأثرياء أو المشاهير الساكنين فيها أو أول من بنى بيته فى الشارع وحين تولى محمد على باشا حكم مصر عام 1805م أصدر مرسوما يلزم الجميع بتحديد أسماء للشوارع ووضع لافتات بأسماء وأرقام المنازل فى كل شارع ومنذ ذلك الحين عرف المصريون للشوارع أسماء وعلى مدى 115 عاما إنحصرت أسماء الشوارع في عدد 5 فئات رئيسية فى مقدمتها أسماء شخصيات أغلبها شخصيات سياسية بارزة بعضها مصري وبعضها من دول عربية وغربية وأحيانا كان يطلق أسماء لاعبى الكرة على الشوارع مثل شارع مختار التتش وشارع حسين حجازى وأحيانا يطلق على الشوارع أسماء دول عربية وأنهار عربية وأسماء مدن مصرية وحملت شوارع أخرى أسماء حرفة مثل حارة الفحامين والعطارين والصوافين وهناك شوارع أخرى أطلق عليها أسماء أكلات ومشروبات مثل عطفة المخللاتية وحارة العرقسوس وشوارع رابعة حملت أسماء أسواق مثل سوق التلات وسوق الخميس .

 
 
الصور :