الجمعة, 24 يناير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المصريون .. والرقمنة

المصريون .. والرقمنة
عدد : 02-2022
كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

علمتنا الحياة أن الإحباط لا يقدم حلولاً..والاكتئاب لا يحل المشكلات... والحزن لن يعيد مفقوداً.. والواقع المؤلم دواؤه التغيير الجذري.. والعالم يتغير كل دقيقة .. ومصر جزء من منظومة التغيير العالمي، لذا سعت لبناء مصر الرقمية، مستهدفة ترسيخ الأداء والمعاملات بطرق بسيطة، ذات تكلفة ملائمة في أي وقت ومن أي مكان فى كل مناحي المجتمع لتحسين حياة المواطنين المرتبطة يوميا بجودة خدمات المؤسسات والوزارات والهيئات الحكومية ،بالاضافة الى تحسين جودة بيئة عمل الموظفين، ومساعدة صناع القرار على إدارة شئون البلاد.

ونظراً لأن وسائل وطرق المعاملات الالكترونية مستحدثة على مجتمعنا،فهناك ملايين المواطنين يواجهون العديد من الصعوبات لاتمام كافة معاملاتهم بسلامه ودقة لذلك تفضلت الحكومة مشكورة بالتنويه رسميا عبر بواباتها الالكترونية بإمكانية الاستعانة بموظفي "خدمة العملاء" سواء بالاتصال هاتفياً عبر الخط الساخن أو زيارتهم في مقر عملهم .. وعادة هؤلاء يكونوا أكثر ذكاءا وقدرة على حل المشكلات والاستماع للعميل والتحلي بالصبر والثقة بالنفس ولكن فعلياً الامر مختلف حيث تجد نفسك واقفا أمام الكثيرين منهم عاجزاً مغلوباً على أمرك من شدة تململهم منذ الدقيقة الأولى في الاستماع لشكواك والاهتمام بالرد المقنع لكافة استفساراتك دون تضليل !!!..ولاحرج في أنك محاط بأكثر من عميل جميعهم يتعاملون مع نفس الموظف في آن واحد دون الأخذ في الاعتبار لترتيب الأدوار أوخصوصية بياناتك التى تخص بها جهة ما!!! ... وبالتالى لادهشة حينما ينتقل بصر الموظف بين كافة الأفراد بحدة وعصبية ينتج عنهما سوء معاملة وغياب ضمير ولامبالاة في إمدادك بالخدمة مغلوطة أو منقوصة وهو في الأصل وظّف لخدمتك!!!

لاشك أن الانتقال الوشيك للموظفين الى مباني العاصمة الادارية الجديدة يمثل نقلة حضارية واقتصادية وتكنولوجية هامة في تاريخ مصر الحديث لكن يقيناً التاريخ لن يسطره تغيير الحجر إنما عقول وسواعد بشر تملك أسرار التَميُّز والتأثير التنافسي في عالم دائم التغيير .

ومجتمعنا لايزال يفتقد روح المسؤلية وفي أمس الحاجة لاعادة تشكيل وعيه الجمعى، فقد كنت ولازلت أعلن رفضى الكامل لإشغال الوظائف بالواسطة والمحسوبية لمجرد ضمان راتب أخر كل شهر بينما يتم تهميش الأكفاء وذوى القدرات المتميزة وما أكثرهم بيننا، فمعاناتنا مع البيروقراطية والفساد الادارى ستظل كابوساً بسبب فلسفة التوظيف الخاطىء في المناصب الهامة والحيوية.

وأخيرا.. أتمنى أن يكون حديثي معكم اليوم قد تغير بعد عام أواثنين أوثلاث، فقد انتهيت من قضاء عدة معاملات في بعض دواوين الحكومة خلال الاسابيع الماضية فيها برأت بحق من حولى وقوتى واعتصمت بحول الله وقوته،فلا يخفي عليكم مقدار ما يواجهة المواطن من استنزاف لكرامته وصحته وماله وهو مجبراً على التحلى بصبرأيوب ينتقل ما بين عشرات الموظفين لاتمام مختلف معاملاته حتى الإلكترونية منها التى يجب أن لا تستغرق دقائق معدودة لم تسلم من " فوت علينا بكره"!!!.... حفظ الله مصر وأعانها على استكمال تحديات مشوارها في البناء والتنمية.